تم نسخ النصتم نسخ العنوان
كيف يعرف الشيء أنه عادة أم عبادة. - ابن عثيمينالشيخ : حديث عائشة رضي الله عنها ورد في العبادات أو في المعاملات والأعيان والأعمال؟ في العبادات، وهي: التي يقصد الإنسان بها التعبد والتقرب إلى الله، فإن...
العالم
طريقة البحث
كيف يعرف الشيء أنه عادة أم عبادة.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : حديث عائشة رضي الله عنها ورد في العبادات أو في المعاملات والأعيان والأعمال؟ في العبادات، وهي: التي يقصد الإنسان بها التعبد والتقرب إلى الله، فإننا نقول له : هات الدليل على أن هذا عبادة، وإلا فإنه مردود، ائت بدليل على أن هذا عبادة وإلا فإنه مردود.
وهذا الحديث في الحقيقة يحتاج إلى تحرير بالغ. أولاً : إلى معرفة هل هذا عبادة أو عادة؟ يعني هل هو من الأعمال التعبدية أم من الأعمال العادية؟ هذا لا بد أن نحرره وأن نعرف.
مثلاً لو قال قائل : قول الإنسان لصاحبه إذا نجا من هلكة: ما شاء الله، هنيئاً لك، فجاء واحد وقال : لا تهنئه، هذا بدعة، هل يصح أن يقول هذا بدعة؟
الطالب : ... .

الشيخ : لماذا ؟ لأن هذا من أمور العادة، ليس من أمور العبادة، على أنه يمكن أن نأتي بدليل من الشرع على ثبوت مثل هذا، فكعب بن مالك رضي الله عنه لما من الله عليه بالتوبة جعل الناس يهنؤونه لتوبة الله عليه، كثير من الناس الآن في التهاني التي تقع بين الناس فيما بينهم، يقولك هذه بدعة، هات دليل على أن الإسلام يهنأ على مثل هذا العمل وإلا فلا تفعل، هل نوافقه على هذا أو لا؟
الطالب : ... .

الشيخ : ليش؟ لأن هذا ليس من العبادات، والأصل في غير العبادات الإباحة والحل حتى يقوم دليل على التحريم.
رجل صادف شخصا نجح في الامتحان، فقال له: ما شاء الله مبروك النجاح، هنأك الله به. فقال رجل ثالث : أنت مبتدع، ابتدعت، صح هذا؟ من قال ابتدعت صحيح كلامه أو غير صحيح؟
الطالب : غير صحيح.

الشيخ : ليش؟ لأن هذا ما قاله على سبيل التعبد ولا قصده بذلك التقرب إلى الله عز وجل، لكن هذا يفعل من باب العادات.
فهذه النقطة نقطة حساسة ينبغي لطالب العلم أن يتحرز منها.
فإن دار الأمر بين كونه عبادة أو عادة فالأصل أنه عادة ولا ينهى عنه، حتى يقوم دليل على أنه عبادة يستحق أن ينهى عنه إلا بدليل، طيب. إذن كل عبادة تقرب بها الإنسان إلى الله عز وجل فإنه لا يجوز إلا بدليل على أنها جائزة أو على أنها مشروعة.

Webiste