وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : كان رجل يسرف على نفسه لما حضره الموت قال لبنيه إذا أنا مت فأحرقوني ثم اطحنوني ثم ذروني في الريح فوالله لئن قدر الله علي ليعذبني عذابا ما عذبه أحدا فلما مات فعل به ذلك فأمر الله الأرض فقال : اجمعي ما فيك ففعلت فإذا هو قائم فقال : ما حملك على ما صنعت قال : خشيتك يا رب أو قال : مخافتك فغفر له . وفي رواية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : قال رجل : لم يعمل حسنة قط لأهله إذا مت فحرقوه ثم ذروا نصفه في البر ونصفه في البحر فوالله لئن قدر الله عليه ليعذبه عذابا لا يعذبه أحدا من العالمين فلما مات الرجل فعلوا به ما أمرهم فأمر الله البر فجمع ما فيه وأمر البحر فيجمع ما فيه ثم قال : لم فعلت هذا قال : من خشيتك يا رب وأنت أعلم فغفر الله تعالى له . رواه البخاري ومسلم و رواه مالك والنسائي بنحوه .
الشيخ محمد ناصر الالباني
الشيخ : قال المؤلف رحمه الله، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال كان رجل يسرف على نفسه، لما حضره الموت قال لأبيه إذا أنا مت أحرقوني ثم اطحنوني ثم ذرّوني في الريح فوالله لئن قدِر الله عليّ ليعذبني عذابا ما عذبه أحدا فلما مات فعل به ذلك، فأمر الله الأرض فقال اجمعي ما فيك ففعلت فإذا هو قائم فقال ما حملك على ما صنعت؟ قال خشيتك يا ربي أو قال مخافتك فغُفِرَ له وفي رواية أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال قال رجل لم يعمل حسنة قط لأهله إذا متُّ فحرقوه ثم ذروا أو ثم اذروا نصفه في البر ونصفه في البحر، فوالله لئن قدر الله عليه ليعذبنه عذابا لا يعذبه أحد من العالمين فلما مات الرجل فعلوا به ما أمرهم فأمر الله البر فجمع ما فيه وأمر البحر فجمع ما فيه ثم قال لم فعلت هذا؟ قال من خشيتك يا ربي وأنت أعلم فغفر الله تعالى له رواه البخاري ومسلم ورواه مالك والنسائي بنحوه .
من الغرائب يتضمن من غرائب الحوادث والوصايا التي كانت تقع في الزمن السابق ما قبل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فكان يقع فيه من الغرائب والعجائب التي إما أنه لم يعد يقع مثلها بعد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لحكمة أرادها الله وإما أنه يقع شيء منها ولكن لا يبلغنا خبرها لأنه ليس لنا هناك من يستقصي هذه الأخبار إلا الخالق لأصحابها وأصحاب العلاقات بها ثم هو يوحي بها إلى نبينا المعصوم عليه الصلاة والسلام ثم هو يبلغها أمته موعظة وذكرى .
من أجل ذلك أخرج البخاري ومسلم في صحيحيهما من حيث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بلّغوا عني ولو آية وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ومن كذب عليّ متعمدا فليتبوّأ مقعده من النار والشاهد هو الفقرة الوسطى في هذا الحديث ألا وهي قوله عليه السلام فحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج وإن من خير ما يُحدّثُ به أحدنا اليوم عن بني إسرائيل هو ما حدثنا به رسول الله صلى الله عليه وسلم مما صحت الأسانيد بذلك عنه عليه الصلاة والسلام .
كما سمعتم فيه عجيبة من تلك العجائب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يقول كان رجل مسرف على نفسه لما حضره الموت في الرواية الأخرى لم يعمل خير قط في هذه الرواية الأولى استمر في إسرافه على نفسه أي وظلمه لها حتى حضره الموت أي لم يكن من أولئك الذين يقضون شطرا من حياتهم في الإسراف في الفسق وفي الفجور ثم قُبيل وفاتهم يرجعون إلى الله تبارك وتعالى ويتوبون إليه، هذا الإنسان لم يكن كذلك وإنما استمر في إسرافه وفي ظلمه لنفسه ومعصيته لربه حتى حضره الموت لكنه لم يكن من أولئك الناس المغرورين الذين يسيؤون العمل ثم يرجون من الله تبارك وتعالى المغفرة، هكذا كثير من المسلمين اليوم مع الأسف الشديد يتواكلون على مغفرة الله عز وجل ولا يتعاطون من الأعمال الصالحات ما بها يستحقون مغفرة الله تبارك وتعالى.
فهذا الرجل كان معترفا بتقصيره وبجنايته على نفسه ومع ذلك فيبدو من هذه القصة العجيبة بأنه كان إيمانه لا يزال حيا في قلبه وكان لا يزال فيه شيء استحق به أن ينال مغفرة الله تبارك وتعالى مع أنه سلك سبيلا ربما لم يسلكه أحد قبله ولا أحد بعده ذلك أنه أوصى بهذه الوصية الجائرة حيث قال عليه الصلاة والسلام لما حضره الموت هذا الإنسان قال لبنيه إذا أنا متّ فأحرقوني ولم يقنع بهذا ثم قال اطحنوني تصورا منه أن الحرق قد لا يأتي على عظامه كلها فيبقى هناك شيء قائم من هذه العظام فتأكيدا لما خيّل له من وسيلة للنجاة من عذاب الله عز وجل قال لهم اطحنوني يعني باعتبار ما كان، كان إنسانا سويا فمات فأمرهم بأن يحرقوه بالنار ثم أكّد لهم ذلك بأن يطحنوه ثم يأخذوا الحاصل من ذلك الحرق والطحن وهو أن يصبح رميما قال ثم ذروني في الريح وفي الرواية الأخرى فيها توضيح كما سمعتم وسيأتي أيضا أنه أمر بأن يذرّوا أو يذروا روايتان نصف الرماد هذا في الريح ونصفه في البحر، مبالغة أيضا في أن يضيع على الله عز وجل في زعمه الضال، قال ثم ذرّوني في الريح لماذا أوصى بهذه الوصية الجائرة الغريبة، حلف وبيّن فقال فوالله لئن قدر الله عليّ ليعذبني عذابا ما عذبه أحدا أي من المسرفين على أنفسهم فلما مات فُعِلَ به، وهنا يظهر نوع من الطاعة من الأولاد للآباء، طاعة متناهية ولكن يظهر أنه لم يكن عندهم إما لم يكن عندهم في شرعهم أن مثل هذه الوصية هي وصية جائرة لا يجوز الإيصاء بها وإذا بها أوصى بها جائر كهذا فلا يجوز للموصى له أن ينفذها لأنها مخالفة لشريعة الله عز وجل.
فتنفيذ هؤلاء الأبناء لوصية أبيهم هذا يُحمل على وجه من وجهين الأول أنه ربما لم يكن في شرعهم أن هذا لا يجوز والوجه الآخر أنه إذا كان ذلك في شرعهم فهؤلاء لم يكونوا على علم بذلك ولذلك بادروا فنفّذوا وصية أبيهم هذه .
قال عليه الصلاة والسلام في تمام الحديث فأمر الله الأرض فقال اجمعي ما فيك بعد أن تفرقت ذرات هذا الإنسان المحرّق بالنار والمذرو في الريح وفي البحر قال لكل من البحر والأرض اليابسة اجمعي ذرات فلان وقال لها كوني فلانا فكانت بشرا سويّا فقال تبارك وتعالى مخاطبا لهذا الإنسان بعد أن أعاده كما كان ما حملك على ما صنعت؟ قال خشيتك يا رب أو قال مخافتك فغفر له.
وفي رواية أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال قال رجل لم يعمل حسنة قط في أهله إذا متّ فحرقوه انتقل الخطاب إلى الغيبة الغيْبة، قال إذا مت فحرّقوه ثم اذروا نصفه في البرّ ونصفه في البحر فوالله لئن قدر الله عليه ليعذبنه عذابا لا يعذبه أحدا من العالمين فلما مات الرجل فعلوا به ما أمرهم فأمر الله البر فجمع ما فيه وأمر البحر فجمع ما فيه ثم قال لم فعلت هذا؟ قال من خشيتك يا ربي وأنت أعلم فغفر الله تعالى له .
من الغرائب يتضمن من غرائب الحوادث والوصايا التي كانت تقع في الزمن السابق ما قبل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فكان يقع فيه من الغرائب والعجائب التي إما أنه لم يعد يقع مثلها بعد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لحكمة أرادها الله وإما أنه يقع شيء منها ولكن لا يبلغنا خبرها لأنه ليس لنا هناك من يستقصي هذه الأخبار إلا الخالق لأصحابها وأصحاب العلاقات بها ثم هو يوحي بها إلى نبينا المعصوم عليه الصلاة والسلام ثم هو يبلغها أمته موعظة وذكرى .
من أجل ذلك أخرج البخاري ومسلم في صحيحيهما من حيث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بلّغوا عني ولو آية وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ومن كذب عليّ متعمدا فليتبوّأ مقعده من النار والشاهد هو الفقرة الوسطى في هذا الحديث ألا وهي قوله عليه السلام فحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج وإن من خير ما يُحدّثُ به أحدنا اليوم عن بني إسرائيل هو ما حدثنا به رسول الله صلى الله عليه وسلم مما صحت الأسانيد بذلك عنه عليه الصلاة والسلام .
كما سمعتم فيه عجيبة من تلك العجائب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يقول كان رجل مسرف على نفسه لما حضره الموت في الرواية الأخرى لم يعمل خير قط في هذه الرواية الأولى استمر في إسرافه على نفسه أي وظلمه لها حتى حضره الموت أي لم يكن من أولئك الذين يقضون شطرا من حياتهم في الإسراف في الفسق وفي الفجور ثم قُبيل وفاتهم يرجعون إلى الله تبارك وتعالى ويتوبون إليه، هذا الإنسان لم يكن كذلك وإنما استمر في إسرافه وفي ظلمه لنفسه ومعصيته لربه حتى حضره الموت لكنه لم يكن من أولئك الناس المغرورين الذين يسيؤون العمل ثم يرجون من الله تبارك وتعالى المغفرة، هكذا كثير من المسلمين اليوم مع الأسف الشديد يتواكلون على مغفرة الله عز وجل ولا يتعاطون من الأعمال الصالحات ما بها يستحقون مغفرة الله تبارك وتعالى.
فهذا الرجل كان معترفا بتقصيره وبجنايته على نفسه ومع ذلك فيبدو من هذه القصة العجيبة بأنه كان إيمانه لا يزال حيا في قلبه وكان لا يزال فيه شيء استحق به أن ينال مغفرة الله تبارك وتعالى مع أنه سلك سبيلا ربما لم يسلكه أحد قبله ولا أحد بعده ذلك أنه أوصى بهذه الوصية الجائرة حيث قال عليه الصلاة والسلام لما حضره الموت هذا الإنسان قال لبنيه إذا أنا متّ فأحرقوني ولم يقنع بهذا ثم قال اطحنوني تصورا منه أن الحرق قد لا يأتي على عظامه كلها فيبقى هناك شيء قائم من هذه العظام فتأكيدا لما خيّل له من وسيلة للنجاة من عذاب الله عز وجل قال لهم اطحنوني يعني باعتبار ما كان، كان إنسانا سويا فمات فأمرهم بأن يحرقوه بالنار ثم أكّد لهم ذلك بأن يطحنوه ثم يأخذوا الحاصل من ذلك الحرق والطحن وهو أن يصبح رميما قال ثم ذروني في الريح وفي الرواية الأخرى فيها توضيح كما سمعتم وسيأتي أيضا أنه أمر بأن يذرّوا أو يذروا روايتان نصف الرماد هذا في الريح ونصفه في البحر، مبالغة أيضا في أن يضيع على الله عز وجل في زعمه الضال، قال ثم ذرّوني في الريح لماذا أوصى بهذه الوصية الجائرة الغريبة، حلف وبيّن فقال فوالله لئن قدر الله عليّ ليعذبني عذابا ما عذبه أحدا أي من المسرفين على أنفسهم فلما مات فُعِلَ به، وهنا يظهر نوع من الطاعة من الأولاد للآباء، طاعة متناهية ولكن يظهر أنه لم يكن عندهم إما لم يكن عندهم في شرعهم أن مثل هذه الوصية هي وصية جائرة لا يجوز الإيصاء بها وإذا بها أوصى بها جائر كهذا فلا يجوز للموصى له أن ينفذها لأنها مخالفة لشريعة الله عز وجل.
فتنفيذ هؤلاء الأبناء لوصية أبيهم هذا يُحمل على وجه من وجهين الأول أنه ربما لم يكن في شرعهم أن هذا لا يجوز والوجه الآخر أنه إذا كان ذلك في شرعهم فهؤلاء لم يكونوا على علم بذلك ولذلك بادروا فنفّذوا وصية أبيهم هذه .
قال عليه الصلاة والسلام في تمام الحديث فأمر الله الأرض فقال اجمعي ما فيك بعد أن تفرقت ذرات هذا الإنسان المحرّق بالنار والمذرو في الريح وفي البحر قال لكل من البحر والأرض اليابسة اجمعي ذرات فلان وقال لها كوني فلانا فكانت بشرا سويّا فقال تبارك وتعالى مخاطبا لهذا الإنسان بعد أن أعاده كما كان ما حملك على ما صنعت؟ قال خشيتك يا رب أو قال مخافتك فغفر له.
وفي رواية أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال قال رجل لم يعمل حسنة قط في أهله إذا متّ فحرقوه انتقل الخطاب إلى الغيبة الغيْبة، قال إذا مت فحرّقوه ثم اذروا نصفه في البرّ ونصفه في البحر فوالله لئن قدر الله عليه ليعذبنه عذابا لا يعذبه أحدا من العالمين فلما مات الرجل فعلوا به ما أمرهم فأمر الله البر فجمع ما فيه وأمر البحر فجمع ما فيه ثم قال لم فعلت هذا؟ قال من خشيتك يا ربي وأنت أعلم فغفر الله تعالى له .
الفتاوى المشابهة
- حدثنا موسى حدثنا معتمر سمعت أبي حدثنا قتادة... - ابن عثيمين
- ما رأيك فيمن يقول إن هناك شرك يغفره الله ويس... - ابن عثيمين
- ذكر الشيخ رحمه الله للدليل الذي يبين أنه لا يح... - الالباني
- الخوف من الله - اللجنة الدائمة
- الكلام على قصة الرجل الذي لما حضرته الوفاة أمَ... - الالباني
- شرح حديث أبي سعيد رضي الله عنه أن النبي صلى ال... - الالباني
- قال المؤلف : "..إلى أن قال: والتكفير هو من ا... - ابن عثيمين
- من دروس " الترغيب والترهيب " ، الترغيب في الخو... - الالباني
- شرح حديث أبي هريرة : ( كَانَ رَجُلٌ يُسرِفُ عَ... - الالباني
- شرح الحديث الرابع من باب الترغيب في الخوف وفضل... - الالباني
- وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله ع... - الالباني