تتمة الكلام على صفة العمرة.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : وبين الركن اليماني والحجر الأسود يقول : ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ، فإن كان المطاف زحاما وانتهيت من هذا الدعاء قبل أن تحاذي الحجر الأسود فكرر، لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دعا، دعا ثلاثا، كرر ثلاثا، أربعا، خمسا، حتى تصل إلى الحجر الأسود، فإذا أتممت سبعة أشواط، نعم، قبل أن أقول وماذا تقول في بقية الطواف؟ ماذا تقول؟ تقول ما شئت من ذكر ودعاء وقراءة قرآن لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : إنما جعل الطواف بالبيت وبالصفا والمروة ورمي الجمار لإقامة ذكر الله ، وأما الكتيب الذي بأيدي كثير من الحجاج والعمار الذي فيه لكل شوط دعاء فإنه بدعة، وكل بدعة ضلالة، بدعة، ما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يخصص كل شوط بدعاء، فإذا أتممت سبعة أشواط فتقدم إلى مقام إبراهيم واقرأ : واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى وصل ركعتين خلف المقام، تقرأ في الأولى : قل يا أيها الكافرون وفي الثانية : قل هو الله أحد ثم تنصرف ولا تمكث في هذا المكان، لا لدعاء ولا لغيره، لأن غيرك من الطائفين أحق منك إذا أديت السنة فلا تحجزه على غيرك، ثم إذا فرغت من الركعتين فاذهب إلى الركن، أي إلى الحجر الأسود واستلمه، أي امسحه بيدك اليمنى بدون تقبيل وبدون تكبير، فإن لم يتيسر فلا تذهب، ولا فيه إشارة، اخرج إلى الصفا، فإذا دنوت من الصفا، إذا دنوت من الصفا فاقرأ قول الله تعالى : إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ وقرر ذلك بقولك أبدأ بما بدأ الله به، واصعد الصفا حتى ترى الكعبة ثم استقبلها رافعا يديك رفع دعاء، هكذا، هكذا، ثم تكبر ثلاثا وتقول لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده، أنجز وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده، ثم تدعو بما شئت، ثم تعيد الذكر مرة ثانية، ثم تدعو، ثم تعيده مرة ثالثة ثم تنزل متجها إلى المروة، وحينئذ تجد بين يديك عمودين أخضرين، فالسنة للرجل فيما بين هذين العمودين أن يسعى سعيا شديدا، يعني يركض ركضا شديدا إذا كان المسعى واسعا، أما إذا كان ضيقا فلا تتعب نفسك ولا تتعب غيرك، امش كما يمشي الناس، فإذا وصلت إلى العلم الآخر فامش ولو كان في المسعى سعة، امش مشيا عاديا إلى أن تصل إلى المروة فتصعد عليها وتستقبل القبلة وترفع يديك وتقول ما قلته على الصفا، طيب، هل يكرر الساعي قول الله تعالى : إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ كلما أتى على الصفا أو كلما أتى على المروة؟ لا، ولا تغتروا بفعل العامة، هذه الآية لا تتلى إلا إذا دنوت من الصفا أول مرة فقط، وماذا يقول الساعي في بقية سعيه؟ يقول ما شاء، إلا أنه يروى عن ابن مسعود أنه كان يقول بين العلمين وهو يركض : رب اغفر وارحم وتجاوز عما تعلم ، فإن قلتها فحسن، وإن قلت غيرها فحسن، ليس فيه توقيف عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فإذا أتممت سبعا، وهنا أسأل أين يكون الختام؟ على الصفا أو على المروة؟ لا انتبه، أين يكون الختام؟سبعة أشواط، على المروة؟ طيب، إن قالت لك نفسك عند الصفا إنك قد أتممت، فخطأ، لأنك إما أن تكون زدت شوطا أو نقصت، لا يمكن أن يكون آخر السعي إلا على المروة، فإذا أتممت السعي سبعا فقصر من شعر رأسك، وليكن التقصير تقصيرا مجزئا عاما لكل الرأس، فلا يجزء أن يقص شعرات من رأسه ولو من كل جانب، لا بد أن يشمل الرأس بحيث يظهر على الرأس أنه مقصر، وبذلك تحل الحل كله وتعود كما كنت قبل الإحرام، تلبس ما شئت مما أباح الله، تتطيب، إذا كانت أهلك معك فهم حلال، وتبقى محلا إلى يوم الثامن من ذي الحجة.
الفتاوى المشابهة
- تتمة شرح :( ثم نفذ إلى مقام إبراهيم عليه الس... - ابن عثيمين
- صفة الحج والعمرة - ابن عثيمين
- صفة الحج والعمرة . - ابن عثيمين
- تتمة صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم - ابن باز
- تتمة الكلام حول مناسك الحج . - ابن عثيمين
- صفة العمرة - ابن باز
- الكلام على صفة العمرة . - ابن عثيمين
- صفة العمرة. - ابن عثيمين
- صفة العمرة - ابن عثيمين
- صفة العمرة - ابن عثيمين
- تتمة الكلام على صفة العمرة. - ابن عثيمين