هل القراءة على الإنسان لإخراج الجان تعتبر من الرقي ، وهل من طلبها يكون خارجا من السبعين ألفا الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب .؟
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
السائل : يقول : فضيلة الشيخ هل القراءة على الإنسان لإخراج الجان تعتبر من الرقية؟ وهل من طلبها يكون خارجا من السبعين ألفا الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب ؟
الشيخ : الرقية لإخراج الجن داخلة في قول الله تعالى : وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين وقد روى الإمام أحمد رحمه الله في * مسنده * أن النبي صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره مر بامرأة ومعها صبي لها قد أصيب بالجن، تصرعه الجن، فقرأ عليه وقال : اخرج عدو الله إني رسول الله ، فخرج الجني وأفاق الصبي وشفي من ذلك، وفيه أيضا وقائع كثيرة جرت للعلماء المخلصين، كالإمام أحمد وشيخ الإسلام ابن تيمية وغيرهما من أهل العلم، وقد ذكر ابن القيم رحمه الله عن شيخ الإسلام ابن تيمية أنه جيء إليه بمصروع، قد أصابه الجن، فقرأ عليه، فخاطبته الجنية التي في هذا الرجل، فقالت له : إني أحبه، فقال لها شيخ الإسلام :لكنه لا يحبك، فقالت إني أريد أن أحج به، فقال : هو لا يريد أن يحج معك، فجعل يحاورها، وأبت أن تخرج، فجعل يضربها، يضرب الرجل المصروع، لكن الضرب يقع في الظاهر على المصروع وهو على الصارع، حتى يقول إن يده تعبت من الضرب، ثم قالت : أنا أخرج كرامة للشيخ، يعني من الشيخ؟ شيخ الإسلام ابن تيمية فقال : " لا تخرجين كرامة لي، اخرجي طاعة لله ورسوله، فخرجت، فأفاق الرجل "، فتعجب الرجل قال : ما الذي جاء بي إلى حضرة الشيخ؟ قالوا : كيف ما الذي جاء بك؟، أما أحسست بالضرب الذي كلت منه يد الشيخ؟ قال والله ما أحسست به، لأن الضرب كان يقع على، على الجنية، فخرجت ولم تعد، فالقراءة على الذي أصابه المس من الجن تنفع بإذن الله، ولكن لا ينبغي للإنسان أن يتوهم ويتخيل كل ما أصابه شيء قال هذا جن، ربما لو جه الزكام قال هذا جن، هذا ما هو صحيح، والإنسان إذا تخيل الأشياء صارت حقيقة، الآن لو تتخيل الشيء البعيد يتحرك، وهو ساكن، قلت هذا يتحرك، الآن بعض الناس قبل أن يفرش المسجد بهذه الفرش، كان بالأول مفروش بمادات فيها يعني زركشة، فجاء إلي أناس فقالوا يا فلان كيف تصلي على هذه المادات؟ قلت إيش؟ وإيش العلة؟ قالوا كلها عصافير، النقشة اللي فيها تخيل أنها عصافير فصارت في رأيه عصافير، طيب وإيش نعمل؟ نطمس كل هذه الدنيا هذه، ما يصلح، المهم أن الإنسان إذا تخيل الشيء فإنه ربما يكون هذا الخيال يقوى يقوى في نفسه حتى يكون كأنه حقيقة، وهذه مشكلة، لذلك نحن نحذر من أن يتخيل الإنسان كل ما أصابه شيء قال هذا من الجن، ثم نأمر وندعوا إخواننا أن يكثروا من الأذكار والأوراد التي تمنع من ذلك، مثل قراءة الكرسي، قراءة آية الكرسي إذا قرأها الإنسان في ليلة لم يزل عليه من الله حافظ ولم يقربه شيطان حتى يصبح، يعني لو أنك قلت لإنسان كن حارسا لي هذه الليلة من كل شيطان ظاهر أو باطن وأعطيك كذا وكذا من المال أليس رخيصا؟ أجيبوا؟ بلى رخيص، لكن هذه آية الكرسي اقرأها في ليلة قراءة مؤمن لأنها تحفظه، مصدق للرسول عليه الصلاة والسلام في ذلك، وحينئذ يحميك الله عز وجل من كل شيطان، لا يقربك شيطان حتى تصبح، وغيرها من الأوراد، لكن الناس مع الأسف غفلوا عن الأوراد الشرعية، والذين يقومون بالأوراد الشرعية ربما يقرءونها وقلوبهم غير حاضرة، ومن الناس من يقرؤها وهو في شك، ولذلك كان نفعها قليلا، لا لأنها لا تنفع، لكن لأن الذي قرأها لم يقرأها على الوجه المطلوب، فكثرت الأوهام في الناس الآن، وصار بعض الناس كلما أصيب قال هذا من الجن
ثم إن السائل يسأل يقول هل إذا طلبت من أحد أن يقرأ علي هل أخرج بذلك من الأوصاف التي قال الرسول عليه الصلاة والسلام فيها إنهم لا يسترقون؟ نقول : نعم إذا كان الإنسان يطلب من أحد أن يرقيه فإنه يفوته وصف من الأوصاف، لأن ليس هذا كل الأوصاف، هذا وصف منها، هم الذين لا يسترقون، والثاني ولا يكتوون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون، ربما يفوت الإنسان كل الصفات الأربع، وربما يفوته صفة من هذه الصفات الأربع، وإذا أصلح الإنسان عمله فما أوسع فضل الله عز وجل، نعم .
الشيخ : الرقية لإخراج الجن داخلة في قول الله تعالى : وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين وقد روى الإمام أحمد رحمه الله في * مسنده * أن النبي صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره مر بامرأة ومعها صبي لها قد أصيب بالجن، تصرعه الجن، فقرأ عليه وقال : اخرج عدو الله إني رسول الله ، فخرج الجني وأفاق الصبي وشفي من ذلك، وفيه أيضا وقائع كثيرة جرت للعلماء المخلصين، كالإمام أحمد وشيخ الإسلام ابن تيمية وغيرهما من أهل العلم، وقد ذكر ابن القيم رحمه الله عن شيخ الإسلام ابن تيمية أنه جيء إليه بمصروع، قد أصابه الجن، فقرأ عليه، فخاطبته الجنية التي في هذا الرجل، فقالت له : إني أحبه، فقال لها شيخ الإسلام :لكنه لا يحبك، فقالت إني أريد أن أحج به، فقال : هو لا يريد أن يحج معك، فجعل يحاورها، وأبت أن تخرج، فجعل يضربها، يضرب الرجل المصروع، لكن الضرب يقع في الظاهر على المصروع وهو على الصارع، حتى يقول إن يده تعبت من الضرب، ثم قالت : أنا أخرج كرامة للشيخ، يعني من الشيخ؟ شيخ الإسلام ابن تيمية فقال : " لا تخرجين كرامة لي، اخرجي طاعة لله ورسوله، فخرجت، فأفاق الرجل "، فتعجب الرجل قال : ما الذي جاء بي إلى حضرة الشيخ؟ قالوا : كيف ما الذي جاء بك؟، أما أحسست بالضرب الذي كلت منه يد الشيخ؟ قال والله ما أحسست به، لأن الضرب كان يقع على، على الجنية، فخرجت ولم تعد، فالقراءة على الذي أصابه المس من الجن تنفع بإذن الله، ولكن لا ينبغي للإنسان أن يتوهم ويتخيل كل ما أصابه شيء قال هذا جن، ربما لو جه الزكام قال هذا جن، هذا ما هو صحيح، والإنسان إذا تخيل الأشياء صارت حقيقة، الآن لو تتخيل الشيء البعيد يتحرك، وهو ساكن، قلت هذا يتحرك، الآن بعض الناس قبل أن يفرش المسجد بهذه الفرش، كان بالأول مفروش بمادات فيها يعني زركشة، فجاء إلي أناس فقالوا يا فلان كيف تصلي على هذه المادات؟ قلت إيش؟ وإيش العلة؟ قالوا كلها عصافير، النقشة اللي فيها تخيل أنها عصافير فصارت في رأيه عصافير، طيب وإيش نعمل؟ نطمس كل هذه الدنيا هذه، ما يصلح، المهم أن الإنسان إذا تخيل الشيء فإنه ربما يكون هذا الخيال يقوى يقوى في نفسه حتى يكون كأنه حقيقة، وهذه مشكلة، لذلك نحن نحذر من أن يتخيل الإنسان كل ما أصابه شيء قال هذا من الجن، ثم نأمر وندعوا إخواننا أن يكثروا من الأذكار والأوراد التي تمنع من ذلك، مثل قراءة الكرسي، قراءة آية الكرسي إذا قرأها الإنسان في ليلة لم يزل عليه من الله حافظ ولم يقربه شيطان حتى يصبح، يعني لو أنك قلت لإنسان كن حارسا لي هذه الليلة من كل شيطان ظاهر أو باطن وأعطيك كذا وكذا من المال أليس رخيصا؟ أجيبوا؟ بلى رخيص، لكن هذه آية الكرسي اقرأها في ليلة قراءة مؤمن لأنها تحفظه، مصدق للرسول عليه الصلاة والسلام في ذلك، وحينئذ يحميك الله عز وجل من كل شيطان، لا يقربك شيطان حتى تصبح، وغيرها من الأوراد، لكن الناس مع الأسف غفلوا عن الأوراد الشرعية، والذين يقومون بالأوراد الشرعية ربما يقرءونها وقلوبهم غير حاضرة، ومن الناس من يقرؤها وهو في شك، ولذلك كان نفعها قليلا، لا لأنها لا تنفع، لكن لأن الذي قرأها لم يقرأها على الوجه المطلوب، فكثرت الأوهام في الناس الآن، وصار بعض الناس كلما أصيب قال هذا من الجن
ثم إن السائل يسأل يقول هل إذا طلبت من أحد أن يقرأ علي هل أخرج بذلك من الأوصاف التي قال الرسول عليه الصلاة والسلام فيها إنهم لا يسترقون؟ نقول : نعم إذا كان الإنسان يطلب من أحد أن يرقيه فإنه يفوته وصف من الأوصاف، لأن ليس هذا كل الأوصاف، هذا وصف منها، هم الذين لا يسترقون، والثاني ولا يكتوون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون، ربما يفوت الإنسان كل الصفات الأربع، وربما يفوته صفة من هذه الصفات الأربع، وإذا أصلح الإنسان عمله فما أوسع فضل الله عز وجل، نعم .
الفتاوى المشابهة
- الذين يدخلون الجنة بغير حساب - ابن عثيمين
- صفات من يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب - ابن عثيمين
- الذين يدخلون الجنة بلا حساب - اللجنة الدائمة
- ما هي الرقية الشرعية وهل يمكن دخول الجن في ج... - ابن عثيمين
- بيان من يدخل الجنة بغير حساب - ابن باز
- حديث السبعين ألفا الذين يدخلون الجنة بغير حس... - ابن عثيمين
- شرح لفظة: (لا يسترقون) من حديث السبعين ألفا... - ابن عثيمين
- شرح حديث ( الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذ... - الالباني
- حقيقة السبعين ألفا الذين يدخلون الجنة بغير ح... - ابن عثيمين
- من طلب لأخيه الرقية هل يخرج من السبعين ألفاً... - ابن عثيمين
- هل القراءة على الإنسان لإخراج الجان تعتبر من... - ابن عثيمين