ما رأيكم فيما يفعله بعض الناس من الإضراب عن الطعام من أجل التأثير على الحكام حتى تلبى طلباتهم .؟
الشيخ محمد ناصر الالباني
السائل : بارك الله فيك , هل يجوز للعامّة أو بعض العامّة أن يصوموا أمام قصور الحكّام وأمام الحكام, كي يلبّوا لهم بعض الطّلبات ؟
الشيخ : أن يصوموا عن الطّعام ؟
السائل : يصوموا عن الطّعام و يستنكروا و يقفوا أمام القصور وأمام هذا حتّى ... .
الشيخ : لا. هذه عادة أجنبيّة كافرة لا يجوز للمسلم أن يتّخذوها وسيلة لإظهار عدم رضاهم بشيء ما يصدر من قبل الدّولة , و يجب أن نستحضر بهذه المناسبة قوله عليه السّلام في حديثه المعروف: ومن تشبّه بقوم فهو منهم و أحاديث كثيرة و كثيرة جدّا جاءت كالتّفصيل لهذا الحديث المجمل و من تشبّه بقوم فهو منهم , من تلك الأحاديث الّتي يمكن أن تعتبر تفصيلا لهذا الحديث من تشبّه بقوم فهو منهم قوله عليه الصّلاة و السّلام: صلّوا في نعالكم و خفافكم و خالفوا اليهود , صلّوا في نعالكم و خفافكم و خالفوا اليهود , و أغرب من هذا أنّ النّبيّ صلّى الله عليه و سلّم كان راجعا من غزوة فمرّوا بأشجار من السّدر كان المشركون يعلّقون عليها أسلحتهم فقال بعض الصّحابة: يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط كلمة قالوها اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط فقال عليه الصّلاة والسّلام مستنكرا: الله أكبر إنّها السَّنن لقد قلتم كما قال قوم موسى لموسى: اجعل لنا إله كما لهم آلهة انظروا الفرق بين المقولتين أولئك يقولون اجعل لنا إلها نعبده من دون الله. أمّا أصحاب الرّسول اجعل لنا شجرة ذات أنواط كما لهم ذات أنواط , شتّان بين المقولتين تلك لها علاقة بالعقيدة بل بالعبادة بالتّوحيد و ما ينافي التّوحيد من الشّرك الأكبر اجعل لنا إله كما لهم آلهة , و قول بعض الصّحابة: اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط ليس لها علاقة لا بالعقيدة و لا بالفقه و إنّما لها علاقة ممكن نسمّيه ببعض النّواحي الاجتماعيّة , فما رضي الرّسول عليه السّلام هذا التّشبيه و إن كان الموضوع منفكّ أحدهما عن الآخر كلّ الانفكاك فأنكر عليهم أنّهم قالوا كما لهم ذات أنواط فهذا الحديث يؤّكد أنّ المسلمين يجب أن يكونوا لهم شخصيّة مستقلّة تماما عن الكافرين ليس فقط باطنا بل و ظاهرا أيضا فلهم الشخصيّة الخاصة المتميّزة عن شخصيّات الأمم أو الشعوب الكافرة ، فتجويع المسلم لنفسه هو يشبه تماما حلق الرّأس، في بعض الطّرق الصّوفيّة كان المسلم إذا انتمى إلى شيخ له طريق فليظهر له خضوعه التّام المتمثّل في قولهم أعني الصّوفيّة المريد بين يدي الشّيخ كالميّت بين يدي الغاسل , تحقيقا لهذا الاستسلام الأعمى المخالف لقوله تعالى: قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا و من اتّبعني يعلنون عن ذاك المبدأ المخالف للبصيرة بأن يأمروا المنتمي إلى الطّريق بأن يحلق رأسه . فنحن نعلم أنّ حلق الرّأس هو عبادة و طاعة لله عزّ وجلّ في بعض الأماكن و هو أمر جائز في غير تلك الأماكن كما قال عليه السّلام: احلقوه كلّه أو دعوه كلّه أمّا في الحجّ محلّقين رؤوسكم و مقصّرين و الرّسول عليه السّلام كما جاء في الصّحيحين قال: اللّهمّ اغفر للمحلّقين , اللّهمّ اغفر للمحلّقين , اللّهمّ اغفر للمحلّقين , قالوا: يا رسول الله و للمقصّرين ؟ قال: و للمقصّرين فإذا لمّا كان الحلق عبادة و منسكا من مناسك الحجّ لا يجوز شرعا نقله إلى مناسبة أخرى كما اتّخذ ذلك الصّوفيّة أو بعض مشائخ الصّوفيّة طريقة و منهجا لهم هذا ما شرحت آنفا . كذلك الصّيام , الصّيام طاعة لله عزّ وجلّ له نظامه و له شروطه و أركانه لو أنّ المسلم أراد أن يواصل اللّيل بالنّهار لكان عاصيا لأنّ النّبيّ صلّى الله عليه و سلّم قال: لا تواصلوا فإن كان و لا بدّ فمن السّحور إلى السّحور فمواصلة الصّيام الّذي هو طاعة و عبادة لله لا يجوز فكيف يجوز في شريعة الله أن يضرب عن الطّعام و يواصل اللّيل و النّهار اتّباعا لطريقة الكفّار فهنا مخالفتان المخالفة الأولى ما كنّا ندندن حولها وهو التّشبّه بالكفّار و المخالفة الأخرى أنّنا سنّنا لأنفسنا مواصلة الإمساك عن الطّعام حيث لا يجوز في العبادة فضلا أن لا يجوز في غير العبادة. نعم .
الشيخ : أن يصوموا عن الطّعام ؟
السائل : يصوموا عن الطّعام و يستنكروا و يقفوا أمام القصور وأمام هذا حتّى ... .
الشيخ : لا. هذه عادة أجنبيّة كافرة لا يجوز للمسلم أن يتّخذوها وسيلة لإظهار عدم رضاهم بشيء ما يصدر من قبل الدّولة , و يجب أن نستحضر بهذه المناسبة قوله عليه السّلام في حديثه المعروف: ومن تشبّه بقوم فهو منهم و أحاديث كثيرة و كثيرة جدّا جاءت كالتّفصيل لهذا الحديث المجمل و من تشبّه بقوم فهو منهم , من تلك الأحاديث الّتي يمكن أن تعتبر تفصيلا لهذا الحديث من تشبّه بقوم فهو منهم قوله عليه الصّلاة و السّلام: صلّوا في نعالكم و خفافكم و خالفوا اليهود , صلّوا في نعالكم و خفافكم و خالفوا اليهود , و أغرب من هذا أنّ النّبيّ صلّى الله عليه و سلّم كان راجعا من غزوة فمرّوا بأشجار من السّدر كان المشركون يعلّقون عليها أسلحتهم فقال بعض الصّحابة: يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط كلمة قالوها اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط فقال عليه الصّلاة والسّلام مستنكرا: الله أكبر إنّها السَّنن لقد قلتم كما قال قوم موسى لموسى: اجعل لنا إله كما لهم آلهة انظروا الفرق بين المقولتين أولئك يقولون اجعل لنا إلها نعبده من دون الله. أمّا أصحاب الرّسول اجعل لنا شجرة ذات أنواط كما لهم ذات أنواط , شتّان بين المقولتين تلك لها علاقة بالعقيدة بل بالعبادة بالتّوحيد و ما ينافي التّوحيد من الشّرك الأكبر اجعل لنا إله كما لهم آلهة , و قول بعض الصّحابة: اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط ليس لها علاقة لا بالعقيدة و لا بالفقه و إنّما لها علاقة ممكن نسمّيه ببعض النّواحي الاجتماعيّة , فما رضي الرّسول عليه السّلام هذا التّشبيه و إن كان الموضوع منفكّ أحدهما عن الآخر كلّ الانفكاك فأنكر عليهم أنّهم قالوا كما لهم ذات أنواط فهذا الحديث يؤّكد أنّ المسلمين يجب أن يكونوا لهم شخصيّة مستقلّة تماما عن الكافرين ليس فقط باطنا بل و ظاهرا أيضا فلهم الشخصيّة الخاصة المتميّزة عن شخصيّات الأمم أو الشعوب الكافرة ، فتجويع المسلم لنفسه هو يشبه تماما حلق الرّأس، في بعض الطّرق الصّوفيّة كان المسلم إذا انتمى إلى شيخ له طريق فليظهر له خضوعه التّام المتمثّل في قولهم أعني الصّوفيّة المريد بين يدي الشّيخ كالميّت بين يدي الغاسل , تحقيقا لهذا الاستسلام الأعمى المخالف لقوله تعالى: قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا و من اتّبعني يعلنون عن ذاك المبدأ المخالف للبصيرة بأن يأمروا المنتمي إلى الطّريق بأن يحلق رأسه . فنحن نعلم أنّ حلق الرّأس هو عبادة و طاعة لله عزّ وجلّ في بعض الأماكن و هو أمر جائز في غير تلك الأماكن كما قال عليه السّلام: احلقوه كلّه أو دعوه كلّه أمّا في الحجّ محلّقين رؤوسكم و مقصّرين و الرّسول عليه السّلام كما جاء في الصّحيحين قال: اللّهمّ اغفر للمحلّقين , اللّهمّ اغفر للمحلّقين , اللّهمّ اغفر للمحلّقين , قالوا: يا رسول الله و للمقصّرين ؟ قال: و للمقصّرين فإذا لمّا كان الحلق عبادة و منسكا من مناسك الحجّ لا يجوز شرعا نقله إلى مناسبة أخرى كما اتّخذ ذلك الصّوفيّة أو بعض مشائخ الصّوفيّة طريقة و منهجا لهم هذا ما شرحت آنفا . كذلك الصّيام , الصّيام طاعة لله عزّ وجلّ له نظامه و له شروطه و أركانه لو أنّ المسلم أراد أن يواصل اللّيل بالنّهار لكان عاصيا لأنّ النّبيّ صلّى الله عليه و سلّم قال: لا تواصلوا فإن كان و لا بدّ فمن السّحور إلى السّحور فمواصلة الصّيام الّذي هو طاعة و عبادة لله لا يجوز فكيف يجوز في شريعة الله أن يضرب عن الطّعام و يواصل اللّيل و النّهار اتّباعا لطريقة الكفّار فهنا مخالفتان المخالفة الأولى ما كنّا ندندن حولها وهو التّشبّه بالكفّار و المخالفة الأخرى أنّنا سنّنا لأنفسنا مواصلة الإمساك عن الطّعام حيث لا يجوز في العبادة فضلا أن لا يجوز في غير العبادة. نعم .
الفتاوى المشابهة
- ما رأيكم في من جعل مسألة الحكم والحكام أهم مسأ... - الالباني
- يسأل عن الإضراب عن الطعام يقول كثيراً ما نسم... - ابن عثيمين
- شرح قول المصنف : عن أبي واقد الليثي قال : (... - ابن عثيمين
- ذكر طلبات من الشيخ - ابن عثيمين
- القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابل... - ابن عثيمين
- حكم ما يسمى بالإضراب عن الطعام والعصيان المدني... - الالباني
- هل الإضراب عن الطعام حتى يموت من قتل النفس ؟. - ابن عثيمين
- مواصلة الكلام على التَّحذير من اتباع المشركين... - الالباني
- حكم الإضراب عن الطعام حتى الموت - ابن باز
- ما حكم الإضرابات. - الالباني
- ما رأيكم فيما يفعله بعض الناس من الإضراب عن ال... - الالباني