تم نسخ النصتم نسخ العنوان
تكلم أبو مالك بكلمة ونصح فيها الشباب . - الالبانيأبو مالك : نقول يا إخوان مثل هذه الجلسات المباركات لا تكون على كثرة و إنّما تكون على ندرة و بخاصّة أن يجتمع مثل هذا النّفر من الشّباب و الشّباب كما يعبّ...
العالم
طريقة البحث
تكلم أبو مالك بكلمة ونصح فيها الشباب .
الشيخ محمد ناصر الالباني
أبو مالك : نقول يا إخوان مثل هذه الجلسات المباركات لا تكون على كثرة و إنّما تكون على ندرة و بخاصّة أن يجتمع مثل هذا النّفر من الشّباب و الشّباب كما يعبّر عنهم بعض الكتّاب أو الحكماء العصريّين يقولون إنّهم عصب الحياة و لا شكّ أنّ هذه الكلمة صادقة إلى حدّ كبير في وصف الشّباب. و الشّباب دائما و أبدا رغم أنّهم على ما وصف لكن أيضا في الشّباب الحماسة و قوّة الاندفاع و شدّة الانطلاق و عدم التّروّي في كثير من الأحيان و الإنسياق وراء العاطفة و عدم الوقوف مع أحكام العقل الصّحيحة فضلا عن أن يكون هناك وقوف أو تمثّل لأحكام الشّرع لذلك أقول أوّلا جزى الله عنّا شيخنا خيرا بما أفاض علينا ممّا أتاه الله من علم و حكمة و أقول ثانيا إنّ معاشر الشّيوخ و لست أعني بالشّيوخ الرّؤساء و كبار العلماء أو العلماء و إنّما أعني بالشّيوخ كبار السّنّ فنحن الآن على سفينة الرّحلة الأبديّة الّتي لا تعود مرّة أخرى إلى الشّاطئ و أنتم الآن تقفون على الشّواطئ تنظرون إلى موج البحر و هو يختبط و إلى مياهه و هي تعلو تارة و تنخفض أخرى و إلى السّفن الّتي تبحر في هذا المحيط أو في هذا البحر تنظرون إليها و أنتم تتأمّلون ماذا يكون من مصير الإنسان الّذي يقف على الشّاطئ إن غمس رجله في الماء أو ركب هذه السّفينة أو الباخرة أو سبح في هذا الموج أو خضمّ هذا البحر تنظرون و تتساءلون فالّذي أوصيكم به ثلاثا , أوّلا أن تقبلوا على العلم الإقبال الّذي يحصّنكم من الجهل الّذي يشيع في دنيا النّاس و الجهل هو عنوان التّخلّف و كلّما ابتعد الإنسان عن العلم اقترب من الشّيطان و ابتعد عن الرّحمان وكلّما اقترب من العلم كان أقرب إلى الرّحمان و أبعد عن الشّيطان هذه الأولى . أمّا الثّانية فأن تتوادوا في الله عزّ وجلّ و لا أو لا يحمل بعضكم على بعض ضغنا في صدره أو حقدا في نفسه أو سورة من غضب ربّما يقدم على أذى أخيه بها و ما أحسن أن ينام الإنسان ليله الطّويل سليم الصّدر معافى من الأوبئة أو الأدواء الّتي تنتشر في دنيا النّاس بالتّنافس على الدّنيا و الإقبال عليها و الإدبار عن الآخرة هذه الثانية . أمّا الثّالثة فأن تستحضروا دائما أنّكم في مثل هذا السّنّ أقرب ما تكونون إلى تلقّي الأمور تلقّيا دقيقا واعيا لا يفلت منكم شيء منها فعليكم أن تستغلّوا شبابكم و قدراتكم النّفسيّة و العقليّة في استيعاب الكثير من المسائل و الأحوال , المسائل العلميّة و الأحوال الاجتماعيّة الّتي يكتب لكم بها أن تكونوا إن شاء الله من الحكماء في الدّنيا لأنّ العلم يولّد الحكمة و معرفة الأحوال تقدر الإنسان على فهم التّاريخ و دنيا النّاس فبذلك يكون حكيما بعلمه و معرفته أحوال البشر , هذه ثلاثة مسائل أو ثلاث مسائل أحببت أن أوصي نفسي و أنا كما قلت لكم قد ركبت تلك السّفينة الّتي تمشي الآن إلى المجهول و لا ندري أيكون بيننا و بينكم لقاء أم لا يكون فوصيّتي إليكم هذه و أختتم جلستنا هذه المباركة بقوله صلّى الله عليه و سلّم عندما أوصى أحد أصحابه قال: اتّق الله حيثما كنت و أتبع السيّئة الحسنة تمحها و خالق النّاس بخلق حسن و صلّى الله و سلّم و بارك على نبيّنا محمّد و على آله و صحبه و إخوانه النّبيّين .

Webiste