بعض الجماعات التكفيرية تمتنع من شهود صلاة الجمعة والجماعة مع المسلمين ، فما حجتهم في هذا .؟ وما ردكم عليهم .؟ وما التفسير الصحيح للآية (( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون )) .
الشيخ محمد ناصر الالباني
السائل : عندنا في إحدى المدن الهولندية جماعة جاءوا بفكرة ، وهذه الفكرة حسب رأينا منبعها من مصر ، وهي التكفير والهجرة .
الشيخ : التكفير والهجرة نعم ، هذه وصلت إلى بلاد الجزائر .
السائل : ففي إحدى المدن الهولندية في جماعة لا يصلون في المساجد ويكفرون غيرهم من الإخوة كذلك السلفيين الذين يقولون بأنهم يصلون خلف هذا الإمام لأنه مبتدع ولأنه كذا ولأنه كذا ، فهم الآن قالوا : إنهم إذا سمعوا فتوى تجيز لهم أن يصلوا في هذه المساجد التي هي نفس الصورة أو نفس المساجد اللي في البلاد الإسلامية ، نفس الأئمة جاءوا إلى هولندا واشتروا مساجد الحمد لله يعني الجالية الإسلامية ، وجابوا إمام ويعطى له راتب ، فما في فرق بين هذا الإمام اللي مثلاً في المغرب أو في الجزائر أو في مصر وهذا مثلاً في هولندا ، وهم يقولون نحن لا نصلي خلف هذا الإمام ، فذهبت عندهم مرة فقلت لهم يعني ، ناقشتهم شوي ، قالوا لي في الأخير : إن اعتزالنا لهذه المساجد هو تعبير منا على عدم الرضا بهذه البدع وهذه المنكرات الموجودة في هذه المساجد على حد تعبيرهم ، فهل يجوز لهم أن يبقوا على حالتهم تلك أم يصلوا يعني كسائر الناس؟
الشيخ : مشكلة هؤلاء يا أخي أخطر بكثير من الصورة التي ذكرتها ، وهي أنهم لا يصلون في مساجد المسلمين ، وراء امتناعهم من الصلاة في هذه المساجد ليس لأن فيها مثلاً أئمة غير مخلصين في الصلاة وإنما يؤمون الناس مقابل راتب ، أو أن في هذه المساجد كثير من البدع والحوادث ، ليست هذه هي المشكلة ، المشكلة أن هؤلاء هم عندهم كفار ؛ لأنهم أولاً : في البلاد الإسلامية فضلاً عن بلاد هولندا وبولندا وأمثالها وفضلاً، حتى المسلمين الذين يعيشون في بلاد الإسلام كهذه البلاد وغيرهم ، فضلاً عن المسلمين الذين يعيشون هناك في بلاد الكفر ، المسلمون الذين يستوطنون بلاد الإسلام هؤلاء كفار عندهم ، وهم يسلسلون الكفر من الحاكم إلى المحكوم ، ويطبقون قوله تعالى : وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ على كل حكام الدول الإسلامية ، لا يفرقون بين أحدٍ منهم ، ثم يسلسلون القضية إلى خادم المسجد ، وليس فقط إلى الإمام ولا المؤذن ، بل ولخادم المسجد ، لماذا ؟ لأن هؤلاء يعينون الحاكم ويرضون بحكمه فيسلسلون الكفر الذي بدءوا بالحاكم إلى أصغر محكوم ، فكل هؤلاء كفار ، ولذلك هم يمتنعون من الصلاة لهذا السبب ، وليس لأنه في بدع أو في أمور أو إخلاص أو ما شابه ذلك .
وهذه شنشة نعرفها من أخزم ، ونحن بلينا هنا ببعض الأفراد من الشباب المسلم الذي كنا نظنه أنه معنا ومنا وفينا ، وفعلاً كنت أتعجب منهم ؛ لأنهم كانوا يستدلون بكتبي ، وينتفعون بها ، ويصرحون بذلك ، فاجتمعنا مع بعضهم هنا كانوا يمتنعون عن صلاة الجمعة وعن صلاة الجماعة ، لا يصلون إطلاقًا ، والسبب هو الذي ذكرته لك آنفًا ، فخطأهم يبدأ من الآية الكريمة حيث فهموها فهمًا خطأ ، ويتلو ذلك أخطاء كثيرة وكثيرة جدًا ، منها : أنهم يخطئون الرواية التي تقول : بأن ابن عباس لما فسّر الآية المذكورة ، قال : " كفر دون كفر " قالوا : هذه رواية غير صحيحة ، وهم جهلة ، لا يعرفون علم الحديث ولا علم الجرح والتعديل ، وإنما دينهم هواهم كالخوارج الأولين تمامًا ، فما أعجبهم فهو دينهم ، وما لم يعجبهم فهم يرفضونه ، وينبذونها نبذ النواة .
فهؤلاء في الواقع قد نجد فيهم جماعة مخلصين ولكنهم ضالون ؛ لأنهم يمشون على غير علم ، فهم بحاجة إلى علماء يقفون لهم بالمرصاد ؛ ولهذا فمجادلتهم يجب أن تبدأ من تكفيرهم للمسلمين ، وهم كما قلت لك أهل أهواء يأخذون من كل نص ما يشتهون ، ربنا يقول : وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ يأخذونها بظاهرها .
أولاً : لا ينظرون إلى من سيقت الآية ؟ و هم اليهود ، حيث كان اليهود قسمان :
قسم له السلطة عن القسم الآخر ، ويأخذون منهم إتاوة أو ضريبة أو ما شابه ذلك ، فلما بعث الله محمدًا - صلى الله عليه وسلم - ووجدوا فيه الصدق والحكم بالحق ، ولكنهم جحدوه حسدًا وبغيًا من عند أنفسهم ، وكما قال رب العالمين في القرآن الكريم : يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ ، مع ذلك قالت طائفة الدون منهم : نحن نتحاكم إلى محمد ، أن هذا الذي يأخذونه منا ، الطائفة الكبرى والعليا عندهم ، هل يحق لهم ذلك؟ فإن أجابكم بما يوافقكم فخذوا به وإلا فارفضوه ، فأنزل الله عزَّ وجلّ هذه الآية أنهم يريدون أن يأخذوا من حكم محمد وهم كفار به ، فأولاً : الآيات تعني بمن لا يؤمن بالإسلام ، ولا تعني بمن يؤمن بالإسلام ولكنه يقصر في تطبيق جانب من جوانب الإسلام ، هذا أولاً .
ثانيًا : هم لا يعلمون حقيقة لغوية وشرعية أن الكفر درجات ، فمثلاً : قوله - عليه الصلاة والسلام - : سباب المسلم فسوقٌ وقتاله كفرٌ إذًا قتال المسلم كفر ، هل هو الكفر الذي عناه رب العالمين في الآية السابقة وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ؟ الجواب : لا ، كذلك قوله - عليه السلام - في الحديث الذي يرويه الإمام البخاري في صحيحه من رواية جرير بن عبد الله البجلي ، أن النبي - صلى الله عليه وسلم خطب في حجة الوداع وقال لجرير : استنصت لي الناس سكتهم حتى يسمعوا ما أقول ، فخطب فيهم - عليه الصلاة والسلام - وقال لهم : لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض كفارًا بمعنى خارجين عن الملة؟ لا ، تفعلون فعل الكفار يضرب بعضكم رقاب بعض ، من هنا قال ترجمان القرآن ابن عباس في تفسير الآية الأولى : وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ، قال : " ليس كما يظنون ، إنما هو كفر دون كفر " ، وهذا الحديث صحيح الإسناد لا يمكن لأحد أن يشك فيه ، لكن أولئك لما وجدوه يصدم اتجاههم الخارج عن الإسلام ، قالوا : هذا لا يصح .
وعلى ذلك : قوله تعالى : وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ حكم على الطائفة الباغية بما حكم على الطائفة المبغي عليها ، طائفتان مؤمنتان ، مع إنه الحديث شو قال : وقتاله كفرٌ إذًا صدق ابن عباس حينما قال : " كفر دون كفر " .
هؤلاء جهلة ويكفيك أن تعلم أنه أغرار ، يعني : شباب ، ما في رجل بلغ من السن الستين والسبعين وهو يدرس العلم ، وليس المقصود بلغ من السن كبير وهو جاهل - لا - ما بلغ سنًا في دراسة العلم ، حتى يعرف الناسخ والمنسوخ ، والعام والخاص ، والمطلق والمقيد ، ثم يعرف آثار الصحابة ما يصح منها وما لا يصح .
ختامًا أقول : هؤلاء الناس خرجوا عن نصوص من الآيات الكريمة منها ، وبهذا النص أختم هذه الجلسة إن شاء الله ، فإن الساعة الآن الحادية عشرة ، قال تعالى : وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ، هؤلاء اتبعوهم غير سبيل المؤمنين ، لأنهم لم يكن معضٌ واحد ، هؤلاء اتبعوا غير سبيل المؤمنين ، لأنه مضى على المسلمين أربعة عشر قرنًا ، وجاءت فيهم الخوارج ، والمعتزلة ، والمرجئة ، ومع ذلك المسلمون حتى الأوائل علي ابن أبي طالب وغيره قال عن الخوارج : " أكفارٌ هم ؟ " قال : " لا ، هم للكفر فروا " أكيد هؤلاء يتجرءون على تكفير كل المسلمين إلا هؤلاء الشرذمة القليلة والتي لم تؤتَ شيئًا من العلم يخولهم أن يصدروا أحكام رهيبة جدًا وهم بالكتاب والسنة جاهلون .
أرجوكم الآن ... .
السائل : لا ، ما في أسئلة ، لكن في قضايا أخرى ما زالت عندنا .
الشيخ : معلش ، تتصل معي في الهاتف إن شاء الله .
السائل : جزئية صغيرة بس يا شيخ بس .
الشيخ : الله يهديك ، تضمن أن يكون الأخير ؟
السائل : إن شاء الله أضمن .
السائل : أنا عندي بعد الأخير - يضحك الطلبة - .
الشيخ : لا لا ، السلام عليكم .
الشيخ : إذا كان أحد له سؤال ، نغتنمها فرصة ، تفضل .
الشيخ : التكفير والهجرة نعم ، هذه وصلت إلى بلاد الجزائر .
السائل : ففي إحدى المدن الهولندية في جماعة لا يصلون في المساجد ويكفرون غيرهم من الإخوة كذلك السلفيين الذين يقولون بأنهم يصلون خلف هذا الإمام لأنه مبتدع ولأنه كذا ولأنه كذا ، فهم الآن قالوا : إنهم إذا سمعوا فتوى تجيز لهم أن يصلوا في هذه المساجد التي هي نفس الصورة أو نفس المساجد اللي في البلاد الإسلامية ، نفس الأئمة جاءوا إلى هولندا واشتروا مساجد الحمد لله يعني الجالية الإسلامية ، وجابوا إمام ويعطى له راتب ، فما في فرق بين هذا الإمام اللي مثلاً في المغرب أو في الجزائر أو في مصر وهذا مثلاً في هولندا ، وهم يقولون نحن لا نصلي خلف هذا الإمام ، فذهبت عندهم مرة فقلت لهم يعني ، ناقشتهم شوي ، قالوا لي في الأخير : إن اعتزالنا لهذه المساجد هو تعبير منا على عدم الرضا بهذه البدع وهذه المنكرات الموجودة في هذه المساجد على حد تعبيرهم ، فهل يجوز لهم أن يبقوا على حالتهم تلك أم يصلوا يعني كسائر الناس؟
الشيخ : مشكلة هؤلاء يا أخي أخطر بكثير من الصورة التي ذكرتها ، وهي أنهم لا يصلون في مساجد المسلمين ، وراء امتناعهم من الصلاة في هذه المساجد ليس لأن فيها مثلاً أئمة غير مخلصين في الصلاة وإنما يؤمون الناس مقابل راتب ، أو أن في هذه المساجد كثير من البدع والحوادث ، ليست هذه هي المشكلة ، المشكلة أن هؤلاء هم عندهم كفار ؛ لأنهم أولاً : في البلاد الإسلامية فضلاً عن بلاد هولندا وبولندا وأمثالها وفضلاً، حتى المسلمين الذين يعيشون في بلاد الإسلام كهذه البلاد وغيرهم ، فضلاً عن المسلمين الذين يعيشون هناك في بلاد الكفر ، المسلمون الذين يستوطنون بلاد الإسلام هؤلاء كفار عندهم ، وهم يسلسلون الكفر من الحاكم إلى المحكوم ، ويطبقون قوله تعالى : وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ على كل حكام الدول الإسلامية ، لا يفرقون بين أحدٍ منهم ، ثم يسلسلون القضية إلى خادم المسجد ، وليس فقط إلى الإمام ولا المؤذن ، بل ولخادم المسجد ، لماذا ؟ لأن هؤلاء يعينون الحاكم ويرضون بحكمه فيسلسلون الكفر الذي بدءوا بالحاكم إلى أصغر محكوم ، فكل هؤلاء كفار ، ولذلك هم يمتنعون من الصلاة لهذا السبب ، وليس لأنه في بدع أو في أمور أو إخلاص أو ما شابه ذلك .
وهذه شنشة نعرفها من أخزم ، ونحن بلينا هنا ببعض الأفراد من الشباب المسلم الذي كنا نظنه أنه معنا ومنا وفينا ، وفعلاً كنت أتعجب منهم ؛ لأنهم كانوا يستدلون بكتبي ، وينتفعون بها ، ويصرحون بذلك ، فاجتمعنا مع بعضهم هنا كانوا يمتنعون عن صلاة الجمعة وعن صلاة الجماعة ، لا يصلون إطلاقًا ، والسبب هو الذي ذكرته لك آنفًا ، فخطأهم يبدأ من الآية الكريمة حيث فهموها فهمًا خطأ ، ويتلو ذلك أخطاء كثيرة وكثيرة جدًا ، منها : أنهم يخطئون الرواية التي تقول : بأن ابن عباس لما فسّر الآية المذكورة ، قال : " كفر دون كفر " قالوا : هذه رواية غير صحيحة ، وهم جهلة ، لا يعرفون علم الحديث ولا علم الجرح والتعديل ، وإنما دينهم هواهم كالخوارج الأولين تمامًا ، فما أعجبهم فهو دينهم ، وما لم يعجبهم فهم يرفضونه ، وينبذونها نبذ النواة .
فهؤلاء في الواقع قد نجد فيهم جماعة مخلصين ولكنهم ضالون ؛ لأنهم يمشون على غير علم ، فهم بحاجة إلى علماء يقفون لهم بالمرصاد ؛ ولهذا فمجادلتهم يجب أن تبدأ من تكفيرهم للمسلمين ، وهم كما قلت لك أهل أهواء يأخذون من كل نص ما يشتهون ، ربنا يقول : وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ يأخذونها بظاهرها .
أولاً : لا ينظرون إلى من سيقت الآية ؟ و هم اليهود ، حيث كان اليهود قسمان :
قسم له السلطة عن القسم الآخر ، ويأخذون منهم إتاوة أو ضريبة أو ما شابه ذلك ، فلما بعث الله محمدًا - صلى الله عليه وسلم - ووجدوا فيه الصدق والحكم بالحق ، ولكنهم جحدوه حسدًا وبغيًا من عند أنفسهم ، وكما قال رب العالمين في القرآن الكريم : يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ ، مع ذلك قالت طائفة الدون منهم : نحن نتحاكم إلى محمد ، أن هذا الذي يأخذونه منا ، الطائفة الكبرى والعليا عندهم ، هل يحق لهم ذلك؟ فإن أجابكم بما يوافقكم فخذوا به وإلا فارفضوه ، فأنزل الله عزَّ وجلّ هذه الآية أنهم يريدون أن يأخذوا من حكم محمد وهم كفار به ، فأولاً : الآيات تعني بمن لا يؤمن بالإسلام ، ولا تعني بمن يؤمن بالإسلام ولكنه يقصر في تطبيق جانب من جوانب الإسلام ، هذا أولاً .
ثانيًا : هم لا يعلمون حقيقة لغوية وشرعية أن الكفر درجات ، فمثلاً : قوله - عليه الصلاة والسلام - : سباب المسلم فسوقٌ وقتاله كفرٌ إذًا قتال المسلم كفر ، هل هو الكفر الذي عناه رب العالمين في الآية السابقة وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ؟ الجواب : لا ، كذلك قوله - عليه السلام - في الحديث الذي يرويه الإمام البخاري في صحيحه من رواية جرير بن عبد الله البجلي ، أن النبي - صلى الله عليه وسلم خطب في حجة الوداع وقال لجرير : استنصت لي الناس سكتهم حتى يسمعوا ما أقول ، فخطب فيهم - عليه الصلاة والسلام - وقال لهم : لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض كفارًا بمعنى خارجين عن الملة؟ لا ، تفعلون فعل الكفار يضرب بعضكم رقاب بعض ، من هنا قال ترجمان القرآن ابن عباس في تفسير الآية الأولى : وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ، قال : " ليس كما يظنون ، إنما هو كفر دون كفر " ، وهذا الحديث صحيح الإسناد لا يمكن لأحد أن يشك فيه ، لكن أولئك لما وجدوه يصدم اتجاههم الخارج عن الإسلام ، قالوا : هذا لا يصح .
وعلى ذلك : قوله تعالى : وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ حكم على الطائفة الباغية بما حكم على الطائفة المبغي عليها ، طائفتان مؤمنتان ، مع إنه الحديث شو قال : وقتاله كفرٌ إذًا صدق ابن عباس حينما قال : " كفر دون كفر " .
هؤلاء جهلة ويكفيك أن تعلم أنه أغرار ، يعني : شباب ، ما في رجل بلغ من السن الستين والسبعين وهو يدرس العلم ، وليس المقصود بلغ من السن كبير وهو جاهل - لا - ما بلغ سنًا في دراسة العلم ، حتى يعرف الناسخ والمنسوخ ، والعام والخاص ، والمطلق والمقيد ، ثم يعرف آثار الصحابة ما يصح منها وما لا يصح .
ختامًا أقول : هؤلاء الناس خرجوا عن نصوص من الآيات الكريمة منها ، وبهذا النص أختم هذه الجلسة إن شاء الله ، فإن الساعة الآن الحادية عشرة ، قال تعالى : وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ، هؤلاء اتبعوهم غير سبيل المؤمنين ، لأنهم لم يكن معضٌ واحد ، هؤلاء اتبعوا غير سبيل المؤمنين ، لأنه مضى على المسلمين أربعة عشر قرنًا ، وجاءت فيهم الخوارج ، والمعتزلة ، والمرجئة ، ومع ذلك المسلمون حتى الأوائل علي ابن أبي طالب وغيره قال عن الخوارج : " أكفارٌ هم ؟ " قال : " لا ، هم للكفر فروا " أكيد هؤلاء يتجرءون على تكفير كل المسلمين إلا هؤلاء الشرذمة القليلة والتي لم تؤتَ شيئًا من العلم يخولهم أن يصدروا أحكام رهيبة جدًا وهم بالكتاب والسنة جاهلون .
أرجوكم الآن ... .
السائل : لا ، ما في أسئلة ، لكن في قضايا أخرى ما زالت عندنا .
الشيخ : معلش ، تتصل معي في الهاتف إن شاء الله .
السائل : جزئية صغيرة بس يا شيخ بس .
الشيخ : الله يهديك ، تضمن أن يكون الأخير ؟
السائل : إن شاء الله أضمن .
السائل : أنا عندي بعد الأخير - يضحك الطلبة - .
الشيخ : لا لا ، السلام عليكم .
الشيخ : إذا كان أحد له سؤال ، نغتنمها فرصة ، تفضل .
الفتاوى المشابهة
- أثر ابن عباس في تفسير قوله تعالى: (( ومن لم يح... - الالباني
- ما هو التفسير الصحيح لقوله تعلى ( ومن لم يحكم... - الالباني
- من هم الخوارج ؟ وهل يفهم من حديث : " يخرجون من... - الالباني
- بيان ما عليه بعض الجماعات من التكفير ونصيحة ال... - الالباني
- يقول في سؤاله الأول أريد تفسيراً لهذه الآية... - ابن عثيمين
- ماهو تفسير الآية الكريمة ( و من لم يحكم بما... - ابن عثيمين
- الكلام على قوله تعالى:{ ومن لم يحكم بما أنزل ا... - الالباني
- سؤال عن جماعة التكفير . - الالباني
- تكلم على الشبهة التي وقع فيها أهل التكفير من ا... - الالباني
- هل تنطبق آية : (( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأ... - الالباني
- بعض الجماعات التكفيرية تمتنع من شهود صلاة الجم... - الالباني