السائل : قرأتُ في صحيح الجامع الصغير عدة أحاديث للرسول صلى الله عليه وسلم الذهب بالذهب والفضة بالفضة وقرأت مبارح حديث رقم 3422 بقول فيه: الدينار بالدينار والدرهم بالدرهم فالمقصود بالدينار يعني هو الدينار الذهب أم دينار آخر , فأرجو البيان بارك الله فيك ؟

الشيخ : هو بلا شك الحديث المقصود فيه الدينار الذهب والآن مع الأسف من جملة فساد النظم القائمة في بعض البلاد أنهم استعاضوا عن العملة الذهبية بالعملة الورَقية , وليتهم استعاضوا عن العملة الذهبية بالعملة الورِقية وليس بالعملة الورَقية وهذا يعود بنا البحث إلى ما سبق آنفا هذه العملات الورقية ليس لها قيمة ذاتية لكن سميت بعض العملات بالدينار وبعض العملات بالريال وبعضها بالليرة ونحو ذلك , وهذه أمور اصطلاحية , فالظاهر أن الدينار حينما سمي دينارا كان المقصود بهذه التسمية هي أنها تساوي دينارا ذهبيا لكن تطورت الظروف والأحوال الاقتصادية حتى صار الدينار يساوي يعني أقل بكثير من قيمته الحقيقية , لذلك فالدينار المذكور في الحديث يجب أن يقوّم دائما بالنظر إلى انخفاض قيمة الدينار الورقي وارتفاعه , نحن منذ سنين قريبة كنا نعرف إن الدينار الأردني بنحو ثلاثين دينار أردني ممكن أن نشتري ليرة ذهبية .

سائل آخر : نعم .

الشيخ : إما ليرة ذهبية كما يقولون قديما وهذا أصبح عند الشباب اليوم مجهولا ليرة ذهبية رشادية أو ليرة ذهبية إنجليزية , هذه عملات أصبحت الآن مفقودة , الآن إذا أردت أن تشتري ليرة من هذه الليرات الذهبية ربما تحتاج إلى خمسين ستين دينار أو أكثر ما أدري لأن دائما , أديش .

سائل آخر : سبعة وخمسون .

الشيخ : سبعة وخمسون , إذًا سبعة وخمسون دينار الآن يساوي دينارا ذهبيا من هنا تختلف أو يختلف نصاب الزكاة , فحينما يكون دينار الذهب رخيصا إذا الإنسان مالك تقريبا على هداك الزمان من كان عنده أربعمائة دينار أردني فهو مالك للنصاب يعني نحو عشرة جنيهات ذهبية رشادية , الآن بدك تحوي أضعاف هذا المقدار حتى تكون مالك للنصاب , لماذا؟ لأنه نزلت قيمة العملة الورقية , خلاصة الكلام الدينار في الحديث هو الدينار الذهب وينبغي مقابلة الآن الدينار الذهب بالعملة الورقية صعودا وهبوطا , تفضل .