تم نسخ النصتم نسخ العنوان
الكلام على المناقشة التي وقعت بين شيخ الإسلام... - الالبانيالشيخ :  ولذلك يعجبني كلمة قرأتها في التاريخ الإسلامي وبخاصة ما كان متعلقا منه بشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله الذي كان له الفضل في نشر التوحيد الصحيح ...
العالم
طريقة البحث
الكلام على المناقشة التي وقعت بين شيخ الإسلام وأهل البدع، وذكر حديث الجارية
الشيخ محمد ناصر الالباني
الشيخ : ولذلك يعجبني كلمة قرأتها في التاريخ الإسلامي وبخاصة ما كان متعلقا منه بشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله الذي كان له الفضل في نشر التوحيد الصحيح من عصره إلى هذا العصر , وله الفضل الأكبر في انتشار عقيدة التوحيد في العصر الحاضر بعد أن أحيى هذا التوحيد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في البلاد النجدية ثم سرى خيرها إلى كثير من البلاد الإسلامية , فقد كان أكثر علماء ذلك الزمان ضد دعوة ابن تيمية رحمه الله كدعوة في الرجوع إلى الكتاب والسنة بعامة وضد التوحيد الصحيح بخاصة ولذلك فكانوا دائما يقدمون الشكاوى إلى الأمراء وإلى الحكام في زمانه ولذلك كما تعلمون سجن في القلعة في دمشق وسجن في مصر وهكذا , فيعجبني المناقشة التي ذكروها في ترجمة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله بينه وبين المشايخ الذين شكوه إلى الأمير أمير دمشق يومئذٍ , فجمعهم مع شيخ الإسلام ابن تيمية وجرى النقاش بين يدي الأمير في مسألة الرحمن على العرش استوى فالعلماء يقولون بما ذكرنا آنفا أن الله عزّ وجل في كل مكان وشيخ الإسلام يقول بقولة السلف الصالح بأن الله عزّ وجل فوق المخلوقات كلها , فكان ذلك الأمير مع أنه ليس مشهورا بالعلم كان ذكيا فقال في حق أولئك العلماء: " هؤلاء قوم أضاعوا ربهم " أي حينما يقولون الله في كل مكان وليس على العرش استوى فهم أضاعوا ربهم , هذه حقيقة يشهدها المؤمن بالله ورسوله حقا بأن الذين يقولون بأن الله عزّ وجل ليس له صفة العلو على المخلوقات وإنما هو في كل مكان أنهم أضاعوا ربهم لأنهم إذا سُئلوا أين الله قالوا هو في كل مكان مع أن الجارية التي هي جارية وعبدة لسيدها نظرا لكونها كانت تعيش في جو ممتلئ بالتوحيد الصحيح , فلما امتحنها الرسول عليه السلام وسألها بقوله المعروف: أين الله قالت: في السماء , أما العلماء فقد أضاعوا ربهم وجهلوا أنه إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه إلى آيات كثيرة تؤدي إلى هذا المعنى , لهذا يقول ابن قيم الجوزية رحمه الله " بأن المجسم يعبد صنما والمعطل يعبد عدما " , المعطل هو الذي ينفي الصفات الإلهية والتي منها الرحمن على العرش استوى , إذًا الذين يقولون اليوم من المذاهب التي سبق أن ذكرناها الماتوريدية والأشاعرة فضلا عن الشيعة فضلا عن الخوارج ومنهم الإباضية كل هؤلاء يلتقون في أن ينفوا عن الله عزّ وجل صفة العلو ويقولون الله في كل مكان , إذًا هذا ينافي التوحيد لأنه يرجع إما إلى إنكار وجود الله عزّ وجل مطلقا وإما إلى الزيادة على النصارى في جعل الله عزّ وجل حالّا في خلقه , تعالى ربنا عزّ وجل عما يقول الظالمون علوا كبيرا ... .

Webiste