تم نسخ النصتم نسخ العنوان
شرح حديث أبي بكرة رضي الله عنه قال قال رسول ال... - الالبانيالشيخ : عن أبي بكرة نفيع بن الحارث الثقفي، الحارث الثقفي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال  إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول...
العالم
طريقة البحث
شرح حديث أبي بكرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تواجه المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار وفي رواية إذا المسلمان حمل أحدهما على أخيه السلاح فهما على حرف جهنم فإذا قتل أحدهما صاحبه دخلاها جميعا قال فقلنا أو قيل يا رسول الله هذا القاتل فما بال المقتول قال إنه قد أراد قتل صاحبه رواه البخاري ومسلم
الشيخ محمد ناصر الالباني
الشيخ : عن أبي بكرة نفيع بن الحارث الثقفي، الحارث الثقفي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار قلت " يا رسول الله هذا القاتل فما بال المقتول ؟ " قال إنه كان حريصا على قتل صاحبه متفق عليه ، في هذا الحديث بيان تأثير النية السيئة في صاحبها في حالة كون اقترنت مع العمل السيء، تأثير النية السيئة في صاحبها حالة كونها اقترنت مع العمل السيء، نقول بهذا القيد اقترنت في صاحبها مع العمل السيء هذا القيد أمر ضروري لأن مجرد النية السيئة إذا استقرت في قلب صاحبها فمن فضل الله عز و جل على عباده المؤمنين من هذه الأمة أنه لا يؤاخذهم عليها، إذا نوى المسلم نية سيئة فلا يؤاخذه ربه تبارك و تعالى عليها إلا إذا اقترنت بعمل ومن الأدلة على ذلك قوله عليه الصلاة والسلام في الحديث المتفق عليه بين الشيخين من حديث أبي هريرة أن الله عز وجل يقول لملائكته إذا هم عبدي بحسنة فلم يعملها فاكتبوها له حسنة وإذا عملها فاكتبوها له عشر حسنات إلى مائة حسنة إلى سبعمائة إلى أضعاف كثيرة والله يضاعف لمن يشاء وإذا هم عبدي بسيئة فلم يعملها فلا تكتبوها شيئا وإذا عملها فاكتبوها سيئة واحدة وفي رواية وإذا لم يعملها فاكتبوها حسنة فإنما تركها من جرائي ففي هذا الحديث تصريح بيّن واضح أن السيئة لا تكتب مادامت في حيز النية وإنما تكتب إذا خرجت إلى حيز العمل ومن الأدلة أيضا على هذا حديث أبي هريرة أيضا في الصحيحين قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إن الله تجاوز لي عن أمتي ما حدثت به أنفُسَها وفي رواية أنفُسُها ما لم تتكلم أو تعمل به ما لم تتكلم أو تعمل به فهذا القيد إذا تحقق أي لم يتكلم ولم يعمل بما نوى فالله عز وجل قد عفى عن ذلك وهذا كما يدل الحديث أمر خاص وفضل من الله عز وجل اختص به الأمة المحمدية لأنه يقول إن الله تجاوز لي عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تتكلم أو تعمل به إذا عرفنا هذه الأحاديث فحينئذ فلا تناقض بينها وبين حديث الكتاب قلت " يا رسول الله هذا القاتل فما بال المقتول ؟ " قال إنه كان حريصا على قتل صاحبه إن هذا القتيل الذي حكم الرسول عليه السلام عليه بالنار لم يستحق هذا الحكم لمجرد أنه نوى قتل صاحبه بل، بل لأنه كان حريصا على قتل صاحبه حرصا أوصله إلى ان يبارزه وأن يباشر قتله ولكن قدر الله غلبه فكان قتيلا من صاحبه، إذا عرفنا هذا فلا تناقض حينذاك بين الأحاديث المتقدمة التي صرحت بأن الله عز وجل لا يؤاخذ على مجرد النية السيئة وبين هذا الحديث الذي صرح بأن الذي باشر قتال صاحبه فقتل، لا تناقض بين هذا وبين ذاك لأن هنا قد وجد العمل مع النية، كان حريصا على قتل صاحبه بدليل أنه التقى مع صاحبه فقتل بسيف صاحبه فكان في النار لا لمجرد أنه نوى قتل الذي قتله وإنما لأنه مع النية باشر قتله ولكنه لم يظفر به ومن هنا يتبين لكم أن من احتج بهذا الحديث، حديث الباب، حديث أبي بكرة الثقفي على أن المسلم إذا نوى السيئة وعزم عليها أوخذ بها، من استدل بهذا الحديث على هذا فالحديث لا يدل له، لأن هذا الحديث لم يقل إن من كان حريصا على قتل صاحبه فهو في النار وإنما قال إذا التقى المسلمان بسيفهما فالقاتل والمقتول في النار فالقاتل واضح كما جاء في الحديث فما بال القتيل قال إنه كان حريصا على قتل صاحبه فإذا هذا القتيل توفر فيه النية السيئة والعمل السيء فلا يجوز والحالة هذه الإستدلال بهذا الحديث على أن الله عز وجل يؤاخذ المسلم على النية السيئة والتي لم تخرج إلى حيز التنفيذ والعمل لأنه ليس فيه فقط أنه نوى وإنما فيه أنه نوى وباشر القتل لا سيما وفي الحديث السابق التصريح بأنه لا يؤاخذ ما لم يتكلم أو يعمل به . والعلماء مختلفون في هذه المسألة اختلافا كبيرا، ذلك أنهم يقسمون الخواطر التي تخطر في بال الإنسان إلى ثلاثة أقسام، خاطر وهم وعزم .
الخاطر هو مبدأ الفكرة السيئة تخطر في بال الإنسان ثم قد تستقر وقد تولّي وتذهب .

السائل : السلام عليكم

الشيخ : و عليكم السلام . فهذا الخاطر اتفقوا على أنه لا يؤاخذ عليه، إذا كانت خاطرة ثم إذا استقر هذا الخاطر في بال صاحبه أخذ شيئا من القوة وارتقى من الخاطر إلى الهم وهذا الهم قد يكون قويا بحيث أنه ينصرف عنه صاحبه .
سائل آخر : السلام عليكم

الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، فهذا أيضا مما لا يؤاخذ عليه بدليل الحديث السابق وإذا هم عبدي بسيئة ولم يعملها فلا تكتبوها شيئا أما إذا اشتد الهم بحيث أنه خطط له ولم يبق من وراءه إلى مباشرة العمل فذلك هو العزم، هي المرتبة الثالثة حيث لا يكون بعد العزم إلا المباشرة و التنفيذ، هذا العزم اختلف العلماء هل يؤاخذ عليه صاحبه أم لا، فمنهم من قال يؤاخذ ومنهم من قال لا يؤاخذ وهذا القول الأخير هو القول الراجح لما سبق ذكره من قيد ما لم يتكلم أو يعمل به أما الذين خالفوا ذلك القول وذهبوا إلى أنه ولو لم يقترن معه قول أو عمل فمادام أنه وصل إلى مرتبة العزم ولم يقف إلى مرتبة الهم فضلا عن الخاطر فإنه يؤاخذ فحجتهم أو من حجتهم هذا الحديث الذي بين أيدينا قال إنه كان حريصا على قتل صاحبه ولكن الجواب عن هذا الإستدلال قد عرف مما سبق وهو أن هذا الحديث ليس فيه التنصيص على أنه عزم ولم يعمل بل هو صريح أنه باشر العمل لأنه لقي صاحبه وبارزه وأراد قتله ثم ظفر به صاحبه لكن على كل حال هذا الحديث ينبغي أن نأخذ منه موعظة وتربية نفسية أن الإنسان لا يجوز له أن يستسلم لخواطره ولما يهم به وأن لا يفسح المجال أن يرتقي الخاطر إلى مرتبة الهم وأن يظل يفكر ويفكر حتى يرتقي به الهم إلى مرتبة العزم لأنه يخشى بعد ذلك أن يصل إلى مرتبة العزم لأنه التي لو صار قتيلا بينما كان يريد لنفسه أن يكون قاتلا فينقلب عليه الأمر ويصبح له جزاء القاتل وهو قتيل فيجب على الإنسان أن يسد على نفسه طرق الشيطان وذلك بأن يشغل ذهنه وخاطره بما يشغله عن الإستمرار في التفكير في المعصية .

Webiste