ما حكم الاقتداء بالإمام إذا كان يخالف صفة صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم - ؟
الشيخ محمد ناصر الالباني
السائل : سؤال - يا شيخ - ، بالنسبة للموضوع عن الاقتداء بالإمام ؛ لو كان ما يؤدي الصلاة كما كان يؤديها الرسول - صلى الله عليه وسلم - هل على المأموم أن يقتدي بالإمام ؟
الشيخ : أن ؟
السائل : أن يقتدي به كأن لا يعني ؟
الشيخ : يصلي وراءه ولَّا ؟
السائل : يصلي وراءه .
الشيخ : يعني يصلي وراء غيره يترك القدوة ؟
السائل : لا ، يصلي وراء الإمام هذا ، ولكن الإمام فَرَضًا لا يضع يده على الصدر يسدلها ؛ فهل كذلك ؟
الشيخ : نفس الجواب أخي ، هل هذا أوَّلًا بُيِّنت له الحجة والأدلة أنُّو هذا الذي أنتَ تفعله خلاف السنة الصحيحة أم لا ؟ لا بد من التفصيل في كلِّ شيء ؛ يعني هذا الإمام الذي - مثلًا - يضع يديه هكذا ؛ ماذا تظن به وأنتَ لا تعرفه ، نفترض القضية هكذا ؛ هل تظن به أنه يفعل هذا نكايةً بالسنة الصحيحة أم جهلًا بها ؟
السائل : جهلًا بها .
الشيخ : هذه وحدة ، ثم هل هو يفعل هكذا مع جهلِه بالسنة الصحيحة دون أن يكون له مرجع ومستند من العلماء المجتهدين ولَّا له مرجع ؟
السائل : دون مرجع .
الشيخ : لا ، هذا خلاف الواقع .
سائل آخر : ... .
الشيخ : كيف ؟
سائل آخر : ... .
الشيخ : يعني هلق هدول عامة المسلمين مقلِّدين ليس لهم أئمة يقتدون بهم ؟ لكن على طريقة التقليد ، صح ولا لا ؟ كمان هنا أنا لي كلمة لا بد من بيانها ، نحن الذين ندعو الناس إلى اتباع الكتاب والسنة أحيانًا نُصاب بشيء من الشَّطط والمبالغة ، فنريد أن نكلِّفَ كل مسلم أن يعرف السنة الصحيحة ، هذا واجب ، لكن هذا لا يستطيعه أكثر المسلمين ، وإذا كان ربُّ العالمين يسَّرَ لبعضهم أن يتعرَّفوا على السنة الصحيحة بطريق أو أكثر من طريق ؛ فهذا فضل من الله - عز وجل - ، لكن عامة المسلمين وبخاصَّة العالم منهم ؛ كيف هذا السبيل لهم أن يعرفوا أنُّو هَيْ السنة صحيحة وهذا الإمام أصاب وهذا الإمام أخطأ ؟ بدنا نحن نوسِّع أفقنا كثير وكثير جدًّا لحتى ما نقع في أن نجنِيَ على بعض المسلمين بغير حقٍّ .
فأريد من هذا أن أقول : يجب أن نفترض أن عامة المسلمين حينما يصلون بأيِّ صورة يصلون نفترض أنهم معذورون ، لا نفترض أنهم مصيبون ؛ هذا بحث ثاني ، نفترض أنهم معذورون ؛ خاصَّة مَن كان منهم على شيء من العلم ؛ يعني نفترض أنُّو الإمام اللي يؤمُّ الناس أنُّو هو أعلم منهم يعني ، وإن كان - مع الأسف - عم نشوف يعني حوادث بتدل على أنُّو الأئمة في كثير من المساجد لا يكاد يختلفون على مَن يقتدي بمن ورائهم ، ما فيه عندهم علم يُذكر = -- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته -- = فإذا كان هذا هو الأصل فحينما تجد إمامًا وأنت تقتدي به ، إن كنت تريد إمامًا يعرف السنة ويتمسَّك بها فابحَثْ عنه ، فهذا بلا شك أفضل ، لكن ليس يُتاح لك كل ساعة لا سيما في حالة الغربة لا يُتاح لك الإمام الذي ترجوه ويكون متمسِّكًا بالسنة .
إذًا فأيُّ إمام القاعدة الآن - وهذا خلاصة الكلام ونهاية المطاف - أي إمام تقتدي به تعقتد أنه مسلم بطبيعة الحال ، وإلا ما اقتديت به ؛ فينبغي أن تحقِّق القدوة به تمامًا حتى ولو خالف السنة في رأيك واجتهادك ، حتى تقيمَ عليه الحجة وتقتنع أنُّو والله هو تبيَّنت له الحجة ثم رَفَضَها تمسُّكًا بما وجد عليه آباءه وأجداده من الجمود على التقليد ؛ حينئذٍ لك عذر في أن تخالفه حينما هو يخالف السنة .
السائل : يعني - يا شيخ - ، لو دخلت المسجد رأيت الإمام مسبل يده في الصلاة ؛ أسبل يدي معه ؟
الشيخ : أيوا .
السائل : يعني أؤدِّي الصلاة كما يؤدِّيها ؟
الشيخ : سمعتم بهذه الغريبة في زماننا ؟ إذا كنت دخلت المسجد وجدت إمامًا يصلي قاعدًا ؛ ماذا تفعل ؟
السائل : أقعد .
الشيخ : نعم ؟
السائل : أقعد .
الشيخ : وإيش حكم القعود بالنسبة لمستطيع القيام ؟
السائل : ما عندي فكرة .
الشيخ : كيف ما تدري ؟ ما تدري أنُّو القيام فرض ركن من أركان الصلاة ؟ فأنت إذا قمْتَ تصلي الفرض من قعود صحَّت صلاتك ؟
السائل : لا .
الشيخ : فإذا أنت اقتديت وراء الإمام القاعد ؛ كيف صحَّت صلاتك ؟ أليس لتحقيق القدوة ؟
السائل : إي نعم .
الشيخ : طيب ؛ فأيهما أعجب في المخالفة للشرع ؛ آلمقتدي الذي يقعد وهو يستطيع القيام أم المقتدي الذي لا يضع يديه ويسدل وهو يستطيع وضعها ؟ أيهما أغرب في المخالفة ؟
السائل : الجالس .
الشيخ : نعم ؟
السائل : القاعد .
الشيخ : مع ذلك أنت تفعل .
سائل آخر : يا شيخ ، بالنسبة إذا جلس الإمام معذورًا ، أما إذا أسبل يده غير معذور .
الشيخ : مين قال لك ؟ مَن قال لك أنه غير معذور ؟ نحن تكلمنا آنفًا طويلًا في هذا المجال .
السائل : إي ، بس السنة الصحيحة ... .
الشيخ : السنة الصحيحة عندك يا رجل ، ما تفترض كل الناس في عقلك ومنطقك وعلمك وفهمك .
إيش رأيك ؟
السائل : ... .
الشيخ : كله يا أخي ... نحن جبنا مثال القعود ؛ لأنُّو بعد القعود والقيام ما فيه بقى مفارقة أكثر من كدا أبدًا .
نعم .
الشيخ : أن ؟
السائل : أن يقتدي به كأن لا يعني ؟
الشيخ : يصلي وراءه ولَّا ؟
السائل : يصلي وراءه .
الشيخ : يعني يصلي وراء غيره يترك القدوة ؟
السائل : لا ، يصلي وراء الإمام هذا ، ولكن الإمام فَرَضًا لا يضع يده على الصدر يسدلها ؛ فهل كذلك ؟
الشيخ : نفس الجواب أخي ، هل هذا أوَّلًا بُيِّنت له الحجة والأدلة أنُّو هذا الذي أنتَ تفعله خلاف السنة الصحيحة أم لا ؟ لا بد من التفصيل في كلِّ شيء ؛ يعني هذا الإمام الذي - مثلًا - يضع يديه هكذا ؛ ماذا تظن به وأنتَ لا تعرفه ، نفترض القضية هكذا ؛ هل تظن به أنه يفعل هذا نكايةً بالسنة الصحيحة أم جهلًا بها ؟
السائل : جهلًا بها .
الشيخ : هذه وحدة ، ثم هل هو يفعل هكذا مع جهلِه بالسنة الصحيحة دون أن يكون له مرجع ومستند من العلماء المجتهدين ولَّا له مرجع ؟
السائل : دون مرجع .
الشيخ : لا ، هذا خلاف الواقع .
سائل آخر : ... .
الشيخ : كيف ؟
سائل آخر : ... .
الشيخ : يعني هلق هدول عامة المسلمين مقلِّدين ليس لهم أئمة يقتدون بهم ؟ لكن على طريقة التقليد ، صح ولا لا ؟ كمان هنا أنا لي كلمة لا بد من بيانها ، نحن الذين ندعو الناس إلى اتباع الكتاب والسنة أحيانًا نُصاب بشيء من الشَّطط والمبالغة ، فنريد أن نكلِّفَ كل مسلم أن يعرف السنة الصحيحة ، هذا واجب ، لكن هذا لا يستطيعه أكثر المسلمين ، وإذا كان ربُّ العالمين يسَّرَ لبعضهم أن يتعرَّفوا على السنة الصحيحة بطريق أو أكثر من طريق ؛ فهذا فضل من الله - عز وجل - ، لكن عامة المسلمين وبخاصَّة العالم منهم ؛ كيف هذا السبيل لهم أن يعرفوا أنُّو هَيْ السنة صحيحة وهذا الإمام أصاب وهذا الإمام أخطأ ؟ بدنا نحن نوسِّع أفقنا كثير وكثير جدًّا لحتى ما نقع في أن نجنِيَ على بعض المسلمين بغير حقٍّ .
فأريد من هذا أن أقول : يجب أن نفترض أن عامة المسلمين حينما يصلون بأيِّ صورة يصلون نفترض أنهم معذورون ، لا نفترض أنهم مصيبون ؛ هذا بحث ثاني ، نفترض أنهم معذورون ؛ خاصَّة مَن كان منهم على شيء من العلم ؛ يعني نفترض أنُّو الإمام اللي يؤمُّ الناس أنُّو هو أعلم منهم يعني ، وإن كان - مع الأسف - عم نشوف يعني حوادث بتدل على أنُّو الأئمة في كثير من المساجد لا يكاد يختلفون على مَن يقتدي بمن ورائهم ، ما فيه عندهم علم يُذكر = -- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته -- = فإذا كان هذا هو الأصل فحينما تجد إمامًا وأنت تقتدي به ، إن كنت تريد إمامًا يعرف السنة ويتمسَّك بها فابحَثْ عنه ، فهذا بلا شك أفضل ، لكن ليس يُتاح لك كل ساعة لا سيما في حالة الغربة لا يُتاح لك الإمام الذي ترجوه ويكون متمسِّكًا بالسنة .
إذًا فأيُّ إمام القاعدة الآن - وهذا خلاصة الكلام ونهاية المطاف - أي إمام تقتدي به تعقتد أنه مسلم بطبيعة الحال ، وإلا ما اقتديت به ؛ فينبغي أن تحقِّق القدوة به تمامًا حتى ولو خالف السنة في رأيك واجتهادك ، حتى تقيمَ عليه الحجة وتقتنع أنُّو والله هو تبيَّنت له الحجة ثم رَفَضَها تمسُّكًا بما وجد عليه آباءه وأجداده من الجمود على التقليد ؛ حينئذٍ لك عذر في أن تخالفه حينما هو يخالف السنة .
السائل : يعني - يا شيخ - ، لو دخلت المسجد رأيت الإمام مسبل يده في الصلاة ؛ أسبل يدي معه ؟
الشيخ : أيوا .
السائل : يعني أؤدِّي الصلاة كما يؤدِّيها ؟
الشيخ : سمعتم بهذه الغريبة في زماننا ؟ إذا كنت دخلت المسجد وجدت إمامًا يصلي قاعدًا ؛ ماذا تفعل ؟
السائل : أقعد .
الشيخ : نعم ؟
السائل : أقعد .
الشيخ : وإيش حكم القعود بالنسبة لمستطيع القيام ؟
السائل : ما عندي فكرة .
الشيخ : كيف ما تدري ؟ ما تدري أنُّو القيام فرض ركن من أركان الصلاة ؟ فأنت إذا قمْتَ تصلي الفرض من قعود صحَّت صلاتك ؟
السائل : لا .
الشيخ : فإذا أنت اقتديت وراء الإمام القاعد ؛ كيف صحَّت صلاتك ؟ أليس لتحقيق القدوة ؟
السائل : إي نعم .
الشيخ : طيب ؛ فأيهما أعجب في المخالفة للشرع ؛ آلمقتدي الذي يقعد وهو يستطيع القيام أم المقتدي الذي لا يضع يديه ويسدل وهو يستطيع وضعها ؟ أيهما أغرب في المخالفة ؟
السائل : الجالس .
الشيخ : نعم ؟
السائل : القاعد .
الشيخ : مع ذلك أنت تفعل .
سائل آخر : يا شيخ ، بالنسبة إذا جلس الإمام معذورًا ، أما إذا أسبل يده غير معذور .
الشيخ : مين قال لك ؟ مَن قال لك أنه غير معذور ؟ نحن تكلمنا آنفًا طويلًا في هذا المجال .
السائل : إي ، بس السنة الصحيحة ... .
الشيخ : السنة الصحيحة عندك يا رجل ، ما تفترض كل الناس في عقلك ومنطقك وعلمك وفهمك .
إيش رأيك ؟
السائل : ... .
الشيخ : كله يا أخي ... نحن جبنا مثال القعود ؛ لأنُّو بعد القعود والقيام ما فيه بقى مفارقة أكثر من كدا أبدًا .
نعم .
الفتاوى المشابهة
- حكم الاقتداء بالإمام لمن كان خارج المسجد - ابن باز
- هل الأمر بالاقتداء بالإمام يقتضي متابعته عند س... - الالباني
- ما ضابط الاقتداء بالإمام ؟ - ابن عثيمين
- اقتداء النساء بالإمام في الصلاة - اللجنة الدائمة
- حكم متابعة الإمام ؟ - الالباني
- هل يتابع الإمام فيما خالف فيه السنة في الصلاة ؟ - الالباني
- الاقتداء - اللجنة الدائمة
- التفريق في مسألة الاقتداء بين الإمام الذي يقلّ... - الالباني
- التفريق في مسألة الاقتداء بين الإمام الذي يقلّ... - الالباني
- ما حكم الاقتداء بإمامٍ يقنت في صلاة الفجر ؟ - الالباني
- ما حكم الاقتداء بالإمام إذا كان يخالف صفة صلاة... - الالباني