تم نسخ النصتم نسخ العنوان
كيف نجمع بين هذين الحدثين" أسفروا بالفجر فإنه... - الالبانيالسائل : فيه من المعترضين من يقول ذلك كثير فوجه الخلاف هنا بين حديثين الحديث الأول  أسفروا بالفجر فإنه أعظم بالأجر  ، لا أدري هل هو صحيح أم لا الله أعلم...
العالم
طريقة البحث
كيف نجمع بين هذين الحدثين" أسفروا بالفجر فإنه أعظم لأجوركم" و حديث عائشة رضي الله عنهما أن الصحابيات كن يرجعن من صلاة الفجر في الظلمة ( في الغلس) ؟
الشيخ محمد ناصر الالباني
السائل : فيه من المعترضين من يقول ذلك كثير فوجه الخلاف هنا بين حديثين الحديث الأول أسفروا بالفجر فإنه أعظم بالأجر ، لا أدري هل هو صحيح أم لا الله أعلم والثاني حديث عائشة أن النساء كن يخرجن وعليهن ... .
سائل آخر : ... .

السائل : نعم، كيف التوفيق بين ..

الشيخ : من الغلس .
سائل آخر : التوفيق إن شاء الله

الشيخ : أي نعم
سائل آخر : إن ... .

الشيخ : في اعتقادي أنه لا خلاف بين الحديثين إذا ما نظر إليهما بمنظار بعض القواعد العلمية الفقهية الأصولية منها وهذا مهم جدا لخصوص هذه المسألة وغيرها كثير .
كل نص صدر من النبي صلى الله عليه وسلم له دلالة عامة فلا يجوز أن نفسره على دلالته العامة إلا ونحن نلاحظ تفسير هذه الدلالة بالسنة العملية لأننا في الأصل نعتبر أنه لا تناقض ولا تعارض بين قوله عليه السلام وفعله ولذلك كان من القواعد العلمية كما لخص ذلك الحافظ أحمد بن حجر العسقلاني في رسالته الفذة النادرة في علم مصطلح الحديث وهي شرح النخبة في نوع أو فصل مختلف الحديث قال " إذا جاء حديثان متعارضان من قسم المقبول وجب التوفيق بينهما بوجه من وجوه التوفيق الكثيرة فإن لم يمكن اعتبر الناسخ من المنسوخ منهما فإن لم يمكن صير إلى الترجيح أي القوة " فإذا كان أحدهما حسنا كما قلنا في الداخل والآخر صحيحا تركنا الحسن وأخذنا الصحيح، كان أحدهما صحيحا فردا والآخر كان صحيحا مستفيضا أو مشهورا ترك الفرد وأخذ بالمشهور وإذا كان حديثا صحيحا مستفيضا أو مشهورا ومعارضه كان متواترا أخذ به وترك ذاك، قال فإن استويا في القوة قلنا الله أعلم وترك الأمر لعالمه ولا نقول " تعارضا فتساقطا " هذه عبارة يقولها بعض الناس الشاهد أنه يقول أول ما يقول وجب التوفيق بين الحديثين الصحيح، الآن نحن أمام حديثين صحيحين.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

السائل : شيخ يعمل بال ... ما أمكن .

الشيخ : هو هذا معنى التوفيق، هو هذا معنى التوفيق.
وعليكم السلام ... ابن حجر لما قال في المرتبة الأولى إذا جاء حديثان متعارضان من قسم المقبول وفق بينهما بوجه من وجوه التوفيق ما ذكروا وجوه التوفيق كم هي، شيخه الحافظ العراقي في حاشيته أو شرحه لكتاب علوم الحديث لابن الصلاح ذكر أن وجوه التوفيق بين الأحاديث تتجاوز المائة وجه، مائة وجه فإذا عجز العالم عن التوفيق بوجه من هذه الوجوه نزل مرتبة اعتبار الناسخ من المنسوخ إلى آخره.
الأن هنا في سؤالك لدفع التعارض المتبادر لبعض الأذهان بين حديث السيدة عائشة رضي الله عنها أن نساء المسلمات كن في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ينصرفن من صلاة الفجر متلفعات بمروطهن لا يعرفن من الغلس فهو حديث في صحيح البخاري ومسلم، الحديث الثاني الذي يُتوهم أنه يعارض الحديث الأول أسفروا بالفجر فإنه أعظم للأجر يستدل الحنفية بهذا الحديث أن تأخير صلاة الفجر إلى الإسفار هو الأفضل لكن هذا يخالف السنة التي جرى عليها الرسول عليه السلام طيلة حياته المباركة فلو كان هو الأفضل لكان الرسول يعمل بالأفضل لكن على العكس من ذلك كان يصلي الصبح في الغلس كما أفادنا إياه حديث عائشة وكما يدل على ذلك أيضا حديث أبي برزة الأسلمي في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي الصبح في الغلس.
إذًا يجب الآن التوفيق بين الحديثين، حديث أسفروا بالفجر فإنه أعظم للأجر يحتمل معنيين وينبغي نأخذ المعنى لا يتصادم مع الحديث الأول لأنه هذا هو طريق الجمع وعدم ضرب الحديث بالآخر، ما هما المعنيان؟ أسفروا بالفجر خروجا أسفروا بالفجر دخولا، فالذين يأخذون بهذا الحديث تاركين حديث عائشة وحديث أبي برزة بيفسروا الحديث أسفروا يعني أدخلوا في الفجر في الإسفار، الذين يريدون التوفيق بين الحديثين يقولون أسفروا خروجا وليس دخولا، يعني بكروا بالدخول في صلاة الفجر بالغلس ثم إن شئتم الفضيلة فأسفروا أسفروا فإنه أعظم للأجر وبهذا جمع رجل من كبار علماء الحنفية مع أنه هذا قلما نجده من علماء الحنفية الذين يغلب عليهم في الغالب مع الأسف الشديد أو على الغالب التمسك بالمذهب، أبو جعفر الطحاوي حنفي المذهب لكنه مطعّم بالحديث مشرّب بالحديث فتأثر بالحديث فلما بحث هذا الموضوع قال لا تعارض بين الحديثين لأن معنى الحديث أسفروا بالفجر أي خروجا وليس دخولا وبذلك يزول التعارض بين الحديثين .

السائل : الصلاة يعني .

الشيخ : نعم .

السائل : توجه لأداء الصلاة .

الشيخ : أيوه من الصلاة يعني المقصود أطيلوا القراءة حتى تخرجوا ويعجبني بهذا المناسبة قصة رواها الإمام البيهقي في سننه الكبرى بالسند الصحيح أنه صلى بالصحابة في خلافته طبعا صلى إماما ويبدو أنه أطال القراءة وأطالها جدا ولو أن ذلك وقع اليوم في هذا العصر لضج المسجد بالمنكرين لكن لما خرج من الصلاة قالوا له لقد أطلت يا أمير المؤمنين الصلاة حتى كادت الشمس أن تطلع، كان جوابه رائعا جدا قال إن طلعت لن تجدنا غافلين إن طلعت لن تجدنا غافلين نحن في عبادة الله عز وجل ثم في هذا الحديث إشارة إشارة ناعمة جدا إلى قوله عليه الصلاة من أدرك من صلاة الفجر ركعة فقد أدرك الصلاة إذًا هو صلى الركعة الأولى في الوقت الأول وأطال فيها ما شاء الله أن يطيل ثم أطال القراءة أيضا في الركعة الثانية حتى خشي بعضهم أن تطلع الشمس فلما قيل له ذلك قال إن طلعت لن تجدنا غافلين أي هو أدرك ركعة من الصلاة وركعة طويلة مش وما كان وركعة ثانية كذلك فإذًا هم طائعون لله عز وجل فلا بأس، هذا هو الجمع بين الحديثين.
وفيكم إن شاء الله

السائل : البعض إلي يفسر الغلس على أنه قبل طلوع الفجر، البعض بيقول يعني في الليل .
سائل آخر : الظلمة الظلمة .

السائل : الظلمة .
سائل آخر : الظلمة غلس .

الشيخ : ... قبل طلوع الفجر الصادق ما عاد يقوله قلت الغلس المقصود فيه الظلمة لكن الظلمة ظلمة أول الليل ونصف الليل وآخر الليل، هذا كله اسمه إيش؟ غلس، والأحاديث يفسر بعضها بعضا، فصلاة الفجر لا تصح إلا حينما يطلع الفجر الصادق أي النور الساطع.

السائل : يعني هو يقصد حديث عائشة لم يصل ... قبل الفجر

الشيخ : كيف ما هي بتقول كنا نصلي وراء النبي صلى الله عليه وسلم، لا مش معقول هذا .

Webiste