بيان الشيخ حكم تكرار الجماعة في المسجد الواحد .
الشيخ محمد ناصر الالباني
الشيخ : فقد جاء في مصنف إبن أبي شيبة من رواية الحسن البصري رحمه الله أنه قال " كان أصحاب النبي صلى الله عليه وأله وسلم إذا دخلوا المسجد فوجدوا الإمام قد صلى صلوا فرادى " ، وإلى هذه الرواية أشار الإمام الشافعي رحمه الله الذي بسط القول في هذه المسألة بسطا لا نكاد نجده في كتاب أخر من المتقدمين فقد قال في الجزء الأول من كتابه الأم " وإذا دخل جماعة المسجد فوجدوا الإمام قد صلّى صلّوا فرادى وإن صلُّوا جماعة أجزأتهم صلاتهم ولكني أكره ذلك لأنه لم يكن من عمل السلف وقد كانوا قادرين على أن يجمِّعوا مرة أخرى ولكنهم لم يفعلوا لأنهم كرهوا أن يُجمِّعوا في مسجد مرتين " فهذا النقل العام من الحسن البصري عن الصحابة الكرام أنهم كانوا لا يعدّدون الجماعة في المسجد يُعطينا صورة الحياة التي كانوا يَحيَوْنها في مساجدهم من حيث الصلاة جماعة، وهي أنهم كانوا حريصين على المحافظة على الجماعة الأولى، فإذا ما فاتتهم لعذر ما فضلا عن غير عذر صلّوا فرادى.
وهذا الذي يدل عليه أحاديث مرفوعة للنبي صلى الله عليه وأله وسلم ولكن بشيء من الإستنباط والتأمل، من ذلك حديث أبي هريرة أيضا الذي أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم لقد هممت أن آمر رجلا فيصلي بالناس ثم آمر رجالا فيحطبوا حطبا ثم أخالف إلى أناس يدعون الصلاة مع الجماعة فأحرِّق عليهم بيوتهم والذي نفس محمد بيده لو يعلم أحدهم أنه يجد في المسجد مرماتين حسنتين لشهدها يعني صلاة العشاء.
في هذا الحديث دلالة صريحة في تحريم التخلف عن صلاة الجماعة لأن النبي صلى الله عليه وأله وسلم همّ بتحريق بيوت المتخلفين عنها، هذا واضح وليس لنا كلام فيه، وإنما الكلام فيما نحن فيه، في صدده الأن ألا وهو تكرار الجماعة فما علاقة هذا الحديث بعدم مشروعية تكرار الجماعة؟ لنتصور الأمر الواقع اليوم في كثير من مساجد المسلمين من التكرار والتعدد، تُرى هذا الوعيد الصريح في هذا الحديث على أيّة جماعة ينصَبُّ لو افترضنا أن هناك جماعات كثيرة؟ فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول لقد هممت - طبعا تلخيص الحديث - أن أحرّق بيوت المتخلفين عن صلاة الجماعة فلو أن الرسول عليه السلام فعلا باشر التحريق وخالف أولئك الجماعة في بيوتهم وهمّ بالتحريق، ما هذا يا رسول الله؟ إنّكم تتأخرون عن صلاة الجماعة، لا يا رسول الله نحن نصلى مع الجماعة الثانية، مع الجماعة الثالثة، مع الجماعة الخمسين أتكون حجّة الرسول حينذاك قائمة على هؤلاء المتخلفين أم الأمر العكس؟
إذا لاحظنا هذا نفهم أن هذه الحُجّة النبوية لا تكون قائمة على المتخلفين عن صلاة الجماعة إلا إذا استحضرنا تلك الحقيقة التي أنبأنا بها الحسن البصري أولا ثم أيّده اللإمام الشافعي في كلامه السابق آنفا، وإلا أُبطِلت حجة وحاشا من ذلك بأن يقول قائلهم يا رسول الله إن فاتتنا الصلاة معك فنصلي مثلا مع معاذ في مسجده، سنصلي مع أبيّ، سنصلي مع فلان ممن نفترض أنهم كانوا يعدّدون الجماعة في المسجد كما هو الشأن اليوم في المساجد الكبيرة والصغيرة أو يمكن أن يقال أن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول لهم صحيح أنه فيه هناك جماعات عديدة لكن أنا يَهُمُّني الجماعة الأولى من بين كل الجماعات، هذا ممكن أن يقوله قائلا أيضا وسواء كان الإحتمال الأول أو الاحتمال الأخر فالحجة قائمة على أن المسلم حينما يسمع نادِيَ الله يقول " حي على الصلاة حي على الفلاح " فإنما يعني بذلك الجماعة الأولى لأن الرسول صلوات الله وسلامه عليه همّ بتحريق المتخلفين عنها.
فإذًا الجماعة الأولى هي الجماعة الواجب حضورها وليست الجماعات الأخرى التالية من بعدها حتى ولو سلّمنا جدلا أنها جائزة ولكن حاشا أن نتصور هذا التصور، الجماعة الأولى هي الواجبة والجماعات التي بعدها جائزة، ضدان لا يجتمعان لأن القول بجواز الجماعات التي تلي الجماعة الأولى يُناقض القول بوجوب الجماعة الأولى لأن الإعتقاد بشرعية الجماعة الثانية فما بعدها يؤدي كما يقولون اليوم أتوماتيكيا إلى التساهل عن الجماعة الأولى، وأكبر مثال على هذا من حيث الواقع ومن حيث النقل أن الواقع اليوم أن المسلمين لا يتأخرون عن صلاة الجمعة، من كان منهم عازما على صلاة الجمعة لا يتأخر عن صلاة الجمعة، لماذا؟ لأنه قد استقر في ذهنه واعتقد في علمه أنه لا جمعة بعد الجمعة الأولى ولذلك فهو يحرص حتى مَن كان متساهلا بالصلوات الخمس وحريصا على صلاة الجمعة لا يُفوِّت صلاة الجمعة إطلاقا لأنه لم يقم في نفسه ما يحمله على التهاون للجمعة لأنه يعلم أن لا جمعة إلا جمعة واحدة.
هذا دليل من حيث الواقع يدلّنا على تأثير الرأي الخاطئ في صاحبه، فلما قام في رأي كثير من الناس جواز الجماعة الثانية فما بعدها صرفتهم عن الإهتمام بأن تكون الصلاة مع الحماعة الأولى.
بينما لمّا لم يقم مثل هذا الخطأ في أذهانهم تجاه صلاة الجمعة لم يكن لهم هذا التأثّر الخاطئ فكلهم يصلون صلاة الجمعة في وقتها، هذا من حيث الواقع.
وهذا الذي يدل عليه أحاديث مرفوعة للنبي صلى الله عليه وأله وسلم ولكن بشيء من الإستنباط والتأمل، من ذلك حديث أبي هريرة أيضا الذي أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم لقد هممت أن آمر رجلا فيصلي بالناس ثم آمر رجالا فيحطبوا حطبا ثم أخالف إلى أناس يدعون الصلاة مع الجماعة فأحرِّق عليهم بيوتهم والذي نفس محمد بيده لو يعلم أحدهم أنه يجد في المسجد مرماتين حسنتين لشهدها يعني صلاة العشاء.
في هذا الحديث دلالة صريحة في تحريم التخلف عن صلاة الجماعة لأن النبي صلى الله عليه وأله وسلم همّ بتحريق بيوت المتخلفين عنها، هذا واضح وليس لنا كلام فيه، وإنما الكلام فيما نحن فيه، في صدده الأن ألا وهو تكرار الجماعة فما علاقة هذا الحديث بعدم مشروعية تكرار الجماعة؟ لنتصور الأمر الواقع اليوم في كثير من مساجد المسلمين من التكرار والتعدد، تُرى هذا الوعيد الصريح في هذا الحديث على أيّة جماعة ينصَبُّ لو افترضنا أن هناك جماعات كثيرة؟ فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول لقد هممت - طبعا تلخيص الحديث - أن أحرّق بيوت المتخلفين عن صلاة الجماعة فلو أن الرسول عليه السلام فعلا باشر التحريق وخالف أولئك الجماعة في بيوتهم وهمّ بالتحريق، ما هذا يا رسول الله؟ إنّكم تتأخرون عن صلاة الجماعة، لا يا رسول الله نحن نصلى مع الجماعة الثانية، مع الجماعة الثالثة، مع الجماعة الخمسين أتكون حجّة الرسول حينذاك قائمة على هؤلاء المتخلفين أم الأمر العكس؟
إذا لاحظنا هذا نفهم أن هذه الحُجّة النبوية لا تكون قائمة على المتخلفين عن صلاة الجماعة إلا إذا استحضرنا تلك الحقيقة التي أنبأنا بها الحسن البصري أولا ثم أيّده اللإمام الشافعي في كلامه السابق آنفا، وإلا أُبطِلت حجة وحاشا من ذلك بأن يقول قائلهم يا رسول الله إن فاتتنا الصلاة معك فنصلي مثلا مع معاذ في مسجده، سنصلي مع أبيّ، سنصلي مع فلان ممن نفترض أنهم كانوا يعدّدون الجماعة في المسجد كما هو الشأن اليوم في المساجد الكبيرة والصغيرة أو يمكن أن يقال أن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول لهم صحيح أنه فيه هناك جماعات عديدة لكن أنا يَهُمُّني الجماعة الأولى من بين كل الجماعات، هذا ممكن أن يقوله قائلا أيضا وسواء كان الإحتمال الأول أو الاحتمال الأخر فالحجة قائمة على أن المسلم حينما يسمع نادِيَ الله يقول " حي على الصلاة حي على الفلاح " فإنما يعني بذلك الجماعة الأولى لأن الرسول صلوات الله وسلامه عليه همّ بتحريق المتخلفين عنها.
فإذًا الجماعة الأولى هي الجماعة الواجب حضورها وليست الجماعات الأخرى التالية من بعدها حتى ولو سلّمنا جدلا أنها جائزة ولكن حاشا أن نتصور هذا التصور، الجماعة الأولى هي الواجبة والجماعات التي بعدها جائزة، ضدان لا يجتمعان لأن القول بجواز الجماعات التي تلي الجماعة الأولى يُناقض القول بوجوب الجماعة الأولى لأن الإعتقاد بشرعية الجماعة الثانية فما بعدها يؤدي كما يقولون اليوم أتوماتيكيا إلى التساهل عن الجماعة الأولى، وأكبر مثال على هذا من حيث الواقع ومن حيث النقل أن الواقع اليوم أن المسلمين لا يتأخرون عن صلاة الجمعة، من كان منهم عازما على صلاة الجمعة لا يتأخر عن صلاة الجمعة، لماذا؟ لأنه قد استقر في ذهنه واعتقد في علمه أنه لا جمعة بعد الجمعة الأولى ولذلك فهو يحرص حتى مَن كان متساهلا بالصلوات الخمس وحريصا على صلاة الجمعة لا يُفوِّت صلاة الجمعة إطلاقا لأنه لم يقم في نفسه ما يحمله على التهاون للجمعة لأنه يعلم أن لا جمعة إلا جمعة واحدة.
هذا دليل من حيث الواقع يدلّنا على تأثير الرأي الخاطئ في صاحبه، فلما قام في رأي كثير من الناس جواز الجماعة الثانية فما بعدها صرفتهم عن الإهتمام بأن تكون الصلاة مع الحماعة الأولى.
بينما لمّا لم يقم مثل هذا الخطأ في أذهانهم تجاه صلاة الجمعة لم يكن لهم هذا التأثّر الخاطئ فكلهم يصلون صلاة الجمعة في وقتها، هذا من حيث الواقع.
الفتاوى المشابهة
- حكم الجماعة الثانية في المسجد . - الالباني
- قياس الشيخ صلاة الجماعة على صلاة الجمعة في تحر... - الالباني
- صلاة الجماعة وفضلها . - الالباني
- ما حكم الجماعة الثانية في المسجد وما قول شيخ ا... - الالباني
- ما حكم صلاة الجماعة الثانية في المسجد.؟ - الالباني
- ما حكم تكرار الجماعة في المسجد الجامع .؟ - الالباني
- ما حكم تكرار الجماعة في المسجد الواحد ؟ - الالباني
- شرح الشيخ للحديث الوارد في فضل صلاة الجماعة وت... - الالباني
- حكم تكرار الجماعة في المسجد الواحد . - الالباني
- بيان حكم تكرار الجماعة في المسجد الواحد . - الالباني
- بيان الشيخ حكم تكرار الجماعة في المسجد الواحد . - الالباني