هناك من يرى في الأيام الحاضرة أن أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم المتعلقة بالعبادات ملزمة للمسلم أن يعتقد بها في حين أنهم لا يرون ذلك بالنسبة للأحاديث المتعلقة بأمور الدنيا، ويرون أن العقل البشري يمكن له أن يحكم عليها بالصحة والبطلان تبعا لتطور الفكر ومكتشفات العلم، ويؤيدون ما يذهبون إليه بأحاديث تأبير النخل وأحاديث في تمركز جيش المسلمين في غزوة بدر عند الماء، كما أنهم يقولون في الصحابة إنهم رجال ونحن رجال وإنهم خاضعون للنصر والظفر بسلوكهم وأقوالهم شأن أي من الرجال فالرجاء بيان الرأي في ذلك مع الشكر ؟
الشيخ محمد ناصر الالباني
السائل : سؤال ثاني هناك من يرى في الأيام الحاضرة أن أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم المتعلقة بالعبادات ملزمة للمسلم أن يعتقد بها في حين أنهم لا يرون ذلك بالنسبة للأحاديث المتعلقة بأمور الدنيا، ويرون أن العقل البشري يمكن له أن يحكم عليها بالصحة والبطلان تبعا لتطور الفكر ومكتشفات العلم، ويؤيدون ما يذهبون إليه بأحاديث تأبير النخل وأحاديث في تمركز جيش المسلمين في غزوة بدر عند الماء، كما أنهم يقولون في الصحابة إنهم رجال ونحن رجال وإنهم خاضعون للنصر والظفر بسلوكهم وأقوالهم شأن أي من الرجال فالرجاء بيان الرأي في ذلك مع الشكر ؟
الشيخ : هذا السؤال كما لاحظتم يتضمن سؤالين أولهما يتعلق بالرسول عليه السلام وأقواله والتفريق المزعوم بين ما له علاقة بالدين والعبادة وبين ما له علاقة بغير ذلك والسؤال الثاني الذي يتعلق بالصحابة ولست أدري ما أراد السائل من الربط بين السؤال الأول والآخر إلا أن يكون يعني حكاية ... الناس أن هذه الأحاديث التي ترد عن الرسول عليه السلام مرفوعة إليه إنما و فيها إشكال أو فيها مخالفة للعلم زعموا كحديث الذبابة مثلا إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فليغمسه ... إلى آخره فلعل السائل يعني بالسؤال الثاني أن مثل هذه الأحاديث التي أشار إليها في سؤاله الأول والتي ليست من أمور الدين في شيء بزعمهم إنما رواها هؤلاء الصحابة وهؤلاء الصحابة إنما هم بشر مثلنا فيجوز عليهم الخطأ فكأنه إذا قصد السائل فيما يشرحه عن أولئك الناس في هذا الزمان أنهم يقولون ما جاءنا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم مما له علاقة بالدين و العبادة المحضة فنحن له خاضعون وله مستسلمون أما ما جاءنا عنهم من غير ذلك مما له علاقة بالكون والفلك والبحار والجبال وغير ذلك من أمور الطبيعة فنحن لسنا مكلّفين ولا متعبدين بالخضوع لها والاستسلام لها لأمرين اثنين الأمر الأول أننا إذا سلمنا صحة هذه الأحاديث صحة نسبتها للرسول عليه السلام فالرسول بشر ويجري عليه ما يجري على البشر إلا فيما يتعلق بالدين وهذه الأمور في زعمهم ليس لها علاقة بالدين فإذا جاءت مخالفة لما ثبت في العلم والعلم التجربي فحينئذ نحكم بأن ذلك من أخطاء الرسول عليه السلام في الأمور الدنيوية ومثال ذلك ما جاء في السؤال حديث تأبير النخل أو يقولون أن الذي روى الحديث ونسبه للرسول عليه السلام هو الصحابي أو من دونه فهو ليس بمعصوم فقد يكون قد أخطأ فدلنا على كون هذا الحديث خطأ العلم والعلم التجربي زعموا ، نحن نقول لا شك ولا نحابي نحن في دين الله أحدا ولا نمشي في ما يتعلق بالرسول عليه السلام بعواطفنا وإنما بعقولنا وعلمنا المستقى من كتاب الله ومن حديث رسول الله نحن نقول إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليس معصوما في كل شيء لكنه معصوم في كل شيء أن يقر على شيء من هذه الأشياء وهو مخطئ في ذلك فهنا شيئان يجب التمييز بينهما ، الشيء الأول أن الرسول عليه السلام قد يخطئ ولا حاجة بنا إلى الإكثار من الأدلة على ذلك لأن القرآن يقول عفا الله عنك لم أذنت لهم ما الذي نفهم من هذا أنه كان الأولى أن لا يأذن لهم إذا هذا خطأ كذلك عبس وتولى أن جاءه الأعمى ... إلى آخره أشياء وأشياء كثيرة جدا أخيرا يأتي حديث تأبير النخل قال لو تركتم النخل بدون تأبير أي بدون تطعيم كانوا يعرفونه بالتجربة لكان خرج خيرا مما تفعلونه وشاء الله عز و جل أن يطبق في هذه الحادثة بعينها سنته عز وجل في النخل فجاء النخل شيصا يعني عبارة عن بذرة قشرة ما فيها لب ناشف يعني فجاؤوا إليه يقولون كذا وكذا ... قال إنما أنا بشر فإذا أمرتكم من أمر الله عز وجل فأتوا منه ما استطعتم وإذا أمرتكم بشيء من أمر دنياكم فأنتم أعلم بأمور دنياكم انتهى الحديث فنحن نلاحظ أن قضية تأبير النخل قضية مهنية دنيوية محضة لا ضير على رسول الله ولا عيب ولا نقص ألا يكون مؤبرا ألا يكون مزارعا ألا يكون حدادا نجارا إلى آخره ليه لأن هذه أمور دنيوية لكن فيما يتعلق بالدين والدين ليس فقط عبادات كما يزعم هؤلاء الذين يحكي عنهم السائل الدين فيه أمور تتعلق بالعبادات وفيه أمور تتعلق بالمغيبات وفيه أمور تتعلق بالنظم يسمونها اليوم في الإصطلاح الجديد بالاقتصادية والاجتماعية والسياسية والتربوبية وغير ذلك مما هو معلوم فالإسلام جاء كاملا جاء شاملا لكل ما يحتاجه البشر من نظم فما فرطنا في الكتاب من شيء ولذلك فإذا جاء حديث ما عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقولون إنه من أمور الدنيا وليس من أمور الدين مثاله مثلا حديث الذبابة الذي ذكرناه آنفا ومثال ذلك مثلا الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا السام إلا الموت وهذا شيء كثير وكثير جدا بعد أن يصح الخبر عن رسول الله صلى الله عليه و سلم بذلك لا يجوز أن نجعل هذا النوع من أمور الدنيا التي لنا الخيرة فيها ولنا أن نأخذ فيها وأن لا نأخذ أن نصوبها أو نخطئها لا ، السبب في ذلك من ناحيتين الناحية الأولى ما ذكرته آنفا أن الرسول عليه السلام إن أخطأ وقليل ما يخطئ فلا يقر على خطئه فإذا جاء الحديث وقد تلقاه الصحابة وتلقاه من بعدهم وهكذا جيل عن جيل حتى وصلتنا هذه الأحاديث على أنها حق وصدق من حيث الرواية ومن حيث أن الرسول عليه السلام تكلم بها وأقرها الله تبارك وتعالى عليها فلا يمكن والحالة هذه أن نقول أن هذه من أمور الدنيا هذا من ناحية ... أنا أقول عجبا من هؤلاء الناس لو أن إنسانا عاديا ليس له من خلقه ومن كماله ما هو جزء من مليون جزء من كلام الرسول عليه السلام لو قال إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فليغمسه ثم ليخرجه فإن في أحد جناحيه داء وفي الآخر دواء ماذا نقول عن هذا الإنسان ؟ نقول كما قيل في بعض القضايا أو في بعض العلماء لما قيل لبعض الظرفاء الأدباء فلان كذا وكذا في العلم و ... الحديث فذهب وزاره فلما خرج من عنده سألوه كيف رأيته هو إما أنه أحفظ الناس أو أكذب الناس هو أحفظ الناس أو أكذب الناس ليه ؟ لأنه عم يحفظ فعلا أشياء فهذا الرجل الذي زاره يكاد يكون قرنا له من حيث الحفظ والراوية ولكن سمعه أشياء ما سمع هذا الداخل عليه والزائر له في حياته كلها إذا هو إما أنه من أحفظ الناي أو أكذب النايس كذلك أنا أقول إذا إنسان عادي تحدث بهذا الأمر الغريب قال في هذه الحشرة الصغيرة في أحد جناحيه داء وفي الآخر دواء ماذا نقول عنه إما أنه دجال وإما أنه أوتي من العلم ما لم يؤت الناس ، لا مناص من أحد شيئين أما أن يقال ممكن أن يكون هذا باجتهاد عنده وهو مثلا ما تعاطى أي علم لا طب لا جراحة لا تشريح ولا ولا أي شيء مع ذلك يقال قال هذا برأيه لا ، هذا صنيع الدجالين لذلك أنا أقول هؤلاء الناس البسطاء في العقول إنهم ينسبون الرسول عليه السلام إلى أنه يتحدث عن أمور غيبية ودقيقة ودقيقة جدا حتى العلم هذا العلم الذي يفخرون به اليوم لم يدندن عن هذه الحقيقة بعد ولا استطاع على الرغم من أن بعض المتحمسين أنه ثبت حديث الذباب علميا نقول نحن ثبت شيء منه لكن التفصيل الذي تضمنه الحديث لسى بعد ما تحدث عنه هذا العلم التجربي التشريحي هذا ولعله يمكن أن يصلوا يوما ما، ذلك لأن العلم اليوم يقول إن الذبابة تحمل في جناحيها وفي بدنها أيضا نوع من الجراثيم أظن أنهم يسمونها بالبكتيريا وهذه الجراثيم تفتك وتقتل الجراثيم الضارة هذا كله قاله الطب وهذا فعلا لم يكن معلوما من قبل لكن الحديث يأتي بتفصيل دقيق يقول الجرثوم القاتل في أحد جناحيه والجرثوم القاتل للجرثوم القاتل في الجناح الآخر هذا الطب لا يعرفه أبدا مصداقا لقوله تعالى وما أوتيتم من العلم إلا قليلا إذا كيف نقول إن الرسول عليه السلام هذا قاله برأي من عنده هذا لو قاله عني أنا أقول يطعن فيه ليش ينسبني أنا الذي أقول رجما بالغيب حاشا لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتكلم بمثل هذا الكلام .
إذن ما دام صح الحديث فوجب الإيمان به ووجب إدخاله في زمرة الدين والدين ليس فقط عبادة وصلاة وحج وإنما كل شيء جاء عن الله ورسوله ورسوله قد أقر على ما قاله ولو باجتهاد من عند نفسه فهو دين كذلك مثلا الحديث الآخر والأحاديث في هذا كثيرة وكثيرة جدا الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا الموت هل يقول هذا إنسان اجتهادا من عند نفسه ما يقول هذا إلا الدجالون الذي يريدون أن يسيطروا على عقول الناس وأن يبتزوا منهم أموالهم بالباطل لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم أبعد الناس عن ذلك فهو إذا يقول ما رأى ما سمع من الله تبارك وتعالى لذلك فالأحاديث التي تصح عن الرسول عليه السلام وقد جاءت مقررة ولم تنسخ ولو بخبر أن يقول إنسان هذا الرأي من عندي كما سمعت في ... النقد فحكمها حكم الصلاة والزكاة وكل من الأحاديث التي لها علاقة بشريعة الله تبارك وتعالى ، وهذه الأحاديث رواها أولئك الصحابة أولئك التابعون أولئك الآخرون الذين جاؤوا من بعدهم الذين رووا لنا القسم الأول من الدين الذي يريد هؤلاء الناس أن يجعلوه هو الدين كله فنحن نقول لهؤلاء المحدثين المبتدعين في الدين كما قال سلفنا الأول للمبتدعين السابقين حينما جاؤوا ببدعة التفريق بين الحديث له علاقة بالأحكام فكان الرواي ثقة يحتج بهذا الحديث وبين هذا الحديث أو مثل هذا الحديث يأتي ليس له علاقة بالأحكام وإنما له علاقة بالعقيدة له علاقة بالغيب قالوا هؤلاء المبتدعة القدامى لا نأخذ هذا الحديث حتى يبلغ مبلغ التواتر فرد عليهم علماء السنة سلفنا الصالح فقالوا الذين رووا لنا أحاديث العبادات هم الذين رووا لنا أحاديث العقائد فلماذا نقول هذا الثقة في هذا الحديث ثقة وفي ذاك الحديث ليس بثقة وهو هو بل قد يكون ثقتان هناك كل منهما كلاهما ليس كل منهما رويا حديثا في العبادات فيحتج به ورويا حديثا آخر في غير العبادات في العقائد والغيبيات فلا يحتج به هذا التفريق كان قديما ثم قضى عليه علماء ثم قضى عليه علماء السلف بجهودهم العلمية ثم ذرت قرنها هذه البدعة في العصر الحاضر بطريقة أخرى بطريقة علمية زعموا هناك كانوا يقولون إن العقل لا يقبل الحديث في العقائد إلا ما كان متواترا وهنا يقولون العقل لا يقبل حديثا جاء في أمور يتعلق بالعلوم الطبية أو التجربية أو نحو ذلك والعلم ما حققها بعد نحن نقول أأنتم أعلم أم الله تبارك وتعالى ؟! والله عز وجل قد أوحى إلى النبي صلى الله عليه وسلم إلى أمور فيها تكليف لنا من الناحية العملية وتكليف لنا من الناحية الفكرية والاعتقادية ليبلونا أنؤمن أم نكفر نحن نسأل الله عز وجل أن يجعلنا من المؤمنين بكل ما صح عن نبينا عليه الصلاة والسلام من رواية الرواة الثقات وبهذا القدر كفاية والحمد لله رب العالمين .
الشيخ : هذا السؤال كما لاحظتم يتضمن سؤالين أولهما يتعلق بالرسول عليه السلام وأقواله والتفريق المزعوم بين ما له علاقة بالدين والعبادة وبين ما له علاقة بغير ذلك والسؤال الثاني الذي يتعلق بالصحابة ولست أدري ما أراد السائل من الربط بين السؤال الأول والآخر إلا أن يكون يعني حكاية ... الناس أن هذه الأحاديث التي ترد عن الرسول عليه السلام مرفوعة إليه إنما و فيها إشكال أو فيها مخالفة للعلم زعموا كحديث الذبابة مثلا إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فليغمسه ... إلى آخره فلعل السائل يعني بالسؤال الثاني أن مثل هذه الأحاديث التي أشار إليها في سؤاله الأول والتي ليست من أمور الدين في شيء بزعمهم إنما رواها هؤلاء الصحابة وهؤلاء الصحابة إنما هم بشر مثلنا فيجوز عليهم الخطأ فكأنه إذا قصد السائل فيما يشرحه عن أولئك الناس في هذا الزمان أنهم يقولون ما جاءنا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم مما له علاقة بالدين و العبادة المحضة فنحن له خاضعون وله مستسلمون أما ما جاءنا عنهم من غير ذلك مما له علاقة بالكون والفلك والبحار والجبال وغير ذلك من أمور الطبيعة فنحن لسنا مكلّفين ولا متعبدين بالخضوع لها والاستسلام لها لأمرين اثنين الأمر الأول أننا إذا سلمنا صحة هذه الأحاديث صحة نسبتها للرسول عليه السلام فالرسول بشر ويجري عليه ما يجري على البشر إلا فيما يتعلق بالدين وهذه الأمور في زعمهم ليس لها علاقة بالدين فإذا جاءت مخالفة لما ثبت في العلم والعلم التجربي فحينئذ نحكم بأن ذلك من أخطاء الرسول عليه السلام في الأمور الدنيوية ومثال ذلك ما جاء في السؤال حديث تأبير النخل أو يقولون أن الذي روى الحديث ونسبه للرسول عليه السلام هو الصحابي أو من دونه فهو ليس بمعصوم فقد يكون قد أخطأ فدلنا على كون هذا الحديث خطأ العلم والعلم التجربي زعموا ، نحن نقول لا شك ولا نحابي نحن في دين الله أحدا ولا نمشي في ما يتعلق بالرسول عليه السلام بعواطفنا وإنما بعقولنا وعلمنا المستقى من كتاب الله ومن حديث رسول الله نحن نقول إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليس معصوما في كل شيء لكنه معصوم في كل شيء أن يقر على شيء من هذه الأشياء وهو مخطئ في ذلك فهنا شيئان يجب التمييز بينهما ، الشيء الأول أن الرسول عليه السلام قد يخطئ ولا حاجة بنا إلى الإكثار من الأدلة على ذلك لأن القرآن يقول عفا الله عنك لم أذنت لهم ما الذي نفهم من هذا أنه كان الأولى أن لا يأذن لهم إذا هذا خطأ كذلك عبس وتولى أن جاءه الأعمى ... إلى آخره أشياء وأشياء كثيرة جدا أخيرا يأتي حديث تأبير النخل قال لو تركتم النخل بدون تأبير أي بدون تطعيم كانوا يعرفونه بالتجربة لكان خرج خيرا مما تفعلونه وشاء الله عز و جل أن يطبق في هذه الحادثة بعينها سنته عز وجل في النخل فجاء النخل شيصا يعني عبارة عن بذرة قشرة ما فيها لب ناشف يعني فجاؤوا إليه يقولون كذا وكذا ... قال إنما أنا بشر فإذا أمرتكم من أمر الله عز وجل فأتوا منه ما استطعتم وإذا أمرتكم بشيء من أمر دنياكم فأنتم أعلم بأمور دنياكم انتهى الحديث فنحن نلاحظ أن قضية تأبير النخل قضية مهنية دنيوية محضة لا ضير على رسول الله ولا عيب ولا نقص ألا يكون مؤبرا ألا يكون مزارعا ألا يكون حدادا نجارا إلى آخره ليه لأن هذه أمور دنيوية لكن فيما يتعلق بالدين والدين ليس فقط عبادات كما يزعم هؤلاء الذين يحكي عنهم السائل الدين فيه أمور تتعلق بالعبادات وفيه أمور تتعلق بالمغيبات وفيه أمور تتعلق بالنظم يسمونها اليوم في الإصطلاح الجديد بالاقتصادية والاجتماعية والسياسية والتربوبية وغير ذلك مما هو معلوم فالإسلام جاء كاملا جاء شاملا لكل ما يحتاجه البشر من نظم فما فرطنا في الكتاب من شيء ولذلك فإذا جاء حديث ما عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقولون إنه من أمور الدنيا وليس من أمور الدين مثاله مثلا حديث الذبابة الذي ذكرناه آنفا ومثال ذلك مثلا الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا السام إلا الموت وهذا شيء كثير وكثير جدا بعد أن يصح الخبر عن رسول الله صلى الله عليه و سلم بذلك لا يجوز أن نجعل هذا النوع من أمور الدنيا التي لنا الخيرة فيها ولنا أن نأخذ فيها وأن لا نأخذ أن نصوبها أو نخطئها لا ، السبب في ذلك من ناحيتين الناحية الأولى ما ذكرته آنفا أن الرسول عليه السلام إن أخطأ وقليل ما يخطئ فلا يقر على خطئه فإذا جاء الحديث وقد تلقاه الصحابة وتلقاه من بعدهم وهكذا جيل عن جيل حتى وصلتنا هذه الأحاديث على أنها حق وصدق من حيث الرواية ومن حيث أن الرسول عليه السلام تكلم بها وأقرها الله تبارك وتعالى عليها فلا يمكن والحالة هذه أن نقول أن هذه من أمور الدنيا هذا من ناحية ... أنا أقول عجبا من هؤلاء الناس لو أن إنسانا عاديا ليس له من خلقه ومن كماله ما هو جزء من مليون جزء من كلام الرسول عليه السلام لو قال إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فليغمسه ثم ليخرجه فإن في أحد جناحيه داء وفي الآخر دواء ماذا نقول عن هذا الإنسان ؟ نقول كما قيل في بعض القضايا أو في بعض العلماء لما قيل لبعض الظرفاء الأدباء فلان كذا وكذا في العلم و ... الحديث فذهب وزاره فلما خرج من عنده سألوه كيف رأيته هو إما أنه أحفظ الناس أو أكذب الناس هو أحفظ الناس أو أكذب الناس ليه ؟ لأنه عم يحفظ فعلا أشياء فهذا الرجل الذي زاره يكاد يكون قرنا له من حيث الحفظ والراوية ولكن سمعه أشياء ما سمع هذا الداخل عليه والزائر له في حياته كلها إذا هو إما أنه من أحفظ الناي أو أكذب النايس كذلك أنا أقول إذا إنسان عادي تحدث بهذا الأمر الغريب قال في هذه الحشرة الصغيرة في أحد جناحيه داء وفي الآخر دواء ماذا نقول عنه إما أنه دجال وإما أنه أوتي من العلم ما لم يؤت الناس ، لا مناص من أحد شيئين أما أن يقال ممكن أن يكون هذا باجتهاد عنده وهو مثلا ما تعاطى أي علم لا طب لا جراحة لا تشريح ولا ولا أي شيء مع ذلك يقال قال هذا برأيه لا ، هذا صنيع الدجالين لذلك أنا أقول هؤلاء الناس البسطاء في العقول إنهم ينسبون الرسول عليه السلام إلى أنه يتحدث عن أمور غيبية ودقيقة ودقيقة جدا حتى العلم هذا العلم الذي يفخرون به اليوم لم يدندن عن هذه الحقيقة بعد ولا استطاع على الرغم من أن بعض المتحمسين أنه ثبت حديث الذباب علميا نقول نحن ثبت شيء منه لكن التفصيل الذي تضمنه الحديث لسى بعد ما تحدث عنه هذا العلم التجربي التشريحي هذا ولعله يمكن أن يصلوا يوما ما، ذلك لأن العلم اليوم يقول إن الذبابة تحمل في جناحيها وفي بدنها أيضا نوع من الجراثيم أظن أنهم يسمونها بالبكتيريا وهذه الجراثيم تفتك وتقتل الجراثيم الضارة هذا كله قاله الطب وهذا فعلا لم يكن معلوما من قبل لكن الحديث يأتي بتفصيل دقيق يقول الجرثوم القاتل في أحد جناحيه والجرثوم القاتل للجرثوم القاتل في الجناح الآخر هذا الطب لا يعرفه أبدا مصداقا لقوله تعالى وما أوتيتم من العلم إلا قليلا إذا كيف نقول إن الرسول عليه السلام هذا قاله برأي من عنده هذا لو قاله عني أنا أقول يطعن فيه ليش ينسبني أنا الذي أقول رجما بالغيب حاشا لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتكلم بمثل هذا الكلام .
إذن ما دام صح الحديث فوجب الإيمان به ووجب إدخاله في زمرة الدين والدين ليس فقط عبادة وصلاة وحج وإنما كل شيء جاء عن الله ورسوله ورسوله قد أقر على ما قاله ولو باجتهاد من عند نفسه فهو دين كذلك مثلا الحديث الآخر والأحاديث في هذا كثيرة وكثيرة جدا الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا الموت هل يقول هذا إنسان اجتهادا من عند نفسه ما يقول هذا إلا الدجالون الذي يريدون أن يسيطروا على عقول الناس وأن يبتزوا منهم أموالهم بالباطل لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم أبعد الناس عن ذلك فهو إذا يقول ما رأى ما سمع من الله تبارك وتعالى لذلك فالأحاديث التي تصح عن الرسول عليه السلام وقد جاءت مقررة ولم تنسخ ولو بخبر أن يقول إنسان هذا الرأي من عندي كما سمعت في ... النقد فحكمها حكم الصلاة والزكاة وكل من الأحاديث التي لها علاقة بشريعة الله تبارك وتعالى ، وهذه الأحاديث رواها أولئك الصحابة أولئك التابعون أولئك الآخرون الذين جاؤوا من بعدهم الذين رووا لنا القسم الأول من الدين الذي يريد هؤلاء الناس أن يجعلوه هو الدين كله فنحن نقول لهؤلاء المحدثين المبتدعين في الدين كما قال سلفنا الأول للمبتدعين السابقين حينما جاؤوا ببدعة التفريق بين الحديث له علاقة بالأحكام فكان الرواي ثقة يحتج بهذا الحديث وبين هذا الحديث أو مثل هذا الحديث يأتي ليس له علاقة بالأحكام وإنما له علاقة بالعقيدة له علاقة بالغيب قالوا هؤلاء المبتدعة القدامى لا نأخذ هذا الحديث حتى يبلغ مبلغ التواتر فرد عليهم علماء السنة سلفنا الصالح فقالوا الذين رووا لنا أحاديث العبادات هم الذين رووا لنا أحاديث العقائد فلماذا نقول هذا الثقة في هذا الحديث ثقة وفي ذاك الحديث ليس بثقة وهو هو بل قد يكون ثقتان هناك كل منهما كلاهما ليس كل منهما رويا حديثا في العبادات فيحتج به ورويا حديثا آخر في غير العبادات في العقائد والغيبيات فلا يحتج به هذا التفريق كان قديما ثم قضى عليه علماء ثم قضى عليه علماء السلف بجهودهم العلمية ثم ذرت قرنها هذه البدعة في العصر الحاضر بطريقة أخرى بطريقة علمية زعموا هناك كانوا يقولون إن العقل لا يقبل الحديث في العقائد إلا ما كان متواترا وهنا يقولون العقل لا يقبل حديثا جاء في أمور يتعلق بالعلوم الطبية أو التجربية أو نحو ذلك والعلم ما حققها بعد نحن نقول أأنتم أعلم أم الله تبارك وتعالى ؟! والله عز وجل قد أوحى إلى النبي صلى الله عليه وسلم إلى أمور فيها تكليف لنا من الناحية العملية وتكليف لنا من الناحية الفكرية والاعتقادية ليبلونا أنؤمن أم نكفر نحن نسأل الله عز وجل أن يجعلنا من المؤمنين بكل ما صح عن نبينا عليه الصلاة والسلام من رواية الرواة الثقات وبهذا القدر كفاية والحمد لله رب العالمين .
الفتاوى المشابهة
- من أنكر الأحاديث الصحيحة بالعقل ؛ فما حكمه ؟ - الالباني
- ما حكم من يشك في بعض أحاديث السنة وفي حجيتها ب... - الالباني
- ما يتعلَّق بالغزالي ومنهجه ، وتصحيحه لأحاديث ض... - الالباني
- ما حكم مَن يشكُّ في بعض أحاديث السنة وفي حجِّي... - الالباني
- يقول البعض بشأن النهي عن تأبير النخل أن رسول ا... - الالباني
- ما حكم من ردَّ حديثًا صحيحًا من أحاديث النبي -... - الالباني
- الجواب على شبهة أن السنة يرويها الصحابة وهم بش... - الالباني
- ما رأي الشيخ فيمن يقول أن بعض أحاديث النبي صلى... - الالباني
- الجواب عن شبهة أن الأحاديث يرويها الصحابة وهم... - الالباني
- هناك مَن يرى أن أحاديث رسول الله - صلى الله عل... - الالباني
- هناك من يرى في الأيام الحاضرة أن أحاديث رسول ا... - الالباني