فإذًا عيادة المريض تارة تكون واحبة و تارة تكون مستحبة، الواجبة حينما لا يوجد من يُساعده في مرضه وهناك فرض عين على أشخاص يجب أن يقوموا بخدمته كما ذكرنا، أما إذا كان قد وُجِد من يقوم بهذا الفرض فما سوى ذلك يكون عيادته من باب مكارم الأخلاق وفضائل الأمور المستحبة وليس من الواجب وجوبا عينيا، وهذا من حِكم الشريعة لأنكم تعلمون أن المريض أو على الأقل بعض المرضى يتضجّرون من كثرة الزائرين له والمتردّدين عليه ولذلك فمن المتوارَث عن السلف أن العيادة سُواط ناقة أي زمن قصير جدا بمقدار حَلْبة الناقة ذلك لكي لا يتضجّر المريض من ملازمة الزائر له لمكانه، فهذا إذًا تفصيل القول في عيادة المريض هي بصورة عامة مشروعة لتذكُّر الأخرة وفي بعض الأحيان مأمور بها لمساعدة المريض على مرضه وذلك طبعا يستلزم ربما مساعدة مادية إذا كان فقيرا ففي هذه الصورة يجب وجوبا عينيا على بعض الأشخاص، هذا ما يمكن من التفصيل لحكم عيادة المريض.