تم نسخ النصتم نسخ العنوان
تتمة شرح حديث عن البراء بن عازب رضي الله عنه... - ابن عثيمينالقارئ : بسم الله الرحمن الرحيم .الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .قال رحمه الله تعالى: " كتاب عيادة المريض و...
العالم
طريقة البحث
تتمة شرح حديث عن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعيادة المريض، واتباع الجنازة، وتشميت العاطس، وإبرار المقسم، ونصر المظلوم، وإجابة الداعي، وإفشاء السلام. متفق عليه. وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ( حق المسلم على المسلم خمس: رد السلام، وعيادة المريض، واتباع الجنائز، وإجابة الدعوة، وتشميت العاطس ). متفق عليه.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
قال رحمه الله تعالى: " كتاب عيادة المريض وتشييع الميت، عن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعيادة المريض واتباع الجنازة وتشميت العاطس وإبرار المقسم ونصر المظلوم وإجابة الداعي وإفشاء السلام، متفق عليه، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: حق المسلم على المسلم خمس رد السلام وعيادة المريض واتباع الجنائز وإجابة الدعوة وتشميت العاطس متفق عليه ".

الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
قال المؤلف النووي رحمه الله في كتابه رياض الصالحين: " كتاب عيادة المريض وتشييع الجنازة " يقال عيادة وزيارة وتشييع، الزيارة للصحيح، إذا زرت أخا لك في الله في بيته في مكانه فهذه زيارة، والعيادة للمريض لأن الإنسان يعيدها ويكررها ما دام أخوه مريضًا، وتشييع الجنازة اتباعها، ثم ذكر المؤلف حديث البراء بن عازب، وقد سبق الكلام على أكثره والشاهد منه قوله: وعيادة المريض فعيادة المريض أمر بها النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وهي فرض كفاية إذا قام بها من يكفي سقط عن الباقين، فإن لم يقم بها أحد وجب على من علم حال أخيه أن يعوده، ثم إن المراد بالمريض الذي يعاد هو الذي انقطع قطع في بيته ولا يخرج، وأما المريض مرضًا خفيفا لا يعوقه عن الخروج ومصاحبة الناس فإنه لا يعاد، لكن يسأل عن حاله إذا علم به الإنسان، وللعيادة آداب كثيرة، منها: أن ينوي الإنسان بها امتثال أمر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فإن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أمر بها، ومنها: أن ينوي الإحسان إلى أخيه بعيادته فإن المريض إذا عاده أخوه وجد في ذلك راحة عظيمة وانشراح صدر، ومنها: أن يستغل الفرصة في توجيه المريض إلى ما ينفعه فيأمره بالتوبة والاستغفار والخروج من حقوق الناس، ومنها: أنه ربما يكون على المريض إشكالات في طهارته أو صلاته أو ما أشبه ذلك، فإذا كان العائد طالب علم انتفع به المريض لأنه لابد أن يخبره عما ينبغي أن يقوم به من طهارة وصلاة أو يسأله المريض، ومنها: من آداب العيادة أن الإنسان ينظر للمصلحة في إطالة البقاء عند المريض أو عدمها وهذا القول هو القول الصحيح، وذهب بعض العلماء إلى أنه ينبغي تخفيف العيادة وألا يثقل على المريض، لكن الصحيح أن الإنسان ينظر للمصلحة إذا رأى أن المريض مستأنس منبسط منشرح الصدر وأنه يحب أن يبقى عنده الذي يعوده فليتأنى لما في ذلك من إدخال السرور على المريض، وإن رأى أن المريض متضجر وأنه يرغب أن يقوم الناس عنه حتى يأتيه أهله ويصلحوا حاله فإنه يقوم ولا يتأخر، ومنها: أي من آداب عيادة المريض أن يتذكر الإنسان نعمة الله عليه بالعافية، فإن الإنسان لا يعرف قدر نعمة الله عليه إلا إذا رأى من ابتلي بفقدها، كما قيل: " وبضدها تتبين الأشياء " فتحمد الله سبحانه وتعالى على العافية وتسأله أن يديم عليك النعمة، ومنها: ما يرجى من دعاء المريض للعائد ودعاء المريض حري بالإجابة لأن الله سبحانه وتعالى عند المنكسرة قلوبهم من أجله، والمريض من أشد الناس ضعفًا في النفس ولاسيما إذا طال به المرض أو ثقل به المرض فيرجى إجابة دعوة هذا المريض، ولها فوائد أيضًا أكثر مما ذكرنا لذلك ينبغي للإنسان أن يحرص على عيادة المرضى في منازلهم لما في ذلك من الأجر الكثير والثواب العظيم، أما تشييع الجنازة فيأتي الكلام عليه إن شاء الله في الدرس القادم.
القارئ : والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

Webiste