هل يجوز لرجل أن يصلي بالناس التراويح وهو يقرأ بالمصحف ؟
الشيخ محمد ناصر الالباني
السائل : سؤال ثاني شيخ : هل يجوز لرجل أن يؤمَّ الناس في صلاة التراويح وهو يقرأ من المصحف ؟
الشيخ : هذه المسألة اختلف فيها العلماء منذ القديم ؛ منهم مَن أجازَ ذلك ، ومنهم مَن كَرِهَه ، أنا أصفُّ نفسي مع الذين كرهوا لسببين اثنين : السبب الأول .
وقبل هذا حتى ما يفوتني نصيحة أوجِّهها لهالأخ هذا منشان نريحه ؛ أنُّو لما دخل المجلس يسلم كل واحد من الجالسين السلام عليكم ، السلام عليكم ، السلام عليكم ، السلام عليكم ، راح تتعب وأنت تقول : السلام عليكم ، والله أراحك ؛ لأنُّو لما تقول أنت السلام عليكم شمل الجميع ؛ لذلك هذه تريِّح نفسك فيها إن شاء الله .
نقول لسبيين اثنين :
السبب الأول : أنه لم يكن من عمل السلف ، السلف الصالح ما كانوا يقرؤون في صلاة التراويح يؤمُّون الناس والمصاحف بأيديهم ، وهذا أمر طبيعي جدًّا ؛ لماذا ؟ شوفوا النتائج كيف تختلف ؛ لأن أئمَّتهم ما كانوا مثل أئمَّتنا ، أئمَّتهم كانوا علماء ، كانوا حفَّاظ لكتاب الله - عز وجل - ، اليوم أكثر أئمَّتنا " محوَّشين " ولا مؤاخذة تحويش ؛ لأنُّو صارت الأئمة وظيفة كأيِّ وظيفة من وظائف الدولة ، فالمفروض بالإمام أن يحفظ قسمًا كبيرًا إذا ما قلنا يحفظ القرآن كله من أوله إلى آخره ؛ فأن يحفظ قسمًا كبيرًا من كلام الله - عز وجل - حتى يؤمَّ الناس وما يملُّوا قراءته ؛ لأن الإنسان طبيعته الملل ، ولو كان يسمع كلام الله فهو يملُّ ، لكن لما ينوِّع الإمام كل كم يوم بيسمع له إيش ؟ آية جديدة ، خاصَّة لما يضع ذهنه فيما يتلو الإمام تصير الفائدة مزدوجة ، فالأمر الأول إذًا هو لأن السلف الصالح ما كانوا يؤمُّون الناس والمصاحف بأيديهم .
والسبب الثاني : فُهم ضمنًا ؛ أننا إذا فتحنا باب تجويز إمامة الأئمة للناس من المصحف صرفنا الأئمَّة عن العناية بحفظ القرآن ؛ علمًا أن القرآن حفظه ليس بالأمر السهل ، وقد أشار الرسول - عليه السلام - إلى هذا الأمر بقوله : اقرؤوا هذا القرآن وتغنَّوا به ، فوالذي نفس محمَّد بيده إنَّه أشدُّ تفلُّتًا من صدور الرجال من الإبل من عُقُلِها . أنتو - معشر العرب - تعرفون هذا الكلام اللي يقوله الرسول - عليه السلام - ؟
سائل آخر : نعم .
الشيخ : أشدُّ تفلُّتًا من الإبل من عُقُلِها ، هكذا القرآن يتفلَّت من صدر الحافظ إلا ما دام عليه قائمًا بالحفظ ، الناس اليوم يطلبوا الراحة ، أنت لما تقول للناس اقرؤوا من المصحف أرَحْتَهم ، وليس هذا من مقاصد الشريعة ، مقاصد الشريعة أنك تحضهم على العناية كما قال - عليه السلام - : اقرؤوا هذا القرآن مفهوم . وتغنَّوا به ما معناه ؟ فسَّره العلماء على وجهين ؛ الوجه الأول تغنَّوا به : أي : استغنوا به عن أن تطلبوا به أجر الدنيا دون الآخرة كما يفعل بعض القرَّاء اليوم مع الأسف ؛ حيث يُدعون بمناسبة وفيات ومآتم يُدعى القارئ المشهور أو المقرئ المشهور فيتفق معه على أجر مسمَّى منشان يقرأ له - مثلًا - على روح الميت سورة يس ، وعلى قدر طول القراءة يكون طول الأجر ؛ لأنُّو صارت تجارة ، هذا الذي أشار الرسول - عليه السلام - إلى الانصراف عنه بقوله : وتغنَّوا به ؛ أي : استغنوا بتلاوة القرآن عن تحصيل أجر الدنيا .
المعنى الثاني : وهو معنى ما أقول وجيه جدًّا ؛ تغنَّوا به ؛ يعني كما قال - عليه السلام - في الحديث الآخر : زيِّنوا القرآن بأصواتكم ، وأصح منه قوله - عليه السلام - : من لم يتغنَّ بالقرآن فليس منَّا ، وحديث آخر : لله أشدُّ أَذَنًا لنبيٍّ يقرأ القرآن يتغنَّى به يجهر به ؛ أي : إن الله - عز وجل - أشدُّ ما يكون استماعًا لصوت ليس هناك شيء أكثر من صوت نبيٍّ يقرأ القرآن يتغنَّى به ؛ يرفع صوته به .
فالتغني بالقرآن أمر مرغوب فيه جدًّا ، لكن ليس المقصود بهذا التغنِّي بهذا المعنى الثاني هو أن نقرأ القرآن على التقاسيم الموسيقية وعلى القوانين الغربية ؛ هذا ينبغي أن نرفعَ القرآن عن مثل ذلك لأنه كلام الله - عز وجل - ، وإنما ينبغي أن يُقرأ القرآن كما قال - عليه الصلاة والسلام - - أو كما قال عليه السلام - : خيركم قراءةً مَن إذا رُئِيَ يقرأ القرآن رَئِيَ أنه يخشى الله . هذا خير الناس قراءةً مَن إذا سمعته يقرأ القرآن تظنُّ فيه أنه يخشى الله .
أما هذا التطريب هذا الصعود وهذا النزول وذك التَّنغيم الذي يتبع بعض القرَّاء : الله ، زادك الله كذا ، اللهم صلِّ على النبي من الصياح والزعاق ؛ هذا ليس من الأدب في تلاوة القرآن الكريم أبدًا ، وإنما واجب المستمعين الإصغاء لِمَا يُتلى عليهم من كتاب الله والتدبر فيه ، أما هذا الصياح والزعاق هذا يصرفهم عن الإصغاء لِمَا يُتلى عليهم من كلام الله - تبارك وتعالى - .
فالشاهد أن قوله - عليه السلام - : اقرؤوا هذا القرآن وتغنَّوا به يُفسَّر بمعنيَين ؛ فوالذي نفس محمَّد بيده إنه أشدُّ تفلُّتًا من صدور الرجال من الإبل من عُقُلِها . لهذا وذاك لا نرى شرعية القراءة في صلاة التراويح خاصَّة من المصحف .
في بعض ...
الشيخ : هذه المسألة اختلف فيها العلماء منذ القديم ؛ منهم مَن أجازَ ذلك ، ومنهم مَن كَرِهَه ، أنا أصفُّ نفسي مع الذين كرهوا لسببين اثنين : السبب الأول .
وقبل هذا حتى ما يفوتني نصيحة أوجِّهها لهالأخ هذا منشان نريحه ؛ أنُّو لما دخل المجلس يسلم كل واحد من الجالسين السلام عليكم ، السلام عليكم ، السلام عليكم ، السلام عليكم ، راح تتعب وأنت تقول : السلام عليكم ، والله أراحك ؛ لأنُّو لما تقول أنت السلام عليكم شمل الجميع ؛ لذلك هذه تريِّح نفسك فيها إن شاء الله .
نقول لسبيين اثنين :
السبب الأول : أنه لم يكن من عمل السلف ، السلف الصالح ما كانوا يقرؤون في صلاة التراويح يؤمُّون الناس والمصاحف بأيديهم ، وهذا أمر طبيعي جدًّا ؛ لماذا ؟ شوفوا النتائج كيف تختلف ؛ لأن أئمَّتهم ما كانوا مثل أئمَّتنا ، أئمَّتهم كانوا علماء ، كانوا حفَّاظ لكتاب الله - عز وجل - ، اليوم أكثر أئمَّتنا " محوَّشين " ولا مؤاخذة تحويش ؛ لأنُّو صارت الأئمة وظيفة كأيِّ وظيفة من وظائف الدولة ، فالمفروض بالإمام أن يحفظ قسمًا كبيرًا إذا ما قلنا يحفظ القرآن كله من أوله إلى آخره ؛ فأن يحفظ قسمًا كبيرًا من كلام الله - عز وجل - حتى يؤمَّ الناس وما يملُّوا قراءته ؛ لأن الإنسان طبيعته الملل ، ولو كان يسمع كلام الله فهو يملُّ ، لكن لما ينوِّع الإمام كل كم يوم بيسمع له إيش ؟ آية جديدة ، خاصَّة لما يضع ذهنه فيما يتلو الإمام تصير الفائدة مزدوجة ، فالأمر الأول إذًا هو لأن السلف الصالح ما كانوا يؤمُّون الناس والمصاحف بأيديهم .
والسبب الثاني : فُهم ضمنًا ؛ أننا إذا فتحنا باب تجويز إمامة الأئمة للناس من المصحف صرفنا الأئمَّة عن العناية بحفظ القرآن ؛ علمًا أن القرآن حفظه ليس بالأمر السهل ، وقد أشار الرسول - عليه السلام - إلى هذا الأمر بقوله : اقرؤوا هذا القرآن وتغنَّوا به ، فوالذي نفس محمَّد بيده إنَّه أشدُّ تفلُّتًا من صدور الرجال من الإبل من عُقُلِها . أنتو - معشر العرب - تعرفون هذا الكلام اللي يقوله الرسول - عليه السلام - ؟
سائل آخر : نعم .
الشيخ : أشدُّ تفلُّتًا من الإبل من عُقُلِها ، هكذا القرآن يتفلَّت من صدر الحافظ إلا ما دام عليه قائمًا بالحفظ ، الناس اليوم يطلبوا الراحة ، أنت لما تقول للناس اقرؤوا من المصحف أرَحْتَهم ، وليس هذا من مقاصد الشريعة ، مقاصد الشريعة أنك تحضهم على العناية كما قال - عليه السلام - : اقرؤوا هذا القرآن مفهوم . وتغنَّوا به ما معناه ؟ فسَّره العلماء على وجهين ؛ الوجه الأول تغنَّوا به : أي : استغنوا به عن أن تطلبوا به أجر الدنيا دون الآخرة كما يفعل بعض القرَّاء اليوم مع الأسف ؛ حيث يُدعون بمناسبة وفيات ومآتم يُدعى القارئ المشهور أو المقرئ المشهور فيتفق معه على أجر مسمَّى منشان يقرأ له - مثلًا - على روح الميت سورة يس ، وعلى قدر طول القراءة يكون طول الأجر ؛ لأنُّو صارت تجارة ، هذا الذي أشار الرسول - عليه السلام - إلى الانصراف عنه بقوله : وتغنَّوا به ؛ أي : استغنوا بتلاوة القرآن عن تحصيل أجر الدنيا .
المعنى الثاني : وهو معنى ما أقول وجيه جدًّا ؛ تغنَّوا به ؛ يعني كما قال - عليه السلام - في الحديث الآخر : زيِّنوا القرآن بأصواتكم ، وأصح منه قوله - عليه السلام - : من لم يتغنَّ بالقرآن فليس منَّا ، وحديث آخر : لله أشدُّ أَذَنًا لنبيٍّ يقرأ القرآن يتغنَّى به يجهر به ؛ أي : إن الله - عز وجل - أشدُّ ما يكون استماعًا لصوت ليس هناك شيء أكثر من صوت نبيٍّ يقرأ القرآن يتغنَّى به ؛ يرفع صوته به .
فالتغني بالقرآن أمر مرغوب فيه جدًّا ، لكن ليس المقصود بهذا التغنِّي بهذا المعنى الثاني هو أن نقرأ القرآن على التقاسيم الموسيقية وعلى القوانين الغربية ؛ هذا ينبغي أن نرفعَ القرآن عن مثل ذلك لأنه كلام الله - عز وجل - ، وإنما ينبغي أن يُقرأ القرآن كما قال - عليه الصلاة والسلام - - أو كما قال عليه السلام - : خيركم قراءةً مَن إذا رُئِيَ يقرأ القرآن رَئِيَ أنه يخشى الله . هذا خير الناس قراءةً مَن إذا سمعته يقرأ القرآن تظنُّ فيه أنه يخشى الله .
أما هذا التطريب هذا الصعود وهذا النزول وذك التَّنغيم الذي يتبع بعض القرَّاء : الله ، زادك الله كذا ، اللهم صلِّ على النبي من الصياح والزعاق ؛ هذا ليس من الأدب في تلاوة القرآن الكريم أبدًا ، وإنما واجب المستمعين الإصغاء لِمَا يُتلى عليهم من كتاب الله والتدبر فيه ، أما هذا الصياح والزعاق هذا يصرفهم عن الإصغاء لِمَا يُتلى عليهم من كلام الله - تبارك وتعالى - .
فالشاهد أن قوله - عليه السلام - : اقرؤوا هذا القرآن وتغنَّوا به يُفسَّر بمعنيَين ؛ فوالذي نفس محمَّد بيده إنه أشدُّ تفلُّتًا من صدور الرجال من الإبل من عُقُلِها . لهذا وذاك لا نرى شرعية القراءة في صلاة التراويح خاصَّة من المصحف .
في بعض ...
الفتاوى المشابهة
- ما حكم قراءة الإمام من المصحف في صلاة التراويح ؟ - الالباني
- هل للإمام أن يقرأ من المصحف في صلاة التراويح إ... - الالباني
- حكم القراءة من المصحف في صلاة التراويح - ابن باز
- حكم قراءة الإمام من المصحف في التراويح - ابن باز
- تتمة الكلام عن حكم إمامة الناس بالمصحف في صلاة... - الالباني
- حكم قراءة القرآن في التراويح من المصحف - ابن باز
- هل يجوز صلاة التراويح بالمصحف ؟ - الالباني
- حكم القراءة من المصحف في صلاة التراويح - ابن باز
- هل يجوز للإمام في صلاة التراويح أن يقرأ من الم... - الالباني
- هل يجوز للرجل أن يؤم الناس في صلاة التراويح وه... - الالباني
- هل يجوز لرجل أن يصلي بالناس التراويح وهو يقرأ... - الالباني