تم نسخ النصتم نسخ العنوان
ماهو القول الصحيح في اختلاف السلف في العقيدة... - ابن عثيمينالسائل : هذا السائل يقول فضيلة الشيخ اختلاف السلف في العقيدة في مسألة رؤية النبي صلى الله عليه وسلم لربه أم لا نريد توجيه سديد في هذه المسألة مأجورين؟ال...
العالم
طريقة البحث
ماهو القول الصحيح في اختلاف السلف في العقيدة في مسألة رؤية النبي صلى الله عليه و سلم لربه ؟
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
السائل : هذا السائل يقول فضيلة الشيخ اختلاف السلف في العقيدة في مسألة رؤية النبي صلى الله عليه وسلم لربه أم لا نريد توجيه سديد في هذه المسألة مأجورين؟

الشيخ : القول الراجح في هذه المسألة أن النبي صلى الله عليه وسلم لم ير ربه لأنه نفسه صلوات الله وسلامه عليه سئل هل رأيت ربك فقال "نور أنى أراه" وفي رواية "رأيت نورا" والله عز وجل قد احتجب عن عباده بحجب من نور لا يمكن اختراقها فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم نفسه نفى أن يكون رأى الله فلا يمكن بعد ذلك أن يدعي مدع أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى ربه وما ذكر عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى ربه فقد قال عنه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله إن ابن عباس لم يصرّح أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى ربه بعينه يقظة وأن قوله أي ابن عباس يعني أنه رءاه بفؤاده وهو كناية عن العلم اليقيني الذي يكون في القلب حتى كأنه رءاه بالعين وما قاله شيخ الإسلام رحمه الله هو الحق ولن يتمكّن أحد في الدنيا أن يرى ربه يقظة أبدا ولهذا لما قال موسى عليه الصلاة والسلام { رَبِّ أَرِني أَنظُر إِلَيكَ } شوقا إلى الله عز وجل قال الله له { لَن تَراني وَلكِنِ انظُر إِلَى الجَبَلِ فَإِنِ استَقَرَّ مَكانَهُ فَسَوفَ تَراني } فعلّق الرب عز وجل رؤيته على أمر مستحيل لأنه يستحيل على الجبل أن يصمد لرؤية الله عز وجل وهو جبل أصم حجر غليظ قاسي قال الله تعالى { فَلَمّا تَجَلّى رَبُّهُ لِلجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ موسى صَعِقًا } اندك الجبل أمام موسى يُشاهده بعينه فصعق عليه الصلاة والسلام من هول ما رأى { فَلَمّا أَفاقَ قالَ سُبحانَكَ تُبتُ إِلَيكَ وَأَنا أَوَّلُ المُؤمِنينَ } فشكر الله له وقال { إِنِّي اصطَفَيتُكَ عَلَى النّاسِ بِرِسالاتي وَبِكَلامي فَخُذ ما ءاتَيتُكَ وَكُن مِنَ الشّاكِرينَ } فالمهم أنه لا يُمكن لأحد أن يرى الله تبارك وتعالى يقظة في الدنيا ولن يستطيع أحد أن يثبت لذلك.
أما في الأخرة فقد دل القرءان والسنّة المتواترة وإجماع الصحابة رضي الله عنهم على أن الله تعالى يُرى في الأخرة رؤية حقيقية بالعين قال الله تبارك وتعالى { وُجوهٌ يَومَئِذٍ ناضِرَةٌ * إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ } وهذا صريح في أن الإنسان يرى ربه بعينه إذ أن ما تحصل به الرؤية هو العين وهي موجودة في الوجه لكن أضاف الله تعالى النظر إلى الوجه لأن هذه النظرة إلى الرب عز وجل يحصل بها سرور في القلب ونور الوجه حتى كأن الوجه كله ينظر إلى الله عز وجل لتأثّره بهذه النظرة التي أسأل الله تعالى أن لا يحرمني وإخواني منها.

السائل : اللهم ءامين.

الشيخ : ومن الأدلة على ذلك على أن الله تعالى يُرى في الأخرة قول الله تعالى { لِلَّذينَ أَحسَنُوا الحُسنى وَزِيادَةٌ } فالحسنى هي الجنة والزيادة هي النظر إلى وجه الله كما فسّرها بذلك أعلم الخلق بالله وءاياته محمد رسول الله صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم واستدل العلماء بقوله تعالى في أهل الجنة { لَهُم ما يَشاءونَ فيها وَلَدَينا مَزيدٌ } وقالوا إن هذا المزيد هو الزيادة التي ذُكرت في الأية التي سقناها الأن وهو النظر إلى وجه الله عز وجل.
واستدلوا أيضا بقول الله تبارك وتعالى في الأبرار { عَلَى الأَرائِكِ يَنظُرونَ } قالوا إنهم ينظرون الله عز وجل وينظرون ما أعد الله لهم من النعيم لقوله في الفجار { كَلّا إِنَّهُم عَن رَبِّهِم يَومَئِذٍ لَمَحجوبونَ } فلما حجب الفجار في حال الغضب جعل النظر للأبرار في حال الرضا فهذه أربع ءايات من كتاب الله.
أما السنّة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي هو أعلم الخلق بالله وأشدّهم تنزيها لله فقد تواترت السنّة عن النبي صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم بثبوت رؤية الله تعالى في الجنة حتى إن الرسول عليه الصلاة والسلام قال ذلك بوجه صريح أصرح من الشمس في رابعة النهار حيث قال "إنكم سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر لا تُضامون في رؤيته" وقال "إنكم سترون ربكم عيانا كما ترون الشمس صحوًا ليس دونها سحاب" .
وأما أقوال الصحابة فقد أجمع الصحابة رضي الله عنهم على ثبوت رؤية الله تعالى في الأخرة فما منهم أحد قال ولا بحرف واحد إن الله تعالى لا يُرى في الأخرة وهذه أقوالهم مأثورة في كتب السنّة ما منهم أحد نفى أن يُرى الله تعالى في الأخرة بل كلهم مُجمعون على هذا حتى إن بعض أهل العلم قال من أنكر رؤية الله تعالى في الأخرة فهو كافر لوضوح الأدلة فيها وصراحتها وإجماع الصحابة عليها وإجماع الأئمة المتبوعين عليها ولم يرد عن أحد منهم إنكارها.
أسأل الله تبارك وتعالى لي ولإخواني النظر إلى وجه الله الكريم.

السائل : اللهم ءامين.

الشيخ : وأسأل الله الهداية لمن أنكروا هذه الرؤية العظيمة.

السائل : اللهم ءامين.

الشيخ : التي هي ألذ ما يجده أهل الجنة في الجنة.

السائل : اللهم ءامين.

الشيخ : والله على كل شيء قدير.

السائل : جزاكم الله عنا وعن المسلمين خير الجزاء يا شيخ محمد حفظكم الله.

Webiste