تم نسخ النصتم نسخ العنوان
ما هو الفرق بين الفرقة الناجية و الفرق الأخرى  ؟ - الالبانيالشيخ :  و لكن الذي أريد أن أفكر به في هذه الساعة المباركة إن شاء الله إنما هو بيان الفرق بين الفرقة الناجية و بين الفرق الأخرى الضالة حتى من كان منها ل...
العالم
طريقة البحث
ما هو الفرق بين الفرقة الناجية و الفرق الأخرى ؟
الشيخ محمد ناصر الالباني
الشيخ : و لكن الذي أريد أن أفكر به في هذه الساعة المباركة إن شاء الله إنما هو بيان الفرق بين الفرقة الناجية و بين الفرق الأخرى الضالة حتى من كان منها لايزال في دائرة الإسلام و لكنها قد ضلت عن بعض الإسلام كثيرا أو قليلا هذا ربنا هو الذي يعرفه أو يعلمه و يحكم به يوم لا ينفع مال و لا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم فالفرق بين الفرقة الناجية و بين تلك الفرق كلها هو أن الفرقة الناجية تأبى أن تفهم القرآن و السنة برأي فلان و علان مهما كان شأنه عظيما عند المسلمين إلا من طريق الرسول عليه السلام أولا ثم من طريق أصحابه عليه الصلاة و السلام ثلاثا لأن النبي صلى الله عليه و آله و سلم حينما سئل عن الفرقة الناجية لم يقل ما أنا عليه فقط و إنما عطف على ذلك قوله و أصحابي و هذا معناه أن العالم المسلم حقا كما يحرص على معرفقة ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم من الهدى و النور قولا و فعلا و تقريرا فهو أيضا يحرص أن يعرف ما كان عليه أصحابه صلى الله عليه و سلم من حسن الاتباع لنبيهم عليه الصلاة و السلام فالفرقة الناجية هذه هي مزيتها على الفرق الأخرى و هذا ظاهر جدا في هذا الزمان كما سأبينه قريبا إن شاء الله تبارك و تعالى و لكني قبل ذلك أريد أن أذكر أخواننا السامعين بآية في القرآن الكريم تعتبر هذه الآية هي النص الذي منه إنطلق النبي صلى الله عليه و سلم أو منه اقتبس قوله السابق ما أنا عليه و أصحابي أعني قول الله تبارك و تعالى و من يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى و يتبع غير سبيل المؤمنين و من يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى و يتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى و نصله جهنم و ساءت مصيرا فقول ربنا تبارك و تعلى في هذه الآية و يتبع غير سبيل المؤمنين هو الذي بينه عليه السلام في الحديث السابق حينما قال و أصحابي فسبيل المؤمنين هو سبيل أصحاب النبي صلى الله عليه و آله و سلم لذلك فلا يكون المسلم من الفرقة الناجية إلا إذا تبنى هذا المنهج السلفي في اتباع الكتاب و السنة و ما كان عليه الصحابة رضي الله تعالى عنهم و هذا هو الفارق الواضح في كل عصر و في كل مصر بين أهل السنة حقا و بين تلك الفرق الضالة التي تنتمي إلى الكتاب و السنة و لكنها تأبى و لكنها تأبى أن تنتسب إلى السلف الصالح حتى من كان من أهل السنة حقا كأتباع المذاهب الأربعة بغض النظر عن الفرق الضالة التي تضلل بعض السلف الصالح من الصحابة كالروافض و الخوارج
و نحوهم فهذا لا نعنيهم الآن و إنما نعني أهل السنة الذين هم يلتقون معنا في تعظيم و تبجيل أصحاب النبي صلى الله عليه و آله و سلم لا نفرق بينهم و لا نبغض أحدا منهم و إنما نجلهم لصحبتهم لنبيهم صلى الله عليه و آله و سلم مع الاحتفاظ بمقادير التفاضل بينهم لقدم الصحبة أو بالعلم أو بقدم الجهاد و الأسبقية للإسلام ونحو ذلك لكن أهل السنة كلهم يلتقون على الترضي عن أصحاب الرسول صلى الله عليه و آله و سلم كلهم أجمعين فالذي أريد أن أقوله أن كثيرا من اهل السنة الذين يلتقون معنا في الترضي على الصحابة هم نسو أن من الضروري جدا أن نفهم الكتاب و السنة على ما كان عليه هؤلاء الصحابة لأنهم كانوا أقرب عهدا من النبي صلى الله عليه و آله و سلم من الذين جاءوا من بعدهم لهذا ما يكون المسلم على الهدى و على النور بل لا يكون متمسكا بهدى الرسول الذي كان يؤمر بالتمسك به بخطبه دائما أبدا إلا إذا عرف ما كان عليه أصحاب النبي صلى الله عليه و آله و سلم هذه المعرفة تفتح أمام العالم بها باب من العلم لا يمكن أن يليجه و أن يدخله من كان بعيدا عن التسليم بهذا القيد و الشرط و هو اتباع ما كان عليه السلف الصالح نحن أهل السنة حقا إن شاء الله تبارك و تعالى متفقون على عموم قوله عليه الصلاة و السلام الذي يذكر دائما في خطبة الحاجة كل بدعة ضلالة و كل ضلالة فى النار و على عموم قوله عليه السلام من أحدث فى أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد هذا النص العام لا يمكن تطبيقه تطبيقا صحيحا إلا إذا عرفنا ما كان عليه أصحاب النبي صل الله عليه و آله و سلم من العبادات لأن معرفة كون الأمر الفلاني بدعة فى الإسلام لا سبيل إلى معرفة ذلك إلى إذا عرفنا ما كان عليه سلفنا صالح لأن قول قائل هذه بدعة إنما تعني أنها لم تكن فى عهد الرسول عليه السلام و لم تكن في عهد الصحابة و بالتالي لم تكن فى باقية القرون المشهود لها بالخيرية فإذا معرفة ما كان عليه أصحاب النبي صلى الله عليه و آله و سلم هو الذي يمكننا ما أن نكون عند قوله عليه الصلاة و السلام كل بدعة ضلالة و كل ضلالة فى النار و لذلك يختلف منهج من انتمي إلى السلف عن منهج من انتمي فقط إلى القرآن و السنة و يفسره أو يفسرهما كما يفسره شيخه أو مذهبه دون أن يرجع فى ذلك إلى ما كان النبي ص الله عليه و آله و سلم و أصحابه و تابعين لهم بإحسان ، إذا لا ينبغي أن نغتر اليوم بدعوات كلها تلتقي على قول بأن نحن على الكتاب و السنة لأن أضل الفرق المشار إليها فى حديث الفرق لا يمكنها أن تقول إلى أنها على الكتاب و السنة فإذا ما قال بعضهم لا نحتج بالسنة فقد ارتد عن الإسلام لأنه كثيرا من آيات القرآن فمثل قوله تعالى و ما آتاكم الرسول فخذوه و ما نهاكم عنه فانتهوا و لذلك فلا نتصور أن طائفة من الطوائف الإسلامية تنكر السنة و هذا هو الواقع فالخوارج يقولون نحن نأخذ و الشيعة تقول نحن نأخذ بالسنة لكن السنة التى يأخذونها ليست على الوجه الذي كان عليه أصحاب النبي صلى الله عليه و آله و سلم و أتباعه من التابعين و أتباعهم لذلك نقول ينبغي لنا أن نرفع راية الدعوة في خطبنا و في دروسنا و في مواعظنا دائما و أبدا على القول بأن التمسك بالكتاب و السنة لا يكون تمسكا صحيحا إلى إذا كان مقرونا باتباع ما كان أصحاب النبي صلى الله عليه و آله و سلم و هنا لابد لي من ضرب مثلا يبين لنا أهمية الرجوع في الكتاب و السنة إلى ما كان عليه السلف الصالح مما نقلوه عن النببي صل الله عليه و آله و سلم قولا و فعلا و تقريرا نأخذ مثلا قوله تبارك و تعالى و السارق و السارق و فاقطعوا أيديهما فهنا نصان عامان شاملان الأول اسم السارق و الآخر اليد و قوله تعالى السارق يشمل كل سارق حتى الذي يسرق البيضة البيضة بيضة الدجاجة أو الدجاجة أو نحو ذلك مما لا قيمة له و هذا لغة اسمه سارق و لكن بيان الرسول صل الله عليه و آله و سلم القولي هو الذي يمنعنا من أن نفسر هذا اللفظ فى هذه الآية على إطلاقه و شموله فيمنعنا أن نقول كل سارق مهما كانت قيمة المسروق تقطع يده نقول لا هذا لا يجوز هذا مخالف للقرآن لأن الله يقول و أنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم و قد بين الرسول صلى الله عليه و آله و سلم السارق المذكور في هذه الآية في قوله لا قطع إلا في ربع دينار فصاعدا إذا حينما نقرأ هذه الآية السارق ينبغي أن نفهم هذا اللفظ على ضوء قوله عليه السلام و السارق و السارقة فاقطعوا أيديهما هنا الأيدي كما تعلمون جمع يد و اليد تطلق و يراد بها الكف كما جاء فى حديث التيمم أن تضرب بكفييك وجه الأرض و تطلق و يراد به الذراع كما هو فى حديث آية الوضوء فى آية الوضوء و تطلق و يراد بها اليد كلها من عند الكتف إلى الأصابع فياترى من أخذ بعموم الآية أيديهما فقطعوا أيديهما و طبق النص القرآني على هذا الإطلاق هل يكون متبعا للقرآن الكريم الجواب وضح بما سبق التعليق على كلمة السارق لا لأنه خالف بيان الرسول صلى الله عليه و آله و سلم لكن البيان هنا إنما كان منه صلى الله عليه و آله و سلم بيانا فعليا عمليا حيث كانت تقطع يد السارق من عند الرسغ و ليس من عند المرفقين و لا من عند الكتف هذه آية تتعلق بإقامة الحدود الشرعية و الآيات التي ذكرت في القرآن مطلقة أو عامة فهي كثيرة و كثيرة جدا و يروق لي أن أقترح على بعض طلاب العلم أن يجمعوا هذه الآيات المطلقة أو عامة في القرآن الكريم و أن يبنوا ما دخلها من التقييد أو التخصيص بما جاء في السنة و في السنة الصحيحة ليظهر للناس أنه لا مجال لفهم القرآن دون سنة الرسول عليه الصلاة و السلام و دون بيان أصحابه عليه الصلاة و السلام لما كان عليه رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم قلت آنفا إن الآيات المطلقة أو العامة كثيرة و كثيرة جدا خذوا مثلا الآيات التي تأمر بالزكاة و تأمر بالصلاة و تأمر بالحج لا يمكن أن تفهم إلا على ضوء الكتاب و السنة و من هنا يتببن لنا خروج الطائفة التي تسمي اليوم بالقرآنيين عن دائرة الإسلام و المسلمين حينما قالوا نحن في غنى عن فهم القرآن بالسنة ذلك لما أشرت أنفا من بيان أن الذي لا يأخذ بالسنة فهو لا يأخذ بالقرآن لأن القرآن المسلمين فى غير آية أن يتحاكموا إلى الله و إلى رسوله كما هو معلوم إلى آية معروفة فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله و رسول إن كنتم تؤمنون بالله و رسوله و البحث في هذا طويل و طويل جدا إنما أردت فيه التنبيه فقط على ضرورة انتباه كل مسلم غيور على أن يكون من الفرقة الناجية أن لا يكتفي لنفسه و لا لغيره أن يقول أنا متبع للكتاب و السنة ليس إلا لابد من أن يقرن مع هذين مصدرين الأساسين أن نعرف ما كان عليه أصحاب الرسول عليه السلام من الهدى و النور و بذلك نحقق صفة الفرقة الناجية و هي أن نكون ما كان عليه رسوله و أصحابه و هذا كما قلت آنفا باب واسع و لكن لابد أن آتي بقيد جديد لإهمال كثير من الدعات الإسلامين إياه ألا وهو العناية بمعرفة ما صح من السنة و ما لم يصح منها لأنه إذا كان القرآن لا يمكن فهمه إلى بالسنة فلابد من أن تكون هذه السنة صحيحة ثابتة عن النبي صلى الله عليه و آله و سلم و هنا نذكر بما اتفق عليه علماء المسلمين قاطبة على اختلاف مذاهبيهم أنه قد دخل فى السنة ما ليس منها منذ القديم و لا يزال كثير من الناس حتى اليوم ينسبون إلى النبي صلى الله عليه و آله و سلم أحاديث ققد وضعت حديثا و لذلك فلا بد من طائفة من علماء المسلمين أن يعنوا عناية خاصة بما يعرف عند العلماء بعلم الحديث و مصطلح الحديث و علم الجرح و التعديل حتى يصفوا السنة مما دخل فيها على مر العصور و الدهور من الأحاديث الضعيفة و الموضوعة و التي دخلت فى بطون كثير من كتب التفسير و الحديث و الفقه فضلا عن كتب المواضع و الرقائق و القصص عائدا على طائفة من علماء المسلمين أن يعنو عناية خاصة بعلم السنة حتى يتمكنو بها من تفسير القرآن تفسيرا صحيحا بعد هذا أقول تعلمون أيها الإخوة أن العلم الصحيح هو وسيلة للعمل به فلا ينبغي لطالب العلم أن يشغل نفسه بالعلم فقط دون قرن هذا العلم بالعمل لذلك ندعو دائما أن يلهمنا الله عز و جل العلم النافع و العمل الصالح و قول اعملوا فسيرى الله عملكم و رسوله ثم تردون إلى عالم الغيب و الشهادة فينبأكم بما كنتم تعملون هذا ما تيسر لى من الكلمة التي طلبها الشيخ الفاضل الشيخ عبد الله و نسأل الله عز و جل أن يلهمنا رشدنا و أن يوفقنا جميعا لما يحبه و يرضاه .

Webiste