تم نسخ النصتم نسخ العنوان
ما حكم أهل الفترة وأطفال المشركين ؟ والقول بأن... - الالبانيالشيخ :  نعم .السائل :  حول قضية الذين لم تبلغهم الرسالة وأن أطفال المشركين وأهل الفترة يمتحنون في عرصات يوم القيامة الحديث الذي تفضلت به ، وهذا يعارضه ...
العالم
طريقة البحث
ما حكم أهل الفترة وأطفال المشركين ؟ والقول بأنهم يمتحنون يوم القيامة ألا يعارضه الحديثان الصحيحان (إن أبي وأباك في النار ) و الحديث ( إن الله وعدني أن لا يعذب اللاهين من أمة البشر ) .؟
الشيخ محمد ناصر الالباني
الشيخ : نعم .

السائل : حول قضية الذين لم تبلغهم الرسالة وأن أطفال المشركين وأهل الفترة يمتحنون في عرصات يوم القيامة الحديث الذي تفضلت به ، وهذا يعارضه حديثان ، أريد أن أعلم فقههما وهما :
الحديث الذي رواه مسلم - رحمه الله - : أبي وأبوك في الدنيا ، ثم الحديث الآخر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال في الحديث الصحيح : إن الله وعدني أن لا يعذب اللاهين من أمة البشر واللاهين معلوم يعني الأطفال وهذا عموم الأطفال المشركين وغيرهم . ؟

الشيخ : العموم أمره سهل ، تعرف أنت العام يدخله التخصيص ؛ أليس كذلك ؟

السائل : نعم .

الشيخ : إذًا التخصيص حسب ما سمعت من التفصيل واضح ؟

السائل : نعم .

الشيخ : يبقى الجواب عن الحديث الأول ، الحديث الأول ليس فيه معارضة والحمد لله ، شأن كل الأحاديث الصحيحة إنما يأتي ادعاء المعارضة هو من فكرة قائمة في كثير من أذهان الناس اليوم ، وهي فكرة خاطئة , وهي أن الذين كانوا قبل الرسول - عليه السلام - هم من أهل الفترة ، وهذا خطأ فاحش جدًا ، العرب في الجاهلية لم يكونوا من أهل الفترة ، أي لم تبلغهم دعوة نبي ، كيف وإبراهيم وإسماعيل يقول الله رب العالمين في القرآن الكريم : وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ... إلى آخر الآية ، وبعدين هم كانوا يحجون ويعتمرون وكانوا يطوفون ، وكانوا يأتون بكثير من المناسك التي ورثوها عن إبراهيم وإسماعيل ، فمن الخطأ الفاحش أن يُقال أن العرب كل العرب كانوا من أهل الفترة , ولذلك فالعرب بغلتهم دعوة إبراهيم وإسماعيل , والآثار إلى الآن آثار الدعوة هذه لا تزال موجودة في المسجد الحرام ، لكن معلوم أيضًا بالإضافة إلى هذا أن العرب دخلت في ديانتهم أشياء كثيرة من الشرك والوثنية , وكان ذلك ظاهرًا حتى في الكعبة التي كانت نصبت فيها الأصنام ، والرسول لما دخلها كان يحطمها بعصاه وكلما حطم صنمًا يقول الآية : قل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقًا لكن هذا لا يعني أنه ما جاءتهم الدعوة ، إنما نستطيع أن نقول منهم من جاءتهم الدعوة , والمقصود هنا بالدعوة ليس تفصيليًا ؛ لأن الحقيقة المسلمين اليوم الدعوة التفصيلية ما جاءتهم على الوجه الصحيح ، إلا أفراد قليلين جدًا , لكن يهمنا عقيدة التوحيد التي هي سبب النجاة من الخلود في النار يوم القيامة ، واضح أم لا ؟

السائل : واضح .

الشيخ : فأنا أقول أن العرب كأي أمة أخرى بلغتهم دعوة نبي أو رسول ، فمنهم من جاءته كما جاءت إلى الرسول وكما بلغها الرسول ومنهم من انحرفت , جاءته منحرفة والله - عزَّ وجلّ - هو الذي يعلم من هو الذي بلغته الدعوة قبل أن تنحرف عن الجادة والعكس بالعكس ، لكن الغرض أن لا نطلق الكلام ونقول أن العرب في الجاهلية كانوا أهل فترة ، لهذا السبب أولاً ، ولأحاديث متكاثرة جدًا تدل على أن أفرادًا من الجاهلية يُعذبون كهذا الحديث مثلاً إن أبي وأباك في النار فهذا دليل أنه بلغته الدعوة وإلا كيف يُعذب في النار ولم تبلغه الدعوة , وكحديث إن الرسول - عليه السلام - كان مع بعض أصحابه على دابته لما مر بقبرين فشمست الدابة نفرت ، فنظر الرسول - عليه السلام - فرأى هناك قبرين ، فسأل أصحابه متى مات هؤلاء ؟ أو هذان .؟ قال : مات في الجاهلية ، فقال عليه السلام : لولا أن تدافنوا لأسمعتكم عذاب القبر ، الدابة سمعت عذاب القبر فشمست ، والرسول يقول : لولا أن تدافنوا أي لولا أن تموتوا فيدفن بعضكم بعضًا من رهبة سماع العذاب في القبر لأسمعتكم هذا ، كذلك مثلاً ذاك الحديث الذي يقول السائل أو السائلة : أن فلان في الجاهلية حاتم الطائي أو غيره ابن جدعان يمكن أنه كان كريمًا وكان مضيافًا ، وكان كثير الخيرات واليتامى والمساكين إلى آخره ، هل ينفعه شيء من ذلك يا رسول الله ؟ قال : لا ، إنه لم يقل يومًا من دهره رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين لذلك فباختصار أهل الجاهلية ليسوا أهل فترة , بلغتهم دعوة إبراهيم وإسماعيل ، وكان بعض أفرادهم على التوحيد ، نعم .

السائل : هل صح بأنه كان هناك أفراد معدودين لا يتجاوزون الستة نفر هم الذين يعلمون كورقة بن نوفل مثلاً على الحنفية السمحة وكان كثير النظر إلى السماء والهمهمة ، ولا يعلم كيف يُعبد الله - تبارك وتعالى - يقول لو أعلم كيف تعبد لعبدتك , وأخبر الله تبارك وتعالى عن المشركين بأنهم كانوا يتقربون إلى الأصنام لتقربهم إلى الله زلفى ، يعبدونها لتقربهم إلى الله - تبارك وتعالى - فهم لا يعلمون الوسيلة الصحيحة والعقيدة السليمة التي يُعبد الله - تبارك وتعالى - بها , إذ كانوا يعبدون الأصنام لكي تقربهم إلى خالقهم ، فمن هذا ألا تكون الديانة المسيحية الحنفية اندثرت وزالت وما بقي لها أي معالم ؟

الشيخ : أنا أعتقد أنه سبق الجواب عن مثل هذا السؤال أيضًا ؛ لأني جعلت العرب في الجاهلية كالمسلمين اليوم ، فمنهم من بلغته الدعوة فهو مسؤول ومؤاخذ إذا كفر بها ، ومنهم من لم تبلغه الدعوة فهو غير مؤاخذ وله حساب كما عرفتهم في عرصات يوم القيامة , وقلت أيضًا بأنه من العرب من بلغته الدعوة ، وضربت مثلاً بجماعة التوحيد هؤلاء معروفين ، لكن هذا لا يعني أنه لم يكن هناك أفراد آخرون يعني كانوا موحدين وما ذكرته بالنسبة لورقة بن نوفل أو غيره ، أنه كان يقول أنه ما أعرف كيف يعبد الله ؛ فهذا شيء أنا لا أعرفه ولا أعتقد صحته ، لكن هب أن الأمر كذلك ، لكن هل هذا معناه أنه كان مشركًا ؟ لا ، كان موحدًا ، فالتوحيد هو سبب الخروج أو عدم الخلود في النار على الأقل ، الخلاصة عرفتموها وهو : وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا فكل شخص بعينه جاءنا حديث صحيح في الجاهلية أنه معذب ، لا يجوز أن نتصور أنه من أهل الفترة ، هذا هو المهم في الموضوع ، فقد بلغته الدعوة ، ولذلك ترتب العذاب فيه ، والحمد لله .

Webiste