شرح حديث : أنس ( أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال يا رسول الله أين أبي قال في النار ... ) وبيان أن أهل الجاهلية لم يكونوا من أهل الفترة.
الشيخ محمد ناصر الالباني
الشيخ : هذا الحديث في صحيح مسلم وفي مسند الإمام أحمد من رواية حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال يا رسول الله أين أبي قال في النار فرجع الرجل كأنه رجع بطبيعة الحال حزينا هاتوا الرجل فرجع فقال إن أبي وأباك في النار علل السيوطي هذا الحديث بحماد بن سلمة وهو يعلم شيئين اثنين لا سبيل إلى إنكارهما وبخاصة الأمر الثاني منهما وهو يعلم أولا أنه من كبار أئمة المسلمين وبخاصة الذابين عن السنة هكذا ذكروه في ترجمته اتفاقا
ثم يعلم أنه ثقة بصورة خاصة فيما يرويه عن ثابت لكن هو أخذ كلام الذين غمزوا منه في روايته عن غير ثابت فقال في حفظه كلام فأسقط حديثه هذا وهو يرى بأم عينه بأنه من روايته عن ثابت وهذا لا كلام في صحة حديثه عنه بحجة أن أبوي الرسول عليه السلام من أهل الفترة والله عز وجل يقول وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا فكيف يعقل أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم يحكم على أبويه بالنار وهم لم تبلغهم الدعوة فهم من أهل الفترة.
ما أدري هل هو عن قناعة شخصية يعتقد أن أهل الجاهلية هم من أهل الفترة وكل مسلم يعلم تقريبا بأن إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام هما رفعا قواعد الكعبة كما هو في صريح القرآن ثم أن العرب كانوا هم وحدهم يحجون ويعتمرون ويلبون ويقفون ويبيتون إلى آخره كيف غفل عن هذا وقال إنهم أي أهل الفترة أي أهل الجاهلية قبل بعثة الرسول عليه السلام لم تبلغهم الدعوة.
زد على ذلك أن هناك أحاديث كثيرة وصحيحة تدل الغافل على أن أهل الجاهلية قبل بعثة الرسول عليه السلام ليسوا من أهل الفترة فكم من حديث فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل مثلا عن حاتم الطائي وعن كرمه وإنفاقه فهل نفعه ذلك قال لا إنه لم يقل يوما رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين قال هذا فيه أو في غيره من العرب الأجواد .
كذلك جاء في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان راكبا على دابته حينما شمست به فنظر فإذا هناك قبران فسأل متى مات هذان قالا في الجاهلية قال إنهما ليعذبان ولولا أن تدافنوا لأسمعتكم عذاب القبر فهذا نص صريح بأن اللذين ماتوا في الجاهلية هم يعذبان فكيف يصح أن يقال بأن الذين كانوا قبل الرسول عليه السلام هم من أهل الفترة وليس عندهم دليل إلا عموم قوله تعالى وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا ولا شك أن البعث هنا في الآية ليس من الضروري أن يكون بعثا مباشرا لقومه فيكفي أن تباشرهم الدعوة ولو بواسطة الرسول كما هو وضعنا نحن معشر المسلمين اليوم فإذا فسرت الآية بـ ما كنا معذبين حتى نبعث رسولا لكل طائفة لكل عصر فمعنى ذلك نحن دخلنا أيضا في جماعة الفترة لأنه ما جاءنا رسول مباشرة فعلى ذلك تفسر الآية التي تقول لتنذر قوما ما أنذر آباؤهم لتنذر قوما ما أنذر آباؤهم أي مباشرة فحين ذاك لا ينافي هذا ما ذكرناه آنفا من أن المقصود وصول الرسالة وليس الرسول بشخصه مما ذكرته آنفا بالنسبة لأمة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم.
فالخلاصة أن أهل الرأي يعتمدون على تفسير الآيات بأهوائهم ثم تتعارض أهواؤهم مع بعض الأحاديث وليس الآيات فيزعمون إنه هذا الحديث معارض للقرآن الكريم
أما السيوطي فقد مهّد السبيل مع الأسف لمثل هذا الرجل أن يطعن في هذا الحديث من حيث الإسناد ولا مطعن فيه إطلاقا وبخاصة أنني قد وجدت له بعض الشواهد منها أن رجلا أيضا سأل النبي ... قال له ... الإمام أحمد ...
ثم يعلم أنه ثقة بصورة خاصة فيما يرويه عن ثابت لكن هو أخذ كلام الذين غمزوا منه في روايته عن غير ثابت فقال في حفظه كلام فأسقط حديثه هذا وهو يرى بأم عينه بأنه من روايته عن ثابت وهذا لا كلام في صحة حديثه عنه بحجة أن أبوي الرسول عليه السلام من أهل الفترة والله عز وجل يقول وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا فكيف يعقل أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم يحكم على أبويه بالنار وهم لم تبلغهم الدعوة فهم من أهل الفترة.
ما أدري هل هو عن قناعة شخصية يعتقد أن أهل الجاهلية هم من أهل الفترة وكل مسلم يعلم تقريبا بأن إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام هما رفعا قواعد الكعبة كما هو في صريح القرآن ثم أن العرب كانوا هم وحدهم يحجون ويعتمرون ويلبون ويقفون ويبيتون إلى آخره كيف غفل عن هذا وقال إنهم أي أهل الفترة أي أهل الجاهلية قبل بعثة الرسول عليه السلام لم تبلغهم الدعوة.
زد على ذلك أن هناك أحاديث كثيرة وصحيحة تدل الغافل على أن أهل الجاهلية قبل بعثة الرسول عليه السلام ليسوا من أهل الفترة فكم من حديث فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل مثلا عن حاتم الطائي وعن كرمه وإنفاقه فهل نفعه ذلك قال لا إنه لم يقل يوما رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين قال هذا فيه أو في غيره من العرب الأجواد .
كذلك جاء في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان راكبا على دابته حينما شمست به فنظر فإذا هناك قبران فسأل متى مات هذان قالا في الجاهلية قال إنهما ليعذبان ولولا أن تدافنوا لأسمعتكم عذاب القبر فهذا نص صريح بأن اللذين ماتوا في الجاهلية هم يعذبان فكيف يصح أن يقال بأن الذين كانوا قبل الرسول عليه السلام هم من أهل الفترة وليس عندهم دليل إلا عموم قوله تعالى وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا ولا شك أن البعث هنا في الآية ليس من الضروري أن يكون بعثا مباشرا لقومه فيكفي أن تباشرهم الدعوة ولو بواسطة الرسول كما هو وضعنا نحن معشر المسلمين اليوم فإذا فسرت الآية بـ ما كنا معذبين حتى نبعث رسولا لكل طائفة لكل عصر فمعنى ذلك نحن دخلنا أيضا في جماعة الفترة لأنه ما جاءنا رسول مباشرة فعلى ذلك تفسر الآية التي تقول لتنذر قوما ما أنذر آباؤهم لتنذر قوما ما أنذر آباؤهم أي مباشرة فحين ذاك لا ينافي هذا ما ذكرناه آنفا من أن المقصود وصول الرسالة وليس الرسول بشخصه مما ذكرته آنفا بالنسبة لأمة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم.
فالخلاصة أن أهل الرأي يعتمدون على تفسير الآيات بأهوائهم ثم تتعارض أهواؤهم مع بعض الأحاديث وليس الآيات فيزعمون إنه هذا الحديث معارض للقرآن الكريم
أما السيوطي فقد مهّد السبيل مع الأسف لمثل هذا الرجل أن يطعن في هذا الحديث من حيث الإسناد ولا مطعن فيه إطلاقا وبخاصة أنني قد وجدت له بعض الشواهد منها أن رجلا أيضا سأل النبي ... قال له ... الإمام أحمد ...
الفتاوى المشابهة
- ما صحة الحديث الذي رواه الحاكم أن النبي - صلى... - الالباني
- حكم أهل الفترة. - ابن عثيمين
- ما صحة الحديث الذي رواه الحاكم أن النبي صلى ال... - الالباني
- الجمع بين قوله تعالى: (( وما كنا معذبين حتى نب... - الالباني
- هل أهل الجاهلية قبل بعثة الرسول صلى الله عليه... - الالباني
- ما حكم أهل الفترة ؟ وهل والد النبي صلى الله... - ابن عثيمين
- أهل الفترة وحكمهم - ابن باز
- أهل الفترة - ابن باز
- تتمة الكلام على حكم أبوي النبي صلى الله عليه و... - الالباني
- من هم أهل الفترة ؟ وما حكمهم في الآخرة وهل أهل... - الالباني
- شرح حديث : أنس ( أن رجلا جاء إلى النبي صلى الل... - الالباني