نقاش مع تبليغي في حكم خروج جماعة التبليغ المنظم المقنن وهل له أصل في زمن النبي صلى الله عليه وسلم
الشيخ محمد ناصر الالباني
السائل : أولا الخروج في سبيل الله من خلال تجربتي أنا الخروج في سبيل الله هو يكون بحسب حال الإنسان ، إذا كان هذا الإنسان عالما فهو يخرج يعلم وإن كان غير عالم فيخرج يتعلم ، والتعلم في الخروج في سبيل الله ليس تعلم علم المسائل وعلم الحديث والفقه لكن تعلم علم الفضائل حتى ينشرح القلب والصدر فيكون عند الإنسان الرغبة والاقبال على طاعة الله عز وجل والمحافظة على أوامر الله والمحافظة على سنة النبي صلى الله عليه وسلم ويكون الخروج في سبيل الله حتى تأتي الصفات الإيمانية التي لا يمكن أن تأتي للإنسان من خلال القراءة حتى تأتي هذا الصفات في الإنسان يعني مثلا صفات الصبر
الشيخ : نعم
السائل : فالخروج في سبيل الله يخرج فيه العالم والجاهل العالم يعلم والجاهل والأمي وطالب العلم يتعلم ، والعلم يكون علم الفضائل حتى ينشرح القلب والصدر لتطبيق ما يسمع لأنه ليس المهم أن يجمع الإنسان معلومات ولا يطبقها فتكون حجة عليه يوم القيامة وحتى يأتي فيه عظمة السنة وتقديرها وتعظيمها ، يعني أنا رأيت واحد في باكستان كان يتوضأ وهو رجل عمره حوالي ثمانين سبعين سنة وقال هذا من الرعاة رعاة الأغنام ولكن لما كان يتوضأ صار يبحث في أجيابه وبشكل مذهول وكانت إقامة الصلاة قريبة فكان يبحث كأنه فاقد شيء فقال له على ماذا تبحث هل ضاعت فلوس ، ضاعت أوراق شيء ؟ قال لا ، المسواك المسواك أين المسواك ، يبحث عن مسواك فقال له يا شيخ الأمر بسيط صل الصلاة مقبولة بدون مسواك ، فقال صحيح ولكن فضيلة السواك كيف أصلي بدون سواك ، فكان مهتما جدا أن يطبق السنة ، وذكر بعض الأحاديث عن فضل السواك وخاصة مع الوضوء ومع الصلاة ، فهذا لا نجده في كثير من العلماء الذين يحفظون الكتب ومعهم الشهادات والدكتوراة ، تجد الواحد تمر عليه أسابيع وشهور ما حمل السواك ، كذلك الاهتمام بصلاة الجماعة ، الاهتمام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، تجد كثير من العلماء يجلس في مجالس كلها منكرات ولا يحرك ساكن ، لا بأسلوب حسن ولا بغير حسن ، فعظمة الدين وأهمية الدين تأتي في القلب من خلال الخروج في سبيل الله ، تطبيق السنة في البيت على أهل البيت على الشخص في العمل في السوق في التعامل مع الأقارب مع الأصدقاء وكذلك الصفات الإيمانية مثل الصبر الحلم المسامحة العفو استجابة الدعوة للإصلاح بين الناس ، كثير من الناس أعرفهم كان متكبر جدا يعني يكون الحق عليه مخطئ والحق عليه ويأتي صاحب الحق يستسمحه حتى يصلح بينه وبينه ولكن يرفض ويتعنت ويتكبر ويوصلها لأكبر المستويات لكن لما خرج في سبيل الله صار هينا لينا عنده الصفات الإيمانية يعفو ولو كان الحق له ويسامح بحقه ، ورأيت واحد كان محتاجا جدا من الناحية المادية وله على واحد عشر دنانير مقرضة إياها منذ سنوات وذاك لما أخذها وعده بعد أيام أو في نهاية الشهر أن يردها فهذا الرجل كان محتاجا وتذكر أن له عشر دنانير عند ذاك الرجل فقال أريد أن أروح وآخذ فلوسي ، بعدين تذكر حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال تؤدون الحق الذي عليكم وتسألون الله الحق الذي لكم فصلى ركعتين وطلب من الله أن يلهم ذاك الرجل أن يأتي له بالمال بهذا الدين ، في نفس اليوم وبعد فترة قصيرة ما رأى إلا والرجل داخل عليه وسلم عليه وقال له يا أخي تذكرتك أنه في يوم من الأيام أعطيتني عشر دنانير ، أنا كنت ناسيها ونسيت أردها لك فالآن الحمد لله تذكرتها وتفضل هذه العشر دنانير ، بينما يمكن لو صارت مع أي إنسان ما تعلم هذا الحديث وما حاول يطبقه يروح يرفع عليه قضية ويعمل دعوى يعمل مشاكل ، وهكذا كثير يعني وجدنا ناس كان عندهم المنكرات والأشياء المحرمة في البيوت فلما خرجوا في سبيل الله بالرغم من قلة العلم لكن لما رجعوا إلى البيت بدأوا بحركة تغيير بحكمة وبرفق وبهدوء فأزالوا المنكرات وأصلحوا ما في البيت والزوجة صلحت والأولاد صلحوا صار بيت يقال عنه بيت إسلامي تشم فيه رائحة الإسلام بينما كثير مع احترامي للعلم وأهل العلم طلاب مثلا تخرجوا من كلية الشريعة تدخل بيته أبدا كأنه بيت يهودي أو نصراني ، الصور والتماثيل ومن جميع الأشياء حتى أعرف بعض الناس تخرجوا من كلية الشريعة زملاء لي وهم لا يصلون
الشيخ : الله أكبر !
السائل : أعرف واحد تخرج من كلية الشريعة ففي الفترة التي كنت أدرس فيها المساحة وما كان يصلي وواحد عين قاضيا ومعه ماجستير في الشريعة وهو لا يصلي .
الشيخ : هذا منه كثير .
السائل : ... وتجد كثير من طلاب العلم كذلك في كليات الشريعة يتعامل بالربا يتعامل بالمحرمات يستمع الأغاني والموسيقي ، فالخروج في سبيل الله لجميع مستويات الأمة الجاهل الذي لا يفقه في الدين شيء ، وطالب العلم المتوسط ، والعالم فكل واحد يأخذ على قدر حاله إما يكون عالما فيعلم فيفيد فالحمد لله خرجنا مع علماء في سبيل الله استفدنا منهم كثير منهم الدكتور نعمان أبو الليل أستاذ التفسير كان في الجامعة الإسلامية والآن في باكستان وخرجنا مع ناس قدماء في الدعوة ما هم علماء ولكن مارسوا الدعوة منذ أمد طويل فصار عندهم صفات إيمانية عجيبة يعني تحس فيهم الإخلاص والنور والبركة .
الشيخ : هل تظن أن هذه الحسنات التي ذكرتها لا توجد إلا في الجماعة الذين يخرجون كما يقولون في سبيل الله ؟
السائل : هي موجودة في كثير من الناس .
الشيخ : معليش معليش ، إذا كان هذا الشيء موجود في غير جماعة التبليغ مثلا فكيف حصلوا ذلك بطريق الخروج ؟
السائل : نعم بطريق الخروج هم حصلوا هذه الصفات ... .
الشيخ : يمكن ما فهمت علي ، كان سؤالي بارك الله فيك ألا يوجد جماعة آخرون متخلقون بالأخلاق التي ذكرتها وربما بغيرها وبأحسن منها وليسوا من جماعة التبليغ وإلا هذه الخصال الحسنة محصورة في جماعة التبليغ ؟
السائل : لا ، بل موجودة في غيرهم .
الشيخ : طيب هذا كان سؤالي الأول ، السؤال الثاني هل هؤلاء الذين هم ليسوا من جماعة التبليغ حصلوا هذه الخصال الحسنة بالطريقة نفسها التي يحصلها جماعة التبليغ وإلا بطريقة أخرى ؟ فإن قلت هي بطريقة جماعة التبليغ ما أظنك تقول هذا لأنك تعلم أنهم ليسوا من جماعة التبليغ ولا هم على منهج جماعة التبليغ ، أظن ستقول هذا وإلا عندك رأي ثاني يعني سأقول حصلوا ما حصلوا بطريقة أخرى غير طريقة الخروج هذا ؟
السائل : أريد أن أقول مع احترامي لك ولا أقطع حديثك أن الأعمال التي يمارسها الإنسان وهو خارج في الدعوة قد يمارسها وهو غير خارج في الدعوة .
الشيخ : حسن هذا الذي نريده .
السائل : مثلا يعني حلقات العلم .
الشيخ : هذا الذي نريده ولا يحتاج الأمر لشرح لأنه أنا حطيت طريقتين طريقة الخروج كما تقولون في سبيل الله لتحصيل هذه المحسنات الصفات وطريقة غير الخروج ، فكل من الطريقين عم يحصلوا الخصال بدليل أيش ؟ الواقع .
السائل : الوجود نعم .
الشيخ : طيب ، إذن أنا أريد أن ألفت نظرك وأنت إن شاء الله اسم على مسمى عقل ، ستفهم علي ما أقول إذن إذا كان هناك في طريقة أخرى تمكن بها من تمكن من تحصيل تلك الصفات التي تسمونها بالصفات الإيمانية فإذن ما ينبغي نحن أن نوهم الناس ولو بغير قصد أن الطريق لتكميل هذه الصفات الإيمانية هو الخروج المسمى بالخروج في سبيل الله ، لأنه حينئذ نكون عم نفهم الناس أنه كما قال تعالى : وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله
السائل : حاشا لله نحن ما نقول هذا .
الشيخ : أنا أعرف هذا ، ولذلك عم أقول لك وإلا نضطر نقول هكذا وأنت مش رايح تقول هكذا ، إذا لماذا نحن حاطين دأبنا بدأب الدعوة إلى الخروج في سبيل الله على ما ذكر هؤلاء وذكرت أيضا أن الناس يخرجون وما عندهم علم لكنهم يتعلمون ، هذه واحدة يا أستاذ عقل .
السائل : أجيب عليها ؟
الشيخ : نعم
السائل : أجيب عليها ؟
الشيخ : لا ما عندك جواب عليها لأني أقول ما أنت موافق عليه ، ما تريد تجيب عليه ؟
السائل : توضيح الأمر .
الشيخ : لا لا ، ما يحتاج الأمر إما أنك موافق أو مخالف ، إذا موافق أنا أمشي في سبيلي لأنه هو سبيلك ، وإن كنت مخالفا أقول لك تفضل بين ... .
السائل : لا ، أنا مواق موافق .
الشيخ : هذا هو ، فاسمح لي إذن
السائل : تفضل
الشيخ : رايح يرد علينا إشكالات كثيرة جدا على هذا العمل أولا ، وعلى هذه التسمية ثانيا وهو الخروج في سبيل الله ، أعتقد أنه إن خفي على بعض الناس ما سأقوله فلا أقول في ظني بل في اعتقادي أنه سوف لا يخفى عليك وهو أن خير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، وأن الأمر كما قيل من أهل العلم " وكل خير في اتباع من سلف وكل شر في ابتداع من خلف " إذا كان هذا كما قلت بالنسبة إليك إنه إن كان هناك من يخالف فيما أقول فأنت لست منهم بل أنت معنا فيما نقول إن خير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم وأن كل خير في اتباع من سلف وكل شر في ابتداع من خلف ، الآن نحن نسمي هذا الخروج بالخروج في سبيل الله ، سبيل الله كان موجودا في القرون الثلاثة المشهود لها بالخيرية وإلا مفقودا ؟
السائل : موجودا .
الشيخ : ما تستطيع أنت أن تقول أنت غيرك قد يقول أما أنت بصورة خاصة المسمى بعقل ما تستطيع أن تقول إلا أنه كان موجودا ، فهل تعلم وجود هذا الخروج في ذلك الزمن الذي كان فيه الخروج في سبيل الله معهودا ومعمولا به ؟ فهل أنت معتقد أن هذا الخروج الذي يقوم به الآن جماعة التبليغ كان موجودا في ذلك الزمان أي زمان وجود الخروج في سبيل الله ؟ ما أظنك تستطيع أن تقول نعم .
السائل : أنا أستطيع أن أقول نعم .
الشيخ : تفضل ، الآن هنا بقى مشينا في خط متفقين تماما ، أما الآن ما بدأ ؟
السائل : افترقنا
الشيخ : افترقنا شيء لكن سنلتقي إن شاء الله ، هات نرى ما دليلك على أن هذا الخروج كان موجودا في ذلك الزمان الذي كان فيه متحققا الخروج في سبيل الله ، أنا أرى القضية متناقضة يعني موجود وما موجود ، هذا في تصورنا نحن ، أنت بقى تريد تقرب لنا الشيء يلي نحن نتصوره متناقض وهات نرى أثبت لنا أين كان هذا الخروج ومتى بدأ ومتى وقف ؟
السائل : طبعا علم الحديث أنت أستاذنا فيه قصة الرجل الذي قتل تسعا وتسعين نفسا ، نهاية القصة أنه عند ما جاء إلى الرجل العالم وقال له أريد أن أتوب قال له نعم لك توبة ... .
الشيخ : يجوز أقاطع كلامك ؟
السائل : تفضل .
الشيخ : أنت الظاهر ما أدركت سؤالي .
السائل : أدركت لكن هذا كمقدمة ... .
الشيخ : لا ، فقط تكون مخطئ ، خاصة أنت تقول لي إني في الحديث كذا ، الحديث الذي تريد تذكره ليس له علاقة بخروجكم ، له علاقة بخروج شخص معين يعيش في جو فاسد فيؤمر من العالم وليس من الراهب الجاهل يؤمر بأن ينتقل إلى بلدة أخرى صالح أهلها وفعلا يستجيب ويأتيه الموت في الطريق وتتولاه ملائكة الرحمة ، أيش علاقة بالذي نسأل عنه ؟
السائل : العلاقة وثيقة بأننا نعيش في بيئة فاسدة ونحتاج إلى بيئة صالحة حتى نصلح فيها ... .
الشيخ : يا شيخ أنتم عم ترجعوا إلى البيئة الفاسدة بارك الله فيكم .
السائل : نرجع إلى البيئة الفاسدة حتى نصلحها أو نعيش فيها ونحن محفوظون من الفساد الموجود .
الشيخ : لا ، ولا مؤاخذة هذه مغالطة مكشوفة ... .
السائل : كيف ؟
الشيخ : هذه مغالطة مكشوفة تماما ، لأنكم إذا رجعتم إلى البيئة لتصلحوها فلماذا تخرجون منها ؟ فابقوا فيها وأصلحوها ، لأن الإنسان في الحديث ذاك يقول لك ايش يقول في الحديث أنت في أرض
السائل : أرض سوء
الشيخ : فاخرج منها ، إنك في أرض سوء فاخرج منها ، طيب أنتم تخرجون وترجعون ، ما جاء هذا الحديث لهذا الحديث ليس له علاقة يا أستاذ أبدا ، فبارك الله فيك أنا أرجوا أن تستعمل الذي سميت به .
السائل : إن شاء الله نستعمله .
الشيخ : اسمعني قليلا تستعمل الذي سميت به ، ما تتأثر بالتلقينات التي تتلقنها من الجماعة من الحزب لأن هذه مشكلة الأحزاب القائمة اليوم على وجه الأرض ... .
السائل : الحمد لله ليست حزب ... .
الشيخ : أنا قلت لك الجماعة أولا ، أو الحزب فأنت خذ من الاسمين ما يناسبك ، لا تأخذ الاسم الذي يناسبك إنك ترد علي ، لا ، خذ سمها جماعة سمها حزب سمها ما شئت فأنا فو قلت لك حزبك بتقول لي الحمد لله ، الجماعة ما هم حزب ، المهم هذا التلقين الذي تلقنه الأحزاب لأفرادها نحن نلمسه لمس اليد في جماعة التبليغ ، رجل كهذا الذي ضرب به مثلا ما يعرف يمكن يصلي مثل الناس ، آخذ أيش حجة طالما سمعتها من المتعلم من العالم والمتعلم والجاهل كلهم سواء من جماعة التبليغ يقول لك الرسول قال بلغوا عني ولو آية ، من أين تعلمها هذه ؟ نحن انبح صوتنا ونتحدث بأحاديث الرسول عليه السلام ، نادرا ما واحد يجيء يحفظ حديث ، لماذا ؟ لأنه ما رايح نلقنهم إلا تحفظ هذا الحديث ، عم نروي لهم الأحاديث بالعشرات وبالمئات ، لكن هنا في توجيه مخصص أنه احفظوا ، يقولون كذا والجواب كذا إلى آخره بلغوا عني ولو آية طيب هذا حديث صحيح لكن هذا ملقن الرجل ، ولذلك لما يأتي يتكلم معه رجل عالم هو يذكر له الأشياء التي سامعها ، فقط ما يعرف أن هذا له علاقة بهذا الكلام يسمعه وإلا لا ، فأنا أرجوك وأنا ثقتي بك كبيرة وكبيرة جدا .
السائل : بارك الله فيك .
الشيخ : إنك تستعمل عقلك ، القصة هذه لها علاقة بإنسان شرير قتل تسعة وتسعين نفسا ثم الله أراد له الهداية فأراد أن يتوب لكن ما يعرف طريقة التوبة ما هي ، فسأل عن أعلم أهل الأرض فدل على راهب ، فدل على راهب يعني على جاهل متعبد ، فذهب إليه وقال له أنا قتلت تسعة وتسعين نفسا هل لي من توبة ؟ قتلت تسعا وتسعين نفسا وتريد تتوب ؟ ليس لك توبة ، كمل العدد للمائة ، - لكن الرجل يريد أن يتوب فعلا - كما قرأت فيسأل فيدل على عالم ، يروح لعنده ويقول له أنا قتلت مائة شخص بغير حق فهل لي من توبة فقال له كيف لا ولكنك بأرض سوء فاخرج منها واذهب إلى القرية الفلانية الصالح أهلها ، فخرج الرجل ، ما جاء يا أستاذ عقل هذا لهذا ؟ وجابهتك بكل صراحة ، قلت لك لو أنكم تركتم هذه البلاد وهاجرتم إلى بلاد خير من هذه البلاد فأقول لك أصبت في استشهادك بالحديث ، لكن أنتم تخرجون من هنا تغيبوا أربعين يوم أكثر أو أقل وترجعون لنفس البلدة الفاسد أهلها ، كيف تستدلون بهذا الحديث على هذا الفعل هات نرى ؟
السائل : الآن هو لما قال له اذهب إلى القرية الصالحة قصده أن يعيش فيها حتى يموت إلى الأبد أم قصده وإلا يطمئن إيمانه وتصلح أحواله ؟
الشيخ : هذا من تمام التعليم يا أستاذ عقل ، هذا من تمام التعليم ولا مؤاخذة ، منطقيا جاوبني ما عندك ؟ ما القصد من هذا ؟ إنه ما يموت هناك أليس كذلك ؟ هذا خطأ ، قصده أن يذهب لتلك البلد حتى ينصلح حاله وما ينوي الرجوع إلى الأرض الفاسدة التي هرب منها ، الرسول صلى الله عليه وسلم كما تعلم كان يحرم على الذين هاجروا من مكة إلى المدينة أن يمكثوا في مكة أكثر من ثلاثة أيام ، وهم هاجروا من أيش ؟ من مكة إلى المدينة ، ومكة أفضل من المدينة والصلاة فيها كما تعلمون جميعا بمائة ألف صلاة لكن حتى ما ينافي هجرتهم خرجوا من مكة مهاجرين في سبيل الله للمدينة فيحنوا إلى وطنهم إلى بلدهم ؟ لا ، لكم فقط بقاء ثلاثة أيام وترجعوا إلى بلدكم الذي هاجرتم إليه ، فهذا الحديث الحقيقة هذا الحديث أنا أذكره بمناسبة كثيرة ، والأخ عنده مئات الأشرطة من المحاضرات والكلمات التي يتكلم فيها من جملتها هذا الحديث بالذات ، أنا أضعه في موضوع ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب هذا القلب يكون صلاحه بصلاح الجوارح ، وصلاح الجوارح يكون بمخالطة الأخيار ومنابذة الأشرار ، والرسول عليه السلام ولا أريد أن أطيل عليك ذكر أحاديث كثيرة جدا جدا يؤكد فيها على صحبة الأخيار فيقول : من جامع المشرك فهو مثله أي خالطه ، ويقول : أنا بريء من مسلم يقيم بين ظهراني المشركين ويقول : المؤمن والمشرك لا تتراءى نارهما وأذكر هنا كلاما طويلا لتأكيد ضرر صحبة الأشرار وحسبك تذكيرا قوله عليه السلام مثل الجليس الصالح ومثل الجليس السوء ، مثل الجليس الصالح إما أن يحذيك وهو بائع العطور إما أن يحذيك وإما أن تشتري منه وإما أن تشم منه رائحة طيبة ، ومثل الجليس السوء كمثل الحداد إما أن يحرق ثيابك وإما أن تشم منه رائحة كريهة فهذا الرجل العالم نصح الرجل أن يترك هذه الأرض السيء أهلها ويهاجر إلى الأرض الصالح أهلها ليس من أجل أن يتبضع من هناك صلاح ويرجع ، لا ، من أجل أن يحصن حاله في هذا المكان الصالح ويتربى ويعيش ما شاء الله له أن يعيش ، فمن أين نحن نأخذ بقى أنه راح هناك من أجل أن يتزور ؟ وانظر يا أستاذ عقل أنا الحقيقة آسف جدا إنه عقلك يشرد مع هذه الأوهام ، أنت الآن تقول يا ترى راح من أجل أن يموت هناك أم من أجل أن يرجع ؟ طيب أنا أرى الحديث ليس له علاقة إطلاقا من أي زاوية ، درسنا الحديث منها أخيرا تقول كأنك تقول وما تصرح إنه هو راح ينصلح هناك وبعدين يرجع للأرض الفاسدة من أجل أن يصلح فيها ، طيب هؤلاء الجماعة الذين يروحون لفرنسا أم العهر والفسق والفجور وعم يجيئوا لهنا راحوا مثل ما راح ذاك الرجل للأرض الصالح أهلها من أجل ماذا ؟ من أجل أن يتحصنوا بالأخلاق الصالحة هناك ويرجعوا لهنا يصلحون يا أستاذ ؟ فالحديث ليس له علاقة بأي وجه من الوجوه أبدا بهذا الخروج المقنن المنظم ، وما أريد أن أذهب بعيدا ، أنا لا أزال أنتظر الجواب الواضح لأنه أنت اجبت بحديث عن شخص ، أنا كان سؤالي هل تعلم الوقت الذي تعتقد كما نعتقد أن الخروج في سبيل الله كان موجودا من قبل هذا الخروج ما تجيء لي بشخص تجيء لي بحديث هذا الخروج ... ؟
السائل : أنا ما انتهيت من الإجابة ، أنا جئت بهذا قلت كمقدمة ... .
الشيخ : جميل جدا ، هذه مقدمة لكن هذه مقدمة كما ترى ليس لها أصل أبدا بهذا الخروج الجماعي المقنن المنظم إنما هو خروج من أرض فاسدة إلى أرض صالحة ونحن ما في خلاف في هذا إطلاقا صح وإلا لا ؟
السائل : صح .
الشيخ : إذن ما علاقة هذا ؟
السائل : أنا جئت بهذا على مستوى فرد يعني شخصي .
الشيخ : ما هذا سؤالي ، ما هذا سؤالي بارك الله فيك ، وأنت تعلم أنه أنا ما بحاجة أنك تأتي تذكر لي الحديث كما قلت لأنه نحن نعرف ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها من أجل يخرج الإنسان من وطنه الذي ولد فيه إذا ساء أهله إلى بلد آخر أهله صالحون ، هذا هو دلالة الحديث ونحن هذا ليس خلافنا ، بحثنا الآن هو هذا الخروج الجماعي هل تعلمه كان موجودا في القرون الثلاثة المشهود لها بالخيرية والمتفقون نحن وإياك أنها خير القرون ؟ قلت أنت نعم ، وأنا أظن هذا بعيد تحقيقه لكن وفوق كل ذي علم عليم وتفضل هات نرى أين كان هذا الخروج ؟
السائل : الجماعة الذين بعثهم الرسول صلى الله عليه وسلم ... ؟
الشيخ : أيضا بدي أضطر أقاطعك يا أخي ، لأن هذه أيضا من جملة التلقينات ناقشنا فيها مشايخكم وطلابكم إلى آخره هؤلاء الذين خرجوا بارك الله فيك ، نخبة ، نخبة من أصحاب الرسول اسمهم القراءة إلى اليوم ، القراء ما خرجوا جهلة ، عليهم رئيس واحد وبلاش نقول هذا الرئيس الواحد يريد رئيس فوق منه ويريد رئيس فوق منه لأنه ما فيهم علماء لكن نفترض أنه أعلم علماء الدنيا لكن الذين معه جهلة ، أما هناك الرسول أرسل سبعين قارئا والقارئ تعرف أنت أنه في زمن الرسول ليس هو القارئ في زماننا ، صح وإلا لا ؟
السائل : صحيح .
الشيخ : إذن هؤلاء دعاة بمعنى الكلمة ، يدعون الناس إلى ما هداهم الله إليه بواسطة نبينا عليه الصلاة والسلام ، فهم قراء وهم علماء وهم يحفظون القرآن ، وإلى آخره ، أيضا هذا الخروج نحن ليس بحثنا فيه ، أنا أقول لك لو خرج عالمان من الدار هذه واحد راح شرقا وواحد راح غربا هل أحد يقول هذا الخروج ما يجوز ؟ ما أحد يقول بهذا أبدا ، بارك الله فيك ، فأرجوا أن تتأمل بالسؤال ما هو ، هذا الخروج الذي تسمونه في سبيل الله متى بدأ ومتى وقف سبحان الله .
السائل : بدأ ببداية بعثة النبي صلى الله عليه وسلم .
الشيخ : كيف ؟
السائل : ببداية بعثة النبي صلى الله عليه وسلم .
الشيخ : أيضا أنت نسيت ما ذكرتك به الآن يا أخي نحن لا نتكلم عن خروج الفرد ، أنا ضربت لك المثل الآن بعالمين ، عالمين إذا واحد شرق وواحد غرب للدعوة في سبيل الله هل هذا هو الخروج الذي عم نتكلم عنه ؟ لا ، هذا خروج علماء رايح نقول لك الآن ، أنا سأضرب لك مثل في نفسي ، أنا بقيت ثلاثين سنة في سوريا أخرج لوحدي بانفرادي ، هذا ما أحد ينكره وهذه هي دعوة الرسول عليه السلام ، فأنت تقول بدأ به الرسول عليه السلام
السائل : صبرك علي قليلا
الشيخ : لا يا أستاذ البحث معك تماما فقط لا أريد أضيع وقتك وبالتالي تضيع وقتي في البحث ... .
السائل : وأنا أريد أعرض الحجج التي عندي حتى إذا كانت خطأ من أجل أن يتبين لي إياها فيما بعد ؟
الشيخ : لا ، فقط أنا أريد شيء ما أتمناه من غيرك ، أعطي بالك ، الحقيقة أنا ظني بك غير ظني بالناس الآخرين ... .
السائل : بارك الله فيك أشكرك على هذا .
الشيخ : قبل أن تلقي علي حججك فكر فيها وافهم علي أنا ما أريد ؟ أريد حجة تجيز بها للجماعة هؤلاء هذا الخروج الشامل الجامع الذي فيه كما قلت لك فيه يمكن عالم ، إذا ما قلنا عويلم ، إذا ما قلنا ما قلنا إلى آخره ، أما الذين معه ما يعرفون شيئا هذا النوع من الخروج أين دليلة ؟ جئت لي بحديث الرجل الذي قتل تسعا وتسعين نفسا ثنيت بسبعين قارئ ، يا أخي القراء هؤلاء علماء ، ثلثت أخيرا وقلت محمد عليه السلام وحده ، سبحان الله أنا أريد دليلا أنت مقتنع فيه ، أما إذا كنت تقول والله أنا أعرض عليك ما عندي من الحجج التي سمعتها ما رأيك فيها ؟ هذا بحث ثاني لكن أنا رأيتك متحمس تماما في الجواب لأخينا هذا ، ما ندري أأريد بنا خير أم شر لما أثار هذا الموضوع ونحن ما من أجل هذا التقينا واجتمعنا وكما قلت في أول الكلام جواب له إن الوقت هذا مخصص لك وللأخ الذي كنت معه
السائل : جزاك الله خيرا نحن نستفيد
الشيخ : أما هو كما يقولون عندنا في الشام " يدخل اسفين " تقولون أنتم اسفين ؟
السائل : نعم نعم .
الشيخ : كويس ، هذا ما كان على البال يشهد الله .
السائل : إن شاء الله يكون كلامه خير ربما يكون عندي معلومات أظنها صح وهي خطأ فوضحتها .
الشيخ : هذا ممكن بارك الله فيك ، لكن بقى طريقة البحث ممكن يختلف في فرق بين إنسان مثلا اتناقش أنا وغيرك في مسألة يقول لي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا وكذا ويعمل لي مقدمة أنت ... مختص بالحديث وكذا وكذا ، إلى آخره ، طيب أنت تقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تسألني هل هذا الحديث صحيح وإلا غير صحيح ؟ ما تخليني أقول لك أن هذا الحديث موضوع الذي تحتج به فاهم علي وإلا لا ؟
السائل : فاهم .
الشيخ : وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون الشاهد ... .
السائل : أنا أريد أسأل سؤالا معليش
الشيخ : تفضل
السائل : الآن الرسول صلى الله عليه وسلم
الشيخ : عليه الصلاة والسلام
السائل : لما كان يخرج إلى الكفار في أسواقهم وفي محلاتهم ويدعوهم ، كان معه مثل أبو بكر وأسامة بن زيد وزيد بن الحارثة ؟
الشيخ : ممكن يكون معه واحد اثنين طبعا .
السائل : واحد أو اثنين أو أكثر .
الشيخ : ممكن يكون ما في مانع .
السائل : العالم فيهم هو الرسول عليه السلام .
الشيخ : عليه الصلاة والسلام نعم .
السائل : والذين معه هم بالتأكيد أقل علما منه .
الشيخ : أكيد .
السائل : إن لم نقل يعني قد يكونوا جهلة في بادئ الأمر في بادئ أمر الدعوة أنه ما كان عندهم رصيد من العلم .
الشيخ : لا ، لما تصل هذه النقطة يختلف الجواب ، هل هذا الخروج كان في أول الدعوة وإلا فيما بعد .
السائل : هذا في أول الدعوة .
الشيخ : أين ؟
السائل : يعني لما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يخرج مع أبي بكر وكان أبو بكر يعرف القبائل ويكون مع النبي كدليل يدله على الناس ويعرفهم عليه هذا في بادئ أمر الدعوة ... ؟
الشيخ : هنا تبين أن خروجه كان ليدل الرسول على شيء هو بحاجة له ، فهنا القضية خرجت عما نحن في صدده .
السائل : ماشي هذا الخروج ألم يكن له أثر في نفس أبي بكر رضي الله عنه ؟
الشيخ : وهل أنا أنكر هذا بارك الله فيك أنكر هذا ؟
السائل : لا تنكر هذا .
الشيخ : إذن لماذا عم تسأل هذا السؤال ؟
السائل : أنا أريد أن أخلص إلى نتيجة أنه إذا خرجت جماعة
الشيخ : نعم
السائل : فيهم إنسان متعلم عالم أو طالب علم ومعه ناس أميون جهلة عصاة ، لكن يريدون أن يستفيدوا ، يستفيدون علم ، يستفيدون صفات ، يستفيدون إيمان ، هل نقول إن هذا الشيء يعني لا يجوز أو ماذا نقول ؟
الشيخ : إذا أنت تقف عند حدود السؤال وما تعالج الواقع له جواب ، أما إذا كان قصدك بالسؤال معالجة الواقع فله جواب ثان ، فما الذي تريده ؟
السائل : كلامك ما واضح ، أيش يعني أعالج الواقع ؟
الشيخ : الواقع الذي البحث فيه هذا الخروج الواقع اليوم الذي خرج من الهند من السند ما أدري من أين وعم إلى آخره البلاد الإسلامية ما شاء الله منها ، هو هذا الذي الذي عم تسأل عنه أنت وإلا عبارة عن خروج مصغر ؟
السائل : لا ، هذا الذي أقصده .
الشيخ : أيش الذي تقصده الخروج هذا ؟
السائل : نعم .
الشيخ : هذا الذي أسألك عنه تقصد هذا وإلا هذا ؟
السائل : نعم هذا .
الشيخ : أقول لك لا ، الخروج المصغر دائما موجود في كل عصر ، في كل قطر ، في كل مصر .
السائل : هذا صحيح .
الشيخ : صحيح ولذلك في فرق بقى بين السؤال الذي تسأله أنت ويكون الجواب بقى انا أقول لك نعم هذا موجود ، وهذا مشروع وتأكد أنت وبتقول لي هذا صحيح لكن هذا الصحيح ما يصحح ، هذا الخروج الذي نحن الآن ندندن حوله .
السائل : لماذا ؟
الشيخ : لأنك أنت وأنا متفقون إن مثل هذا الخروج الأول الذي اتفقنا على صحته موجود كما قلت أنا آنفا .
السائل : موجود صحيح .
الشيخ : موجود في كل عصر وفي كل قطر ومصر، لكن هذا الخروج لا أصل له إطلاقا في كل القرون الإسلامية التي مضت ، فإذن هذا غير ذاك .
السائل : ألا نقول إن ذاك الخروج الذي أقررناه هو أصل لهذا الخروج ؟
الشيخ : لا .
السائل : ولماذا ؟
الشيخ : أبدا ، سبحان الله ، هذا الذي أقول رايح ألفت نظرك لشيء ، هذا مثل الذي يستحسن كل بدعة تخرج اليوم وقبل اليوم يجيئون لك بأدلة عامة ، هذه الأدلة العامة ما تشمل هذه الحادثة الخاصة ، خلينا نأخذ مثال هو من أبسط الأسئلة ، يقول قائلهم لماذا تنكرون الصلاة على الرسول بعد الأذان ؟ ألا يشمل هذا الصلاة على الرسول بعد الأذان قوله تعالى : صلوا عليه وتسلموا تسليما ؟ ألا يشمله قوله عليه السلام : من صلى علي مرة واحدة صلى الله عليه بها عشرة ؟ الجواب لا يا أخي لا ، لأن هذا الأذان مشروع وألحق به شيء لم يكن من قبل في كل هذه القرون من قبل التي مضت المشهود لها بالخيرية ، فالآن استدلال ببعض النصوص العامة على هذه الحادثة هذا استدلال خطأ ، لماذا ؟ لماذا أنا بدأت كلامي بارك الله فيك معك ، قلت لك نحن متفقون أن خير الهدى هدى محمد ، و متفقون على قولهم " وكل خير في اتباع من سلف وكل شر في ابتداع من خلف " فهذا الخروج الموجود الآن يقينا ما يستطيع إنسان عنده ذرة من عقل أو علم أن يقول إنه كان فيما مضى من القرون ، لا نقول القرون الثلاثة فط كل القرون هذه ، هذه حادثة في هذا الزمان ولاشك .
السائل : أين وصلنا ؟
الشيخ : وصلنا بارك الله فيك أن الاستدلال بالقضايا الخاصة على قضايا عامة هذا خطأ ، والمعيار ولا تنس المعيار ، وكل خير من اتباع من سلف ، ولعلك تذكر لما قلت لك الخروج في سبيل الله يقينا كان من قبل لكن السؤال هذا الخروج في سبيل الله كان من قبل ؟
السائل : بهذا الشكل المتعارف عليه بالتقنين والتنظيم الذي ذكرت لا ما كان .
الشيخ : ها ، هذا هو ... .
السائل : نحن نقيس على الأصل .
الشيخ : نعم ؟
السائل : القياس على الأصل يعني أنا أريد أن أسألك سؤال مثلا ، هل كان مثلا الصحابة رضي الله عنهم ابن عباس كونه مؤلف وعالم تفسير هل كان يجلس مثل جلستك هذا في مثل هذه المكتبة وأمامه الطاولة وعنده الرفوف وعنده الأجهزة الكهربائية والالكترونية ؟
الشيخ : لا والله .
السائل : ما كان ، فهل نقول هذا العمل ..؟
الشيخ : لماذا الآن صار لك ساعة تتعب حالك من أجل ما نقول إن هذا الخروج ما كان لماذا ؟ لماذا ما كنت مثلي تقول إن ابن عباس ما كان هكذا ، لماذا ما تقول أنت عن الخروج هذا لا والله ما كان ؟ لماذا ؟ بل أتحاول تجيب حديث واحد واثنين وثلاثة وإلى آخره من أجل مثل ما يقولون عندنا في الشام ولا مؤاخذة من أجل " نغطي السموات بالقبوات " -يضحك الشيخ رحمه الله ـ لماذا ؟ من أجل هذا أقول لك يا عقل خليك عقل ، من أجل هكذا أقول لك أنت لا تتلقن ، ناقش الأدلة ، خروج الرجل هربا من بلاد الفسق والفجور إلى البلد الصالح أهلها نقيس عليه خروج المسلمين من بلدهم الصالح على عجره وبجره أعطي بالك ، خروجهم يقاس خروجهم من البلد الصالح على عجره وبجره إلى بلاد الفسق والفجور إلى أمريكا إلى بريطانيا ، هذا يقاس على هذا ؟ سبحان الله ، ابن حزم الظاهري من كبار علماء الأندلس ويسمى بالظاهري لأنه يعتمد على النصوص في الظاهر بطريقة فيها جمود متناهية جدا ولسنا الآن في هذا الصدد ، من جموده ينكر القياس خلافا لجماهير العلماء ، والقياس الحقيقة هو الدليل الرابع لعلك تذكر معي القرآن والسنة والإجماع والقياس ، فأخر الأدلة الأربعة هو القياس لماذا ؟ لدقته ، ما كل واحد يستطيع أن يقيس ، خذ بالك ، مش كل واحد يستطيع أن يقيس ولا مؤاخذة أنا أقول لك لأني أنا أولا عشت كل هذا الزمان صريحا وبخاصة مع إخواني الذين أشعر معهم بالإخلاص ، وأنتم منهم إن شاء الله ، أنا أقول لك إنك أنت ما يطلع بيدك أن تقيس الذي يريد يقيس ... .
السائل : ما أنا أريد أقيس .
الشيخ : اسمح لي ، أنت تلك الساعة طلع منك أنه نقيس هذه على هذه إلى آخره ، لكن هذا ما طالع منك طالع من غيرك .
السائل : نعم طالع من غيري وأنا نقلته بالحرف .
.
.
الشيخ : ابن حزم الظاهري من كبار علماء الأندلس ويسمى بالظاهري لأنه يعتمد على النصوص في الظاهر بطريقة فيها جمود متناهية جدا ولسنا الآن في هذا الصدد ، من جموده ينكر القياس خلافا لجماهير العلماء ، والقياس الحقيقة هو الدليل الرابع لعلك تذكر معي القرآن والسنة والإجماع والقياس ، فأخر الأدلة الأربعة هو القياس لماذا ؟ لدقته ، ما كل واحد يستطيع أن يقيس ، خذ بالك ، مش كل واحد يستطيع أن يقيس ولا مؤاخذة أنا أقول لك لأني أنا أولا عشت كل هذا الزمان صريحا وبخاصة مع إخواني الذين أشعر معهم بالإخلاص ، وأنتم منهم إن شاء الله ، أنا أقول لك إنك أنت ما يطلع بيدك أن تقيس الذي يريد يقيس ... .
السائل : ما أنا أريد أقيس .
الشيخ : اسمح لي ، أنت تلك الساعة طلع منك أنه نقيس هذه على هذه إلى آخره ، لكن هذا ما طالع منك طالع من غيرك .
السائل : نعم طالع من غيري وأنا نقلته بالحرف .
الشيخ : لذلك أقول لك فكر ، فالشاهد القياس لدقته علماء الجمهور وعلماء السنة جعلوه في المرتبة الرابعة ، ابن حزم أنكره بالكلية ، لكن أنا تعجبني منه عبارة لما يناقش القائسين يلي يقيسون الحقيقة يناقش قياسات بالتعبير السوري أيضا " القياسات لا تنزل بميزان ولا بقبان " قياسات بعيدة عن الصواب كل البعد ، مثلا أنا الآن عشت بالمذهب الحنفي ، المذهب الحنفي يقول لك إذا تكلم المصلي في صلاته ساهيا بطلت صلاته ، أيش الدليل ؟ قال قياسا على المتعمد ، الله أكبر !، هذا قياس النقيض على نقيضة ، يقاس الساهي على المتعمد ؟ ابن حزم والشاهد هنا لما يناقش هكذا أقوال وهكذا قياسات ما يقول ؟ كليشة هذه عنده يعني يكررها دائما ، يقول أولا القياس كله باطل ، هو هيك يقول لكن أنا شاهدي في تمام كلامه " ولو كان منه حق لكان هذا منه عين الباطل " فهمت كلامه ؟
السائل : -يضحك - ما ... .
الشيخ : الشاهد القياس يا أخي ما هو سهل أبدا .
.
.
الشيخ : الآن شيء بجر شيء علماء نجد علماء محترمون وهم أحسن الموجودين اليوم على وجه الأرض الإسلامية طبعا لأنه ما في غيرها ولكن مع ذلك لهم أشياء نحن لا نوافق عليها ، السبب عدم دقة النظر ، فأنت تعرف مثلا إنه هم يضعون أيديهم بعد الرفع من الركوع ، ما حجتهم ؟ طبعا لهم حجة ، ما يقولون شيء عن عبث ، لكن نحن نريد ندرس هذه الحجة ، نريد نتأمل فيها هل هي صواب أم هي خطأ ، يقولون كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام في الصلاة وضع اليمنى على اليسرى ، قام في الصلاة هذا قيام ، كلام صحيح أنا ما أقول بقى ؟ أقول هذا دليل لا ينهض مع أنه أنا أقول معهم إن هذا حديث صحيح كان إذا قام في الصلاة وضع اليمنى على اليسرى ، صحيح الحديث صحيح ، لكن هذا القيام الثاني ما الدليل إنه داخل في هذا النص الذي أول ما ينصب ينصب على القيام الأول ؟ واضح كلامي لهنا ؟
السائل : ذاك كلام عام وما يخصصه ... .
الشيخ : أحسنت ما يكفي يقول وهنا بقى الشاهد ما يكفي الواحد منهم يقول يا أخي كلام هذا نص عام يشمل القيام الأول يشمل القيام الثاني ، لأنه نحن نقول جاءت نصوص كثيرة بأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يضع اليمنى على اليسرى في القيام الأول ، فهل عندكم نص واحد أن الرسول كان يضع في القيام الثاني ؟ لا وجود لهذا النص ، إذن هذا الدليل العام لا يصلح الاستدلال به في خصوص هذا العمل الخاص ، واضح ؟
السائل : نعم .
الشيخ : أقرب لك هذا الموضوع بشيء ما وقع بعد لكن أخشى أن يقع ، إذا دخل جماعة في وقت الظهر مثلا واحد يريد يصلي السنة شرقا من المسجد وآخر غربا إلى آخره ، واحد ينادي يقول لهم يا إخواننا تعالوا نصلي جماعة قال عليه السلام : يد الله على الجماعة هذا حديث خلينا نصلي السنة القبلية جماعة وربما يتبع هذا الحديث بحديث ثاني صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بخمس وعشرين أو بسبع وعشرين درجة وربما يلحقه بحديث ثالث صلاة الرجل مع الرجل أزكى من صلاته وحده وصلاة الثلاثة أزكى من صلاة الاثنين وهكذا ، أحاديث صحيحة لكن الاستدلال غير صحيح ، يا ترى بأي شيء سنرد نحن يا أستاذ على هؤلاء الذين استدلوا علينا في هذه الظاهرة هذه في التجميع لصلاة السنة ؟ ما في عندنا حديث بأن الرسول قال لا تصلوا السنة القبلية جماعة ، ما في عندنا هكذا حديث ، لكن ما عندنا ؟
السائل : فعل النبي صلى الله عليه وسلم و الصحابة .
الشيخ : أيوه بارك الله فيك فهل فعل الصحابة هذا ؟ الجواب لا ، يا ترى فهموا الأحاديث هذه فهما صحيحا ؟ الجواب بلى، ترى فهمهم كان كفهمك أنت ؟ الجواب لا ، لأنه لو كان الجواب بلى أيضا هل تركوا تطبيق فيما فهموا ، وجئت أنت تستدرك أنت حيث شاركتهم فيما فهموا لكن خالفتهم بالتطبيق لأنهم هم ما طبقوا ؟ الجواب لا ، هذا المثال بارك الله فيك يوضح لك أن أي تكتل ، أي تجمع لم يسبق له سلف في العهود الطاهرة النيرة هذا نحن رايحين نجد له سند مثل هذا الرجل ما وجد له ثلاث سندات ثلاث أحاديث لكن الاستدلال بهذه الأحاديث خطأ لأن السلف ما فعلوا هذا ... لأنه قياس صورة على صورة ، هذا أمر صعب صعب جدا أولا وبخاصة إذا تعارض وهنا بيت القصيد مع حياة المجتمعات الإسلامية الأولى فضلا عن المجتمعات الدنيا لأنه في أشياء تغيرت وتبدلت بعد القرون الثلاثة لكن في أشياء والحمد لله لاتزال محتفظين فيها ، لا فرق بين سلف وبين خلف ، مثلا المحافظة على الصلوات في المساجد هذا توارثه المسلمون خلفا عن سلف ، نعم لكن في أشياء يفعلها الخلف ما فعلها السلف ، لذلك فأنا أريد أن تنتبه للملاحظة هذه ، الاستدلال بالنصوص أقول بالنصوص التي لم يجر عليها عمل السلف فهذا خطأ يفتح أمامنا بدعا كثيرة جدا نتفق على انكارها فيقيم الحجة علينا أصحابها بنفس الأدلة التي نحن نريد أن نبرر واقعنا الحالي ، هذا فيما يتعلق بالخروج في سبيل الله ، هذا الخروج المعروف اليوم لكن يا أستاذ ألا ترى معي أنه نرجع بقى للأمر المتفق عليه إنه أنت ذكرت ونحن لا ننكر هذا إن كثيرا من الناس صلحت أحوالهم بهذا الخروج ، فأنا لفت نظرك إنه في ناس من أهل العلم وغيرهم أيضا صلحت أحوالهم بغير هذا الخروج ، ألا ترى معي إنه بدل ما يخرج الفرد من هؤلاء الذين هم من عامة الناس وبالتعبير السوري بدل ما يتشنططوا يعني يبتعدوا عن بلدهم وأهلهم إلى آخره أليس الأولى بهم أن يجلسوا في بلدهم كجماعة يتكتلوا حلقات في المساجد يدرسون فيها القرآن ، يدرسون فيها السنة ، يدرسون فيها الفقه ، أليس هذا أولى من هذا الخروج ؟
السائل : هذ كلام طيب ... .
الشيخ : بارك الله فيك ، لذلك نحن ننصح هؤلاء وأنا أعرف جيدا بأنه كثير من الذين يخرجون يخرجون لوجه الله لا يريدون جزاء ولا شكورا ولكن ولكن
" أوردها سعد وسعد مشتمل ما هكذا يا سعد تورد الإبل "
فهؤلاء المخلصون نحن كلامنا معهم وإلا كل جماعة فيهم مغرضين ، هؤلاء المخلصون ليتنادوا ليجدوا شخصا يدرسهم القرآن مثلا والتجويد في مسجد من المساجد في بيت من بيوت الله كما قال عليه السلام : ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة .
الشيخ : نعم
السائل : فالخروج في سبيل الله يخرج فيه العالم والجاهل العالم يعلم والجاهل والأمي وطالب العلم يتعلم ، والعلم يكون علم الفضائل حتى ينشرح القلب والصدر لتطبيق ما يسمع لأنه ليس المهم أن يجمع الإنسان معلومات ولا يطبقها فتكون حجة عليه يوم القيامة وحتى يأتي فيه عظمة السنة وتقديرها وتعظيمها ، يعني أنا رأيت واحد في باكستان كان يتوضأ وهو رجل عمره حوالي ثمانين سبعين سنة وقال هذا من الرعاة رعاة الأغنام ولكن لما كان يتوضأ صار يبحث في أجيابه وبشكل مذهول وكانت إقامة الصلاة قريبة فكان يبحث كأنه فاقد شيء فقال له على ماذا تبحث هل ضاعت فلوس ، ضاعت أوراق شيء ؟ قال لا ، المسواك المسواك أين المسواك ، يبحث عن مسواك فقال له يا شيخ الأمر بسيط صل الصلاة مقبولة بدون مسواك ، فقال صحيح ولكن فضيلة السواك كيف أصلي بدون سواك ، فكان مهتما جدا أن يطبق السنة ، وذكر بعض الأحاديث عن فضل السواك وخاصة مع الوضوء ومع الصلاة ، فهذا لا نجده في كثير من العلماء الذين يحفظون الكتب ومعهم الشهادات والدكتوراة ، تجد الواحد تمر عليه أسابيع وشهور ما حمل السواك ، كذلك الاهتمام بصلاة الجماعة ، الاهتمام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، تجد كثير من العلماء يجلس في مجالس كلها منكرات ولا يحرك ساكن ، لا بأسلوب حسن ولا بغير حسن ، فعظمة الدين وأهمية الدين تأتي في القلب من خلال الخروج في سبيل الله ، تطبيق السنة في البيت على أهل البيت على الشخص في العمل في السوق في التعامل مع الأقارب مع الأصدقاء وكذلك الصفات الإيمانية مثل الصبر الحلم المسامحة العفو استجابة الدعوة للإصلاح بين الناس ، كثير من الناس أعرفهم كان متكبر جدا يعني يكون الحق عليه مخطئ والحق عليه ويأتي صاحب الحق يستسمحه حتى يصلح بينه وبينه ولكن يرفض ويتعنت ويتكبر ويوصلها لأكبر المستويات لكن لما خرج في سبيل الله صار هينا لينا عنده الصفات الإيمانية يعفو ولو كان الحق له ويسامح بحقه ، ورأيت واحد كان محتاجا جدا من الناحية المادية وله على واحد عشر دنانير مقرضة إياها منذ سنوات وذاك لما أخذها وعده بعد أيام أو في نهاية الشهر أن يردها فهذا الرجل كان محتاجا وتذكر أن له عشر دنانير عند ذاك الرجل فقال أريد أن أروح وآخذ فلوسي ، بعدين تذكر حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال تؤدون الحق الذي عليكم وتسألون الله الحق الذي لكم فصلى ركعتين وطلب من الله أن يلهم ذاك الرجل أن يأتي له بالمال بهذا الدين ، في نفس اليوم وبعد فترة قصيرة ما رأى إلا والرجل داخل عليه وسلم عليه وقال له يا أخي تذكرتك أنه في يوم من الأيام أعطيتني عشر دنانير ، أنا كنت ناسيها ونسيت أردها لك فالآن الحمد لله تذكرتها وتفضل هذه العشر دنانير ، بينما يمكن لو صارت مع أي إنسان ما تعلم هذا الحديث وما حاول يطبقه يروح يرفع عليه قضية ويعمل دعوى يعمل مشاكل ، وهكذا كثير يعني وجدنا ناس كان عندهم المنكرات والأشياء المحرمة في البيوت فلما خرجوا في سبيل الله بالرغم من قلة العلم لكن لما رجعوا إلى البيت بدأوا بحركة تغيير بحكمة وبرفق وبهدوء فأزالوا المنكرات وأصلحوا ما في البيت والزوجة صلحت والأولاد صلحوا صار بيت يقال عنه بيت إسلامي تشم فيه رائحة الإسلام بينما كثير مع احترامي للعلم وأهل العلم طلاب مثلا تخرجوا من كلية الشريعة تدخل بيته أبدا كأنه بيت يهودي أو نصراني ، الصور والتماثيل ومن جميع الأشياء حتى أعرف بعض الناس تخرجوا من كلية الشريعة زملاء لي وهم لا يصلون
الشيخ : الله أكبر !
السائل : أعرف واحد تخرج من كلية الشريعة ففي الفترة التي كنت أدرس فيها المساحة وما كان يصلي وواحد عين قاضيا ومعه ماجستير في الشريعة وهو لا يصلي .
الشيخ : هذا منه كثير .
السائل : ... وتجد كثير من طلاب العلم كذلك في كليات الشريعة يتعامل بالربا يتعامل بالمحرمات يستمع الأغاني والموسيقي ، فالخروج في سبيل الله لجميع مستويات الأمة الجاهل الذي لا يفقه في الدين شيء ، وطالب العلم المتوسط ، والعالم فكل واحد يأخذ على قدر حاله إما يكون عالما فيعلم فيفيد فالحمد لله خرجنا مع علماء في سبيل الله استفدنا منهم كثير منهم الدكتور نعمان أبو الليل أستاذ التفسير كان في الجامعة الإسلامية والآن في باكستان وخرجنا مع ناس قدماء في الدعوة ما هم علماء ولكن مارسوا الدعوة منذ أمد طويل فصار عندهم صفات إيمانية عجيبة يعني تحس فيهم الإخلاص والنور والبركة .
الشيخ : هل تظن أن هذه الحسنات التي ذكرتها لا توجد إلا في الجماعة الذين يخرجون كما يقولون في سبيل الله ؟
السائل : هي موجودة في كثير من الناس .
الشيخ : معليش معليش ، إذا كان هذا الشيء موجود في غير جماعة التبليغ مثلا فكيف حصلوا ذلك بطريق الخروج ؟
السائل : نعم بطريق الخروج هم حصلوا هذه الصفات ... .
الشيخ : يمكن ما فهمت علي ، كان سؤالي بارك الله فيك ألا يوجد جماعة آخرون متخلقون بالأخلاق التي ذكرتها وربما بغيرها وبأحسن منها وليسوا من جماعة التبليغ وإلا هذه الخصال الحسنة محصورة في جماعة التبليغ ؟
السائل : لا ، بل موجودة في غيرهم .
الشيخ : طيب هذا كان سؤالي الأول ، السؤال الثاني هل هؤلاء الذين هم ليسوا من جماعة التبليغ حصلوا هذه الخصال الحسنة بالطريقة نفسها التي يحصلها جماعة التبليغ وإلا بطريقة أخرى ؟ فإن قلت هي بطريقة جماعة التبليغ ما أظنك تقول هذا لأنك تعلم أنهم ليسوا من جماعة التبليغ ولا هم على منهج جماعة التبليغ ، أظن ستقول هذا وإلا عندك رأي ثاني يعني سأقول حصلوا ما حصلوا بطريقة أخرى غير طريقة الخروج هذا ؟
السائل : أريد أن أقول مع احترامي لك ولا أقطع حديثك أن الأعمال التي يمارسها الإنسان وهو خارج في الدعوة قد يمارسها وهو غير خارج في الدعوة .
الشيخ : حسن هذا الذي نريده .
السائل : مثلا يعني حلقات العلم .
الشيخ : هذا الذي نريده ولا يحتاج الأمر لشرح لأنه أنا حطيت طريقتين طريقة الخروج كما تقولون في سبيل الله لتحصيل هذه المحسنات الصفات وطريقة غير الخروج ، فكل من الطريقين عم يحصلوا الخصال بدليل أيش ؟ الواقع .
السائل : الوجود نعم .
الشيخ : طيب ، إذن أنا أريد أن ألفت نظرك وأنت إن شاء الله اسم على مسمى عقل ، ستفهم علي ما أقول إذن إذا كان هناك في طريقة أخرى تمكن بها من تمكن من تحصيل تلك الصفات التي تسمونها بالصفات الإيمانية فإذن ما ينبغي نحن أن نوهم الناس ولو بغير قصد أن الطريق لتكميل هذه الصفات الإيمانية هو الخروج المسمى بالخروج في سبيل الله ، لأنه حينئذ نكون عم نفهم الناس أنه كما قال تعالى : وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله
السائل : حاشا لله نحن ما نقول هذا .
الشيخ : أنا أعرف هذا ، ولذلك عم أقول لك وإلا نضطر نقول هكذا وأنت مش رايح تقول هكذا ، إذا لماذا نحن حاطين دأبنا بدأب الدعوة إلى الخروج في سبيل الله على ما ذكر هؤلاء وذكرت أيضا أن الناس يخرجون وما عندهم علم لكنهم يتعلمون ، هذه واحدة يا أستاذ عقل .
السائل : أجيب عليها ؟
الشيخ : نعم
السائل : أجيب عليها ؟
الشيخ : لا ما عندك جواب عليها لأني أقول ما أنت موافق عليه ، ما تريد تجيب عليه ؟
السائل : توضيح الأمر .
الشيخ : لا لا ، ما يحتاج الأمر إما أنك موافق أو مخالف ، إذا موافق أنا أمشي في سبيلي لأنه هو سبيلك ، وإن كنت مخالفا أقول لك تفضل بين ... .
السائل : لا ، أنا مواق موافق .
الشيخ : هذا هو ، فاسمح لي إذن
السائل : تفضل
الشيخ : رايح يرد علينا إشكالات كثيرة جدا على هذا العمل أولا ، وعلى هذه التسمية ثانيا وهو الخروج في سبيل الله ، أعتقد أنه إن خفي على بعض الناس ما سأقوله فلا أقول في ظني بل في اعتقادي أنه سوف لا يخفى عليك وهو أن خير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، وأن الأمر كما قيل من أهل العلم " وكل خير في اتباع من سلف وكل شر في ابتداع من خلف " إذا كان هذا كما قلت بالنسبة إليك إنه إن كان هناك من يخالف فيما أقول فأنت لست منهم بل أنت معنا فيما نقول إن خير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم وأن كل خير في اتباع من سلف وكل شر في ابتداع من خلف ، الآن نحن نسمي هذا الخروج بالخروج في سبيل الله ، سبيل الله كان موجودا في القرون الثلاثة المشهود لها بالخيرية وإلا مفقودا ؟
السائل : موجودا .
الشيخ : ما تستطيع أنت أن تقول أنت غيرك قد يقول أما أنت بصورة خاصة المسمى بعقل ما تستطيع أن تقول إلا أنه كان موجودا ، فهل تعلم وجود هذا الخروج في ذلك الزمن الذي كان فيه الخروج في سبيل الله معهودا ومعمولا به ؟ فهل أنت معتقد أن هذا الخروج الذي يقوم به الآن جماعة التبليغ كان موجودا في ذلك الزمان أي زمان وجود الخروج في سبيل الله ؟ ما أظنك تستطيع أن تقول نعم .
السائل : أنا أستطيع أن أقول نعم .
الشيخ : تفضل ، الآن هنا بقى مشينا في خط متفقين تماما ، أما الآن ما بدأ ؟
السائل : افترقنا
الشيخ : افترقنا شيء لكن سنلتقي إن شاء الله ، هات نرى ما دليلك على أن هذا الخروج كان موجودا في ذلك الزمان الذي كان فيه متحققا الخروج في سبيل الله ، أنا أرى القضية متناقضة يعني موجود وما موجود ، هذا في تصورنا نحن ، أنت بقى تريد تقرب لنا الشيء يلي نحن نتصوره متناقض وهات نرى أثبت لنا أين كان هذا الخروج ومتى بدأ ومتى وقف ؟
السائل : طبعا علم الحديث أنت أستاذنا فيه قصة الرجل الذي قتل تسعا وتسعين نفسا ، نهاية القصة أنه عند ما جاء إلى الرجل العالم وقال له أريد أن أتوب قال له نعم لك توبة ... .
الشيخ : يجوز أقاطع كلامك ؟
السائل : تفضل .
الشيخ : أنت الظاهر ما أدركت سؤالي .
السائل : أدركت لكن هذا كمقدمة ... .
الشيخ : لا ، فقط تكون مخطئ ، خاصة أنت تقول لي إني في الحديث كذا ، الحديث الذي تريد تذكره ليس له علاقة بخروجكم ، له علاقة بخروج شخص معين يعيش في جو فاسد فيؤمر من العالم وليس من الراهب الجاهل يؤمر بأن ينتقل إلى بلدة أخرى صالح أهلها وفعلا يستجيب ويأتيه الموت في الطريق وتتولاه ملائكة الرحمة ، أيش علاقة بالذي نسأل عنه ؟
السائل : العلاقة وثيقة بأننا نعيش في بيئة فاسدة ونحتاج إلى بيئة صالحة حتى نصلح فيها ... .
الشيخ : يا شيخ أنتم عم ترجعوا إلى البيئة الفاسدة بارك الله فيكم .
السائل : نرجع إلى البيئة الفاسدة حتى نصلحها أو نعيش فيها ونحن محفوظون من الفساد الموجود .
الشيخ : لا ، ولا مؤاخذة هذه مغالطة مكشوفة ... .
السائل : كيف ؟
الشيخ : هذه مغالطة مكشوفة تماما ، لأنكم إذا رجعتم إلى البيئة لتصلحوها فلماذا تخرجون منها ؟ فابقوا فيها وأصلحوها ، لأن الإنسان في الحديث ذاك يقول لك ايش يقول في الحديث أنت في أرض
السائل : أرض سوء
الشيخ : فاخرج منها ، إنك في أرض سوء فاخرج منها ، طيب أنتم تخرجون وترجعون ، ما جاء هذا الحديث لهذا الحديث ليس له علاقة يا أستاذ أبدا ، فبارك الله فيك أنا أرجوا أن تستعمل الذي سميت به .
السائل : إن شاء الله نستعمله .
الشيخ : اسمعني قليلا تستعمل الذي سميت به ، ما تتأثر بالتلقينات التي تتلقنها من الجماعة من الحزب لأن هذه مشكلة الأحزاب القائمة اليوم على وجه الأرض ... .
السائل : الحمد لله ليست حزب ... .
الشيخ : أنا قلت لك الجماعة أولا ، أو الحزب فأنت خذ من الاسمين ما يناسبك ، لا تأخذ الاسم الذي يناسبك إنك ترد علي ، لا ، خذ سمها جماعة سمها حزب سمها ما شئت فأنا فو قلت لك حزبك بتقول لي الحمد لله ، الجماعة ما هم حزب ، المهم هذا التلقين الذي تلقنه الأحزاب لأفرادها نحن نلمسه لمس اليد في جماعة التبليغ ، رجل كهذا الذي ضرب به مثلا ما يعرف يمكن يصلي مثل الناس ، آخذ أيش حجة طالما سمعتها من المتعلم من العالم والمتعلم والجاهل كلهم سواء من جماعة التبليغ يقول لك الرسول قال بلغوا عني ولو آية ، من أين تعلمها هذه ؟ نحن انبح صوتنا ونتحدث بأحاديث الرسول عليه السلام ، نادرا ما واحد يجيء يحفظ حديث ، لماذا ؟ لأنه ما رايح نلقنهم إلا تحفظ هذا الحديث ، عم نروي لهم الأحاديث بالعشرات وبالمئات ، لكن هنا في توجيه مخصص أنه احفظوا ، يقولون كذا والجواب كذا إلى آخره بلغوا عني ولو آية طيب هذا حديث صحيح لكن هذا ملقن الرجل ، ولذلك لما يأتي يتكلم معه رجل عالم هو يذكر له الأشياء التي سامعها ، فقط ما يعرف أن هذا له علاقة بهذا الكلام يسمعه وإلا لا ، فأنا أرجوك وأنا ثقتي بك كبيرة وكبيرة جدا .
السائل : بارك الله فيك .
الشيخ : إنك تستعمل عقلك ، القصة هذه لها علاقة بإنسان شرير قتل تسعة وتسعين نفسا ثم الله أراد له الهداية فأراد أن يتوب لكن ما يعرف طريقة التوبة ما هي ، فسأل عن أعلم أهل الأرض فدل على راهب ، فدل على راهب يعني على جاهل متعبد ، فذهب إليه وقال له أنا قتلت تسعة وتسعين نفسا هل لي من توبة ؟ قتلت تسعا وتسعين نفسا وتريد تتوب ؟ ليس لك توبة ، كمل العدد للمائة ، - لكن الرجل يريد أن يتوب فعلا - كما قرأت فيسأل فيدل على عالم ، يروح لعنده ويقول له أنا قتلت مائة شخص بغير حق فهل لي من توبة فقال له كيف لا ولكنك بأرض سوء فاخرج منها واذهب إلى القرية الفلانية الصالح أهلها ، فخرج الرجل ، ما جاء يا أستاذ عقل هذا لهذا ؟ وجابهتك بكل صراحة ، قلت لك لو أنكم تركتم هذه البلاد وهاجرتم إلى بلاد خير من هذه البلاد فأقول لك أصبت في استشهادك بالحديث ، لكن أنتم تخرجون من هنا تغيبوا أربعين يوم أكثر أو أقل وترجعون لنفس البلدة الفاسد أهلها ، كيف تستدلون بهذا الحديث على هذا الفعل هات نرى ؟
السائل : الآن هو لما قال له اذهب إلى القرية الصالحة قصده أن يعيش فيها حتى يموت إلى الأبد أم قصده وإلا يطمئن إيمانه وتصلح أحواله ؟
الشيخ : هذا من تمام التعليم يا أستاذ عقل ، هذا من تمام التعليم ولا مؤاخذة ، منطقيا جاوبني ما عندك ؟ ما القصد من هذا ؟ إنه ما يموت هناك أليس كذلك ؟ هذا خطأ ، قصده أن يذهب لتلك البلد حتى ينصلح حاله وما ينوي الرجوع إلى الأرض الفاسدة التي هرب منها ، الرسول صلى الله عليه وسلم كما تعلم كان يحرم على الذين هاجروا من مكة إلى المدينة أن يمكثوا في مكة أكثر من ثلاثة أيام ، وهم هاجروا من أيش ؟ من مكة إلى المدينة ، ومكة أفضل من المدينة والصلاة فيها كما تعلمون جميعا بمائة ألف صلاة لكن حتى ما ينافي هجرتهم خرجوا من مكة مهاجرين في سبيل الله للمدينة فيحنوا إلى وطنهم إلى بلدهم ؟ لا ، لكم فقط بقاء ثلاثة أيام وترجعوا إلى بلدكم الذي هاجرتم إليه ، فهذا الحديث الحقيقة هذا الحديث أنا أذكره بمناسبة كثيرة ، والأخ عنده مئات الأشرطة من المحاضرات والكلمات التي يتكلم فيها من جملتها هذا الحديث بالذات ، أنا أضعه في موضوع ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب هذا القلب يكون صلاحه بصلاح الجوارح ، وصلاح الجوارح يكون بمخالطة الأخيار ومنابذة الأشرار ، والرسول عليه السلام ولا أريد أن أطيل عليك ذكر أحاديث كثيرة جدا جدا يؤكد فيها على صحبة الأخيار فيقول : من جامع المشرك فهو مثله أي خالطه ، ويقول : أنا بريء من مسلم يقيم بين ظهراني المشركين ويقول : المؤمن والمشرك لا تتراءى نارهما وأذكر هنا كلاما طويلا لتأكيد ضرر صحبة الأشرار وحسبك تذكيرا قوله عليه السلام مثل الجليس الصالح ومثل الجليس السوء ، مثل الجليس الصالح إما أن يحذيك وهو بائع العطور إما أن يحذيك وإما أن تشتري منه وإما أن تشم منه رائحة طيبة ، ومثل الجليس السوء كمثل الحداد إما أن يحرق ثيابك وإما أن تشم منه رائحة كريهة فهذا الرجل العالم نصح الرجل أن يترك هذه الأرض السيء أهلها ويهاجر إلى الأرض الصالح أهلها ليس من أجل أن يتبضع من هناك صلاح ويرجع ، لا ، من أجل أن يحصن حاله في هذا المكان الصالح ويتربى ويعيش ما شاء الله له أن يعيش ، فمن أين نحن نأخذ بقى أنه راح هناك من أجل أن يتزور ؟ وانظر يا أستاذ عقل أنا الحقيقة آسف جدا إنه عقلك يشرد مع هذه الأوهام ، أنت الآن تقول يا ترى راح من أجل أن يموت هناك أم من أجل أن يرجع ؟ طيب أنا أرى الحديث ليس له علاقة إطلاقا من أي زاوية ، درسنا الحديث منها أخيرا تقول كأنك تقول وما تصرح إنه هو راح ينصلح هناك وبعدين يرجع للأرض الفاسدة من أجل أن يصلح فيها ، طيب هؤلاء الجماعة الذين يروحون لفرنسا أم العهر والفسق والفجور وعم يجيئوا لهنا راحوا مثل ما راح ذاك الرجل للأرض الصالح أهلها من أجل ماذا ؟ من أجل أن يتحصنوا بالأخلاق الصالحة هناك ويرجعوا لهنا يصلحون يا أستاذ ؟ فالحديث ليس له علاقة بأي وجه من الوجوه أبدا بهذا الخروج المقنن المنظم ، وما أريد أن أذهب بعيدا ، أنا لا أزال أنتظر الجواب الواضح لأنه أنت اجبت بحديث عن شخص ، أنا كان سؤالي هل تعلم الوقت الذي تعتقد كما نعتقد أن الخروج في سبيل الله كان موجودا من قبل هذا الخروج ما تجيء لي بشخص تجيء لي بحديث هذا الخروج ... ؟
السائل : أنا ما انتهيت من الإجابة ، أنا جئت بهذا قلت كمقدمة ... .
الشيخ : جميل جدا ، هذه مقدمة لكن هذه مقدمة كما ترى ليس لها أصل أبدا بهذا الخروج الجماعي المقنن المنظم إنما هو خروج من أرض فاسدة إلى أرض صالحة ونحن ما في خلاف في هذا إطلاقا صح وإلا لا ؟
السائل : صح .
الشيخ : إذن ما علاقة هذا ؟
السائل : أنا جئت بهذا على مستوى فرد يعني شخصي .
الشيخ : ما هذا سؤالي ، ما هذا سؤالي بارك الله فيك ، وأنت تعلم أنه أنا ما بحاجة أنك تأتي تذكر لي الحديث كما قلت لأنه نحن نعرف ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها من أجل يخرج الإنسان من وطنه الذي ولد فيه إذا ساء أهله إلى بلد آخر أهله صالحون ، هذا هو دلالة الحديث ونحن هذا ليس خلافنا ، بحثنا الآن هو هذا الخروج الجماعي هل تعلمه كان موجودا في القرون الثلاثة المشهود لها بالخيرية والمتفقون نحن وإياك أنها خير القرون ؟ قلت أنت نعم ، وأنا أظن هذا بعيد تحقيقه لكن وفوق كل ذي علم عليم وتفضل هات نرى أين كان هذا الخروج ؟
السائل : الجماعة الذين بعثهم الرسول صلى الله عليه وسلم ... ؟
الشيخ : أيضا بدي أضطر أقاطعك يا أخي ، لأن هذه أيضا من جملة التلقينات ناقشنا فيها مشايخكم وطلابكم إلى آخره هؤلاء الذين خرجوا بارك الله فيك ، نخبة ، نخبة من أصحاب الرسول اسمهم القراءة إلى اليوم ، القراء ما خرجوا جهلة ، عليهم رئيس واحد وبلاش نقول هذا الرئيس الواحد يريد رئيس فوق منه ويريد رئيس فوق منه لأنه ما فيهم علماء لكن نفترض أنه أعلم علماء الدنيا لكن الذين معه جهلة ، أما هناك الرسول أرسل سبعين قارئا والقارئ تعرف أنت أنه في زمن الرسول ليس هو القارئ في زماننا ، صح وإلا لا ؟
السائل : صحيح .
الشيخ : إذن هؤلاء دعاة بمعنى الكلمة ، يدعون الناس إلى ما هداهم الله إليه بواسطة نبينا عليه الصلاة والسلام ، فهم قراء وهم علماء وهم يحفظون القرآن ، وإلى آخره ، أيضا هذا الخروج نحن ليس بحثنا فيه ، أنا أقول لك لو خرج عالمان من الدار هذه واحد راح شرقا وواحد راح غربا هل أحد يقول هذا الخروج ما يجوز ؟ ما أحد يقول بهذا أبدا ، بارك الله فيك ، فأرجوا أن تتأمل بالسؤال ما هو ، هذا الخروج الذي تسمونه في سبيل الله متى بدأ ومتى وقف سبحان الله .
السائل : بدأ ببداية بعثة النبي صلى الله عليه وسلم .
الشيخ : كيف ؟
السائل : ببداية بعثة النبي صلى الله عليه وسلم .
الشيخ : أيضا أنت نسيت ما ذكرتك به الآن يا أخي نحن لا نتكلم عن خروج الفرد ، أنا ضربت لك المثل الآن بعالمين ، عالمين إذا واحد شرق وواحد غرب للدعوة في سبيل الله هل هذا هو الخروج الذي عم نتكلم عنه ؟ لا ، هذا خروج علماء رايح نقول لك الآن ، أنا سأضرب لك مثل في نفسي ، أنا بقيت ثلاثين سنة في سوريا أخرج لوحدي بانفرادي ، هذا ما أحد ينكره وهذه هي دعوة الرسول عليه السلام ، فأنت تقول بدأ به الرسول عليه السلام
السائل : صبرك علي قليلا
الشيخ : لا يا أستاذ البحث معك تماما فقط لا أريد أضيع وقتك وبالتالي تضيع وقتي في البحث ... .
السائل : وأنا أريد أعرض الحجج التي عندي حتى إذا كانت خطأ من أجل أن يتبين لي إياها فيما بعد ؟
الشيخ : لا ، فقط أنا أريد شيء ما أتمناه من غيرك ، أعطي بالك ، الحقيقة أنا ظني بك غير ظني بالناس الآخرين ... .
السائل : بارك الله فيك أشكرك على هذا .
الشيخ : قبل أن تلقي علي حججك فكر فيها وافهم علي أنا ما أريد ؟ أريد حجة تجيز بها للجماعة هؤلاء هذا الخروج الشامل الجامع الذي فيه كما قلت لك فيه يمكن عالم ، إذا ما قلنا عويلم ، إذا ما قلنا ما قلنا إلى آخره ، أما الذين معه ما يعرفون شيئا هذا النوع من الخروج أين دليلة ؟ جئت لي بحديث الرجل الذي قتل تسعا وتسعين نفسا ثنيت بسبعين قارئ ، يا أخي القراء هؤلاء علماء ، ثلثت أخيرا وقلت محمد عليه السلام وحده ، سبحان الله أنا أريد دليلا أنت مقتنع فيه ، أما إذا كنت تقول والله أنا أعرض عليك ما عندي من الحجج التي سمعتها ما رأيك فيها ؟ هذا بحث ثاني لكن أنا رأيتك متحمس تماما في الجواب لأخينا هذا ، ما ندري أأريد بنا خير أم شر لما أثار هذا الموضوع ونحن ما من أجل هذا التقينا واجتمعنا وكما قلت في أول الكلام جواب له إن الوقت هذا مخصص لك وللأخ الذي كنت معه
السائل : جزاك الله خيرا نحن نستفيد
الشيخ : أما هو كما يقولون عندنا في الشام " يدخل اسفين " تقولون أنتم اسفين ؟
السائل : نعم نعم .
الشيخ : كويس ، هذا ما كان على البال يشهد الله .
السائل : إن شاء الله يكون كلامه خير ربما يكون عندي معلومات أظنها صح وهي خطأ فوضحتها .
الشيخ : هذا ممكن بارك الله فيك ، لكن بقى طريقة البحث ممكن يختلف في فرق بين إنسان مثلا اتناقش أنا وغيرك في مسألة يقول لي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا وكذا ويعمل لي مقدمة أنت ... مختص بالحديث وكذا وكذا ، إلى آخره ، طيب أنت تقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تسألني هل هذا الحديث صحيح وإلا غير صحيح ؟ ما تخليني أقول لك أن هذا الحديث موضوع الذي تحتج به فاهم علي وإلا لا ؟
السائل : فاهم .
الشيخ : وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون الشاهد ... .
السائل : أنا أريد أسأل سؤالا معليش
الشيخ : تفضل
السائل : الآن الرسول صلى الله عليه وسلم
الشيخ : عليه الصلاة والسلام
السائل : لما كان يخرج إلى الكفار في أسواقهم وفي محلاتهم ويدعوهم ، كان معه مثل أبو بكر وأسامة بن زيد وزيد بن الحارثة ؟
الشيخ : ممكن يكون معه واحد اثنين طبعا .
السائل : واحد أو اثنين أو أكثر .
الشيخ : ممكن يكون ما في مانع .
السائل : العالم فيهم هو الرسول عليه السلام .
الشيخ : عليه الصلاة والسلام نعم .
السائل : والذين معه هم بالتأكيد أقل علما منه .
الشيخ : أكيد .
السائل : إن لم نقل يعني قد يكونوا جهلة في بادئ الأمر في بادئ أمر الدعوة أنه ما كان عندهم رصيد من العلم .
الشيخ : لا ، لما تصل هذه النقطة يختلف الجواب ، هل هذا الخروج كان في أول الدعوة وإلا فيما بعد .
السائل : هذا في أول الدعوة .
الشيخ : أين ؟
السائل : يعني لما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يخرج مع أبي بكر وكان أبو بكر يعرف القبائل ويكون مع النبي كدليل يدله على الناس ويعرفهم عليه هذا في بادئ أمر الدعوة ... ؟
الشيخ : هنا تبين أن خروجه كان ليدل الرسول على شيء هو بحاجة له ، فهنا القضية خرجت عما نحن في صدده .
السائل : ماشي هذا الخروج ألم يكن له أثر في نفس أبي بكر رضي الله عنه ؟
الشيخ : وهل أنا أنكر هذا بارك الله فيك أنكر هذا ؟
السائل : لا تنكر هذا .
الشيخ : إذن لماذا عم تسأل هذا السؤال ؟
السائل : أنا أريد أن أخلص إلى نتيجة أنه إذا خرجت جماعة
الشيخ : نعم
السائل : فيهم إنسان متعلم عالم أو طالب علم ومعه ناس أميون جهلة عصاة ، لكن يريدون أن يستفيدوا ، يستفيدون علم ، يستفيدون صفات ، يستفيدون إيمان ، هل نقول إن هذا الشيء يعني لا يجوز أو ماذا نقول ؟
الشيخ : إذا أنت تقف عند حدود السؤال وما تعالج الواقع له جواب ، أما إذا كان قصدك بالسؤال معالجة الواقع فله جواب ثان ، فما الذي تريده ؟
السائل : كلامك ما واضح ، أيش يعني أعالج الواقع ؟
الشيخ : الواقع الذي البحث فيه هذا الخروج الواقع اليوم الذي خرج من الهند من السند ما أدري من أين وعم إلى آخره البلاد الإسلامية ما شاء الله منها ، هو هذا الذي الذي عم تسأل عنه أنت وإلا عبارة عن خروج مصغر ؟
السائل : لا ، هذا الذي أقصده .
الشيخ : أيش الذي تقصده الخروج هذا ؟
السائل : نعم .
الشيخ : هذا الذي أسألك عنه تقصد هذا وإلا هذا ؟
السائل : نعم هذا .
الشيخ : أقول لك لا ، الخروج المصغر دائما موجود في كل عصر ، في كل قطر ، في كل مصر .
السائل : هذا صحيح .
الشيخ : صحيح ولذلك في فرق بقى بين السؤال الذي تسأله أنت ويكون الجواب بقى انا أقول لك نعم هذا موجود ، وهذا مشروع وتأكد أنت وبتقول لي هذا صحيح لكن هذا الصحيح ما يصحح ، هذا الخروج الذي نحن الآن ندندن حوله .
السائل : لماذا ؟
الشيخ : لأنك أنت وأنا متفقون إن مثل هذا الخروج الأول الذي اتفقنا على صحته موجود كما قلت أنا آنفا .
السائل : موجود صحيح .
الشيخ : موجود في كل عصر وفي كل قطر ومصر، لكن هذا الخروج لا أصل له إطلاقا في كل القرون الإسلامية التي مضت ، فإذن هذا غير ذاك .
السائل : ألا نقول إن ذاك الخروج الذي أقررناه هو أصل لهذا الخروج ؟
الشيخ : لا .
السائل : ولماذا ؟
الشيخ : أبدا ، سبحان الله ، هذا الذي أقول رايح ألفت نظرك لشيء ، هذا مثل الذي يستحسن كل بدعة تخرج اليوم وقبل اليوم يجيئون لك بأدلة عامة ، هذه الأدلة العامة ما تشمل هذه الحادثة الخاصة ، خلينا نأخذ مثال هو من أبسط الأسئلة ، يقول قائلهم لماذا تنكرون الصلاة على الرسول بعد الأذان ؟ ألا يشمل هذا الصلاة على الرسول بعد الأذان قوله تعالى : صلوا عليه وتسلموا تسليما ؟ ألا يشمله قوله عليه السلام : من صلى علي مرة واحدة صلى الله عليه بها عشرة ؟ الجواب لا يا أخي لا ، لأن هذا الأذان مشروع وألحق به شيء لم يكن من قبل في كل هذه القرون من قبل التي مضت المشهود لها بالخيرية ، فالآن استدلال ببعض النصوص العامة على هذه الحادثة هذا استدلال خطأ ، لماذا ؟ لماذا أنا بدأت كلامي بارك الله فيك معك ، قلت لك نحن متفقون أن خير الهدى هدى محمد ، و متفقون على قولهم " وكل خير في اتباع من سلف وكل شر في ابتداع من خلف " فهذا الخروج الموجود الآن يقينا ما يستطيع إنسان عنده ذرة من عقل أو علم أن يقول إنه كان فيما مضى من القرون ، لا نقول القرون الثلاثة فط كل القرون هذه ، هذه حادثة في هذا الزمان ولاشك .
السائل : أين وصلنا ؟
الشيخ : وصلنا بارك الله فيك أن الاستدلال بالقضايا الخاصة على قضايا عامة هذا خطأ ، والمعيار ولا تنس المعيار ، وكل خير من اتباع من سلف ، ولعلك تذكر لما قلت لك الخروج في سبيل الله يقينا كان من قبل لكن السؤال هذا الخروج في سبيل الله كان من قبل ؟
السائل : بهذا الشكل المتعارف عليه بالتقنين والتنظيم الذي ذكرت لا ما كان .
الشيخ : ها ، هذا هو ... .
السائل : نحن نقيس على الأصل .
الشيخ : نعم ؟
السائل : القياس على الأصل يعني أنا أريد أن أسألك سؤال مثلا ، هل كان مثلا الصحابة رضي الله عنهم ابن عباس كونه مؤلف وعالم تفسير هل كان يجلس مثل جلستك هذا في مثل هذه المكتبة وأمامه الطاولة وعنده الرفوف وعنده الأجهزة الكهربائية والالكترونية ؟
الشيخ : لا والله .
السائل : ما كان ، فهل نقول هذا العمل ..؟
الشيخ : لماذا الآن صار لك ساعة تتعب حالك من أجل ما نقول إن هذا الخروج ما كان لماذا ؟ لماذا ما كنت مثلي تقول إن ابن عباس ما كان هكذا ، لماذا ما تقول أنت عن الخروج هذا لا والله ما كان ؟ لماذا ؟ بل أتحاول تجيب حديث واحد واثنين وثلاثة وإلى آخره من أجل مثل ما يقولون عندنا في الشام ولا مؤاخذة من أجل " نغطي السموات بالقبوات " -يضحك الشيخ رحمه الله ـ لماذا ؟ من أجل هذا أقول لك يا عقل خليك عقل ، من أجل هكذا أقول لك أنت لا تتلقن ، ناقش الأدلة ، خروج الرجل هربا من بلاد الفسق والفجور إلى البلد الصالح أهلها نقيس عليه خروج المسلمين من بلدهم الصالح على عجره وبجره أعطي بالك ، خروجهم يقاس خروجهم من البلد الصالح على عجره وبجره إلى بلاد الفسق والفجور إلى أمريكا إلى بريطانيا ، هذا يقاس على هذا ؟ سبحان الله ، ابن حزم الظاهري من كبار علماء الأندلس ويسمى بالظاهري لأنه يعتمد على النصوص في الظاهر بطريقة فيها جمود متناهية جدا ولسنا الآن في هذا الصدد ، من جموده ينكر القياس خلافا لجماهير العلماء ، والقياس الحقيقة هو الدليل الرابع لعلك تذكر معي القرآن والسنة والإجماع والقياس ، فأخر الأدلة الأربعة هو القياس لماذا ؟ لدقته ، ما كل واحد يستطيع أن يقيس ، خذ بالك ، مش كل واحد يستطيع أن يقيس ولا مؤاخذة أنا أقول لك لأني أنا أولا عشت كل هذا الزمان صريحا وبخاصة مع إخواني الذين أشعر معهم بالإخلاص ، وأنتم منهم إن شاء الله ، أنا أقول لك إنك أنت ما يطلع بيدك أن تقيس الذي يريد يقيس ... .
السائل : ما أنا أريد أقيس .
الشيخ : اسمح لي ، أنت تلك الساعة طلع منك أنه نقيس هذه على هذه إلى آخره ، لكن هذا ما طالع منك طالع من غيرك .
السائل : نعم طالع من غيري وأنا نقلته بالحرف .
.
.
الشيخ : ابن حزم الظاهري من كبار علماء الأندلس ويسمى بالظاهري لأنه يعتمد على النصوص في الظاهر بطريقة فيها جمود متناهية جدا ولسنا الآن في هذا الصدد ، من جموده ينكر القياس خلافا لجماهير العلماء ، والقياس الحقيقة هو الدليل الرابع لعلك تذكر معي القرآن والسنة والإجماع والقياس ، فأخر الأدلة الأربعة هو القياس لماذا ؟ لدقته ، ما كل واحد يستطيع أن يقيس ، خذ بالك ، مش كل واحد يستطيع أن يقيس ولا مؤاخذة أنا أقول لك لأني أنا أولا عشت كل هذا الزمان صريحا وبخاصة مع إخواني الذين أشعر معهم بالإخلاص ، وأنتم منهم إن شاء الله ، أنا أقول لك إنك أنت ما يطلع بيدك أن تقيس الذي يريد يقيس ... .
السائل : ما أنا أريد أقيس .
الشيخ : اسمح لي ، أنت تلك الساعة طلع منك أنه نقيس هذه على هذه إلى آخره ، لكن هذا ما طالع منك طالع من غيرك .
السائل : نعم طالع من غيري وأنا نقلته بالحرف .
الشيخ : لذلك أقول لك فكر ، فالشاهد القياس لدقته علماء الجمهور وعلماء السنة جعلوه في المرتبة الرابعة ، ابن حزم أنكره بالكلية ، لكن أنا تعجبني منه عبارة لما يناقش القائسين يلي يقيسون الحقيقة يناقش قياسات بالتعبير السوري أيضا " القياسات لا تنزل بميزان ولا بقبان " قياسات بعيدة عن الصواب كل البعد ، مثلا أنا الآن عشت بالمذهب الحنفي ، المذهب الحنفي يقول لك إذا تكلم المصلي في صلاته ساهيا بطلت صلاته ، أيش الدليل ؟ قال قياسا على المتعمد ، الله أكبر !، هذا قياس النقيض على نقيضة ، يقاس الساهي على المتعمد ؟ ابن حزم والشاهد هنا لما يناقش هكذا أقوال وهكذا قياسات ما يقول ؟ كليشة هذه عنده يعني يكررها دائما ، يقول أولا القياس كله باطل ، هو هيك يقول لكن أنا شاهدي في تمام كلامه " ولو كان منه حق لكان هذا منه عين الباطل " فهمت كلامه ؟
السائل : -يضحك - ما ... .
الشيخ : الشاهد القياس يا أخي ما هو سهل أبدا .
.
.
الشيخ : الآن شيء بجر شيء علماء نجد علماء محترمون وهم أحسن الموجودين اليوم على وجه الأرض الإسلامية طبعا لأنه ما في غيرها ولكن مع ذلك لهم أشياء نحن لا نوافق عليها ، السبب عدم دقة النظر ، فأنت تعرف مثلا إنه هم يضعون أيديهم بعد الرفع من الركوع ، ما حجتهم ؟ طبعا لهم حجة ، ما يقولون شيء عن عبث ، لكن نحن نريد ندرس هذه الحجة ، نريد نتأمل فيها هل هي صواب أم هي خطأ ، يقولون كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام في الصلاة وضع اليمنى على اليسرى ، قام في الصلاة هذا قيام ، كلام صحيح أنا ما أقول بقى ؟ أقول هذا دليل لا ينهض مع أنه أنا أقول معهم إن هذا حديث صحيح كان إذا قام في الصلاة وضع اليمنى على اليسرى ، صحيح الحديث صحيح ، لكن هذا القيام الثاني ما الدليل إنه داخل في هذا النص الذي أول ما ينصب ينصب على القيام الأول ؟ واضح كلامي لهنا ؟
السائل : ذاك كلام عام وما يخصصه ... .
الشيخ : أحسنت ما يكفي يقول وهنا بقى الشاهد ما يكفي الواحد منهم يقول يا أخي كلام هذا نص عام يشمل القيام الأول يشمل القيام الثاني ، لأنه نحن نقول جاءت نصوص كثيرة بأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يضع اليمنى على اليسرى في القيام الأول ، فهل عندكم نص واحد أن الرسول كان يضع في القيام الثاني ؟ لا وجود لهذا النص ، إذن هذا الدليل العام لا يصلح الاستدلال به في خصوص هذا العمل الخاص ، واضح ؟
السائل : نعم .
الشيخ : أقرب لك هذا الموضوع بشيء ما وقع بعد لكن أخشى أن يقع ، إذا دخل جماعة في وقت الظهر مثلا واحد يريد يصلي السنة شرقا من المسجد وآخر غربا إلى آخره ، واحد ينادي يقول لهم يا إخواننا تعالوا نصلي جماعة قال عليه السلام : يد الله على الجماعة هذا حديث خلينا نصلي السنة القبلية جماعة وربما يتبع هذا الحديث بحديث ثاني صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بخمس وعشرين أو بسبع وعشرين درجة وربما يلحقه بحديث ثالث صلاة الرجل مع الرجل أزكى من صلاته وحده وصلاة الثلاثة أزكى من صلاة الاثنين وهكذا ، أحاديث صحيحة لكن الاستدلال غير صحيح ، يا ترى بأي شيء سنرد نحن يا أستاذ على هؤلاء الذين استدلوا علينا في هذه الظاهرة هذه في التجميع لصلاة السنة ؟ ما في عندنا حديث بأن الرسول قال لا تصلوا السنة القبلية جماعة ، ما في عندنا هكذا حديث ، لكن ما عندنا ؟
السائل : فعل النبي صلى الله عليه وسلم و الصحابة .
الشيخ : أيوه بارك الله فيك فهل فعل الصحابة هذا ؟ الجواب لا ، يا ترى فهموا الأحاديث هذه فهما صحيحا ؟ الجواب بلى، ترى فهمهم كان كفهمك أنت ؟ الجواب لا ، لأنه لو كان الجواب بلى أيضا هل تركوا تطبيق فيما فهموا ، وجئت أنت تستدرك أنت حيث شاركتهم فيما فهموا لكن خالفتهم بالتطبيق لأنهم هم ما طبقوا ؟ الجواب لا ، هذا المثال بارك الله فيك يوضح لك أن أي تكتل ، أي تجمع لم يسبق له سلف في العهود الطاهرة النيرة هذا نحن رايحين نجد له سند مثل هذا الرجل ما وجد له ثلاث سندات ثلاث أحاديث لكن الاستدلال بهذه الأحاديث خطأ لأن السلف ما فعلوا هذا ... لأنه قياس صورة على صورة ، هذا أمر صعب صعب جدا أولا وبخاصة إذا تعارض وهنا بيت القصيد مع حياة المجتمعات الإسلامية الأولى فضلا عن المجتمعات الدنيا لأنه في أشياء تغيرت وتبدلت بعد القرون الثلاثة لكن في أشياء والحمد لله لاتزال محتفظين فيها ، لا فرق بين سلف وبين خلف ، مثلا المحافظة على الصلوات في المساجد هذا توارثه المسلمون خلفا عن سلف ، نعم لكن في أشياء يفعلها الخلف ما فعلها السلف ، لذلك فأنا أريد أن تنتبه للملاحظة هذه ، الاستدلال بالنصوص أقول بالنصوص التي لم يجر عليها عمل السلف فهذا خطأ يفتح أمامنا بدعا كثيرة جدا نتفق على انكارها فيقيم الحجة علينا أصحابها بنفس الأدلة التي نحن نريد أن نبرر واقعنا الحالي ، هذا فيما يتعلق بالخروج في سبيل الله ، هذا الخروج المعروف اليوم لكن يا أستاذ ألا ترى معي أنه نرجع بقى للأمر المتفق عليه إنه أنت ذكرت ونحن لا ننكر هذا إن كثيرا من الناس صلحت أحوالهم بهذا الخروج ، فأنا لفت نظرك إنه في ناس من أهل العلم وغيرهم أيضا صلحت أحوالهم بغير هذا الخروج ، ألا ترى معي إنه بدل ما يخرج الفرد من هؤلاء الذين هم من عامة الناس وبالتعبير السوري بدل ما يتشنططوا يعني يبتعدوا عن بلدهم وأهلهم إلى آخره أليس الأولى بهم أن يجلسوا في بلدهم كجماعة يتكتلوا حلقات في المساجد يدرسون فيها القرآن ، يدرسون فيها السنة ، يدرسون فيها الفقه ، أليس هذا أولى من هذا الخروج ؟
السائل : هذ كلام طيب ... .
الشيخ : بارك الله فيك ، لذلك نحن ننصح هؤلاء وأنا أعرف جيدا بأنه كثير من الذين يخرجون يخرجون لوجه الله لا يريدون جزاء ولا شكورا ولكن ولكن
" أوردها سعد وسعد مشتمل ما هكذا يا سعد تورد الإبل "
فهؤلاء المخلصون نحن كلامنا معهم وإلا كل جماعة فيهم مغرضين ، هؤلاء المخلصون ليتنادوا ليجدوا شخصا يدرسهم القرآن مثلا والتجويد في مسجد من المساجد في بيت من بيوت الله كما قال عليه السلام : ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة .
الفتاوى المشابهة
- ما قولكم في جماعة التبليغ ؟ - ابن عثيمين
- ما حكم الخروج الذي يفعله بعض الجماعات كـ " جما... - الالباني
- هل يجوز خروج تارك الصلاة مع جماعة التبليغ مع أ... - الالباني
- الفرق بين الخروج للدعوة وبين تبليغ ما تعلمه من... - الالباني
- الخروج التبليغي المقنن ، بدعة وبلاء ما وجد في... - الالباني
- حكم الخروج مع جماعة التبليغ - ابن عثيمين
- الرأي في جماعة التبليغ وحكم الخروج معهم - ابن عثيمين
- سئل عن جماعة التبليغ وهل يجوز الخروج معهم ؟ - الالباني
- ما حكم الخروج مع أهل التبليغ ؟ - الالباني
- ما حكم الخروج مع جماعة التبليغ ؟ - الالباني
- نقاش مع تبليغي في حكم خروج جماعة التبليغ المنظ... - الالباني