تم نسخ النصتم نسخ العنوان
يقول السائل : يوجد عند البعض من الناس عندما... - ابن عثيمينالسائل : يوجد عندنا البعض من الناس عندما يموت الشخص منهم وعند قبره يصبوا على قبره الإسمنت ويكتبوا التاريخ والاسم وتاريخ العمر فوق القبر فهل هذا العمل يج...
العالم
طريقة البحث
يقول السائل : يوجد عند البعض من الناس عندما يموت الشخص منهم وعند قبره ، يصب على قبره الإسمنت ويكتبوا التاريخ والإسم وتاريخ العمر فوق القبر فهل هذا العمل يجوز أم لا أفتونا أثابكم الله .؟
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
السائل : يوجد عندنا البعض من الناس عندما يموت الشخص منهم وعند قبره يصبوا على قبره الإسمنت ويكتبوا التاريخ والاسم وتاريخ العمر فوق القبر فهل هذا العمل يجوز أم لا أفتونا أثابكم الله؟

الشيخ : الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى ءاله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، الجواب على هذا السؤال يحتاج إلى مقدّمة وهي أن المقبرة دور الأموات ليست دورا للأحياء حتى تزيّن وتشيّد ويُصب عليها إسمنت ويكتب عليها الكلمات الرثائية والتأبينية وإنما هي دار أموات يجب أن تبقى على ما هي عليه حتى يتعظ بها من يمر بها وقد ثبت في الصحيح من حديث بريدة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإنها تذكركم الأخرة" وإذا فتحنا الباب للناس ليقوموا بتزيين القبور وتشييدها والكتابة عليها صارت المقابر محلا للمباهاة ولم تكن موضع اعتبار للأحياء.
ولهذا ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى أن يجصص القبر، وأن يبنى عليه، وأن يكتب عليه، وأن يُجلس عليه فنهى صلى الله عليه وسلم عن الأمور التي يكون فيها المغالاة في القبور من البناء والكتابة ونحوها وعن الأمور التي فيها الإهانة للقبور وأصحابها فنهى عن الجلوس على القبر.
وليُعلم أيضا أن أهل المقابر مرهونون بأعمالهم يتمنى الواحد منهم أن يكون في ميزان حسناته أو في كتاب حسناته حسنة واحدة كما جاء في الحديث: "ما من ميت يموت إلا ندم إن كان محسناً ندم ألا يكون ازداد، وإن كان مسيئاً ندم ألا يكون استعتب" .
وأهل القبور لا يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرا ولا يملكون لغيرهم كذلك نفعا ولا ضرا من باب أوْلى حتى ولو كانوا من عباد الله الصالحين وأوليائه المقربين فإنهم لا يملكون لأحد نفعا ولا ضرا بل هم محتاجون إلى غيرهم يدعو لهم ويسأل الله لهم المغفرة والنجاة من النار.
وبناء على هذا، هذه المقدمة يتبيّن للسائل حكم ما سأل عنه من صب الإسمنت على القبر وكتابة الاسم عليه وتاريخ الوفاة والولادة وربما يُكتب عليه ما جرى لهذا الميت من أعمال في حياته أو غير ذلك وهذا كله داخل فيما نهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم إما باللفظ وإما بالمعنى.
ولهذا أنا من هذا المنبر أوجه النصيحة لإخواني المسلمين في كل مكان لكل من يسمع أو يُنقل إليه كلامي أن يتقي الله عز وجل في أصحاب القبور وأن تبقى قبور المسلمين على ما كانت عليه في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين وأصحابه المرضيين.
وأما التباهي بها وصب الإسمنت عليها أو نصب الحصى الطويلة على القبر حتى يكون مشرفا بيّنا من بين سائر القبور فإن هذا خلاف هدي النبي صلى الله عليه وسلم.
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه لأبي الهياج الأسدي: " ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا تدع تمثالاً إلا طمسته، ولا قبراً مشرفاً إلا سويته " وما من شك في أنه لا يُصلح ءاخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها وهو التمسّك بهدي النبي صلى الله عليه وسلم وهدي خلفائه الراشدين. نعم.

السائل : بارك الله فيكم.

Webiste