تتمة الكلام عن الجماعات و الأحزاب .
الشيخ محمد ناصر الالباني
الشيخ : فالشاهد أن ذلك المشرك تتبع آثار الجيش الغازي لتلك القرية، فوصل إلى المكان الذي كان قد أدركهم المساء فنزلوا في وادٍ، وحسب النظام العسكري النبوي قال عليه الصلاة والسلام لأصحابه : من يكلؤنا الليلة فقام رجلان من الأنصار شابان أحدهما من الأوس والآخر من الخزرج, فقالا: نحن يا رسول الله ,قال لهما : كونا على فم الشعب فانطلقا والمشرك يراقبهما يريد أن يستغل الفرصة للوفاء بنذره أن يأخذ بثأر زوجه, ولما وصلا إلى المكان الذي هو موضع حراسة الجيش النائم اتفقا على أن يتناوبا الحراسة, هذا يحرس نصف الليل بينما الآخر ينام ثم يتبادلان, ثم بدا للحارس الذي قام منتصبًا بدا له أن يجمع بين عبادتين في وقت واحد، عبادة الحراسة وعبادة الصلاة في الليل الهادي, فقام يصلي، وهنا اغتنم الفرصة المشرك الذي كان مختبئًا وراء صخرة فرماه بحربة فوضعها في ساقه، فما كان منه إلا أن رماها أرضًا والدماء تسيل منه، ولما رأى المشرك أن هدفه لا يزال منتصبًا وهذا يشعر بأنه لا يزال حيًا, رماه بالحربة الثانية فوضعها في ساقه, وهكذا ثلاث حراب ويصيب الهدف، ومن دقة تعبير جابر يقول : وضعها والوضع عادة يكون باليد, لكن هذا كناية لدقة الإصابة للهدف فكأنه يضع الحربة وضعًا بيده، ومع ذلك فذلك الصحابي الجليل مستمر في صلاته لا يقطعها والدماء تسيل منه حتى صلّى ركعتين, ثم إما أنه أيقظ صاحبه وإما هو استيقظ, فلما رأى ما بصاحبه من الدماء هاله الأمر وسأله عن السبب، فقال : والذي نفسي بيده لقد كنت في سورة أقرأها ولولا أني خشيت أن أضيع ثغرًا وضعني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على حراسته لكانت نفسي فيها أي تذكر وهو يصلي بأنه في وظيفة أمره الرسول أن يقوم بها وهي حراسة الجيش النائم, فلو أنه استمر في الصلاة وقد راق له الاستمرار في هذه الصلاة لحلاوة المناجاة بين يدي الله عز وجل, لولا أنه خشي أنه إن استمر في الصلاة واستمر المشرك في رميه أن يكون هلاكه في هذه الصلاة فتضيع الوظيفة, فربما يهاجم العدو المسلمين, ولذلك هو قنع من الصلاة بركعتين ولم يقنع بذلك خوفًا من الهلاك لا، وإنما خوفًا من هلاك الصحابة فيما هو إذا مات وغدر بهم العدو, إلى هنا تنتهي القصة، والشاهد منها أن بعض الأئمة يحتجون بحق بأن الدم لا ينقض الوضوء، لأنه لو كان ناقضًا لما استمر هذا الرجل في الصلاة, فيرد المخالف ويقول هذا تصرف شخصي منه، يقول المردود عليهم: نعم لكن هذا هو من أصحاب الرسول عليه السلام, ويجيبون فيقولون: ليس في الحديث أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم اطلع على ذلك, هنا الشاهد، نحن نجيب بجوابين اثنين على نحو ما سبق من الجواب عن قصة معاذ رضي الله عنه, ولكن هنا في شيء أقوى في أحد الجوابين مما سبق, وذلك هذا موظف من رسول الله صلى الله عليه وسلم لوظيفة فيصاب بهذه الجراحات وفي حالة من العبادة والصفاء النفسي, هل يمكن هذا أن يخفى على قائد الجيش لو كان قائدًا عاديًا؟. فكيف وهو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم, مستبعد جدًا جدًا جدًا أن يخفى وضع هذا الإنسان على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، إذًا الراجح أنه عليه السلام اطلع على واقع هذا الإنسان وبناءً على ذلك لو كان خروج الدم ناقضًا لبين ذلك, لما هو معلوم من أصول الفقه أنه لا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة، لا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة, فإن استمر المخالف في المكابرة وفي ادعاء: لا ما في نص أن الرسول اطلع, نقول له حسبك أن رب الرسول اطلع، وهذا لا يمكن إنكاره, فإذ لم ينزل شرع يبين أن خروج الدم ناقض للوضوء, كانت القصة حجة لمن يحتج بها على أن خروج الدم لا ينقض الوضوء.
الشاهد من هذا ومن ذاك أن فهم الإسلام فهمًا صحيحًا لا سبيل إليه إلا بمعرفة سيرة الصحابة وتطبيقهم لهذا الإسلام العظيم الذي تلقوه عنه صلى الله عليه وآله وسلم إما بقوله وإما بفعله وإما بتقريره، لذلك نعتقد جازمين أن كل جماعة لا تقوم قائمتها على هذا الأساس من الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح دراسة واسعة جدًا محيطة بكل أحكام الإسلام كبيرها وصغيرها أصولها وفروعها، فليست هذه الجماعة من الفرقة الناجية ومن التي تسير على الصراط المستقيم الذي أشار إليه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في الحديث الصحيح، وإذا فرضنا أن هناك جماعات متفرقة في البلاد الإسلامية على هذا المنهج فهذه ليست أحزابًا وإنما هي جماعة واحدة ومنهجها منهج واحد وطريقها طريق واحد، فتفرقهم في البلاد ليس تفرقًا فكريًا عقديًا منهجيًا وإنما هو تفرق بتفرقهم في البلاد، بخلاف الجماعات والأحزاب التي تكون في بلد واحد ومع ذلك فكل حزب بما لديهم فرحون، هذه الأحزاب لا نعتقد أنها على الصراط المستقيم, بل نجزم بأنها على تلك الطرق التي على رأس كل طريق منها شيطان يدعو الناس إليه، ولعل في هذا جوابًا لما سبق.
... بس في هذا الشريط, لأنه ما أدري ماذا أقول يلتقي معك أو تلتقي معه, وسواء كان هذا أو ذاك المهم أن نعرف الجواب عن الحديث الذي أنت جنحت إليه آنفا.
الشاهد من هذا ومن ذاك أن فهم الإسلام فهمًا صحيحًا لا سبيل إليه إلا بمعرفة سيرة الصحابة وتطبيقهم لهذا الإسلام العظيم الذي تلقوه عنه صلى الله عليه وآله وسلم إما بقوله وإما بفعله وإما بتقريره، لذلك نعتقد جازمين أن كل جماعة لا تقوم قائمتها على هذا الأساس من الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح دراسة واسعة جدًا محيطة بكل أحكام الإسلام كبيرها وصغيرها أصولها وفروعها، فليست هذه الجماعة من الفرقة الناجية ومن التي تسير على الصراط المستقيم الذي أشار إليه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في الحديث الصحيح، وإذا فرضنا أن هناك جماعات متفرقة في البلاد الإسلامية على هذا المنهج فهذه ليست أحزابًا وإنما هي جماعة واحدة ومنهجها منهج واحد وطريقها طريق واحد، فتفرقهم في البلاد ليس تفرقًا فكريًا عقديًا منهجيًا وإنما هو تفرق بتفرقهم في البلاد، بخلاف الجماعات والأحزاب التي تكون في بلد واحد ومع ذلك فكل حزب بما لديهم فرحون، هذه الأحزاب لا نعتقد أنها على الصراط المستقيم, بل نجزم بأنها على تلك الطرق التي على رأس كل طريق منها شيطان يدعو الناس إليه، ولعل في هذا جوابًا لما سبق.
... بس في هذا الشريط, لأنه ما أدري ماذا أقول يلتقي معك أو تلتقي معه, وسواء كان هذا أو ذاك المهم أن نعرف الجواب عن الحديث الذي أنت جنحت إليه آنفا.
الفتاوى المشابهة
- تتمة كلام الشيخ عن حديث - الالباني
- تتمة الكلام عن سؤال : هل الجهر بالدعوة السلفية... - الالباني
- هل يصح أنكم تجوزون بعض الأحزاب ؟ - الالباني
- لا يجوز تفريق المسلمين إلى جماعات وأحزاب - ابن عثيمين
- كلام الشيخ على الأحزاب المعاصرة . - الالباني
- ما هو حكم الشرع في تعدد الأحزاب والجماعات والم... - الالباني
- تتمة كلام الشيخ على حكم الجماعة الثانية في الم... - الالباني
- تتمة الكلام على أهل الفترة. - الالباني
- هل يجوز في الإسلام أن يكون هناك جماعات وأحزاب... - الالباني
- ما حكم صلاة الجماعة ؟ وتتمة الكلام عن صفة صلاة... - الالباني
- تتمة الكلام عن الجماعات و الأحزاب . - الالباني