تم نسخ النصتم نسخ العنوان
هل يشترط في إبلاغ الحجة فهمها أم لا .؟ - الالبانيالسائل :  شيخ فيه آيات من القرآن تبين أن الله تبارك وتعالى يجعل بين الكافرين والقرآن حجاب ولا يفقهون ما يقوله تبارك وتعالى, كما قال تعالى:  وإذا قرأت ال...
العالم
طريقة البحث
هل يشترط في إبلاغ الحجة فهمها أم لا .؟
الشيخ محمد ناصر الالباني
السائل : شيخ فيه آيات من القرآن تبين أن الله تبارك وتعالى يجعل بين الكافرين والقرآن حجاب ولا يفقهون ما يقوله تبارك وتعالى, كما قال تعالى: وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك ... يعني فهنا عندما يكون الإعراض عن سماع وفهمه وفهم الحجة, الإعراض عندما يكون سبب عن عدم فهمه للحجة, فبالتالي تكون الحجة قائمة في مثل هذه الأدلة.؟ وإن لم يفهمها لكن قيام الحجة هنا بسبب الإعراض.؟

الشيخ : أولا : هذا الجعل هو جعل شرعي وليس كونيا, لعله هذا التفريق واضح عندك.؟ يعني هذا الجعل سببه هو كفر هذا الإنسان وسعيه إلى الكفر, وعدم فتح قلبه للحق فيما إذا جاءه, وأضرب الآن أنا لك مثالا بعد ذلك التفصيل الذي ذكرته آنفا, أن المفروض أن المنذر أو المبلغ أن تقوم الحجة عليه فيما إذا فهمها, نحن لماذا قلنا هذا.؟ لأننا أمة خاتم الأنبياء والرسل, فليس بعده من رسول, فإذا من سيبلغ هذه الدعوة.؟ هم أتباع هذا الرسول, أتباع هذا الرسول كما شرحنا آنفا فيهم طلبة علم ومبتدئين ووو إلى آخره, الآن سؤالك السابق أصوره بصورة ضيقة جدا, هل يمكن أن نتصور رسولا, بل أن نتصور نبيا بلّغ قومه شريعة الله عزّ وجل, وكما قال عزّ وجل: وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه لبين لهم مع ذلك نتصور إنسانا عاديا ولم يفهم الحجة من ذاك النبي, هل يمكن هذا.؟

السائل : لا.

الشيخ : إذن حجة الله بطبيعتها أن تكون قائمة على كل إنسان, لكني أنا وضعت قيدا إنسان طبيعي, أعني غير مصاب بآفة من آفات الجنون أو الغيبوبة عن الفهم أو أو إلخ فأي قوم وأي فرد سليم الفهم و العقل قامت حجة الله عليه لا شك أنه فهمها, لكننا نحن الآن لا نستطيع أن نقول إننا بمنزلة الرسول بل النبي في أننا نحسن في إقامة الحجة على أي طائفة أو جماعة أو فرد, فمن هنا إذا نحن لا نستطيع أن نتصور كما قلت آنفا أن حجة الله قامت على كل من نقلت إليه الحجة لاحتمال أن النقل لم يكن سليما, كان ناقصا, والأمثلة الآن كثيرة وكثيرة جدا الآن, أظن أن كل إخواننا الحاضرون يعلمون أن هناك جماعات منحرفة عن الإسلام كلا أو بعضا أو جزءا , يدعون إلى الإسلام بنشاط حتى يدخل اليهود والنصارى في إسلامهم ولا أقول في الإسلام, كالقاديانية مثلا, فهؤلاء يبلغونهم الإسلام بمفهومهم المنحرف عن الإسلام الصحيح, فهم مثلا يبلغونهم أن الرسول عليه السلام ليس خاتم الأنبياء بالمعنى المفهوم عند أهل السنة, وإنما هو بالمعنى المفهوم عند القاديانية, خاتم الأنبياء يعني زينة الأنبياء, أما فيه أنبياء بعد الرسول عليه الصلاة والسلام, وقد جاء أحدهم زعموا, وهو ميرزا غلام أحمد القادياني, وسيأتي آخرون أيضا في زعمهم, فهذا النصراني الذي أسلم وهو يحمل في هذه العقيدة, هذا ليس مسلما بالمعنى الصحيح لأن الحجة لم تقدم إليه بالمفهوم الصحيح في مثل قوله تعالى: ولكن رسول الله وخاتم النبيين والحديث المتواتر أيضا معناه: ولكن لا نبي بعدي .
كذلك هم مثلا ينكرون كثيرا من الأخبار الغيبية كمثل مثلا الجن كخلق من خلق الله, كالملائكة, فهم ينكرون أن يكون هناك يعني ناس من خلق الله مكلفون كالإنس بالطاعة ومنهيون عن المعصية هم الجن, لا ينكرون هذه الحقائق كلها, لكن هؤلاء يدعون إلى الإسلام يدعون إلى شهادة ألا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صلى عليه وسلم ويؤمنون بأركان الإسلام الخمسة و و إلى آخره , لكن إسلامهم ليس صحيحا, فإذا أولئك الذين يدعون من قبل القاديانيين لم تقم حجة الله عليهم بالإسلام الصحيح, ولذلك أنا ما أتصور هؤلاء يوم القيامة يقال لهم: لم قلتم بأنه هناك أنبياء بعدي والقرآن يقول كذا, لأنهم أعاجم لا يفهمون القرآن, وترجم لهم القرآن بمعنى خطأ, وهكذا.

Webiste