هل رقى النبي صلى الله عليه وسلم نفسه وهو القائل ( سبعون ألفاً يدخلون الجنة بلا حساب .. ) وفيه ( الذين لا يرقون ) .؟
الشيخ محمد ناصر الالباني
السائل : أنت حكيت أن الرسول عليه الصلاة والسلام قرأ على نفسه المعوذات, يعني نستطيع أن نقول أنه رقى نفسه.؟
الشيخ : نعم نستطيع.
السائل : طيب والسبعين ألفا الذين يدخلون الجنة: الذين لا يرقون ولا يسترقون ولا يكتوون وعلى ربهم يتوكلون .؟
الشيخ : هنا فيه وهم في الرواية, وهذا أمر يجب التنبيه عليه, الحديث في الصحيحين بلفظ: هم الذين لا يسترقون ولا يكتوون وليس فيهما : ولا يرقون . لا يسترقون أما رواية: لا يرقون ولا يسترقون فهذه رواية تفرد بها مسلم في إحدى روايتيه, مسلم شارك الإمام البخاري في رواية وفارقه في رواية, شاركه في الرواية الصحيحة المحفوظة وهي قوله عليه الصلاة والسلام: هم الذين لا يسترقون ولا يكتوون وعلى ربهم يتوكلون فارق مسلم البخاري في رواية أخرى انفرد بها مسلم, زاد فيها وقال: هم الذين لا يرقون ولا يسترقون فزيادة : لا يرقون في الاصطلاح الحديثي زيادة شاذة, الحديث الشاذ في تعريفهم هو: الراوي الثقة يأتي بزيادة في متن ما أو في سند ما, وبحثنا الآن في المتن, يأتي بزيادة في متن بزيادة يخالف الثقات, وهنا تكون هذه الزيادة ضعيفة مرفوضة, ويفرقون بين الحديث الشاذ وبين الحديث المنكر, وهذا كله اصطلاح بين أهل الاختصاص بهذا العلم وهم علماء الحديث, فجزاهم الله خيرا, إذا كان الذي خالف الثقات ثقة فحديثه شاذ, وإذا كان الذي خالف الثقات ضعيفا فحديثه منكر, لكن في النتيجة كلاهما ضعيف, فواقع هذه الزيادة: لا يرقون أنه تفرد به ثقة, وهو بالضبط حافظ من حفاظ الحديث ومن شيوخ الشيخين, واسمه سعيد بن منصور, وله كتاب يعرف بالسنن, وهو كتاب مفقود منذ القديم, لكن منذ عشر سنين تقريبا طبع منه جزءان, فهذا الرجل سعيد بن منصور تفرد برواية لا يرقون عن سائر الثقات الذين اشتركوا في رواية الحديث دون هذه الزيادة, هذا من جهة, والحديث في الصحيحين المحفوظ منه وغير المحفوظ أي الشاذ هو من حديث ابن عباس رضي الله تعالى عنه, وجاء الحديث في خارج الصحيحين, وبالضبط في مستدرك الإمام أبي عبد الله الحاكم النيسابوري, رواه بالسند القوي عن عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه كما رواه ابن عباس في رواية الشيخين أي بدون الزيادة الشاذة, فهذا أكد أيضا الشذوذ, ثم يزداد على تأكيد أن كلمة: لا يرقون تعطل أحاديث كثيرة وكثيرة جدا صريحة في الحض على تعاطي الإرقاء للآخرين, من ذلك ما رواه مسلم نفسه في صحيحه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل قال هذا بمناسبة الرقية, هناك حديث آخر وله صلة وثقى بما نحن فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل يوما على زوجته حفصة رضي الله عنها فوجد عندها امرأة فقال لها: ألا تعلمينها الكتابة كما علمتيها رقية النملة فهذا فيه حض على أن يتعلم المسلم الرقية لينفع أخاه المسلم, ولذلك جاءت أحاديث أخرى كما أشرت آنفا فيها الأمر بالإرقاء, من ذلك مثلا : أنه عليه الصلاة والسلام رأى أظن في وجه امرأة أو شخص, لا أذكر الآن, علامات مرض, فقال: ارقوها أمر بالإرقاء, ولذلك فلا بد هنا من شيئين اثنين: ألا وهما التفريق في الحديث بين الرواية من جهة , والشيء الآخر التفريق بينهما في الدراية, أي في الفقه, ففقها يستحب للمسلم أن يرقي غيره, ولكن لا يستحب للمسلم أن يطلب الرقية من غيره, جمعا بين هذه النصوص, لأن من صفات المتوكلين على الله حقا, والذين يدخلون الجنة وجوههم كالقمر ليلة البدر, من صفاتهم أنهم لا يسترقون, ولكن قد علمتم أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أمر بالإرقاء, فإذا لا بد من التفريق فقها أيضا بين الإرقاء للغير فهذا مستحب, وبين طلبك الرقية من الغير فهذا مكروه, وفي النهاية إذا ربطنا هذا البحث بسؤالك الآنف ذكره أن الرسول رقى نفسه, نعم لكن هو ما استرقى من غيره, فإذا ما فيه خلاف.
السائل : ... .
الشيخ : كانت ترقيه.؟ أي نعم لكن بدون طلب, هو هذا السر, بدون طلب غيره .
السائل : الرواية الشاذة في صحيح مسلم ؟
الشيخ : إيش .
السائل : الرواية الشاذة لا يرقون الرواية الشاذة موجودة في الصحيح أيضا.؟
الشيخ : مو قلت اشترك الإمام مسلم مع البخاري في الرواية المحفوظة: هم الذين لا يسترقون وانفرد مسلم عن البخاري في الرواية الشاذة, فروى الحديث بلفظ: لا يرقون ولا يسترقون هذا ذكرناه .
السائل : الزيادة الشاذة موجودة في الصحيح.؟
الشيخ : أي صحيح.؟
السائل : صحيح مسلم يعني.
الشيخ : وأنا أقول عن من الله يهديك .
الشيخ : نعم نستطيع.
السائل : طيب والسبعين ألفا الذين يدخلون الجنة: الذين لا يرقون ولا يسترقون ولا يكتوون وعلى ربهم يتوكلون .؟
الشيخ : هنا فيه وهم في الرواية, وهذا أمر يجب التنبيه عليه, الحديث في الصحيحين بلفظ: هم الذين لا يسترقون ولا يكتوون وليس فيهما : ولا يرقون . لا يسترقون أما رواية: لا يرقون ولا يسترقون فهذه رواية تفرد بها مسلم في إحدى روايتيه, مسلم شارك الإمام البخاري في رواية وفارقه في رواية, شاركه في الرواية الصحيحة المحفوظة وهي قوله عليه الصلاة والسلام: هم الذين لا يسترقون ولا يكتوون وعلى ربهم يتوكلون فارق مسلم البخاري في رواية أخرى انفرد بها مسلم, زاد فيها وقال: هم الذين لا يرقون ولا يسترقون فزيادة : لا يرقون في الاصطلاح الحديثي زيادة شاذة, الحديث الشاذ في تعريفهم هو: الراوي الثقة يأتي بزيادة في متن ما أو في سند ما, وبحثنا الآن في المتن, يأتي بزيادة في متن بزيادة يخالف الثقات, وهنا تكون هذه الزيادة ضعيفة مرفوضة, ويفرقون بين الحديث الشاذ وبين الحديث المنكر, وهذا كله اصطلاح بين أهل الاختصاص بهذا العلم وهم علماء الحديث, فجزاهم الله خيرا, إذا كان الذي خالف الثقات ثقة فحديثه شاذ, وإذا كان الذي خالف الثقات ضعيفا فحديثه منكر, لكن في النتيجة كلاهما ضعيف, فواقع هذه الزيادة: لا يرقون أنه تفرد به ثقة, وهو بالضبط حافظ من حفاظ الحديث ومن شيوخ الشيخين, واسمه سعيد بن منصور, وله كتاب يعرف بالسنن, وهو كتاب مفقود منذ القديم, لكن منذ عشر سنين تقريبا طبع منه جزءان, فهذا الرجل سعيد بن منصور تفرد برواية لا يرقون عن سائر الثقات الذين اشتركوا في رواية الحديث دون هذه الزيادة, هذا من جهة, والحديث في الصحيحين المحفوظ منه وغير المحفوظ أي الشاذ هو من حديث ابن عباس رضي الله تعالى عنه, وجاء الحديث في خارج الصحيحين, وبالضبط في مستدرك الإمام أبي عبد الله الحاكم النيسابوري, رواه بالسند القوي عن عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه كما رواه ابن عباس في رواية الشيخين أي بدون الزيادة الشاذة, فهذا أكد أيضا الشذوذ, ثم يزداد على تأكيد أن كلمة: لا يرقون تعطل أحاديث كثيرة وكثيرة جدا صريحة في الحض على تعاطي الإرقاء للآخرين, من ذلك ما رواه مسلم نفسه في صحيحه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل قال هذا بمناسبة الرقية, هناك حديث آخر وله صلة وثقى بما نحن فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل يوما على زوجته حفصة رضي الله عنها فوجد عندها امرأة فقال لها: ألا تعلمينها الكتابة كما علمتيها رقية النملة فهذا فيه حض على أن يتعلم المسلم الرقية لينفع أخاه المسلم, ولذلك جاءت أحاديث أخرى كما أشرت آنفا فيها الأمر بالإرقاء, من ذلك مثلا : أنه عليه الصلاة والسلام رأى أظن في وجه امرأة أو شخص, لا أذكر الآن, علامات مرض, فقال: ارقوها أمر بالإرقاء, ولذلك فلا بد هنا من شيئين اثنين: ألا وهما التفريق في الحديث بين الرواية من جهة , والشيء الآخر التفريق بينهما في الدراية, أي في الفقه, ففقها يستحب للمسلم أن يرقي غيره, ولكن لا يستحب للمسلم أن يطلب الرقية من غيره, جمعا بين هذه النصوص, لأن من صفات المتوكلين على الله حقا, والذين يدخلون الجنة وجوههم كالقمر ليلة البدر, من صفاتهم أنهم لا يسترقون, ولكن قد علمتم أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أمر بالإرقاء, فإذا لا بد من التفريق فقها أيضا بين الإرقاء للغير فهذا مستحب, وبين طلبك الرقية من الغير فهذا مكروه, وفي النهاية إذا ربطنا هذا البحث بسؤالك الآنف ذكره أن الرسول رقى نفسه, نعم لكن هو ما استرقى من غيره, فإذا ما فيه خلاف.
السائل : ... .
الشيخ : كانت ترقيه.؟ أي نعم لكن بدون طلب, هو هذا السر, بدون طلب غيره .
السائل : الرواية الشاذة في صحيح مسلم ؟
الشيخ : إيش .
السائل : الرواية الشاذة لا يرقون الرواية الشاذة موجودة في الصحيح أيضا.؟
الشيخ : مو قلت اشترك الإمام مسلم مع البخاري في الرواية المحفوظة: هم الذين لا يسترقون وانفرد مسلم عن البخاري في الرواية الشاذة, فروى الحديث بلفظ: لا يرقون ولا يسترقون هذا ذكرناه .
السائل : الزيادة الشاذة موجودة في الصحيح.؟
الشيخ : أي صحيح.؟
السائل : صحيح مسلم يعني.
الشيخ : وأنا أقول عن من الله يهديك .
الفتاوى المشابهة
- هل الأفضل أن يرقي الإنسانُ نَفْسَه أم يطلب مِن... - ابن باز
- سؤال : في قوله عليه الصلاة والسلام "هم الذين... - ابن عثيمين
- حكم رقية الشخص لنفسه - الفوزان
- معنى «لا يرقون ولا يسترقون» في الحديث؟ - ابن باز
- الذين يدخلون الجنة بلا حساب - اللجنة الدائمة
- الكلام على لفظة يرقون رواية ودراية. - الالباني
- في حديثٍ ما معناه أنَّ رسول الله- صَلَّى اللَّه... - الفوزان
- ما حكم رُقية الإنسان لنفسه ولغيره؟ - ابن باز
- حكم رواية (لا يرقون) - ابن عثيمين
- شذوذ رواية (لا يرقون) في حديث السبعين ألفا؟ - الالباني
- هل رقى النبي صلى الله عليه وسلم نفسه وهو القائ... - الالباني