تم نسخ النصتم نسخ العنوان
يقول السائل : كثير من إخواننا وأصدقائنا وأقا... - ابن عثيمينالسائل : يقول السائل كثير من إخواننا وأصدقائنا وأقاربنا وعامة الناس بعيدون كل البعد عن الدين ، فكيف تتم دعوتهم أفيدونا جزاكم الله خيرا ؟.الشيخ : هذا الس...
العالم
طريقة البحث
يقول السائل : كثير من إخواننا وأصدقائنا وأقاربنا وعامة الناس بعيدون كل البعد عن الدين فكيف تكون دعوتهم أفيدونا .؟
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
السائل : يقول السائل كثير من إخواننا وأصدقائنا وأقاربنا وعامة الناس بعيدون كل البعد عن الدين ، فكيف تتم دعوتهم أفيدونا جزاكم الله خيرا ؟.

الشيخ : هذا السؤال في الواقع قد يتوهم سامعه أن أكثر الناس على هذا المستوى الذي فرضه السائل ، أي بعيدون كل البعد عن الدين الإسلامي ، والحقيقة أن الأمر ولله الحمد بخلاف ذلك ، فكثير من الناس اليوم ولا سيما الشباب قريبون من الدين الإسلامي، صحيح أن في الشباب في بعضهم فساد وعتو ونفور عن الحق ، ولكن والحمد لله عامة الشباب وأكثر الشباب مقبلون على الدين ملتزمون بأحكامه ، وهذا مما يبشر بمستقبل خير لهذه الأمة الإسلامية ، إذ أن الإقبال من الشباب ليس خاصا في شباب المملكة السعودية ، ولكنه عام في كل البلاد الإسلامية إلا أن هذا الشباب يحتاج إلى قيادة حكيمة من بينهم، وتكون هذه القيادة مبنية على علم بالشرع وحكمة في التصرف، لأن بعض الناس يكون عنده جهل بالشرع فيقول عن الحلال إنه حرام ، ويقول عن المستحب إنه واجب ، فيلزم الناس بما لا يلزمهم شرعا ويمنعهم مما أبيح لهم شرعا بناء على ما عنده من العاطفة الدينية لكنها عاطفة مبنية على جهل .
ومن الناس من عنده علم ولكن عنده سفه في التصرف، عنده علم ويعرف الحق ولا يلزم الناس بأكثر من الحق ، لكن عنده سوء تصرف يتكلم بعنف و ينفعل بعنف ، ويغضب إذا لم يتم له مراده بين عشية وضحاها ، هذا أيضا خطأ فلا بد من تأنٍّ ، ولا بد من صبر، ولا بد من علم، ولا بد من سعة صدر في المسائل التي يقع فيها الخلاف بين الناس بغير نص قاطع يتبين به خطأ أحد الطرفين .
أقول إن العالم الإسلامي ولا سيما الشباب منهم مقبل على خير، ومن كان منهم ضالا فهدايته بإذن الله يسيرة ، وكم من أناس اهتدوا بمناسبة سهلة يسيرة بأدنى شيء، فأنت يمكنك أن تذهب إلى هذا الشخص الذي ترى فيه انحرافا فتختلط معه يوما أو يومين أو ما شاء الله ، وتبين له حقيقة الإسلام والأخلاق الفاضلة ، والإنسان بطبيعته وبفطرته ينقاد إلى الخير قال الله تعالى : فأقم وجهك للدين حنيفا فطرت الله التي فطر الناس عليها وقال النبي عليه الصلاة والسلام : كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهوّدانه أو ينصّرانه أو يمجّسانه .
فمثلا يمكن أن تهدي لهذا الشخص هدية ، والهدية توجب المودة، يمكن تدعوه إلى بيتك تكرمه، يمكن أن تذهب إليه في زيارة ودية وما أشبه ذلك ، ويمكن أن تهدي إليه أشرطة فيها مواعظ، أن تهدي إليه كتبا فيها مواعظ حتى تجلبهم شيئا فشيئا.

Webiste