تم نسخ النصتم نسخ العنوان
سائل يقول : ما هو موقف طالب العلم من العلماء... - ابن عثيمينالسائل : هذا سائل يقول : فضلية الشيخ ما هو موقف طالب العلم من العلماء الذين وقع منهم شيء من التأويل في الأسماء والصفات هل يجوز إذا ذكروا عنده أن يقول عن...
العالم
طريقة البحث
سائل يقول : ما هو موقف طالب العلم من العلماء الذين وقع منهم شيء من التأويل في الأسماء والصفات هل يجوز إذا ذكروا عنده أن يقول عنهم إنهم ضالون أو مبتدعون أو غير ذلك علما أن لهم جهود في خدمة العلم ونشر الدعوة إلى الله ومنهم المشهود له بالزهد والصلاح؟
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
السائل : هذا سائل يقول : فضلية الشيخ ما هو موقف طالب العلم من العلماء الذين وقع منهم شيء من التأويل في الأسماء والصفات هل يجوز إذا ذكروا عنده أن يقول عنهم إنهم ضالون أو مبتدعون أو غير ذلك علماً بأن لهم جهود في خدمة العلم ونشر الدعوة إلى الله ومنهم المشهود له بالزهد والصلاح ؟

الشيخ : أولاً يجب أن نعلم أنه يجب على المسلم في باب أسماء الله وصفاته أن يجريها على ظاهرها اللائق بالله عز وجل من غير تكييف ولا تمثيل ، يجريها على ظاهرها اللائق بالله من غير تكييف ولا تمثيل ، لأن الله تعالى قال في كتابه : ولله الأسماء الحسنى وقال : ولله المثل الأعلى وقال : ولا تقف ما ليس لك به علم وقال : ليس كمثله شيء وهذه الآيات والأحاديث الواردة في صفاة الله خبر من الله ورسوله في أمر لا يدركه العقل وإذا كان خبراً من الله ورسوله في أمر لا يدركه العقل فالواجب التسليم وإقراره على ما هو عليه من غير تحريف ، فمثلاً وصف الله نفسه بأنه مستوٍ على عرشه فقال : الرحمن على العرض استوى ووصف ونفسه بأن له يدين وبأن له وجهاً فما موقفنا من هذه النصوص أن نسلم وألا نحرف ولكن نعلم أن استواء الله على عرضه ليس كاستواء الإنسان على الكرسي أو على الدابة أو على الفلك ونعلم أن يد الله التي أثبتها لنفسه ليست كيد المخلوق ونعلم أن وجه الله ليس كوجه المخلوق ، فإذا أثبتنا ذلك على هذا الوجه سلمنا ، أما التحريف في هذا الباب فإنه باطل والمحرف ارتكب محظورين عظيمين أحدهما صرف النص عما أراد الله به والثاني اثبات معنى لم يرده الله عز وجل ، إذن المحظوران هما : صرف النص عما أراد الله به ، والثاني : اثبات معنى لم يرده الله بهذا النص ، مثال ذلك : مما حرفه أهل التأويل : قول الله تعالى : وجاء ربك والملك صفاً صفاً ، ماذا نفهم منها بظاهرها ، إيش؟ أنه مجيئ الله بنفسه ، لكن هل نفهم من هذا المجيئ أنه مماثل لمجيئ البشر ؟ لأ لماذا ؟ لأن الله أضاف المجيئ إلى نفسه ، وكما أن نفسه لا مثيل لها فكذلك مجيؤه لا مثيل له لأن الصفة تابعة للموصوف ، لكن جاء أهل التحريف فقالوا : وجاء ربك أي وجاء أمر ربك ، فارتكبوا محظورين ، المحظور الأول صرفوا اللفظ عن ظاهره الذي أراد الله به ، والمحظور الثاني أثبتوا شيئاًلم يرده الله عز وجل من قال إن المراد بقوله : وجاء ربك وجاء أمر ربك من قال هذا ؟ هذا قول بلا علم وبناء على ذلك يجب علينا إذا رأينا شخصاً سلك هذا المسلك أي تحريف نصوص الكتاب والسنة في صفاة الله يجب علينا أن نحذر منه ومن طريقته وأن نبين أنه على خطأ أما بالنسبة لوصفه بأنه ضال على سبيل الإطلاق مع أن له مقام صدق في أمور أخرى في مسائل الدين فهذا لا ينبغي لأن الواجب القول بالعدل ، والإنسان إذا انحرف بشيء لا ينبغي أن نصفه بأنه منحرف على سبيل الإطلاق فنقول هذا ضال أو ما أشبه ذلك ، لكن نقول : هذا ضال في هذا الشيء المعين حتى نعطيه حقه .
إذن لنا تجاه هذا المحرف ، لنا مقامان :
المقام الأول التحذير من طريقه وهذا حكمه واجب ولا غير واجب ؟ واجب لئلا يضل الناس به
المقام الثاني : الإنصاف معه ، فنقول هو ضال في هذا لكن ليس بضال في المسائل الأخرى التي أصاب بها الحق فنعطيه ما يستحق ونصفه بما هو له وأما ذمه على الإطلاق والتحذير منه على الإطلاق وجحد ما قام به من الحق فهذا خلاف الإنصاف . نعم

Webiste