ما حكم الشرع في الذين يذهبون إلى أصحاب القبور والأضرحة فيسألونهم تفريج الكربات وإعطاء الذرية وتيسير الحياة وهم يقومون بذبح الذبائح وتقديم الأموال للسدنة فإذا سئلوا لماذا تفعلون هذا ؟ قالوا : إنهم أولياء ومقربون إلى الله من غيرهم ؟
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
السائل : ما حكم الشرع في نظركم في الذين يذهبون إلى أصحاب القبور والأضرحة ويسألونهم تفريج الكربات وإعطاء الذرية وتيسير الحياة وهم يقومون بذبح الذبائح وتقديم الأموال للسدنة فإذا سألناهم لماذا تفعلون هذا؟ يقولون بأن هؤلاء أولياء ومقرّبون إلى الله من غيرهم فأرجو الإفادة جزاكم الله خيرا؟
الشيخ : الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى ءاله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، جوابنا على هذا السؤال من ناحيتين، الناحية الأولى إثبات أن هؤلاء المقبورين من أولياء الله فإنه لا يُعلم هل هم من أولياء الله أو من أولياء الشيطان؟ لأن أولياء الله وصفهم الله تعالى بوصف من خرج عنه فليس من أولياء الله فقال الله سبحانه وتعالى: أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ * الذين ءامنوا وكانوا يتقون فلا نعلم عن حال هؤلاء المقبورين أهم متصفون بالإيمان والتقوى أم ليسوا متصفين بذلك؟
هذه واحدة وعلى فرض أن يكونوا من أولياء الله الذين ءامنوا وكانوا يتقون فإنهم لا يملكون لأنفسهم ولا لغيرهم نفعا ولا ضرا بل هم جثث هامدة لا يستطيعون أن يدفعوا عن أنفسهم هوام القبور فضلا عن أن يدفعوا عن غيرهم المكاره والشرور أو يجلبوا لغيرهم الخيرات والسرور وقد قال الله تبارك وتعالى في كتابه: وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ * أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ وقال الله تعالى: وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ وإذا كان أشرف الخلق وإمام الأولياء والمتقين محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أمره الله تعالى أن يقول: قُلْ إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا رَشَدًا * قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا الذين يدعون هؤلاء الأموات ويستغيثون بهم إنكم ضالون ولا أحد أضل منكم لأنكم تدعون من دون الله من لا يستجيب لكم إلى يوم القيامة ونقول لهم: إنكم بدعائكم هؤلاء الأموات وإن كانوا أولياء في اعتقادكم أشركتم بالله عز وجل فإن من دعا غير الله أو استغاث به فيما لا يقدر عليه فإنه يكون مُشركا بالله عز وجل وهؤلاء الذين في القبور لا يقدرون أن يُغيثوكم بشيء ولا يقدرون أن يدفعوا عنكم شرا ولا أن يجلبوا لكم نفعا فعلى هؤلاء الذين يذهبون إلى القبور أن يتوبوا إلى الله وأن يرجعوا إلى ربهم وأن ينزّلوا حاجاتهم بالله فإن الله تعالى هو الذي قال في كتابه: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ فالله تعالى هو المرجو لكشف السوء وهو المدعو لطلب الخير، قال الله تعالى: أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ أَإله مَعَ اللَه فلا يقدر أحد على كشف السوء، ولا على إجابة الداعي إلا الله سبحانه وتعالى وحده لا شريك له.
فنصيحتي لهؤلاء أن يتوبوا إلى الله عز وجل وأن يُقلعوا عما هم عليه من دعوة الأموات والاستغاثة بهم حتى يُحققوا بذلك التوحيد وليعلموا أن من أشرك بالله فإن الله تعالى لا يغفر له ذنبه كما قال تعالى: إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وقال تعالى إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ . نعم.
السائل : بارك الله فيكم. هذه رسالة من الطائف من المستمعة أم علي تقول.
الشيخ : الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى ءاله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، جوابنا على هذا السؤال من ناحيتين، الناحية الأولى إثبات أن هؤلاء المقبورين من أولياء الله فإنه لا يُعلم هل هم من أولياء الله أو من أولياء الشيطان؟ لأن أولياء الله وصفهم الله تعالى بوصف من خرج عنه فليس من أولياء الله فقال الله سبحانه وتعالى: أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ * الذين ءامنوا وكانوا يتقون فلا نعلم عن حال هؤلاء المقبورين أهم متصفون بالإيمان والتقوى أم ليسوا متصفين بذلك؟
هذه واحدة وعلى فرض أن يكونوا من أولياء الله الذين ءامنوا وكانوا يتقون فإنهم لا يملكون لأنفسهم ولا لغيرهم نفعا ولا ضرا بل هم جثث هامدة لا يستطيعون أن يدفعوا عن أنفسهم هوام القبور فضلا عن أن يدفعوا عن غيرهم المكاره والشرور أو يجلبوا لغيرهم الخيرات والسرور وقد قال الله تبارك وتعالى في كتابه: وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ * أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ وقال الله تعالى: وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ وإذا كان أشرف الخلق وإمام الأولياء والمتقين محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أمره الله تعالى أن يقول: قُلْ إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا رَشَدًا * قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا الذين يدعون هؤلاء الأموات ويستغيثون بهم إنكم ضالون ولا أحد أضل منكم لأنكم تدعون من دون الله من لا يستجيب لكم إلى يوم القيامة ونقول لهم: إنكم بدعائكم هؤلاء الأموات وإن كانوا أولياء في اعتقادكم أشركتم بالله عز وجل فإن من دعا غير الله أو استغاث به فيما لا يقدر عليه فإنه يكون مُشركا بالله عز وجل وهؤلاء الذين في القبور لا يقدرون أن يُغيثوكم بشيء ولا يقدرون أن يدفعوا عنكم شرا ولا أن يجلبوا لكم نفعا فعلى هؤلاء الذين يذهبون إلى القبور أن يتوبوا إلى الله وأن يرجعوا إلى ربهم وأن ينزّلوا حاجاتهم بالله فإن الله تعالى هو الذي قال في كتابه: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ فالله تعالى هو المرجو لكشف السوء وهو المدعو لطلب الخير، قال الله تعالى: أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ أَإله مَعَ اللَه فلا يقدر أحد على كشف السوء، ولا على إجابة الداعي إلا الله سبحانه وتعالى وحده لا شريك له.
فنصيحتي لهؤلاء أن يتوبوا إلى الله عز وجل وأن يُقلعوا عما هم عليه من دعوة الأموات والاستغاثة بهم حتى يُحققوا بذلك التوحيد وليعلموا أن من أشرك بالله فإن الله تعالى لا يغفر له ذنبه كما قال تعالى: إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وقال تعالى إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ . نعم.
السائل : بارك الله فيكم. هذه رسالة من الطائف من المستمعة أم علي تقول.
الفتاوى المشابهة
- أولياء الله وأولياء الشيطان - ابن باز
- حكم التقرب بالذبح لأضرحة الأولياء والصلاة بجوارها - ابن باز
- حكم التعلق بالأولياء - ابن باز
- حكم قراءة الفاتحة على قبور الأولياء - ابن باز
- ما حكم ما يعتقده بعض الناس في الأولياء من ال... - ابن عثيمين
- أولياء الله تعالى - الفوزان
- نحن نعلم بأن زيارة القبور بهدف الاستعانة و ا... - ابن عثيمين
- يقول الله تعالى ( ألا إن أولياء الله لا خوف... - ابن عثيمين
- حكم كتابة أسماء الأولياء على العربات والسيارات - ابن باز
- ذبح الذبائح عند أضرحة الأولياء - اللجنة الدائمة
- ما حكم الشرع في الذين يذهبون إلى أصحاب القبو... - ابن عثيمين