تم نسخ النصتم نسخ العنوان
أولياء الله وأولياء الشيطان - ابن بازالسؤال: يقول الأخ (ع. ع. س) من العراق في آخر رسالته: يوجد رجل في بلدتنا لا يصوم ولا يصلي، ورأيته بنفسي يلعب القمار، ويدعي أصحابه أنه من الأولياء والمقرب...
العالم
طريقة البحث
أولياء الله وأولياء الشيطان
الشيخ عبدالعزيز ابن باز
السؤال: يقول الأخ (ع. ع. س) من العراق في آخر رسالته: يوجد رجل في بلدتنا لا يصوم ولا يصلي، ورأيته بنفسي يلعب القمار، ويدعي أصحابه أنه من الأولياء والمقربين، وحدثني الثقات بأنه يسب الله ورسوله ﷺ، فلما أنكرت هذا العمل الشنيع ادعى مريدوه وأصحابه بأن هذه حاله في الظاهر، أما في باطنه فهو مؤمن، فما حكم الشرع في مثل هذا؟
الجواب: هذا زنديق وليس بمؤمن، بل مثل هذا من أولياء الشيطان، فأولياء الله هم أهل الإيمان والتقوى، قال الله سبحانه: أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ ۝ الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ [يونس:62-63] هكذا في سورة يونس، هذه صفة أولياء الله؛ أهل الإيمان والتقوى في الظاهر والباطن، وقال : وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ [الأنفال:34] وقال ﷺ إن آل أبي فلان ليسوا لي بأولياء، إنما أوليائي المؤمنون فأولياء الله وأولياء رسوله ﷺ هم المؤمنون هم أهل التقوى، فالذي يتظاهر بعدم الصلاة وبعدم الصوم وبسب الله ورسوله هذا ليس من أولياء الله، بل هو من أولياء الشيطان، والواجب أن يستتاب فإن تاب وإلا قتل، يجب على ولاة الأمور إذا عرفوا مثل هذا أن يستتاب فإن تاب وإلا قتل؛ لأن تارك الصلاة كافر، يستتاب فإن تاب وإلا قتل، وأما ساب الله ورسوله فهذا يقتل ومن غير استتابة عند جمع من أهل العلم؛ لأن جريمته عظيمة، وقال قوم: يستتاب فإن تاب وإلا قتل.
فالحاصل أن هذا الرجل وأشباهه ليس من أولياء الله، ولكنه من أولياء الشيطان، والذين يناصرونه ويذبون عنه ويقولون: إنه في الظاهر هكذا، ولكنه في الباطن مؤمن، هؤلاء من جنسه، هؤلاء خبثاء من أولياء الشيطان، وهم أنصار الشر والفساد، وهذا من شأن بعض الصوفية المخذولين، فيجب التنبه لهذا، وقد قال العلماء رحمة الله عليهم علماء أهل السنة قالوا فيمن يدعى له الولاية، قالوا: لو طار في الهواء أو مشى على الماء فلا يعتبر أنه من أولياء الله حتى ينظر في أعماله، وحتى يوزن بميزان الشريعة، فإن استقام أمره في ميزان الشريعة، وعلم أنه مستقيم على طاعة الله ورسوله، كاف عن محارم الله ورسوله، فهذا هو المؤمن وهو الولي، وإن رئي منه ما يدل على فسقه واقترافه المحارم أو تضييعه الواجبات؛ فهذا دليل على أنه من أولياء الشيطان وليس من أولياء الله كما نص على هذا الشافعي رحمه وأحمد وغيره من أهل العلم.
فالحاصل أن مثل هذا من أولياء الشيطان، والواجب على من عرف ذلك أن يرفع بأمره إلى ولاة الأمور حتى يعامل بما يجب من استتابته وقتله إن لم يتب، أو قتله مطلقاً إذا كان يسب الله ورسوله، فإن جمعاً من أهل العلم يرون أنه يقتل من غير استتابة، نسأل الله العافية. نعم.
المقدم: جزاكم الله خير.

Webiste