تم نسخ النصتم نسخ العنوان
وردت عدة أحاديث عن لبس المرأة المسلمة في عهد... - ابن عثيمينالسائل : وردت عدة أحاديث عن لبس المرأة المسلمة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وقد تشابهت علينا أرجو من فضيلة الشيخ أن يوضّح كيفية لبس المرأة الملتزمة ...
العالم
طريقة البحث
وردت عدة أحاديث عن لبس المرأة المسلمة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد تشابهت علينا ، نرجو توضيح كيفية لبس المرأة الملتزمة في الوقت الحالي ، وذلك في جميع الملبوسات في هذا العصر ؟
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
السائل : وردت عدة أحاديث عن لبس المرأة المسلمة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وقد تشابهت علينا أرجو من فضيلة الشيخ أن يوضّح كيفية لبس المرأة الملتزمة في الوقت الحالي والكيفية نريدها في جميع الملبوسات هذا العصر بارك الله فيكم؟

الشيخ : الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى ءاله وأصحابه أجمعين، قبل الإجابة على هذا السؤال أود أن أذكر قاعدة مفيدة في هذا الباب وهي أن الأصل في الألبسة الحل والإباحة حتى يقوم دليل على التحريم لقول الله تبارك وتعالى: يَا بَنِي ءادَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ ءايَاتِ اللَّهِ ولقوله تعالى: قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ ءامَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ فهذه القاعدة يجب أن نبني عليها حكم ما يلبسه الرجال والنساء فنقول: الأصل في ذلك الحل حتى يقوم دليل على التحريم.
ومما جاءت الأدلة بتحريمه أن تلبس المرأة لباسا يختص بالرجل أو يلبس الرجل لباسا يختص بالمرأة لأن هذا يكون من باب التشبه وقد ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام: أنه لعن المتشبهات من النساء بالرجال والمتشبهين من الرجال بالنساء هذا واحد.
ثانيا مما ورد تحريمه التشبه بالكافرات بمعنى أن يلبس الرجل لباس رجال يختص بالكفار لا يلبسه غيرهم أو تلبس المرأة لباسا يختص بالنساء الكافرات لا يلبسه غيرهن فإن هذا حرام ولا يجوز لأن التشبه بالكفار محرّم لقول النبي صلى الله عليه وسلم من تشبّه بقوم فهو منهم ولأن التشبه بالقوم يؤدي إلى احترامهم في الظاهر واعتزازهم بتقاليدهم وما هم عليه، قال أهل العلم: ولأن التشبه بهم في الظاهر قد يؤدي إلى التشبه بهم في الباطن في العقيدة والأخلاق وبهذا يهلك المسلم وينسلخ من مقوّمات دينه الظاهرة والباطنة.
ثالثا مما يحرم لبسه أن يلبس الرجل ذهبا، خواتم أو قلادة أو أسورة أو غير ذلك لأنه ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه حرّم الذهب على الرجال حتى إنه قال لرجل رأى عليه خاتم ذهب: يعمد أحدكم إلى جمرة من نار فيضعها في يده أو قال في أصبعه ثم نزعه النبي صلى الله عليه وسلم من أصبع الرجل وطرحه.
وأما النساء فلهن أن يلبسن من الحلي ما جرت به العادة من ذهب أو فضة أو غيرهما بشرط ألا يشتمل على محرّم.
ومن الأشياء المحرمة وهو الخامس أن يلبس الإنسان ما فيه صورة من ثياب أو فنائل أو أخمرة أو سراويل أو غيرها.
وكذلك ما يفعله بعض النساء من لباس حلي من الذهب أو من غير الذهب على شكل حيوان ثعبان أو فراشة أو ما أشبه ذلك فإن هذا محرّم وذلك لأن الملائكة لا تدخل بيتا فيه صورة واصطحاب الإنسان للصورة في لباسه من أعظم ما يطرد الملائكة عن دخول البيت ولا فرق في هذا بين الصغار والكبار على القول الراجح وقد ذكر فقهاء الحنابلة قاعدة في هذا الباب مهمة وهي أنه يحرم إلباس الصبي ما يحرم على البالغ.
ومن ذلك أي من اللباس المحرّم أن يلبس الإنسان ما لا يستر عورته كما يفعله بعض الناس من الرجال حيث يلبسون ثيابا خفيفة تحتها سراويل لا تستر ما بين السرة والركبة ثم يصلون فيها فإن هذا من اللباس المحرّم الذي لا يستر ولا يُجزئ في الصلاة.
وكذلك بعض النساء يلبسن ثيابا قصيرة أو ضيّقة أو خفيفة يُرى من ورائها الجلد ويُرى من ورائها في الضيّق حجم البدن كأنما فصّل الثوب عليه تفصيلا لازقا به فإن هذا حرام على المرأة لقول النبي عليه الصلاة والسلام: صنفان من أهل النار لم أرهما بعد قوم معهم أسياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا .
والأفضل في لباس المرأة أن يكون ساترا من رؤوس الأصابع في الكفين إلى القدمين والستر بالنسبة للكف قد يكون بثوب ضاف طويل الكم وقد يكون باستعمال القفازين فإن لباس القفازين للنساء كان معهودا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم أو كان معروفا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم بدليل أن النبي صلى الله عليه وسلم لما ذكر ما تجتنبه المحرمة قال: ولا تلبس القفازين وهذا يدل على أن من عادة النساء في ذلك الوقت لباس القفازين لأنه يستر الكف.
أما بالنسبة للباس الرأس فإن المرأة تلبس خمارا تستر به رأسها وتستر به وجهها أيضا عن الرجال الأجانب لأنه لا يحل للمرأة أن تكشف وجهها للرجال الأجانب لدلالة الكتاب والسنّة على منع ذلك ودلالة النظر الصحيح السليم على أنه لا بد من ستر المرأة وجهها لما في كشفه من الفتنة التي قد تؤدي إلى الفاحشة الكبرى.
هذا ما يحضرني الأن منعه من اللباس وقد يكون هناك أشياء أخرى غابت عني الأن ولكن القاعدة التي أسّستها أولا أو التي بيّنتها أولا وهي أن الأصل في اللباس الحل حتى يقوم دليل على التحريم وذكرت في ذلك ءايتين من كتاب الله وهما قول الله تعالى: يَا بَنِي ءادَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْءاتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ وقوله تعالى: قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ وربما يُضاف إلى ذلك ءاية ثالثة وهي قوله تعالى: هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ . نعم.

السائل : بارك الله فيكم فضيلة الشيخ. هذا مستمع علي أحمد سوداني.

Webiste