تم نسخ النصتم نسخ العنوان
امرأة متزوجة وقد أنجبت ولدا ثم حملت بعده مبا... - ابن عثيمينالسائل : تقول بأنها امرأة متزوجة وقد أنجبت ولداً ثم حملت بعده مباشرة فالآن تريد أن ترتاح بعد الثاني لأنها أصيبت بفقر الدم في الأول والثاني ، فهل يجوز له...
العالم
طريقة البحث
امرأة متزوجة وقد أنجبت ولدا ثم حملت بعده مباشرة وتريد أن ترتاح بعد الثاني لأنها قد أصيبت بفقر الدم في الأول والثاني فهل يجوز لها استخدام حبوب منع الحمل علما أن زوجها يمنعها من استعمال أي مانع فأرجو النصيحة ؟
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
السائل : تقول بأنها امرأة متزوجة وقد أنجبت ولداً ثم حملت بعده مباشرة فالآن تريد أن ترتاح بعد الثاني لأنها أصيبت بفقر الدم في الأول والثاني ، فهل يجوز لها استخدام حبوب منع الحمل أو اللولب علماً بأن زوجها يمنعها من استعمال أي مانع ، فأرجو النصح له لعله ينتفع بالنصيحة مأجورين ؟

الشيخ : لا شك أن كثرة الولادة مما يزيد الأمة قوة ويحصل به مراد رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال : "تزوجوا الودود الولود" ولا شك أيضا أن المرأة إذا حملت يلحقها الضعف لقوله تعالى : { وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ } .
ولا شك أيضا أن المرأة إذا حملت فإنها تحمل الولد كرها وتضعه كرها كما قال الله تعالى : { وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا } .
ولا شك أن المرأة إذا حملت يلحقها التعب والإعياء ، وإذا كان هذا أمرا مألوفا ومعتادا فإنه لا ينبغي للمرأة أن تتضجر منه وأن تتهرب منه باستعمال ما يمنع الحمل بل عليها أن تصبر وتحتسب الأجر من الله ، وهي إذا صبرت واحتسبت الأجر من الله ولم تخنع لما يحصل لها من الضعف فإن الله تعالى يقويها على ما حملت ويعينها حتى يكون هذا الحمل خفيفا عليها .
نعم لو فرض أن هناك أمورا عارضة غير معتادة تحصل للمرأة عند الحمل فحينئذ ينظر في الأمر ، وما ذكرت السائلة من أنها أصيبت بفقر الدم فهذا أمر طبيعي إذ أن المرأة إذا حملت فإنه ينصرف جزء كبير من دمها إلى الحمل ، ولكن إن كان هذا الذي أصابها من فقر الدم أمرا زائدا على المعتاد ولم تتمكن من السلامة منه بأخذ المقويات ففي هذا الحال ينبغي لزوجها أن يراعيها وأن يرخص لها في استعمال ما يمنع الحمل .
ولكنني أحذرها وغيرها من النساء من استعمال العقاقير والحبوب لأن هذه مضرة على المدى الطويل ، وقد حدثني من أثق به من الأطباء أنها سبب لفساد الرحم ولتشويه الأجنة ولأمور أخرى تتعلق بالدم والأعصاب ، لكن هناك وسائل تقي من الحمل غير هذه الحبوب ، أما تعاطي هذه الحبوب والعقاقير فإنني أنصح عنها كثيرا.
وخلاصة الجواب أنه يجب على المرأة أن تصبر على ما أصابها من الضعف والتعب والإعياء في حال الحمل ولها في ذلك أجر عند الله عز وجل وتكفير لسيئاتها ، وعلى الزوج إذا رأى أن المرأة تتأثر تأثرا غير معتاد في حملها أن يأذن لها في استعمال ما يمنع الحمل أو هو بنفسه يستعمل ما يمنع الحمل رأفة بها ورحمة بها حتى تنشط وتقوى على ذلك .

السائل : شكر الله لكم يا فضيلة الشيخ وبارك الله فيكم وفي علمكم .

Webiste