تم نسخ النصتم نسخ العنوان
قصة نبي الله سليمان عليه السلام مع الهدهد وت... - ابن عثيمينالشيخ : أما المسألة الثانية مما أريد أن أتكلم فيه فهو سليمان عليه الصلاة والسلام تفقد الطير تفقد الطير فقال :  مالي لا أرى الهدهد  وهذا يدل على تمام إدا...
العالم
طريقة البحث
قصة نبي الله سليمان عليه السلام مع الهدهد وتفسير قوله تعالى:" وتفقد الطير فقال ما لي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين لأعذبنه عذابا شديدا أو لأذبحنه أو ليأتيني بسلطان مبين. فمكث غير بعيد فقال أحطت بما لم تحط به وجئت من سبأ بنبأ يقين " وبيان الأسلوب الحسن في الكلام
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : أما المسألة الثانية مما أريد أن أتكلم فيه فهو سليمان عليه الصلاة والسلام تفقد الطير تفقد الطير فقال : مالي لا أرى الهدهد وهذا يدل على تمام إدارته لملكه لأن سليمان أعطي ملكا عظيما لا ينبغي لأحد من بعده يتفقد حتى الطيور يتفقدها وين راح الطير الفلاني نعم. نحن الآن يذهب أولادنا إلى الأسواق ما نتفقدهم أولادنا أفلاذ أكبادنا لا ندري أين هم لا نتفقدهم سليمان يتفقد ايش؟ مملكته حتى الطير. قال : مالي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين يعني إني أنا غفلت عنه أو أنه غائب وأم هنا بمعنى بل فهي للإضراب أي بل كان غائبا ثم توعد لأعذبنه عذابا شديدا أو لأذبحنه أو ليأتيني بسلطان مبين فإن أتاه بسلطان مبين يعذبه ويذبحه وإلا لا؟ لا مكث غير بعيد أي زمنا غير بعيد فجاء الهدهد. وإذا الهدهد قد سافر إلى اليمن من الشام. جاء الهدهد فقال له : أحطت بما لم تحط به يقول لسليمان هذا الكلام الجاف لأنه ايش؟ لأنه هدهد طير أحطت بما لم تحط به يعني كأنه يقول علمت بما أنت جاهل به نعم وجئتك من سبأ بنبأ يقين ثم قص القصة.
تأمل هذا القول من الهدهد وقول إبراهيم لأبيه : يا أبت إني قد جائني من العلم ما لم يأتك هل بين العبارتين فرق؟ أيكم الذكي الي يعرف الفرق بين العباريتن ؟ الهدهد قال لسليمان : أحط بما لا تحط وإبراهيم قال لأبيه : يا أبت إني قد جاءني بالعلم ما لم يأتك . تفضل.
الطالب : ... .

الشيخ : أيهما أشد وأغلظ؟
الطالب : قول الهدهد
تالشيخ : قول الهدهد أحطت بما لم تحط به لا شك لأن إبراهيم لم يقل لابيه أنت جاهل قد جاءني من العلم ما لم يأتك وهذا أسلوب حسن رقيق ولهذا ينبغي للإنسان إذا كان يخاطب من فوقه أن يخاطبه بكلام رقيق يؤدي إلى المعنى المقصود ولا شك أن قول القائل : عندي من العلم ما ليس عندك أهون من قوله إنك جاهل لا شك في هذا. فالأسلوب له أثر في قبول السامع.
ذكروا أن ملكا من الملوك رأى في المنام رؤيا أفزعته رأى أن أسنانه قد سقطت أن أسنانه سقطت ففزع فزعا عظيما فأتى بالذين يعبرون الرؤيا يسألهم فقال أحدهم : تموت عائلتك انزعج أكثر قال اضربوه ليش يقول اضربوه لأنه ؟ أزعجه إزعاجا عظيما الرجل منزعج من قبل وهذا زاده بلاء قال اضربوه. هاتوا غيره وأتوا بآخر و عرض عليه الرؤيا فقال يكون الملك أطول أهله عمرا قال بارك الله فيك أو كلمة نحوها. يكون الملك أطول أهله عمرا .طيب الكلمة هذه تؤدي الأول المعنى الأول وإلا لا؟ لأنه إذا مات أهله قبله صار هو أطولهم عمرا فانظر كيف كان الكلام الواحد يختلف باختلاف الأسلوب. ولهذا ينبغي للإنسان أن يكون لبقا في مخاطبات يتكلم بالكلام الذي يحصل به المقصود بدون تأثير على السامع. إذا كان يريد أن يقبل قوله ولا سيما في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فإن اللين والرفق أمر مهم.

Webiste