الشيخ : يقول الله تبارك وتعالى : والضحى والليل إذا سجى ما ودعك ربك وما قلى أقسم الله تعالى بشيئين متضادين أولها الضحى الذي به الإشراق والنور والضياء. والثاني الليل إذا سجى أي غطى الأرض بظلامه وإنما أقسم الله بذلك لأنهما من أعظم آيات الله عز وجل ومن أكبر الأدلة على رحمة الله تبارك وتعالى بعباده يقول الله تبارك وتعالى : قل أرأيتم إن جعل الله عليكم الليل سرمدا إلى يوم القيامة من إله غير الله يأتيكم بضياء أجيبوا لا أحد من إله غير الله يـأتيكم بضياء أفلا تسمعون . قل أرأيتم إن جعل الله عليكم النهار سرمدا إلى يوم القيامة من إله غير الله يأتيكم بليل تسكنون فيه لا أحد أفلا تبصرون ومن رحمته جعل الله لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون .
جعل الله لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون لتسكنوا فيه يعود إلى الليل ولتبتغوا من فضله يعود إلى النهار. ولعلكم تشكرون وأي لأجل أن تشكروا الله عز وجل على هذه النعمة العظيمة التي لا يمكن للبشرية جمعاء مع غيرها من المخلوقات لا يمكن أن تأتي بالليل إذا ذهب ولا أن تأتي بالنهار إذا ذهب.
الكل مسخر من عند الله عز وجل فالليل للسكنى والنهار لابتغاء الفضل من الله ينتشر العالم فيه يبتغون من فضل الله.
ولكن مع الأسف إن كثيرا من الناس اليوم صار ليلهم نهارا ونهاركم ليلا تجدون يسهرون في الليل إلى قرب طلوع الفجر ثم ينامون وربما ناموا عن صلاة الفجر والعياذ بالله. وعلى أي شيء يسهرون؟ يسهرون على شيء إما لغو لا خير فيه وإما ضرر. هذا هو الغالب وقل من يسهر للعلم كما فعل أبو هريرة رضي الله عنه فهو رضي الله عنه كان يحيي أكثر الليل لحفظ حديث رسول صلى الله عليه وسلم.
ولهذا أوصاه النبي صلى الله عليه وسلم أن يوتر قبل ايش؟ قبل أن ينام.
على كل حال أقسم الله بالضحى والليل إذا سجى لما فيهما من آيات الله العظيمة الدالة على كمال قدرته وعلى كمال رحمته.