الشيخ : وفي هذا المقام العظيم الذي قامه أبو بكر رضي الله عنه دليل على أن أبا بكر أقوى الصحابة قلبا وأربطهم جأشا حيث إنه رضي الله عنه في المصائب العظيمة في المواقف العظيمة الكبيرة يكون هو أثبت الصحابة ونحن نضرب لذلك أمثالا تعلمون ما وقع في صلح الحديبية من الشروط القاسية على المسلمين الهينة على الكافرين صلح الحديبية سببه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اتجه من المدينة بنحو الف وأربعمئة رجل معهم الهدي من إبل وبقر وغيرهما يريد العمرة لا يريد قتالا ولكنه لما وصل إلى حدود الحرم في الحديبية والحديبية مكان بعضه من الحل وبعضه من الحرم لما وصل إلى ذلك بركت ناقته وأبت أن تتجه إلى مكة فقال الصحابة : خلأت القصواء خلأت بمعنى حرنت وبركت والقصواء اسم لناقته عليه الصلاة والسلام فقال عليه الصلاة والسلام : والله ما خلأت القصواء وما ذاك لها بخلق عليه الصلاة والسلام حتى البهائم يدافع عنها النبي عليه الصلاة والسلام ما خلأت القصواء وما ذلك لها بخلق ليس من عادتها أن تحرن وتبرك ولكن حبسها حابس الفيل من هو ؟ من حابس الفيل يا إخوان
الطالب : الله

الشيخ : الله عز وجل حبسها حابس الفيل الفيل الذي قدم به أبرهة من أجل أن يهدم الكعبة المشرفة زادها الله تعالى شرفا وحماها من كل شر لكن الفيل أبى أبى ان يتجه إلى مكة فكانوا إذا وجهوه إلى اليمن هرول وأسرع وإذا وجهوه إلى مكة برك أبى أن يدخل إلى مكة أو أن يتجه إلى مكة كذلك ناقة النبي عليه الصلاة والسلام فعلم النبي صلى الله عليه وسلم ببروكها أن الأمر وراءه شيء ثم قال : والذي نفسي بيده لا يسألوني خطة يعظمون بها حرمات الله إلا أجبتهم عليها اللهم صل وسلم عليه لا يريد أن ينتقم لنفسه ولو شاء أن يدخل مكة بألف وأربعمئة رجل لدخل لكنه عليه الصلاة والسلام عنده من خشية الله ما يمنعه من ذلك حصلت المفاوضة بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين قريش استمع جاء رسول قريش ليكتب الكتاب فقال : اكتب بسم الله الرحمن الرحيم القائل من يا أخ ؟ إي نعم.
الطالب : ... .

الشيخ : أحسنت استرح قال النبي صلى الله عليه وسلم للكاتب : اكتب بسم الله الرحمن الرحيم قال مندوب قريش لا لا تكتب بسم الله الرحمن الرحيم لا نعرف الرحمن وقد قال الله تعالى : وهم يكفرون بالرحمن أبوا اكتب باسمك اللهم فقال : اكتب باسمك اللهم هذه واحدة تنازل من الرسول عليه الصلاة والسلام لأنه أقسم أن لا يسألوه خطة يعظمون بها حرمات الله إلا أجابهم ثم قال : هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله فقال لا تكتب رسول الله لو نعلم أنك رسول الله ما قاتلناك ولا صددناك إيش يكتب ؟ قال اكتب محمد بن عبد الله رجل من قريش أما أن نصفه أن نقر بوصفه بالرسالة فهذا حجة علينا لا يمكن هذا يقوله من ؟ مندوب قريش يقول لا تكتب محمد رسول الله هذا ما قاضى عليه محمد بن عبد الله
وأقف عند هذه النقطة لأنبه على ما يفعله بعض الكتاب الآن إذا أراد أن يقول قال رسول الله قال : قال محمد بن عبد الله ولا شك أن محمد بن عبد الله لكن أيهما أفضل أن ننسبه إلى أبيه كغيره من الناس أو ننسبه إلى عبادة الله ورسالته ؟ أجيبوا يا جماعة الثاني بلا شك ولهذا نقول بدل قال محمد بن عبد الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال محمد عبد الله ورسوله هذه المسائل يا إخواني يجب على طلبة العلم أن ينتبهوا لها لأنها قد يدسها بعض الناس من غير شعور من غير شعور بمعناها أو مغزاها لكن نقول قال رسول الله قال محمد رسول الله قال محمد عبد الله ورسوله المهم أبوا أن يكتب ما قاضى عليه محمد رسول الله اكتب محمد بن عبد الله قال : اكتب
ثم ذكر الشروط أن يوضع الحرب بينهم عشر سنين وألا يدخلوا مكة هذا العام يعني الرسول وأصحابه كانوا محرمين معهم الهدي يقول لبيك عمرة وصدوا عن البيت ولا أدري ما شعوركم حينما يصدكم صاد عن البيت بعد الإحرام إيش شعوركم ؟ نعم شعور عظيم جدا يعني ثقيل على النفس
ومع ذلك وافق النبي صلى الله عليه وسلم على هذا الشرط أن يرجع إلى المدينة وأن يأتي من العام القادم وأيضا يدخل مكة بغير سيوف المصلتة بالسيوف في قرابها وألا يبقى في مكة إلا ثلاثة أيام فقط ووافق على هذا مع أن فيه تنازلا عظيما لكن لأجل تعظيم حرمات الله
من الشروط : من جاء من قريش مسلما وجب على المسلمين رده ومن ذهب من المسلمين إلى قريش لم يجب رده الشرط هذا صعب ولا سهل ؟ صعب جدا يعني حتى ما فيه مساواة ما فيه مساواة كان المفروض أن من جاء من المشركين إلى النبي صلى الله عليه وسلم لا يرد كما أن من جاء من المسلمين إلى قريش لا يرد أو يرد الجميع لكن قريشا باستكبارها وعليائها أبت إلا أن من جاء من المسلمين إلى قريش لا يرد ومن جاء من قريش إلى المسلمين فإنه يرد ووافق على هذا هذه الشروط قاسية راجع عمر بن الخطاب رضي الله عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها وقال : يا رسول الله ألسنا على الحق وعدونا على الباطل ؟ قال : بلى قال : لم نعطي الدنية في ديننا ؟ حتى قال له الرسول عليه الصلاة والسلام : إني رسول الله ولست عاصيه وهو ناصري فلما أيس عمر من أن يتراجع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ذهب إلى أبي بكر يستنجده فكان جواب أبي بكر رضي الله عنه كجواب ... كجواب النبي صلى الله عليه وسلم تماما حرفا بحرف وهذا يدل على أن أبا بكر أقوى من عمر وغيره من الصحابة في المقام الضنك وأنه في المقام الضنك يوفق للصواب تماما أكثر مما يوفق له عمر رضي الله عنه هذه واحدة ثبت فيها أبو بكر رضي الله عنه ثبوت الجبال.