تفسير سورة الرحمن قال تعالى:" الرحمن" وذكر قصة يوم الحديبية
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : أما موضوع لقائنا هذا اليوم فإننا نتكلم بما تيسر على ما سمعناه من قراءة إمامنا سورة الرحمن هذه السورة عظيمة من أعظم السور ففيها ابتدأ الله تعالى بهذا الاسم الكريم الرحمن وهو مبتدأ وجملة علم القرآن خبر المبتدأ فما الرحمن ؟ الرحمن اسم من أسماء الله من أشرف أسمائه وأعظمها والعجب أن المشركين ينكرونه يقولون : ما الرحمن ولا ندري ما الرحمن حتى عند كتابة الصلح بينه وبين الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديبية لما قال : اكتب بسم الله الرحمن الرحيم قاله النبي عليه الصلاة والسلام قال : ما نعرف الرحمن ولكن اكتب باسمك اللهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم : اكتب باسمك اللهم انتبه ثم قال : هذا ما قاضى محمد رسول الله وذكر بقية الحديث قال : ما نقبل لو نعلم أنك رسول الله ما قاتلناك ولكن اكتب محمد بن عبد الله فقال الرسول : اكتب محمد بن عبد الله ثم ذكر الشروط انظر يا أخي كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يراعي المصلحة في أمر عظيم في عدم كتابة اسم من أسماء الله وفي عدم كتابة رسالته مع أنه حق ولهذا قال : إني والله لرسول الله وإن كذبتموني تنازل عن اسم من أسماء الله وعن الإقرار برسالة الرسول عليه الصلاة والسلام كله من أجل إيش ؟ من أجل المصلحة ولهذا لما بلغ النبي صلى الله عليه وسلم الحديبية بركت الناقة بركت الناقة فزجرها فلم تقم فقال الناس : خلأت القصواء يعني حرنت ولم تقدم فقال النبي صلى الله عليه وسلم : والله ما خلأت القصواء وما ذاك لها بخلق دافع حتى عن البهائم الظلم لا أحد يرضاه تظلم الناقة ويقال خلأت وهي ليس من عادتها ولكن يقول الرسول عليه الصلاة والسلام : ولكن حبسها حابس الفيل والذي نفسي بيده لا يسألوني خطة يعظمون فيها شعائر الله إلا أجبتهم عليها وفعلا هذا اللي حصل أجابهم على هذا الأمر العظيم محو اسم الرحمن من البسملة والثاني محو وصفه بالرسالة عليه الصلاة والسلام كل هذا لتعظيم حرمات الله وتعرفون أيضا أنه ذكر شروط شروط صعبة على المسلمين ومع ذلك قبلها من أعظم الشروط أن يرجع ولا يتمم العمرة وأن يأتي من العام القادم وألا يبقى إلا ثلاثة أيام وأن من جاء منهم مسلما رددناه إليهم ومن ذهب منا إليهم لا يردونه ما تقولون في هذا الشرط ؟ ظاهره إيش ؟ الحيف والجور كيف نقول من جاء منكم مسلما رددناه إليكم ومن جاءكم منا لا تردونه ولهذا حاول عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلغاء هذا الشرط وناقش الرسول عليه الصلاة والسلام وقال : يا رسول الله ألسنا على الحق وعدونا على الباطل ؟ قال : بلى قال : فلم نعطي الدنية في ديننا قال : إني رسول الله ولن أعصيه وهو ناصري فدل هذا على أن الشروط هذه كانت بإقرار من الله عز وجل ثم ذهب عمر إلى أبي بكر لأن أبا بكر أخص الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الذي اتخذه خليلا ولم نعم وهو الذي قال عنه : لو كنت متخذا من أمتي خليلا لاتخذت أبا بكر ذهب إلى أبي بكر يناقش أبا بكر فكان جواب أبي بكر رضي الله عنه كجواب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم سواء بسواء وكتبت الشروط وقال النبي صلى الله عليه وسلم مدافعا عن هذا الشرط الثقيل : أما من جاء منهم مسلما فرددناه إليهم فسيجعل الله له فرجا ومخرجا وأما من ذهب منا إليهم فلا رده الله لأن من ذهب من المسلمين إلى الكفار يعني أنه اختار إيش ؟ اختار الكفر على الإيمان لكن من جاء منهم مسلما ثم رددناه فإنه سيجعل الله له فرجا ومخرجا ووقع الأمر كذلك ما الذي حصل بعد هذا ؟ قصة أبي بصير رضي الله عنه حين جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم مسلما فألحقت به قريش رجلين يطلبانه من الرسول عليه الصلاة والسلام فلما وصل المدينة وإذا برجلين يلحقان فطلب من الرسول عليه الصلاة والسلام أن يرده إليهما وقال للرسول الشرط الشرط يا رسول الله أو قال الشرط يا محمد رده إليهم لما رده إليهم ورجعا به إلى مكة في أثناء الطريق جلسوا يطعمون فأخذ سيف واحد منهم وجعل يمدح السيف بعد أن سله جعل يمدحه ثم ضرب به رقبة صاحبه ولما فعل هرب هرب صاحبه الذي لم يقتل إلى الرسول عليه الصلاة والسلام فذهب أبو بصير بأثره حتى بلغ الرسول عليه الصلاة والسلام وقال : يا رسول الله إن الله تعالى قد أبرأك ذمتك إنك أعطيتني إياهم ولكن الله أنقذني أو كلمة نحوها فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : ويل أمه مسعر حرب لو يجد من ينصره فعرف أبو بصير أن الرسول سيرده مرة ثانية فخرج من المدينة ونزل في سيف البحر على جادة قريش إذا ذهبوا بعيرهم إلى الشام راجعين إلى مكة فصار كل ما أتى فصار كل ما أتى عير من قريش أخذها لأن قريش في ذلك الوقت كانوا حربيين بالنسبة لهذا الرجل وإن كان بينهم وبين الرسول عهد لكن هذا الرجل رد إليهم فسمع به أناس من الصحابة في مكة فخرجوا إليه واجتمعوا حتى كانوا عصابة في النهاية رضخت قريش وقالت : يا محمد كف عنا هؤلاء وردهم فرجعوا إلى المدينة فالمهم على كل أننا نقول إن الرسول عليه الصلاة والسلام كان لا يمكن أن يدع شيئا تعظم فيه حرمات الله إلا فعله وأن أسعد الناس بشفاعته من ؟ من قال : لا إله إلا الله خالصا من قلبه فنسأل الله سبحانه وتعالى أن يدخلنا في شفاعته وأن يسقينا من حوضه وأن يجمعنا به في جنات النعيم .
الفتاوى المشابهة
- تفسير الآيات ( 10- 23 ) من سورة الرحمن . - ابن عثيمين
- تفسير آيات من سورة الرحمن - ابن عثيمين
- تفسير قول الله تعالى : (( بسم الله الرحمن ال... - ابن عثيمين
- تفسير الآيات ( 62 - 78 ) من سورة الرحمن . - ابن عثيمين
- ثبات أبي بكر الصديق في صلح الحديبية وما وقع... - ابن عثيمين
- تفسير آيات من سورة الرحمن - ابن عثيمين
- تفسير الآيات ( 24 - 30 ) من سورة الرحمن . - ابن عثيمين
- تفسير آيات من سورة الرحمن - ابن عثيمين
- تفسير الآيات ( 1 - 9 ) من سورة الرحمن . - ابن عثيمين
- بيان أن أبا بكر أقوى الصحابة قلبا وأثبتهم، و... - ابن عثيمين
- تفسير سورة الرحمن قال تعالى:" الرحمن" وذكر ق... - ابن عثيمين