تم نسخ النصتم نسخ العنوان
تتمة شرح حديث عن ابن عمر رضي الله عنهما قال:... - ابن عثيمينالشيخ : أو بقي قائماً ، فصعد أبو بكر المنبر وخطب الناس خطبة عظيمة بليغة في هذا المقام الضنك قال : " أما بعد أيها الناس من كان يعبد محمدًا فإن محمدًا قد ...
العالم
طريقة البحث
تتمة شرح حديث عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك، عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام، وحسابهم على الله ). متفق عليه. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان أبو بكر رضي الله عنه، وكفر من كفر من العرب، فقال عمر رضي الله عنه: كيف تقاتل الناس وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله، فمن قالها فقد عصم مني ماله ونفسه إلا بحقه، وحسابه على الله ؟! فقال أبو بكر: والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة، فإن الزكاة حق المال. والله لو منعوني عقالا كانوا يؤدونه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعه. قال عمر رضي الله عنه: فوالله ما هو إلا أن رأيت الله قد شرح صدر أبي بكر للقتال، فعرفت أنه الحق. متفق عليه.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : أو بقي قائماً ، فصعد أبو بكر المنبر وخطب الناس خطبة عظيمة بليغة في هذا المقام الضنك قال : " أما بعد أيها الناس من كان يعبد محمدًا فإن محمدًا قد مات " : رضي الله عنه وهو أشد الناس فجيعة به ، " ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت ، ثم تلا قوله تعالى : إنك ميت وإنهم ميتون ، وقوله تعالى : وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا " ، يقول عمر : " حتى عُقرت فما تقلني رجلاي " : يعني عجز أن يقف ، جلس لأنه علم أن هذا هو الحق ، فانظر إلى ثبات أبي بكر في هذا المقام العظيم .
أما الثالث الموضع الثالث : ففي صلح الحديبية ، صلح الحديبية فيه شروط ظاهرها أنها غضاضة على المسلمين ، منها : أنَّ من جاء من قريش مسلما -انتبه- من جاء من قريش مسلما رده الرسول إلى قريش ، ومن ذهب من المسلمين إلى قريش فلا يلزمهم رده ، هذا الشرط ظاهره أنه إجحاف ، عجز عمر لا يصبر على هذا ، فقال : يا رسول الله كيف ؟ كيف من خرج منهم مسلما وجاء مهاجرا إلينا نرده ومن ذهب منا لا يردونه ، كيف نعطي الدنية في ديننا ؟ ألسنا على الحق وعدونا على الباطل ؟ قال : بلى ، لكن هذا أمر الله ، وأنا عبد الله ورسوله ، ولن أعصي الله ، وسينصرني الله عز وجل : فعجز عمر .
فذهب إلى أبي بكر يستنجد به لعله يشير على الرسول عليه الصلاة والسلام بعدم الموافقة ، فكان جواب أبي بكر رضي الله عنه كجواب الرسول عليه الصلاة والسلام حرفا بحرف ، موافقة عظيمة في هذا المقام الضنك ، قال : إنه لرسول الله ، وإن الله ناصره ، فاستمسك بغرزه : يقول لعمر : يعني احذر أن تخالفه فإنه على الحق .
في هذه المواطن الثلاثة العظيمة تبين ثبات أبي بكر رضي الله عنه ، وأنه أثبت الصحابة وأحق الصحابة بالخلافة ، وأحزمهم وأعقلهم ، وهكذا يتبين حال الإنسان الثابت الذي ينظر إلى الأمور من بعيد ، ويسبر غورها ، والإنسان الذي عنده غيرة لكنه يريد أن يتعجل ، فالتعجل قد يكون فيه ضرر .
المهم من هذا الحديث ، أو الفائدة منه في هذا الباب الذي بوبه النووي -رحمه الله- في * رياض الصالحين * : " أن من امتنع من الزكاة وجب على الإمام قتاله حتى يؤدي الزكاة " ، والله الموفق .

Webiste