الشيخ : ومع الأسف أن من الناس من وقع في غيبة العلماء تجدهم علماء هذا عالم وهذا عالم هذا فاضل وهذا فاضل ثم كل واحد يغتاب الآخر لماذا ؟ لماذا يسلط الإنسان نفسه على شريكه في دين الله وعلى شريكه في حمل شريعة الله قد يقول : لأن هذا الرجل أخطأ في قول من الأقوال نقول وهل أحد معصوم ؟ أجيبوا يا جماعة لا لا أحد معصوم فإذا ذكر لك عن شخص من الناس من أهل العلم إذا ذكر لك قول ينسب إليه وترى أنه خطأ فالواجب اتباع المراحل التالية
المرحلة الأولى أن تتثبت أن تتثبت وكم من قول نسب إلى بعض العلماء الفضلاء فإذا بحثت عنه لم تجد له أصلا فالواجب أولا أن إيش ؟ أن أتثبت وهل ثبت عنه أو لا
ثانيا : إذا ثبت ما نقل عنه من الخطأ بطريق صحيح أقتنع به وأوقن به فالواجب أن نتأمل نتفكر لأن الشيء قد يظن أنه خطأ في بادي الأمر وعند التأمل يتبين أنه صواب وهذا أنت بنفسك تفعل الشيء في بادي الأمر ترى أنه مصلحة ثم يتبين لك أنه ليس بمصلحة كذلك أيضا ما ينقل عن العلماء لا ترده في أول الأمر لاسيما إذا نسب إلى عالم موثوق بعلمه وأمانته لا ترده من أول الأمر فكر ابحث هل قال به أحد من العلماء السابقين هل له حظ من النظر فإذا كان له حظ من النظر فأقنع هذا الذي نقل إليك هذا القول مخطئا قائله قل يا أخي هذا صحيح هذا الذي نقلت عن فلان هو قول صحيح وأقنعه وبهذا انتهت القضية فإن تبين لك أن الخطا الذي نقل عنه خطأ حقيقة فالواجب عليك ألا تشيع هذا الخطأ بين الناس لأن هذا غيبة الواجب أن تتصل بهذا العالم أولا فتسأله تقول بلغني كذا وكذا ثم عند مناقشة هذا العالم لا تناقشه مناقشة الند للند لأنك أنت طالب علم مثلا أو عامي وذلك طالب، عالم كبير تكلم معه بهدوء قل بلغني كذا وكذا فهل هذا صحيح ؟ إذا قال نعم صحيح قل أخبرني ما وجهه حتى اقتنع وأقنع غيري فإن ذكر وجها صحيحا وجب عليك الأخذ به والمدافعة عنه وإن ذكر وجها ترى أنه خطأ فلا بأس من المناقشة لا بأس من المناقشة لأن المناقشة هي مفتاح العلم ناقشه قل كيف تقول لا تقول كيف تقول قل كيف يكون الحكم هكذا والدليل يخالفه ؟ حينئذ إما أن يتبين أنه أخطأ فيجب عليه الرجوع وإما أن يتبين أنه على صواب فيجب قبول قوله والدفاع عنه أما كون أعراض بعضنا لبعض تؤكل وتهدر ويحصل بذلك الشر والتعصب والتفرق فهذا أمر لا يقره شرع ولا يقره عقل سليم ولقد كان الناس كان الناس على احترام لأخوانهم لا يغتابونهم لكن نزغ الشيطان بينهم فألقى بينهم العداوة بسبب هذه الأشياء التي يمكن حلها والحمد لله.