السائل : يقول فضيلة الشيخ ما حكم رمي الجمرات في ثاني أيام التشريق قبل الزوال وتعجل وبقي بعدها عدة أيام في مكة ؟

الشيخ : إن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم رمى بعد الزوال في الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر. وقال : "خذوا عني مناسككم". فمن رمى قبل الزوال فقد عصى النبي صلى الله عليه وسلم ، لأنه قال : "خذوا عني مناسككم". ولم يرم إلا بعد الزوال. فإذا رميت قبل ذلك فأنت كمن صلى الظهر قبل الزوال ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم وقَّت الرمي بالزوال حتى قال ابن عمر : "كنا نتحين" يعني نتحرى "فإذا زالت الشمس رمينا". وهل يعقل أن الرسول عليه الصلاة والسلام يتأخر في الرمي إلى ما بعد الزوال مع أنه أشق على الناس وأشد حرا ويكون الرمي قبل الزوال جائزا؟! لو كان الرمي قبل الزوال جائزا في شريعة الله لفعله النبي عليه الصلاة والسلام ، لأنه أرفق بالأمة. إني أسألكم أيما أرفق أن يقوم الإنسان بالرمي بعد زوال الشمس أي بعد اشتداد الحر أو أن يرمي عند طلوع الشمس؟ أيهما أرفق؟
الطالب : عند طلوع الشمس.

الشيخ : عند طلوع الشمس. "والنبي عليه الصلاة والسلام ما خير بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثما". وهذا يدل على أن الرمي قبل الزوال إثم ، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يرخص فيه لا بقوله ولا بفعله. وما علمنا أحدا من الصحابة أنه رمى قبل الزوال. وحتى لو رمى قبل الزوال ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم رمى بعد الزوال وقال : "خذوا عني مناسككم". وأما تتبع آراء العلماء وتتبع الرخص فهذا لا يغني من الحق شيئا. يعني إذا قال الإنسان هذا قول عطاء هذا قول فلان هذا قول فلان.
نقول : طيب ، هل نحن متعبدون بما جاء به النبي عليه الصلاة والسلام أو بما قال فلان وفلان ؟ بما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم. إذن لا ترمي إلا بعد الزوال. أطع الله ورسوله. إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "خذوا عني مناسككم". فكما أننا لا نرمي بالدراهم. لو جاء إنسان قال أنا برمي بالدراهم بدل الحصى سبعة ريالات أرميها في هذا. وسبعة ريالات في هذا. وسبعة ريالات في هذا. هل يجوز؟ مع أن الدرهم خير من الحصاة. لكن لا يجوز. الشرع دين محدث بما جاء به النبي عليه الصلاة والسلام وليس لاتباع الأهواء. ولو كان الرمي قبل الزوال فيه رخصة لرخص فيه النبي صلى الله عليه وسلم للضعفاء والنساء كما رخص لهم أن يرموا يوم العيد قبل الفجر. نعم.