تم نسخ النصتم نسخ العنوان
قصة سؤال موسى عليه السلام رؤية الله، وإثبات... - ابن عثيمينالشيخ : سأل موسى عليه الصلاة والسلام ربه أن ينظر إليه.  قال رب أرني أنظر إليك قال لن تراني  لا يمكن.  ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني فلم...
العالم
طريقة البحث
قصة سؤال موسى عليه السلام رؤية الله، وإثبات رؤية الله يوم القيامة
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : سأل موسى عليه الصلاة والسلام ربه أن ينظر إليه. قال رب أرني أنظر إليك قال لن تراني لا يمكن. ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا . اندك الجبل الأصم الأشد. كيف عاد بنو آدم؟ إذا كان هذا الجبل لم يستقر لرؤية الله عز وجل. فكيف ببني آدم؟! ولهذا قال : جعله دكا فلما رأى موسى هذا الأمر هاله. وخر موسى صعقا صعق من هول ما رأى. فلما أفاق قال سبحانك تبت إليك وأنا أول المؤمنين . وهذا لا ينافي ما ثبت بالقرآن والسنة وإجماع السلف على أن الله تعالى يرى يوم القيامة. فإنه يرى لا شك. دل على هذا كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وإجماع الصحابة أن الله في القيامة يرى رؤيا حقيقة بالعين. ولكن إذا رؤي بالعين هل يدركه الإنسان إذا رآه؟ أجيب يا أخي. لا يدركه. نحن الآن نرى الشمس هل ندركها بأعيننا؟ لا بل إنك ترى الإنسان نفسه لا تستطيع أن تدرك ملامحه كلها أبدا. نحن نرى الرب عز وجل ونسأله سبحانه وتعالى أن لا يحرمنا وإياكم من هذه الرؤية يوم القيامة لكن لا ندركه. ولهذا يعطي الله الناس يوم القيامة قوة فائقة لا يتصورها الإنسان. أدنى أهل الجنة منزلة من يرى ملكه مسيرة ألفي عام ألفين سنة. يرى أقصاه كما يرى أدناه. هل باستطاعتنا نحن أن ندرك هذا في الدنيا؟ لا. إذن الآخرة أحوالها أحوال أخرى. فالناس يوم القيامة يرون الله عز وجل. لكن لا يدركونه ، لأن الله قال : لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار . القرآن لو نزل على جبل لاندك الجبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله. قلوبنا الآن ونحن نقرأ القرآن هل هي تخشع حتى تتصدع؟ أجيبوا يا إخوان. لا. كثير من الناس الآن يقرأ القرآن بلسانه ولكنه لا يقرؤه بقلبه. ولهذا قل تأثر القارئين للقرآن بالقرآن لأن كثيرا منهم يقرؤون بألسنتهم فقط. نسأل الله أن يعيننا وإياكم على استحضار معاني القرآن الكريم والخشوع عند قراءته. نعم.

Webiste