تم نسخ النصتم نسخ العنوان
بيان حكم الربا الإستثماري وصورته . - ابن عثيمينالشيخ : لكن يأتيك الرجل الاقتصادي، يقول لك: الربا الاستثماري ليس فيه بأس لأنه ليس ظلماً، الربا الاستثماري يأتي الإنسان يؤسس شركة وليس عنده دراهم، فيذهب ...
العالم
طريقة البحث
بيان حكم الربا الإستثماري وصورته .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : لكن يأتيك الرجل الاقتصادي، يقول لك: الربا الاستثماري ليس فيه بأس لأنه ليس ظلماً، الربا الاستثماري يأتي الإنسان يؤسس شركة وليس عنده دراهم، فيذهب إلى التاجر أو البنك يقول: أعطني مئة ألف ريال نقداً أعطيك مئة وعشرين، ثم يشتري بهذه المئة ألف يشتري معدات وغيرها علشان يستثمرها ، فيقول الاقتصادي: هذا جائز هذا جائز وما فيه بأس ليش؟ قال لأن كلاً من الطرفين ايش؟ استفاد، البنك استفاد وصاحب المؤسسة استفاد وهذه تنمية اقتصادية ... ليس فيها ظلم، كل منهما استفاد وهل الشرع يحرم الفائدة، وايش تقول؟ لا وإلا نعم ؟ هل يحرم المنفعة؟ خل الناس تشتغل هذا في مؤسسته يؤسس شركة ينفع نفسه وينفع الناس، ... يستفيد، والربا إنما حرم لما فيه من الظلم وهذا ما فيه ظلم ما فيه ظلم فيه منفعة،نعم ماذا تقول؟
الطالب : ...

الشيخ : ... نعم ايش؟
الطالب : ...

الشيخ : هو يقول الربا الذي فيه منفعة للطرفين لا بأس به، لأن ليس فيه ظلم، ومثاله أن تأخذ من البنك مئة ألف ريال تؤسس شركة مصنعية تنتفع أنت وتنفع الناس بالصناعة والبنك ينتفع بالزيادة سيأخذ بدل المئة ألف مئة وعشرين ألفاً ، وهذا استثمار طيب ونافع ينفع الاقتصاد نعم ويمشي الناس، كم عامل يشتغل بالشركة هذه ينتفع عالم ، كيف تقول هذا حرام ؟ أليست الشريعة الاسلامية تؤيد كل ما فيه مصلحة؟ ستقول لا وإلا بلى؟ إذا قال لك الشريعة الاسلامية تؤيد كل ما فيه مصلحة وايش تقول؟
الطالب : ...

الشيخ : اسمع أنا أقول إذا قال هذا الكلام هل توافق وإلا ما توافق؟ توافق أن الشريعة الاسلامية تؤيد كل ما فيه مصلحة؟
الطالب : لا

الشيخ : لا ! توافق ، الشريعة الاسلامية تؤيد كل ما فيه مصلحة بل هي ما جاءت إلا لمصالح العباد في الآخرة وفي الدنيا، ولكن يبقى ما هو ميزان ما هو الميزان الذي توزن به المصلحة، أهي العقول أو الشرع؟ هنا محل الخلاف، إن قلت أنه العقل ، حينئذٍ استغن عن الشرع اطرح الشرع جانباً، قل أنا أدبر بعقلي، وإن قلنا الذي يقرر المصلحة من المفسدة هو الشرع حينئذٍ نرجع للشرع، أليس كذلك؟ نرجع للشرع ونقول: هذه المعاملة التي ادعيت أنها ترفع الاقتصاد وأنها استثمارية وأنها طيبة، هذه معاملة محرمة، لأنها تجر إلى الربا الذي ليس فيه مصلحة إلا للمرابي فقط، والدليل على هذا أن الرسول عليه الصلاة والسلام قدم إليه تمر طيب ، قدم إليه تمر طيب، فقال من أين هذا؟ قالوا: يا رسول الله نأخذ الصاع من هذا بالصاعين، والصاعين بالثلاثة، فقال: عين الربا عين الربا ، ردوه فأبطل العقد فيه، مع أن هذه المعاملة ليس فيها ظلم، ما فيها ظلم ، صاحب التمر الطيب استفاد بالكمية وصاحب التمر الرديء استفاد بايش ؟ بالنوعية والكيفية ، ما في ظلم ما فيه ربا ، ما فيه استئثار بالفائدة كل منهما استفاد ومع ذلك قال الرسول عليه الصلاة والسلام: عين الربا شوف الكلمة عين الربا لا تفعلوا أو قال لا تفعلوا ردوه أبطل العقد مع أن المنفعة فيه للطرفين، وبهذه وبهذا تندحر حجة من قال إن الربا الاستثماري ليس فيه بأس وأنه جائز، فالحاصل الآن نعود إلى الأسس التي ذكرناها، أن المعاملات المحرمة تدور على ثلاثة أشياء وهي الظلم والميسر والربا وإن لم يكن ظلماً ، والربا وإن لم يكن ظلماً، نعم وفقنا الله وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح.

Webiste