الشيخ : أما النوع الثالث من الأدلة فهو ايش؟
الطالب : الفطرية

الشيخ : أدلة الفطرة التي فطر الله الناس عليها بدون تعلم وبدون بحث ومناظرة يعرفها الإنسان من فطرته عندما تقول: يارب أين يطير قلبك؟
كيف؟
الطالب : العلو

الشيخ : ولا يطير بالأرض ينزل الأرض، عندما تقول: يارب قلبك، تجد ضرورة بالقلب أن يرتفع إلى فوق، ولهذا ترفع يديك تلقائياً يارب، حتى هؤلاء الذين ينكرون الذين يقولون الله بذاته في كل مكان لو رأيتهم وهم يدعون الله أين يرفعون أيديهم؟
الطالب : إلى السماء

الشيخ : إلى السماء يا رب سبحان الله! كيف ترفع يديك إلى السماء وأنت تقول الله بذاته في كل مكان. لازم تطير يديك يمين ويسار وتحت وفوق علشان يصدق التوجه إلى الله عز وجل عندك.
طيب إذن الفطرة تقتضي أن الله تعالى فوق كل شيء بدليل أن الإنسان إذا دعا ربه بمجرد أن يدعو ربه يجد من قلبه ضرورة لطلب العلو.
وذكر ابن القيم رحمه الله في كتابه: "اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو المعطلة والجهمية" أن أبا المعالي الجويني كان يقرر حمه الله وعفا عنه فيقول : " إن الله سبحانه وتعالى خلق السماوات والأرض وهو الآن على ما كان عليه "- انتبه - خلق السماوات والأرض يعني قبل كل شيء وهو الآن على ما كان عليه، ماذا تفهمون من هذا الكلام؟ هو يريد أن ينكر استواء الله على العرش، إذا كان هو الآن على ما كان عليه فمعناه أنه لم يستو على العرش فقال له أبو العلاء الهمداني رحمهم الله : يا أستاذ دعنا من ذكر العرش - يعني الاستواء على العرش دليله غير عقلي دليله سمعي لولا أن الله أخبرنا أنه استوى على العرش ما علمنا بذلك - " لكن أخبرنا عن هذه الضرورة ما قال عارف قط : يا الله إلا وجد من قلبه ضرورة بطلب العلو ".
تفهمون الكلام وإلا ما تفهمونه؟ يقول : أخبرني عن الفطرة وهذه الضرورة ما قال عارف قط، والعارف يعني العابد أو الداعي ما قال يا الله إلا وجد بقلبه ضرورة بطلب العلو، وهذا صحيح فجعل الرجل أبو المعالي يضرب على رأسه يقول: " حيرني الهمداني ، حيرني الهمداني ". ليش حيره؟
لأن الدليل الفطري لا يمكن لأحد إنكاره، الدليل الفطري لا يمكن لأحد أن ينكره، ولهذا إذا جاع الإنسان ويش يطلب؟ إذا جاع الإنسان ماذا يطلب؟
الطالب : طعام

الشيخ : يطلب طعام أحد يدرسه يقول يا فلان إذا جعت فاطلب الطعام وإذا عطشت فاطلب الماء ولا هذا موجود بالفطرة؟ هذا موجود بالفطرة علو الله عز وجل موجود بالفطرة ما دعا داعٍ ربه إلا وجد من قلبه ضرورة بطلب العلو، ولهذا تحير أبو المعالي الجويني وعجز عن الإجابة، فتبين بهذا أن علو الله جل علا دلّ عليه السمع وايش؟ والعقل والفطرة، والسمع ثلاثة أصناف : القرآن والسنة والإجماع؟ أفهمتم بارك الله فيكم؟ طيب.