الكلام على أقسام الناس في صفة علو لله تعالى .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
العلو هل هو علو الصفة التي اتفقت عليه الأمة الإسلامية أو هو علو الذات الذي أنكره من أنكره ؟ كلاهما، علو الذات وعلو الصفة، أما علو الصفة فإن المسلمين كلهم أجمعوا على ذلك حتى الجهمية والمعتزلة والأشعرية والماتريدية وغيرهم كلهم أجمعوا على ثبوت صفة العلو لله عز وجل، علو الصفة، طيب ولهذا أقول لكم: المعطلة الذين ينكرون الصفات، أتدرون لماذا ؟ قالوا: لأننا ننزه الله لأن ثبوت هذه الصفات يستلزم على زعمهم النقص فينفونها تنزيها لله عز وجل، إذن العلو الذي هو علو الصفة ثابت لله بإجماع الأمة ولا أحد ينكره، علو الذات هذا هو الذي اختلف فيه الناس فانقسموا إلى ثلاثة أقسام رئيسية:
القسم الأول: من أنكره لكنه جعل الله تعالى في كل مكان يقول: الله ليس مكانه خاصا في العلو بل هو في كل مكان، وهذا رأي الجهمية الحلولية يصرحون بهذا يقولون: لا يمكن أن يكون الله تعالى عاليا على كل شيء، بل هو في كل شيء، إن كنت في المسجد ؟ ... في المرحاض ؟ فهو في المرحاض، قاتلهم الله وحاشاه من قولهم، ولهم شبهة .
القول الثاني: عكس هذا تماما قال: لا يجوز أن نقول: إن الله في مكان لا عالي ولا نازل بل هو سبحانه وتعالى ليس فوق العالم ولا تحته ولا يمين ولا شمال ولا متصل ولا منفصل ولا مباين ولا محايد وهلم جرا من الأمور السلبية، على عكس الأولين تماما، وإني أسألكم بالله أين يكون الإله إذا كان ينفى عن كل هذا ؟ يكون عدما، ولهذا قال محمود بن سبكتكين رحمه الله أحد القواد المشهورين وهو يناظر محمد بن فورك أحد المتكلمين لما قال محمد بن فورك: لا داخل العالم ولا خارجه إلى آخره قال له: بين لي ما الفرق بين العدم وبين ربك الذي تصفه بهذه الصفة، وش الجواب ؟ لا فرق.
الثالث يقولون: إن الله تعالى عال بذاته فوق كل شيء ولا يحيط به شيء من مخلوقاته وعلوه لازم لذاته، وهو سبحانه وتعالى بائن من خلقه بمعنى أنه ليس حالا فيهم ولا هم حالون فيه، وهذا مذهب أهل الحق الذي دل عليه القرآن والسنة والعقل والفطرة والإجماع، خمسة أدلة كلها تدل على العلو الذاتي، وهي أيضا متنوعة يعني دلالة القرآن ليس آية واحدة ولا على وجه واحد متنوعة وكذلك في السنة، فالقرآن مملوء من إثبات العلو الذاتي لله مثل قوله: سبح اسم ربك الأعلى ، وهو العلي العظيم ، وهو القاهر فوق عباده ، يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ، أأمنتم من في السماء وأدلة لا تحصى،
من السنة أدلة قولية وفعلية وإقرارية يعني كل أنواع السنة دلت على علو الله الذاتي، أما السنة القولية فها هو النبي صلى الله عليه وسلم يقول في سجوده: سبحان ربي الأعلى فيثبت علوه، وأما الإقرارية فإنه سأل الجارية: أين الله ؟ قالت: في السماء فأقرها، وأما الفعلية فكان يخطب الناس يوم عرفة ويقول: ألا هل قد بلغت ؟ فيقولون: نعم فيرفع أصبعه إلى السماء ويقول: اللهم اشهد يعني على هؤلاء الناس، يشير إلى السماء وهذه دلالة فعلية بالإشارة، وأما الإجماع فالسلف الذي على رأسهم الصحابة مجمعون على أن الله تعالى فوق كل شيء، مجمعون على هذا إجماعا قطعيا، لأنهم كلهم يقولون في سجودهم: سبحان ربي الأعلى ولم ينقل عن واحد منهم أنه قال: أن الله ليس في السماء أبدا، وعدم نقل المخالفة لما في الكتاب والسنة يدل على الإجماع، وهذا طريق واضح في أنه إذا لم يرد عن السلف ما يخالف دلالة القرآن فهم مجمعون على ما دل عليه القرآن، أما دلالة العقل فسل نفسك أيهما أولى رب يوصف بما يدل على العدم، أو رب لا ينزه عن الأماكن القذرة، أو رب عال فوق كل شيء أيهما ؟ الثالث لا شك، ثم إن العلو من حيث هو علو صفة كمال، أليس كذلك ؟ وإذا كان صفة كمال فقد أثبت الله لنفسه كل صفة كمال كما قال تعالى: ولله المثل الأعلى هذه الدلالة عقلية، بقينا دلالة فطرية أيضا الفطرة دلت على علو الله، الإنسان بفطرته قبل أن يتعلم أين يتصور الله عز وجل ؟ في العلو، ولذلك تجد الإنسان الذي لم يقرأ هذا البحث عامي إذا أراد أن يدعوا الله، أين يروح ؟ إلى السماء، ولهذا قال أبو العلاء الهمداني رحمه الله لإمام الحرمين الجويني وهو يقرر ـ الجويني عفا الله عنه ولعله تاب فتاب الله عليه ـ يقرر إنكار العلو يعني إنكار الاستواء على العرش مع العلو ويقول: " إن الله تعالى كان ولم يكن شيء قبله وهو الآن على ما كان عليه " ماذا يريد ؟ أن ينكر الاستواء على العرش والعلو أيضا فقال له أبو العلاء الهمداني رحمه الله: " يا أستاذ دعنا من ذكر العرش والاستواء على العرش أخبرنا عن هذه الفطرة ما قال عارف قط: يا الله إلا وجد من قلبه ضرورة بطلب العلو " سبحان الله أليس الأمر كذلك ؟ والعارف يطلق على الصوفي عندهم لكن المراد هنا ما هو أعم، ما قال عارف قط: يا الله إلا وجد من قلبه ضرورة بطلب العلو، جعل يلطم على رأسه حيرني، حيرني، حيرني، ليش ؟ لأنه عجز عن الإجابة، هذه دلالة فطرية لا يمكن لأحد أن ينكرها، فالحمد لله الذي هدانا لهذا.
إذا علو الله عز وجل ينقسم إلى قسمين: علو ذاتي وعلو وصفي، الثاني: لم تختلف الأمة الإسلامية فيه، والأول العلو الذاتي انقسموا فيه إلى ثلاث فرق، والفرقة الناجية جعلني الله وإياكم منهم هم الذين أثبتوا علوه بذاته جل وعلا فوق كل شيء، ما فيه شيء يحاذي الله عز وجل، كل الخلق في قبضته، كل الخلق ليست عنده بشيء، إذا كانت السماوات السبع والأراضون السبع بالنسبة للكرسي كحلقة ألقيت في فلاة من الأرض، السماوات السبع على عظمها وسعتها والأرضون السبع بالنسبة للكرسي كحلقة ألقيت في فلاة من الأرض، الحلقة حلقة المغفر ضيقة ألقيت في فلاة من الأرض أخبروني ماذا تشغل هذه الحلقة من هذه الفلاة ؟ نعم لا شيء، قال النبي صلى الله عليه وسلم : وإن فضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على هذه الحقلة ، إذا وش يكون الكرسي بالنسبة للعرش لا شيء، والرب عز وجل فوق ذلك، فهو سبحانه وتعالى فوق كل شيء لا شيء يحاذيه كل المخلوقات تحته سبحانه وتعالى وهو فوق كل شيء، إذا أثبتنا هذا العلو أطلنا فيه لأنه مهم، ولأنه يوجد الآن من ينكره نسأل الله العافية، ولا شك أن هؤلاء قد أزاغ الله قلوبهم وإلا فلو رجعوا إلى فطرتهم، الفطرة فقط لعلموا أن الله تعالى فوق كل شيء وأن ذلك من كماله.
القسم الأول: من أنكره لكنه جعل الله تعالى في كل مكان يقول: الله ليس مكانه خاصا في العلو بل هو في كل مكان، وهذا رأي الجهمية الحلولية يصرحون بهذا يقولون: لا يمكن أن يكون الله تعالى عاليا على كل شيء، بل هو في كل شيء، إن كنت في المسجد ؟ ... في المرحاض ؟ فهو في المرحاض، قاتلهم الله وحاشاه من قولهم، ولهم شبهة .
القول الثاني: عكس هذا تماما قال: لا يجوز أن نقول: إن الله في مكان لا عالي ولا نازل بل هو سبحانه وتعالى ليس فوق العالم ولا تحته ولا يمين ولا شمال ولا متصل ولا منفصل ولا مباين ولا محايد وهلم جرا من الأمور السلبية، على عكس الأولين تماما، وإني أسألكم بالله أين يكون الإله إذا كان ينفى عن كل هذا ؟ يكون عدما، ولهذا قال محمود بن سبكتكين رحمه الله أحد القواد المشهورين وهو يناظر محمد بن فورك أحد المتكلمين لما قال محمد بن فورك: لا داخل العالم ولا خارجه إلى آخره قال له: بين لي ما الفرق بين العدم وبين ربك الذي تصفه بهذه الصفة، وش الجواب ؟ لا فرق.
الثالث يقولون: إن الله تعالى عال بذاته فوق كل شيء ولا يحيط به شيء من مخلوقاته وعلوه لازم لذاته، وهو سبحانه وتعالى بائن من خلقه بمعنى أنه ليس حالا فيهم ولا هم حالون فيه، وهذا مذهب أهل الحق الذي دل عليه القرآن والسنة والعقل والفطرة والإجماع، خمسة أدلة كلها تدل على العلو الذاتي، وهي أيضا متنوعة يعني دلالة القرآن ليس آية واحدة ولا على وجه واحد متنوعة وكذلك في السنة، فالقرآن مملوء من إثبات العلو الذاتي لله مثل قوله: سبح اسم ربك الأعلى ، وهو العلي العظيم ، وهو القاهر فوق عباده ، يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ، أأمنتم من في السماء وأدلة لا تحصى،
من السنة أدلة قولية وفعلية وإقرارية يعني كل أنواع السنة دلت على علو الله الذاتي، أما السنة القولية فها هو النبي صلى الله عليه وسلم يقول في سجوده: سبحان ربي الأعلى فيثبت علوه، وأما الإقرارية فإنه سأل الجارية: أين الله ؟ قالت: في السماء فأقرها، وأما الفعلية فكان يخطب الناس يوم عرفة ويقول: ألا هل قد بلغت ؟ فيقولون: نعم فيرفع أصبعه إلى السماء ويقول: اللهم اشهد يعني على هؤلاء الناس، يشير إلى السماء وهذه دلالة فعلية بالإشارة، وأما الإجماع فالسلف الذي على رأسهم الصحابة مجمعون على أن الله تعالى فوق كل شيء، مجمعون على هذا إجماعا قطعيا، لأنهم كلهم يقولون في سجودهم: سبحان ربي الأعلى ولم ينقل عن واحد منهم أنه قال: أن الله ليس في السماء أبدا، وعدم نقل المخالفة لما في الكتاب والسنة يدل على الإجماع، وهذا طريق واضح في أنه إذا لم يرد عن السلف ما يخالف دلالة القرآن فهم مجمعون على ما دل عليه القرآن، أما دلالة العقل فسل نفسك أيهما أولى رب يوصف بما يدل على العدم، أو رب لا ينزه عن الأماكن القذرة، أو رب عال فوق كل شيء أيهما ؟ الثالث لا شك، ثم إن العلو من حيث هو علو صفة كمال، أليس كذلك ؟ وإذا كان صفة كمال فقد أثبت الله لنفسه كل صفة كمال كما قال تعالى: ولله المثل الأعلى هذه الدلالة عقلية، بقينا دلالة فطرية أيضا الفطرة دلت على علو الله، الإنسان بفطرته قبل أن يتعلم أين يتصور الله عز وجل ؟ في العلو، ولذلك تجد الإنسان الذي لم يقرأ هذا البحث عامي إذا أراد أن يدعوا الله، أين يروح ؟ إلى السماء، ولهذا قال أبو العلاء الهمداني رحمه الله لإمام الحرمين الجويني وهو يقرر ـ الجويني عفا الله عنه ولعله تاب فتاب الله عليه ـ يقرر إنكار العلو يعني إنكار الاستواء على العرش مع العلو ويقول: " إن الله تعالى كان ولم يكن شيء قبله وهو الآن على ما كان عليه " ماذا يريد ؟ أن ينكر الاستواء على العرش والعلو أيضا فقال له أبو العلاء الهمداني رحمه الله: " يا أستاذ دعنا من ذكر العرش والاستواء على العرش أخبرنا عن هذه الفطرة ما قال عارف قط: يا الله إلا وجد من قلبه ضرورة بطلب العلو " سبحان الله أليس الأمر كذلك ؟ والعارف يطلق على الصوفي عندهم لكن المراد هنا ما هو أعم، ما قال عارف قط: يا الله إلا وجد من قلبه ضرورة بطلب العلو، جعل يلطم على رأسه حيرني، حيرني، حيرني، ليش ؟ لأنه عجز عن الإجابة، هذه دلالة فطرية لا يمكن لأحد أن ينكرها، فالحمد لله الذي هدانا لهذا.
إذا علو الله عز وجل ينقسم إلى قسمين: علو ذاتي وعلو وصفي، الثاني: لم تختلف الأمة الإسلامية فيه، والأول العلو الذاتي انقسموا فيه إلى ثلاث فرق، والفرقة الناجية جعلني الله وإياكم منهم هم الذين أثبتوا علوه بذاته جل وعلا فوق كل شيء، ما فيه شيء يحاذي الله عز وجل، كل الخلق في قبضته، كل الخلق ليست عنده بشيء، إذا كانت السماوات السبع والأراضون السبع بالنسبة للكرسي كحلقة ألقيت في فلاة من الأرض، السماوات السبع على عظمها وسعتها والأرضون السبع بالنسبة للكرسي كحلقة ألقيت في فلاة من الأرض، الحلقة حلقة المغفر ضيقة ألقيت في فلاة من الأرض أخبروني ماذا تشغل هذه الحلقة من هذه الفلاة ؟ نعم لا شيء، قال النبي صلى الله عليه وسلم : وإن فضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على هذه الحقلة ، إذا وش يكون الكرسي بالنسبة للعرش لا شيء، والرب عز وجل فوق ذلك، فهو سبحانه وتعالى فوق كل شيء لا شيء يحاذيه كل المخلوقات تحته سبحانه وتعالى وهو فوق كل شيء، إذا أثبتنا هذا العلو أطلنا فيه لأنه مهم، ولأنه يوجد الآن من ينكره نسأل الله العافية، ولا شك أن هؤلاء قد أزاغ الله قلوبهم وإلا فلو رجعوا إلى فطرتهم، الفطرة فقط لعلموا أن الله تعالى فوق كل شيء وأن ذلك من كماله.
الفتاوى المشابهة
- ذكر خمسة أنواع من الأدلة على علو الله تعالى. - ابن عثيمين
- معنى قول الناظم:(النوع الثاني تصريح العلو لل... - ابن عثيمين
- قال المؤلف : "خامساً: هذه المعية لا تناقض ما... - ابن عثيمين
- كلام الشيخ عن صفة العلو لله سبحانه وتعالى . - الالباني
- صفة العلوِّ لله - سبحانه وتعالى - . - الالباني
- هل أقسام العلو التي تثبت لله تعالى هي ثلاثة... - ابن عثيمين
- الكلام على صفة العلو لله وبيان أنواعه إلى عل... - ابن عثيمين
- الكلام على صفة العلو ومذاهب الناس فيه والرد... - ابن عثيمين
- ما المراد بصفة العلو لله؟ - ابن عثيمين
- الكلام على صفة علو الله تعالى على جميع خلقه... - ابن عثيمين
- الكلام على أقسام الناس في صفة علو لله تعالى . - ابن عثيمين