الشيخ : كانوا أي المدعوون لهم أعداء دليل ذلك قوله تعالى : إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا فهؤلاء الذين هؤلاء الذين يدعوهم هذا في الدنيا سوف يكونون له يوم القيامة أعداء ويكفر بعبادته إياه وكانوا بعبادتهم كافرين أقول أيها المسلمون قد لا يخلو بلد من البلاد الإسلامية من هذا النوع من الناس الذين يخرجون إلى قبر فلان أوقبر فلان يقولون، يدعونه كما يدعون الله يرجونه كما يرجون الله يحبونه كما يحبون الله يخافونه كما يخافون الله وهؤلاء ما حكمهم؟ مشركون شركا أكبر يوجب خلودهم في نار جهنم وتحريم الجنة عليهم. قال الله عز وجل : إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار ثلاثة ، ثلاثة أمور تترتب على شركهم :
الأول : تحريم الجنة عليهم.
والثاني : أن مأواه النار.
والثالث : أنه لا ناصر له.اذن
والرابع : أنه ظالم ظالم.
العبادة صرفها لغير الله ظلم في حق الله. طيب هؤلاء الجماعة الذين يذهبون إلى القبور يصلون لله في المساجد ، يتصدقون ، يصومون ، يحجون .كيف تقول : ان إن الله حرم عليهم الجنة؟
أقول : ما قلت إلا بقول الله ما قلت إلا بقول الله. الله هو الذي يقول : إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة و قال عز وجل : وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين . فيجب على طلاب العلم في جميع أقطار الدنيا إذا رأوا مثل هؤلاء العوام الذين يذهبون إلى قبر فلان وقبر فلان يستنجدون به يجب عليهم أن يبينوا أن هذا شرك.
قد يقول هذا العالم الضعيف الضعيف النفس أنا أخشى من حجارة العوام أخشى من ايش؟ حجارة العوام ايش حجارة العوام؟ يقول : لو آتي لهم أقول هذا شرك وإذا بالحجارة تفطر رأسي نقول اصبر يا أخي. أولا هذا تخويف من الشيطان ما هو حقيقة لأن الله يقول : إنما ذلكم الشيطان ايش؟ يخوف أولياءه أي يخوفكم أولياءه فلا تخافوهم وخافون .
ثانيا : إذا فقع رأسك بحجارة العامة فقل كما قال النبي عليه الصلاة والسلام :
" هل أنت إلا أصبع دميتي ** وفي سبيل الله ما لقيتي " .
وإذا عذب الإنسان في ذات الله فهو رفعة له لا تكن كالذين قال الله فيهم : ومن الناس من يقول آمنا بالله فإذا أوذي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله . اصبر يا أخ ثم إذا رماك عامي بحجر فأنت رميت قلب كثير من العوام بالتوحيد يستفيد منك الناس. لا تداهن أحدا في دين الله أبدا. نعم دار الناس بالدين لكن لا تداهنهم وهناك فرق بين قم؟
الطالب : المداراة والمداهنة.

الشيخ : ما الفرق؟
الطالب : ... .

الشيخ : نعم.
الطالب : ... .

الشيخ : أي طيب. المداهنة أن ترضى بما عليه المخالف لدين الله والمداراة أن تحاول إصلاحه لكن بطرق لا تجرح شعوره ، بأسلوب حكيم. وكثير من الناس يظن أن المداراة مداهنة فإذا رأى شخصا يحاول أن يجر آخر إلى الشريعة لكن بهدوء وطمأنينة قال هذا مداهن. ولا يعرف الفرق بين المداراة ايش؟ وايش؟ والمداهنة والفرق بينهما عظيم. المداراة من الدرء تريد أن تدرأ هذا الرجل عما هو عليه من الباطل لكن بأسلوب. والمداهنة من الدهان وتعرفون أن الدهان يوجب لين الشيء فمعناه أن تلين لهذا وتتابعه على ما هو عليه وتقول : خله يعمل ما شاء صحيحا كان أم فاسدا حقا أم باطلا.
الخلاصة الآن أن الشيء يجر الشيء نحن نتكلم عن خروج الناس يوم العيد إلى المقابر من أجل أن يعايدوا ايش؟ أصحاب القبور. وهذا ليس بصحيح وليس بسنة بل هو بدعة.
هذا ما يحضرني الآن في ما يتعلق بما يختم الناس به هذا الشهر المبارك وما يكون في يوم العيد وأسأل الله تبارك وتعالى أن يجعل أعيادنا جميعا أعيادا سعيدة نحوز فيها رضى الله عز وجل وعافيته ومغفرته ونسأل الله تعالى أن يعيد مثل هذه المناسبات على الأمة الإسلامية وهي أعز ما تكون في دينها وقوتها وكرامتها.