تتمة الكلام عن زيارة النساء للقبور.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : ... أن يسمونه التفاتا و لو قيل بأنه انتقال لكان أحسن لكان أحسن طيب فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت . سبق؟
مر على امرأة وهي تبكي عند قبر فقال لها صلى الله عليه وسلم : اتقي الله واصبري فقالت له : إليك عني فإنك لم تصب بمثل مصيبتي فانصرف النبي عليه الصلاة والسلام عنها فقيل لها هذا رسول الله فجاءت إليه تعتذر ولكنه لم يقبل عذرها وقال : إنما الصبر عند الصدمة الأولى .
قالوا ك فهذه امرأة شاهدها رسول الله صلى الله عليه وسلم عند القبر ولم ينهها وإنما أمرها أن تتقي الله وتصبر ولا قال لا تزوري فإنها حرام.
فاستدلوا أيضا بما ثبت في صحيح مسلم من حديث عائشة حديث طويل وفيه : أن الرسول عليه الصلاة والسلام خرج إلى البقيع في الليل واستغفر لهم عليه الصلاة والسلام ودعا لهم وأن جبريل أتاه في الليل وأمره بذلك . فخرج النبي عليه الصلاة والسلام مختفيا على عائشة رضي الله عنها وزار ودعا ورجع. ثم أخبرها الخبر عليه الصلاة والسلام فلما أخبرها وقال : جبريل أمرني أن أخرج وأدعو وأستغفر قالت له ما أقول يا رسول الله قال : قولي السلام عليكم يا أهل الديار من المؤمنين والمسلمين الخ. قالوا : فعلمها الرسول عليه الصلاة والسلام دعاء زيارة القبور دعاء زيارة القبور . وتعليم الدعاء دليل على الجواز وإلا ما كان يعلمها ذلك.
واستدلوا أيضا بأن عائشة رضي الله عنها زارت قبر أخيها زارت قبر أخيها فقال لها عبد الله بن أبي مليكة : أليس النبي صلى الله عليه وسلم قد نهى عن زيارة القبور قالت : إنه أمر بها بعد ذلك . وهذا دليل على أنه منسوخ. هذه هذا حاصل أدلة القائلين بالجواز.
ولكن ليست هذه الأدلة بصريحة هي صحيحة لكن ليست بصريحة في ... .
أولا : دعوى النسخ غير صحيحة لأن دعوى النسخ لا تقبل إلا بشرطين :
أحدهما : تعذر الجمع بين النصين.
والثاني : العلم بالتاريخ العلم بالتاريخ ... الناسخ متأخر وإمكان الجمع هنا بين النصين سهل وليس بمتعذر لأننا يمكن أن نقول كنت نهيتهم عن زيارة القبور فزوروها الخطاب لمن؟ للرجال. الخطاب للرجال والعلماء اختلفوا فيما إذا خوطب الرجال بحكم هل يدخل فيه النساء أو لا يدخل؟ وإذا قلنا بالدخول وهو الصحيح فإن دخولهن في هذا الخطاب من باب دخول أفراد العام في العموم. أليس كذلك؟ وإذا كان كذلك فإنه يجوز أن يخصص بعض أفراد العام بحكم يخالف العام. فهنا نقول : الرسول عليه الصلاة والسلام خص النساء من هذا الحكم وأن الزيارة للرجال فقط لأن النساء خصصن أو أخرجن بالتخصيص من هذا العموم ثم إنه يبطل النسخ قوله : لعن زائرات القبور والمتخذين عليها المساجد والسرج ومن المعلوم أن قوله : والمتخذين عليها المساجد والسرج لا أحد يدعي أنه منسوخ والحديث واحد. فادعاء النسخ في جانب منه دون الآخر هذا ... مستحيل. وعلى هذا يكون الحديث باقيا غير منسوخ ولكنه مخصص لعموم قوله ها؟ لعموم قوله : فزوروها . هذا الجواب عن دعوى النسخ.
بقي الجواب عن حديث عائشة وعن حديث المرأة.
أما حديث المرأة فإن المرأة لم تخرج للزيارة قطعا لكن المرأة أصيبت. ومن كبر المصيبة عليها عجزت أن تملك نفسها لتبقى في بيتها. ولذلك خرجت وجعلت تبكي على القبر مما يدل على أن في قلبها شيئا عظيما لم تتحمله حتى ذهبت إلى أبيها وجعلت تبكي عند قبره وليس هذا بزيارة. نعم لكن حملها على ذلك المصيبة ولهذا النبي عليه الصلاة والسلام أمرها أن تصبر لأنه علم أنها ما أرادت الزيارة خرجت لما في قلبها من عدم تحمل هذه الصدمة الكبيرة. ولهذا أمرها أن تتقي الله وتصبر. فليست صريحة في أنها خرجت للزيارة. وإذا لم تكن صريحة فلا يمكن أن يعارض الشيء الصريح بشيء غير صريح.
وأما مسألة حديث عائشة : فإن عائشة رضي الله عنها أخبرها الرسول عليه الصلاة والسلام بأن جبريل أمره أن يخرج إلى أهل البقيع ويستغفر لهم ثم قالت ماذا أقول؟ قال : قولي السلام عليكم فهل المراد أنها إذا خرجت زائرة أو إذا مرت ؟ هناك فرق بين امرأة تمر بالمقابر بدون قصد وتخرج فتسلم وبين امرأة تخرج من بيتها لتزور الأخيرة زائرة والأولى غير زائرة مارة مارة ... فحديث عائشة ليس فيه تصريح بأنها تزور ونقول فيه مثل ما قلنا في حديث المرأة المصابة ما دام ليس صريحا فإنه لا يمكن أن يعارض به ما هو صريح.
وأما فعلها رضي الله عنها مع أخيها فإن فعلها مع أخيها لم يستدل عليها عبد الله بن أبي مليكة ما استدل عليها بلعن زائرات القبور استدل عليها بالنهي عن زيارة القبور لأنه لو استدل عليها بالنهي عن زيارة النساء للقبور أو لعن زائرات القبور لكنا نحن ننظر ماذا جوابنا؟ فهي استدلت عليه بالنهي عن زيارة القبور. ومعلوم أن النهي عن زيارة القبور كان خاصا بالنساء وإلا عاما؟ كان عاما. ولهذا أجابته بالنسخ العام
قالت : إنه قد أمر بذلك فأجابته بالنسخ العام. ونحن و إن كنا نقول إن عائشة رضي الله عنها استدلت بلفظ العموم فهي كغيرها من العلماء التي لا يعارض بقولها قول الرسول صلى الله عليه وسلم.
على أن على أنه روي عنها أنها قالت : لو شهدتك ما زرتك لو شهدتك ما زرتك وهذا دليل على أنها رضي الله عنها خرجت لتدعو له لأنها لم تشهد جنازته لكن هذه الرواية طعن فيها بعض العلماء وقالوا إنها ما صحت عن عائشة رضي الله عنها. لكن نص على الرواية الأولى الصحيحة ما فيها دليل على أنها على أن الرسول عليه الصلاة والسلام ... وإذا فهمت هي فإنه لايعارض بقولها قول الرسول عليه الصلاة و السلام.
بقي عندنا حديث : زوارات القبور ألا يمكن أن نقول : إنما نحمل النهي على تكرار الزيارة زوارات يعني زوارات صيفة مبالغة ؟ نعم؟ نقول هذا ممكن لكننا إذا ... على ذلك فإننا أضعنا دلالته المطلقة على الزيارة. والتضعيف قد يحمل على كثرة الفاعلين لا على كثرة الفعل تضعيف قد يراد به كثرة الفاعلين لا كثرة الفعل. فزوارات يعني نساء والنساء إذا ... كثيرا ... كثيرا والتضعيف باعتبار الفعل الفاعل موجود في اللغة العربية. قال الله تعالى : جنات عدن مفتحة لهم الأبواب ومعلوم أن الباب يفتح مرة فتح الباب يكون مرة لكن لما كانت الأبواب كثيرة صارت ... وفتحت أبوابها فهي مثلها ... نعم.
مر على امرأة وهي تبكي عند قبر فقال لها صلى الله عليه وسلم : اتقي الله واصبري فقالت له : إليك عني فإنك لم تصب بمثل مصيبتي فانصرف النبي عليه الصلاة والسلام عنها فقيل لها هذا رسول الله فجاءت إليه تعتذر ولكنه لم يقبل عذرها وقال : إنما الصبر عند الصدمة الأولى .
قالوا ك فهذه امرأة شاهدها رسول الله صلى الله عليه وسلم عند القبر ولم ينهها وإنما أمرها أن تتقي الله وتصبر ولا قال لا تزوري فإنها حرام.
فاستدلوا أيضا بما ثبت في صحيح مسلم من حديث عائشة حديث طويل وفيه : أن الرسول عليه الصلاة والسلام خرج إلى البقيع في الليل واستغفر لهم عليه الصلاة والسلام ودعا لهم وأن جبريل أتاه في الليل وأمره بذلك . فخرج النبي عليه الصلاة والسلام مختفيا على عائشة رضي الله عنها وزار ودعا ورجع. ثم أخبرها الخبر عليه الصلاة والسلام فلما أخبرها وقال : جبريل أمرني أن أخرج وأدعو وأستغفر قالت له ما أقول يا رسول الله قال : قولي السلام عليكم يا أهل الديار من المؤمنين والمسلمين الخ. قالوا : فعلمها الرسول عليه الصلاة والسلام دعاء زيارة القبور دعاء زيارة القبور . وتعليم الدعاء دليل على الجواز وإلا ما كان يعلمها ذلك.
واستدلوا أيضا بأن عائشة رضي الله عنها زارت قبر أخيها زارت قبر أخيها فقال لها عبد الله بن أبي مليكة : أليس النبي صلى الله عليه وسلم قد نهى عن زيارة القبور قالت : إنه أمر بها بعد ذلك . وهذا دليل على أنه منسوخ. هذه هذا حاصل أدلة القائلين بالجواز.
ولكن ليست هذه الأدلة بصريحة هي صحيحة لكن ليست بصريحة في ... .
أولا : دعوى النسخ غير صحيحة لأن دعوى النسخ لا تقبل إلا بشرطين :
أحدهما : تعذر الجمع بين النصين.
والثاني : العلم بالتاريخ العلم بالتاريخ ... الناسخ متأخر وإمكان الجمع هنا بين النصين سهل وليس بمتعذر لأننا يمكن أن نقول كنت نهيتهم عن زيارة القبور فزوروها الخطاب لمن؟ للرجال. الخطاب للرجال والعلماء اختلفوا فيما إذا خوطب الرجال بحكم هل يدخل فيه النساء أو لا يدخل؟ وإذا قلنا بالدخول وهو الصحيح فإن دخولهن في هذا الخطاب من باب دخول أفراد العام في العموم. أليس كذلك؟ وإذا كان كذلك فإنه يجوز أن يخصص بعض أفراد العام بحكم يخالف العام. فهنا نقول : الرسول عليه الصلاة والسلام خص النساء من هذا الحكم وأن الزيارة للرجال فقط لأن النساء خصصن أو أخرجن بالتخصيص من هذا العموم ثم إنه يبطل النسخ قوله : لعن زائرات القبور والمتخذين عليها المساجد والسرج ومن المعلوم أن قوله : والمتخذين عليها المساجد والسرج لا أحد يدعي أنه منسوخ والحديث واحد. فادعاء النسخ في جانب منه دون الآخر هذا ... مستحيل. وعلى هذا يكون الحديث باقيا غير منسوخ ولكنه مخصص لعموم قوله ها؟ لعموم قوله : فزوروها . هذا الجواب عن دعوى النسخ.
بقي الجواب عن حديث عائشة وعن حديث المرأة.
أما حديث المرأة فإن المرأة لم تخرج للزيارة قطعا لكن المرأة أصيبت. ومن كبر المصيبة عليها عجزت أن تملك نفسها لتبقى في بيتها. ولذلك خرجت وجعلت تبكي على القبر مما يدل على أن في قلبها شيئا عظيما لم تتحمله حتى ذهبت إلى أبيها وجعلت تبكي عند قبره وليس هذا بزيارة. نعم لكن حملها على ذلك المصيبة ولهذا النبي عليه الصلاة والسلام أمرها أن تصبر لأنه علم أنها ما أرادت الزيارة خرجت لما في قلبها من عدم تحمل هذه الصدمة الكبيرة. ولهذا أمرها أن تتقي الله وتصبر. فليست صريحة في أنها خرجت للزيارة. وإذا لم تكن صريحة فلا يمكن أن يعارض الشيء الصريح بشيء غير صريح.
وأما مسألة حديث عائشة : فإن عائشة رضي الله عنها أخبرها الرسول عليه الصلاة والسلام بأن جبريل أمره أن يخرج إلى أهل البقيع ويستغفر لهم ثم قالت ماذا أقول؟ قال : قولي السلام عليكم فهل المراد أنها إذا خرجت زائرة أو إذا مرت ؟ هناك فرق بين امرأة تمر بالمقابر بدون قصد وتخرج فتسلم وبين امرأة تخرج من بيتها لتزور الأخيرة زائرة والأولى غير زائرة مارة مارة ... فحديث عائشة ليس فيه تصريح بأنها تزور ونقول فيه مثل ما قلنا في حديث المرأة المصابة ما دام ليس صريحا فإنه لا يمكن أن يعارض به ما هو صريح.
وأما فعلها رضي الله عنها مع أخيها فإن فعلها مع أخيها لم يستدل عليها عبد الله بن أبي مليكة ما استدل عليها بلعن زائرات القبور استدل عليها بالنهي عن زيارة القبور لأنه لو استدل عليها بالنهي عن زيارة النساء للقبور أو لعن زائرات القبور لكنا نحن ننظر ماذا جوابنا؟ فهي استدلت عليه بالنهي عن زيارة القبور. ومعلوم أن النهي عن زيارة القبور كان خاصا بالنساء وإلا عاما؟ كان عاما. ولهذا أجابته بالنسخ العام
قالت : إنه قد أمر بذلك فأجابته بالنسخ العام. ونحن و إن كنا نقول إن عائشة رضي الله عنها استدلت بلفظ العموم فهي كغيرها من العلماء التي لا يعارض بقولها قول الرسول صلى الله عليه وسلم.
على أن على أنه روي عنها أنها قالت : لو شهدتك ما زرتك لو شهدتك ما زرتك وهذا دليل على أنها رضي الله عنها خرجت لتدعو له لأنها لم تشهد جنازته لكن هذه الرواية طعن فيها بعض العلماء وقالوا إنها ما صحت عن عائشة رضي الله عنها. لكن نص على الرواية الأولى الصحيحة ما فيها دليل على أنها على أن الرسول عليه الصلاة والسلام ... وإذا فهمت هي فإنه لايعارض بقولها قول الرسول عليه الصلاة و السلام.
بقي عندنا حديث : زوارات القبور ألا يمكن أن نقول : إنما نحمل النهي على تكرار الزيارة زوارات يعني زوارات صيفة مبالغة ؟ نعم؟ نقول هذا ممكن لكننا إذا ... على ذلك فإننا أضعنا دلالته المطلقة على الزيارة. والتضعيف قد يحمل على كثرة الفاعلين لا على كثرة الفعل تضعيف قد يراد به كثرة الفاعلين لا كثرة الفعل. فزوارات يعني نساء والنساء إذا ... كثيرا ... كثيرا والتضعيف باعتبار الفعل الفاعل موجود في اللغة العربية. قال الله تعالى : جنات عدن مفتحة لهم الأبواب ومعلوم أن الباب يفتح مرة فتح الباب يكون مرة لكن لما كانت الأبواب كثيرة صارت ... وفتحت أبوابها فهي مثلها ... نعم.
الفتاوى المشابهة
- ما الحكمة في منع النساء من زيارة القبور ؟ - ابن عثيمين
- حكم زيارة النساء للقبور - الفوزان
- حكم زيارة النساء للقبور. - الالباني
- هل تشرع زيارة القبور للنساء؟ - ابن باز
- حكم زيارة القبور للنساء - ابن باز
- الكلام عن تحريم زيارة النساء للقبور. - ابن عثيمين
- مناقشة في زيارة النساء للقبور.؟ - الالباني
- ما حكم زيارة النساء للقبور؟ - ابن عثيمين
- حكم زيارة النساء للقبور - ابن عثيمين
- زيارة النساء للقبور - اللجنة الدائمة
- تتمة الكلام عن زيارة النساء للقبور. - ابن عثيمين