ثم إني أقول : هل زيارة المقبرة ليستفيد الزائر أو ليستفيد المزور؟ نعم؟ بمعنى هل الزائر يدعو صاحب القبر أو يدعو لصاحب القبر ؟ الثاني يدعو لصاحب القبر لأن صاحب القبر محتاج مضطر إلى الدعاء وليس يدعو صاحب القبر. ولذلك كان من السفه عقلا والضلال شرعا أن يخرج الإنسان إلى قبر يدعوه أو يتضرع إليه يسأله الحاجات يسأله كشف الكربات يسأله حصول المطلوبات هذا من السفه عقلا والضلال ايش؟ شرعا. وأريد من الأخ أن يأتي لنا بآية تدل على ما قلتُ أن دعاء الأموات من السفه عقلا والضلال شرعا. سرحت اظن؟ اه؟ شوية أي لا تبعد. قال الله تعالى : { ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه } وملة إبراهيم هي التوحيد { ماكان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما } أتم ايش؟ { وما كان من المشركين } { ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين } من رغب عن هذه الملة فهو سفيه في عقله.
أما كون ذلك ضلال في الدين فلقول الله تعالى : { ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين } - انتبه يا أخ - { من أضل } النفي هنا بمعنى بمعنى؟
الطالب : ... .
الشيخ : بمعنى؟ الاستفهام بمعنى ؟ بمعنى النفي يا أخي بمعنى النفي. والمعنى لا أحد. استرح. الاستفهام هنا بمعنى النهي بمعنى النفي والمراد لا أحد أضل. وإتيان الاستفهام في موضع النهي له فائدة عجيبة إتيان الاستفهام في موطن النهي في موطن النفي له فائدة عجيبة ما هي؟ النفي يفيد انتفاء المنفي. فإذا جاء الاستفهام في موطن النهي صار مشربا معنى التحدي إذا جاء الاستفهام في موطن النهي كان مشربا معنى التحدي والمتحدي ناف للشيء متحد غيره أن يثبته { فمن أضل } يعني ائتني بأحد يكون أضل من هذا. وهذا لا شك أنه أبلغ من النفي المجرد فخذ هذه قاعدة : " إذا جاء الاستفهام في موطن النهي كان أبلغ من النفي المجرد لأنه مشرب ايش؟ معنى التحدي ". ولعلكم تقولون ويش معنى مشرب؟ يعني ... ماء لا؟ ليس معنى انا أعطيناه ماء. المعنى متضمن متضمن معنى التحدي. وإذا تضمن معنى التحدي كان أبلغ في الانتفاء طيب. إذن أولئك القوم الذين يذهبون إلى القبور يستغيثون بأصحابها ويدعونهم ويرجونهم ويخافونهم كما يخافون الله ويحبونهم كمحبة الله هم أضل الخلق ، لأن الله قال ، لأن الله لأن الله قال : { ومن أضل } أتم { ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة } لو بقي يدعو هذا إلى يوم القيامة ما استجاب له { وهم عن دعائهم غافلون } هم الأولى تعود على من ؟ الداعي أو المدعو؟ والهاء عن دعائهم على الداعي أو المدعو؟ على الداعي يعني وهؤلاء المدعوون عن دعاء الداعين غافلون { وهم عن دعائهم غافلون } لأنه ميت لا يحس { وإذا حشر الناس } يوم القيامة { كانوا لهم أعداء } الواو في كانوا تعود على الداعين أو المدعوين؟ - تأمل يا ولد -