السائل : أثابكم الله هذا يقول: هذه سائلة تقول تنتابني وساوس أو شكوك تمس ديني وعقيدتي وتهدم أساسها وهي وساوس دائمة لا تتغير وتلح على عقلي وتصرخ بي بأنني لست على حق.

الشيخ : آمنت بالله.

السائل : وأنني على خطأ وأنني أبدا لست مؤمنة وليس لي دين وأنا أجد من ذلك عذابا أرهقني ونغص على حياتي.

الشيخ : الله أكبر!

السائل : خلاصة رسالتها الطويلة تقول : ما الحل لي يا فضيلة الشيخ؟ وأسالك الدعاء لي.

الشيخ : نعم أقول لها إنني أهنئها على هذه الوساوس لأنها تدل على الخير وعلى صحة إيمانها وعلى خلوص إيمانها لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وصف هذه الوساوس بأنها صريح الإيمان. والصريح من كل شيء خالصه. فأقول لها أبشري فهذه علامة الخير ولا تركني إلى هذه الوساوس ولا تهتمي بها ولا تمرضي من أجلها فإنها خير. لا يمكن أن يصوب الشيطان سهامه القاتلة إلا على قلب حي. أما القلب الميت فلا. لكن القلوب الحية لا شك أنها تختلف. قلب حي لكنه فيه شيء من الرخاوة فيأتيه الشيطان ليفسده وقلب حي يشع نورا لا يصل إليه الشيطان. ومع ذلك فإني أقول لهذه المرأة إن الذى جرى عليها قد جرى على الصحابة رضي الله عنهم وشكوا ذلك إلى الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم وقالوا إننا يصيبنا ما يحب أحدنا أن يكون حُممة - يعنى فُحمة محترقة - ولا يتكلم به فقال النبى صلى الله عليه وسلم : ذاك صريح الإيمان . وأمرنا صلوات الله وسلامه عليه بشيئين أن نستعيذ بالله وأن ننتهي. نستعيذ بالله نقول أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. ننتهي يعنى نتلهى عن هذه الوساوس نعرض عنها وكأنها لم تجر. وأقول لهذه المرأة ولمن شابهها أليس الواحد منكم يتوضأ و يصلى ويصوم ويتصدق. لماذا ؟ لأنه يؤمن بالله ويؤمن بأن هذه الأفعال تقرب إلى الله إذن هذه الوساوس لا أثر لها فلا ينبغي أن يتأثر بهذه الوساوس. لكن يجب أن نفعل ما أمر به النبى صلى الله عليه وعلى آله وسلم من ايش؟ الاستعادة والاعراض، والانتهاء أي التلهي عن هذا الأمر ونعوذ بالله من وسواس الصدر وشتات الأمر. ونسأل الله لأختنا هذه أن يزيل عنها هذه الوساوس وأن يعيذنا و إياها من الشيطان الرجيم والسلام عليكم ورحمة الله.