الشيخ : التراويح قيام رمضان نتكلم على مسألة ما كنت أظنها تخفى على أحد ألا وهي صلاة الجنازة فإن من الناس من يسألني يقول كيف أصلي على الجنازة وما كنت أظنها تخفى ولكن مع ذلك ليكون تذكيرا لمن يعلم وتبصيرا لمن لا يعلم .
صلاة الجنازة فرض كفاية يجب على المسلمين أن يصلوا على موتاهم وثوابها ثواب الفرض أي ثواب فرض الكفاية ولذلك تقدم على السنة الراتبة يعني لو دار الأمر بين أن تصلي الراتبة أو تصلي على الجنازة قدمت صلاة الجنازة لأنها فرض كفاية، وفرض الكفاية أفضل من النوافل بل إن بعض الأصولين أي أصحاب أصول الفقه قالوا إن فرض الكفاية أفضل من فرض العين لأن القائم به يقوم عن جميع المسلمين لكن الصواب أن فرض العين أفضل، على كل حال هي فرض كفاية ويكفي فيها رجل واحد أو امرأة واحدة إذا كان بالغا عاقلا وإنما قلت ذلك لأنه ربما يدفن أحد قبل أن يصلى عليه فنعلم به فإذا قام بذلك من يكفي ولو امرأة واحدة سقط عن الباقين .
مثال ذلك سقط أعني حملا سقط من بطن أمه بعد أن نفخت فيه الروح وتنفخ الروح فيه إذا تم له الأخ قم أنت متى تنفخ الروح في الجنين ؟
الطالب : ... .

الشيخ : إذا تم له إيش أربعين يوم لا استرح .
الطالب : ... .

الشيخ : إذا تم له أربعة أشهر حمل سقط من بطن أمه وقد تم له أربعة أشهر وكانت أمه جاهلة ولنفرض أنها في البرية فحفرت له حفرة فدفنته بدون تغسيل ولا تكفين ولا صلاة فذكرت بعد حين أنها فعلت هذا فنقول يجب أن يصلى على هذا الجنين المدفون بلا صلاة لو أن أمه التي دفنته صلت عليه في بيتها كفى أو لا ؟ كفى لأن فرض الكفاية في صلاة الجنازة يحصل بواحد من المسلمين ذكر أو أنثى إذا صلاة الجنازة فرض ـ امش ـ فرض كفاية ويسقط بواحد من المسلمين ذكر أو أنثى .
ثانيا : هل تصلي المرأة على الجنازة ؟ الجواب نعم تصلي على الجنازة فإذا صلي عليها في المسجد وقد حضر نساء فليصلين مع الناس .
ثالثا : كيف يصلى على الجنازة يصلى عليها على حسب ما جاءت به الشريعة إذا قدمت الجنازة إلى الإمام فإن كان الميت ذكرا وقف عند رأسه وإن كانت أنثى فعند وسطها هكذا جاءت السنة وأين يكون رأس الميت عن يمين الإمام أو عن يساره ؟ عن يمين وعن يساره سواء وما يظنه كثير من العامة أنه لابد أن يكون الميت حال الصلاة عليه يكون رأسه عن يمين الإمام فلا أعلم لهذا أصلا فسواء كان رأس الميت على يسار الإمام أو على يمينه المهم أن يكون الميت بين يدي المصلي وكيف يصلى عليه ؟
نقول كبر عليه التكبيرة الأولى ويرفع يديه إلى حذو منكبيه أو إلى شحمة أذنيه أو إلى فروع أذنيه ويقرأ بعدها سورة الفاتحة فيقول أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم ثم يقرأ الفاتحة كاملة وإن قرأ معها سورة قصيرة أحيانا فلا بأس لا سيما إذا أكمل المأموم قراءتها والإمام لم يكبر التكبيرة الثانية فإنه يقرأ بعدها سورة ولا حرج .
ثم يكبر الثانية التكبيرة الثانية يقول الله أكبر ويرفع يديه كرفعه عند تكبيرة الإحرام ويصلي على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأفضل صيغة يصلى بها على الرسول صلى الله عليه وسلم ما علمه أمته فاتلوا علينا أيها الصغير أصغر ما أشاهد يالله ؟ اقرأ اللهم صل على محمد ؟
الطالب : ... .

الشيخ : أحسنت بارك الله فيك يقرأ بعد التكبيرة الثانية الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم "اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد" .
ثم يكبر الثالثة فيدعو والأولى أن يبدأ بالدعاء العام يقول "اللهم اغفر لحينا وميتنا وشاهدنا وغائبنا وصغيرنا وكبيرنا وذكرنا وأنثانا إنك تعلم منقلبنا ومثوانا اللهم من أحييته منا فأحييه على الإسلام ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان" ثم يدعو دعاء خاصا للميت "اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نزله وأوسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الذنوب كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس اللهم ابدله دارا خيرا من داره وأهلا خيرا من أهله وزوجا خيرا من زوجه وافسح له في قبره ونور له فيه اللهم لا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده واغفر لنا وله"
ثم يكبر الرابعة ويقف قليلا ثم يسلم وقال بعض العلماء يدعو لأنه ثبت ذلك في صحيح مسلم يدعو دعاء ولو للميت من باب التوكيد ثم يسلم تسليمة واحدة لأن صلاة الجنازة مبنية على التخفيف .
إذا فهمنا الآن أنه يكبر أربع مرات ويرفع يديه في كل تكبيرة لأنه صح ذلك من فعل عبدالله بن عمر رضي الله عنهما فيرفع يديه في كل تكبيرة وهو أيضا من حيث النظر واضح لأن كل تكبيرة تعتبر ركنا مستقلا فإذا كانت ركنا مستقلا وهي أقوال فليستدل على هذا القول برفع اليدين حتى يعرف أنه انتقل من ركن إلى ركن فالأثر والنظر كلاهما يدل على أن الإنسان يكبر في تكبيرات الجنازة ويرفع يديه أيضا هذه صلاة الجنازة .
ولكن هل الأفضل أن يلقى الميت على السرير مستورا أو ظاهرا ؟
نقول أما الرجل فلا بأس أن يبقى ظاهرا يعني يوضع عليه شيء يستر كفنه لئلا ينزعج الناس برؤيته، وأما المرأة فينبغي أن يكون على نعشها كبة يعني شيئا يرفع الستار حتى لا تشاهد فإن ذلك من الأمور المستحبة ولكن احذر أيها المسلم، احذر أن تجعل هذه اللفافة شيئا مكتوبا فيه ذكر الله أو آيات من كتاب الله فإن هذا ينافي احترام القرآن، القرآن الكريم لا ينبغي أن يستخدم لفافة لميت جنازة حتى إنك تشاهد سورة الإخلاص ملفوفا بها قدم الميت أين تعظيم القرآن أو تشاهد آية الكرسي على يمينه ويساره أو تشاهد الفاتحة كل هذا بدعة وهو منكر لأن فيه امتهانا لكلام الله عز وجل أرأيت الرجل الحي لو جعل لحافه مكتوبا فيه القرآن الكريم ألا يعد ذلك امتهانا للقرآن بلا والله امتهان للقرآن، القرآن يرفع على الرفوف ويحمل بالأيدي ويكرم لا يدخل به مواضع الأذى والقذر ولا يمسه الإنسان إلا بطهارة فكيف يكتب على أثواب تجعل لفائف على الأموات ثم إني أعلم علم اليقين أن الميت لا ينتفع بهذا لأن الميت لا ينتفع إلا بما دل الدليل على أنه ينتفع به وهذا لم يدل عليه الدليل بل لو ذهبنا إلى ما قال بعض الفقهاء من أن الميت يتأذى بفعل المعصية عنده لقلنا إن الميت الذي يوضع عليه هذا اللحاف يتأذى بذلك لأنه عملت المعصية على رأسه على جسمه فأحذركم من هذا العمل وهو والله مما يسوؤنا أن نشاهذه في بيت الله الحرام تقدم الجنائز ملفوفة بهذه اللفائف التي كتب عليها كلام رب العالمين عز وجل ولذلك يجب على المسلمين أن يكون في قلوبهم حرمة للقرآن الكريم إذا كان النبي صلى الله عليه وسلم كتب ألا يمس القرآن إلا طاهر فهذا يدل على تعظيمه والعلماء قالوا يحرم على الإنسان أن يدخل بيت الخلاء أي المراحيض ومعه القرآن احتراما لإيش للقرآن الجنب لا يقرأ القرآن ولو عن ظهر قلب احتراما للقرآن فالقرآن ليس ككلام الناس القرآن كلام الله وله من الحرمة ما يليق به .
جعلنا الله وإياكم ممن احترموا كلام الله وتلوه حق تلاوته إنه على كل شيء قدير .
هذا خلاصة لصلاة الجنازة بقي أن يقال هل يصلى على الجنازة بعد العصر وبعد الفجر أي في وقت النهي ؟
فالجواب : نعم يصلى عليها لأنها صلاة لها سبب وكل صلاة لها سبب فإنه لا نهي عنها حتى تحية المسجد أي ساعة من ليل أو نهار فلا تجلس حتى تصلي ركعتين .