هل من نصيحة لأئمة المساجد وهو أنهم في أثناء التكبير في الصلاة وبالأخص عند التشهد الأول أو الأخير تكون نبرة الصوت عندهم متساوية في جميع التكبيرات وهذا يحدث إرباكا للمسبوقين الذين لم يلحقوا إلا الركعة الثانية فهو يكبر للجلوس للتشهد وهذا المصلي قد يقف ظنا منه أنه قام للركعة الثانية والسبب أنه لم يغير نبرة صوته ، وكذلك الحال لو صف المأموم في بداية الركعة الثالثة أو الرابعة فسوف يتكرر هذا الإرباك بين المصلين فنأمل إيضاح في ذلك للأئمة ؟ وهل ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث في هذا الموضوع ؟
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
السائل : أرجو توجيه نصيحة لأئمة المساجد وهو أنهم جزاهم الله خيراً في أثناء التكبير في الصلاة وبالأخص عند الجلوس للتشهد الأول أو الأخير تكون نبرة الصوت عندهم متساوية في جميع التكبيرات ، وهذا يحدث إرباكا للمصلين وخصوصاً الذين لم يلحقوا إلا على الركعة الثانية فهو يكبر للجلوس للتشهد الأول ، وهذا المصلي قد يقف ظناً منه أنه قام للركعة الثانية أعني الإمام حيث أنه لم يغير من نبرة صوته لينتبه المصلون بالجلوس للتشهد الأول ، وكذلك الحال لو صف المأموم في بداية الركعة الثالثة أو الرابعة فسوف يتكرر هذا الإرباك بين المصلين ، آمل من فضيلتكم إيضاح ذلك للأئمة عموماً ، وهل ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث في هذا الموضوع أعني تخفيض الصوت عند الجلوس للتشهدين أم أن هناك نصاً يمنع من ذلك ، نأمل الإيضاح بالتفصيل جزاكم الله خيرا ؟
الشيخ : ما ذكره السائل من أن بعض الأئمة لا يفرقون في التكبير بين القيام والجلوس والركوع والسجود هو ظاهر السنة ، فإنني لا أعلم إلى ساعتي هذه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يفرق بين التكبيرات بل ظاهر السنة أن تكبيراته سواء ، وقد ثبت في الحديث الصحيح : أنه صلى عليه الصلاة والسلام ذات يوم على المنبر والمنبر كما هو معروف درج فكان عليه الصلاة والسلام يقوم ويركع وهو على المنبر، فإذا أراد السجود نزل فسجد على الأرض ثم قال : إنما فعلت هذا لتأتموا بي ولتعلموا صلاتي .
وفي هذه إشارة إلى أنه لا يفرق بين التكبير ، لأنه لو فرق بين التكبيرات لكان الناس يعرفون أنه راكع أو ساجد أو جالس أو قائم في التكبيرات ، ولا أعلم أيضا أن أحدا من أهل العلم قال : إنه يفرق بين تكبيرات الجلوس والسجود والركوع .
غاية ما سمعت أو غاية ما اطلعت عليه من كلام العلماء أن بعض العلماء قال : ينبغي أن يمد التكبير إذا سجد وإذا قام من السجود لطول الفصل بين السجود والقيام ، وأما أن يفرق بين الجلوس للتشهد الأخير والجلوس لما بين السجدتين أو التشهد الأول والجلوس لما بين السجدتين فهذا لا أعلم له أصلا من السنة ، وعلى هذا فما كان يفعله الأئمة الذين شكاهم هذا السائل هو ظاهر السنة ولا ينكر عليهم .
وأما ارتباك المأمومين فإن ارتباكهم في الغالب يكون لغفلتهم حيث يسرحون في الوساوس وأحاديث النفس ولا يتابعون الإمام إلا على نبرات صوته ، لكن إذا كان لا يفرق بين التكبيرات كان هذا أدعى لحضور قلوبهم وانتباههم ، لأن الإنسان لا يحب أن يقوم والناس جلوس أو أن يجلس والناس قيام ، فتجده قد شد نفسه وانتبه إلى إمامه أشد مما لو كان يتابع مجرد نغمات الصوت .
وأما من دخل في أثناء الصلاة فهذا ربما يحصل منه ارتباك وإن كان حاضر القلب لكن هو سيصلي إلى جنبه أناس قد سبقوه في الدخول في الصلاة فسوف يراهم ثم يتابع الإمام على حسب ما يرى المأمومين الذين خلفه ، ولا شك أن الإنسان كما يأتم بالإمام يأتم بمن خلفه إذا كان لا يمكنه الائتمام بالإمام.
السائل : بارك الله فيكم على هذا التوجيه المبارك.
الشيخ : ما ذكره السائل من أن بعض الأئمة لا يفرقون في التكبير بين القيام والجلوس والركوع والسجود هو ظاهر السنة ، فإنني لا أعلم إلى ساعتي هذه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يفرق بين التكبيرات بل ظاهر السنة أن تكبيراته سواء ، وقد ثبت في الحديث الصحيح : أنه صلى عليه الصلاة والسلام ذات يوم على المنبر والمنبر كما هو معروف درج فكان عليه الصلاة والسلام يقوم ويركع وهو على المنبر، فإذا أراد السجود نزل فسجد على الأرض ثم قال : إنما فعلت هذا لتأتموا بي ولتعلموا صلاتي .
وفي هذه إشارة إلى أنه لا يفرق بين التكبير ، لأنه لو فرق بين التكبيرات لكان الناس يعرفون أنه راكع أو ساجد أو جالس أو قائم في التكبيرات ، ولا أعلم أيضا أن أحدا من أهل العلم قال : إنه يفرق بين تكبيرات الجلوس والسجود والركوع .
غاية ما سمعت أو غاية ما اطلعت عليه من كلام العلماء أن بعض العلماء قال : ينبغي أن يمد التكبير إذا سجد وإذا قام من السجود لطول الفصل بين السجود والقيام ، وأما أن يفرق بين الجلوس للتشهد الأخير والجلوس لما بين السجدتين أو التشهد الأول والجلوس لما بين السجدتين فهذا لا أعلم له أصلا من السنة ، وعلى هذا فما كان يفعله الأئمة الذين شكاهم هذا السائل هو ظاهر السنة ولا ينكر عليهم .
وأما ارتباك المأمومين فإن ارتباكهم في الغالب يكون لغفلتهم حيث يسرحون في الوساوس وأحاديث النفس ولا يتابعون الإمام إلا على نبرات صوته ، لكن إذا كان لا يفرق بين التكبيرات كان هذا أدعى لحضور قلوبهم وانتباههم ، لأن الإنسان لا يحب أن يقوم والناس جلوس أو أن يجلس والناس قيام ، فتجده قد شد نفسه وانتبه إلى إمامه أشد مما لو كان يتابع مجرد نغمات الصوت .
وأما من دخل في أثناء الصلاة فهذا ربما يحصل منه ارتباك وإن كان حاضر القلب لكن هو سيصلي إلى جنبه أناس قد سبقوه في الدخول في الصلاة فسوف يراهم ثم يتابع الإمام على حسب ما يرى المأمومين الذين خلفه ، ولا شك أن الإنسان كما يأتم بالإمام يأتم بمن خلفه إذا كان لا يمكنه الائتمام بالإمام.
السائل : بارك الله فيكم على هذا التوجيه المبارك.
الفتاوى المشابهة
- الواجب على المأموم عند الدخول في الصلاة... - اللجنة الدائمة
- هل نراعي أحوال كبار السن حيث يرغبون بأن نمد... - ابن عثيمين
- ما يقول بين التكبيرات في صلاة العيد - اللجنة الدائمة
- حكم مد التكبيرة عند الانتقال إلى التشهد - ابن عثيمين
- حكم تغيير الإمام صوته بالتكبير عند التشهد - ابن باز
- المشروع في كيفية تكبير الإمام في صلاة الجماعة - ابن عثيمين
- ما حكم من تعمد الجلوس للتشهد الأول في الركعة ا... - الالباني
- ما حكم من تعمد الجلوس للتشهد الأول في الركعة ا... - الالباني
- هل صحيح أنكم تقولون بتحريم مد التكبير عند جل... - ابن عثيمين
- هل على الإمام في التشهد الأوسط أن يشعر المأم... - ابن عثيمين
- هل من نصيحة لأئمة المساجد وهو أنهم في أثناء... - ابن عثيمين