تم نسخ النصتم نسخ العنوان
ما الفرق بين المسلم والمؤمن ؟ وكيف يعلم الشخ... - ابن عثيمينالسائل : ما الفرق بين المسلم والمؤمن ؟ وكيف يعلم الشخص أنه وصل إلى درجة الإيمان ، لأن عندي إحدى الأخوات تقول : أنا مؤمنة وإيماني قوي ، كيف يعلم الإنسان ...
العالم
طريقة البحث
ما الفرق بين المسلم والمؤمن ؟ وكيف يعلم الشخص أنه وصل إلى درجة الإيمان ؟ وما هي الشروط التي تجعل الشخص قوي الإيمان ؟ وهل يعلم الإنسان هل إيمانه قوي أو ضعيف ؟
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
السائل : ما الفرق بين المسلم والمؤمن ؟ وكيف يعلم الشخص أنه وصل إلى درجة الإيمان ، لأن عندي إحدى الأخوات تقول : أنا مؤمنة وإيماني قوي ، كيف يعلم الإنسان بأن إيمانه قوي ؟ وما هي الشروط التي تجعل المؤمن قوي الإيمان ؟ وهل يعلم الإنسان إذا كان إيمانه قوياً أو ضعيفاً ، أرجو توضيح ذلك وجزاكم الله خيرا ؟

الشيخ : الإسلام والإيمان يذكران جميعا ويذكر أحدهما منفردا عن الآخر ، فإذا ذكرا جميعا اختلف معناهما وكان الإيمان للأعمال الباطنة والإسلام للأعمال الظاهرة ، ودليل ذلك حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين جاء جبريل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله عن الإسلام، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت الحرام". ثم سأله عن الإيمان ؟ فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : "الإيمان أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره" ففرق بين الإيمان والإسلام ، فجعل الإسلام هي الأعمال الظاهرة التي هي قول اللسان وعمل الجوارح ، وجعل الإيمان الأعمال الباطنة التي هي إقرار القلب واعترافه وإيمانه .
ولهذا قال الله عز وجل عن الأعراب : { قَالَتِ الأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ } فجعل الله تعالى الإيمان في القلب ، وبين في هذه الآية الكريمة أن الإيمان أعلى رتبة من الإسلام ، لأن الإسلام يكون من المنافق ومن المؤمن حقا ، وفي هذه الحال نقول : إن الإيمان أعلى مرتبة من الإسلام .
أما إذا أفرد أحدهما عن الآخر فإنهما يكونان بمعنى واحد فقول الإنسان أنا مؤمن كقوله أنا مسلم ، ولا فرق ، ولكن إذا قال : أنا مؤمن فإنه يجب عليه أن يكون الباعث له على هذه المقالة التحدث بنعم الله عز وجل أو الإخبار المحض المجرد لا أن يكون الحامل له على ذلك تزكية نفسه وإعجابه بها وافتخاره على غيره ، فإن ذلك من الأمور المحرمة وسيأتي إن شاء الله تعالى في حلقة قادمة بقية الإجابة على سؤال هذه السائلة .

السائل : شكر الله لكم يا فضيلة الشيخ وبارك الله فيكم وفي علمكم ونفع بكم المسلمين.

Webiste